رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف أتوب، ليرفع عني الله الضيقة؟ قد يظن الناس، أنهم لم يفعلوا خطايا كثيرة تستوجب توبة، وإذا سألت البعض عن خطاياه، قد يشكر الله، لأنه لم يقع في خطايا الزنا أو القتل أو السرقة، كما يفعل الكثيرون... ذلك ليس لأنه بارٌ بلا خطية، ولكن لأنه لا يعرف خطيئته، وقد لا يريد أن يعرفها، لأنه يضل نفسه، كقول الكتاب: "إِنْ قُلْنَا: إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا" (1يو 1: 8). أنصحك يا أخي الحبيب، أن تصلي دائما، قائلًا: "... تَوِّبْنِي فَأَتُوبَ، لأَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ إِلهِي" (إر 31: 18). إن الخطية أشواك وأوجاع، وقد تؤدي بالخاطئ إلى الهلاك، لذلك صلي ليكشف لك الرب خطاياك، وثق أنه سيكشفها لك، إن كنت أمينًا في طلبك هذا. إخوتي الأحباء.. يجب أن نتوب عن خطايا الطباع والعادات، التي تؤثر على سلوكنا، لأنها خطايا ولود، ولكننا للأسف كثيرًا ما نتجاهل أمثال هذه الخطايا المركبة، فمثلًا... قد تكون قاسيًا، حينما لا ترحم من يخطئ في حقك وتغالي في تعنيفه، وهذا يعبر عن قساوة قلب، وعدم اهتمام بفضيلة الرحمة، وأيضًا عدم إحساس بمشاعر الآخر، وهي خطايا تؤلم قلب الله، وهذا بالطبع يحتاج منك لمثابرة في الصلوات، وصدق في التوبة.. وقد تكون ساخرًا من الآخرين على الدوام.. أو قد تكون متذمرًا على كل من حولك.. تلوم أحباءك، وتقرعهم، وترى على الدوام أخطاءهم، بينما لا ترى ما فيهم من أمور إيجابية.. صلِّ، واطلب أن يكشف لك الله خطاياك، وافحص طباعك جيدًا، ودقق في سلوكك، لكي يعطيك الله توبة، ويقبلك إليه، كقوله: "كُلُّ مَا يُعْطِينِي الآبُ فَإِلَيَّ يُقْبِلُ، وَمَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا" (يو 6: 37). |
|