بعد أن كان الصوم في العهد القديم حرمانًا للجسد، صار في العهد الجديد تحريرًا للنفس وإنعاشًا للقلب في الداخل، فطلب يسوع من تلاميذه ان يصوموا بفكرٍ مسيحيٍ جديدٍ ولائقٍ حين يرتفع العريس عنهم، بعد حلول الروح القدس عليهم وحصلوهم على الطبيعة الجديدة أي الخليقة الجديدة كما جاء في تعليم بولس الرسول " فإِذا كانَ أَحَدٌ في المسيح، فإِنَّه خَلْقٌ جَديد. قد زالتِ الأَشياءُ القَديمة وها قد جاءَت أشياءُ جَديدة" (2 قورنتس 5: 17).
ويعلق القديس أمبروسيوس: "ينبغي ألاَّ نخلط بين أعمال الإنسان العتيق وأعمال الإنسان الجديد، فالأول جسدي يفعل أعمال الجسد، أمَّا الإنسان الداخلي الذي يتجدد، فيليق به أن يميز بين الأعمال العتيقة والجديدة، إذ حمل صبغة المسيح، ولاق به أن يتدرب على الاقتداء بذاك الذي وُلد منه من جديد في المعمودية".
وبمعنى آخر، ليس الإنجيل ثوبا خلقاً مرقّعا للمسيحيين، بل ثوبا جديداً، نلبسه كل يوم، ليقي نفوسنا من تحدٍّيات العصر وهبوب رياحه المدمِّرة.