رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سفر باروخ 2 - تفسير نبوءة باروك الاعتراف بالخطايا (با 1: 15 - 2: 10) فهذا الاعتراف اعتراف جماعي([55])، يشترك فيه كل الشعب مقرين أن خطاياهم وخطايا آبائهم هى التي جلبت كل هذا، ولم يحاولوا التملص، ولا إلقاء اللوم على الآخرين، كما حدث معهم من قبل([56]). فلا الملوك، ولا الكهنة، ولا رؤساء البيوت، ولا الأنبياء، ولا الشعب، يحاولون أن يبرروا أنفسهم، فالكل يُقر أمام الله أنه خاطئ، وبالتالي يستحق العقاب. فهنا وقفة جادة مع النفس، في سبيل الشفاء من الخطية. فالكل يقر أنه صار في عناد، وإصرار ضد الله. ولم يعطه أذنًا صاغية لسماع صوته، أو العمل بأقواله، من يوم خروجهم من مصر إلى الآن. مع إن الله كان دائمًا يحذرهم على فم أنبيائه، مرة بالإنذار، والأخرى بالوعيد، وثالثة بالوعود لمن يتوب ويتمسك بأقواله. لكن الكل سار حسب هواه، وتصور قلبه الشرير، وصارت لهم حرية الإرادة والاختيار ستارًا للشر(1بط2: 16). فهنا يصوب باروخ النبي بأصبعه، مشيرًا إلى مكان الداء، حيث تكمن الخطية. ويؤكد أن العصيان، نتيجة عدم سماع الصوت الإلهي، والسلوك في وصاياه، كان سببًا طبيعيًا في أن الله يقيم كلامه -أي تأديبه الذي سبق فأنذرهم به- لأن وعيد الله ليس لمجرد التهديد. لذلك يقول الرسول "فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِاخْتِيَارِنَا بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ الْحَقِّ، لاَ تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ الْخَطَايَا،بَلْ قُبُولُ دَيْنُونَةٍ مُخِيفٌ، وَغَيْرَةُ نَارٍ عَتِيدَةٍ أَنْ تَأْكُلَ الْمُضَادِّينَ...مُخِيفٌ هُوَ الْوُقُوعُ فِي يَدَيِ اللهِ الْحَيِّ!"(عب10: 26،27،31). فجلب الله قضاءه على إسرائيل، كما تكلم على فم موسى النبي في (سفر التثنية الأصحاحات من 27ــ 32): شرورًا لم تعمل تحت السماء كلها مثل ما أحدثه في أورشليم. حتى أن إرميا النبي يصف ما حدث وهو يبكى بدلًا من الدمع دمًا: "أَيَادِي النِّسَاءِ الْحَنَائِنِ طَبَخَتْ أَوْلاَدَهُنَّ. صَارُوا طَعَامًا لَهُنَّ فِي سَحْقِ بِنْتِ شَعْبِي. "(مرا 4: 10). وهذه هى المرة الثانية التي يُذكر فيها أن النساء ذبحن أولادهن لكي ما يقتتن بهم في الحروب. المرة الأولى أيام إليشع النبي عندما حاصر بنهدد ملك أرام السامرة (2مل6: 24-31). أفإلى هذه الدرجة تحدث الخطية؟!!! أهكذا تتغير الطبيعة البشرية، فتتحول العواطف الغريزية إلى أداة فتاكة ضد الإنسان نفسه؟!!! نعم لأن الله يسلم مثل هؤلاء إلى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق (رو1: 28). فأرجوك يا إلهي الصالح لا تسلمنا إلى أهوائنا، وميولنا، وغرائزنا. لكن اجتذبنا إليك بمراحمك الجزيلة، حتى لو اُضْطُرِرْتَ أن تؤدبنا. فمن حبك لنا أسلمتَ ذاتك عنا، وكل من تحبه تؤدبه (عب12: 5-11). أرجوك يا رب أعطنا أذنًا صاغية لنسلك في أوامرك ووصاياك المقدسة. لأن لك كل مجد وإكرام وسجود من الآن وإلى الأبد آمين. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الاعتراف بالخطايا هو الاعتراف العادي المعروف لديكم |
الاعتراف بالخطايا معروف في العهد القديم |
تحمل تواضعًا مع الاعتراف بالخطايا |
الاعتراف بالخطايا ونيل المغفرة |
صلاة من أجل الاعتراف بالخطايا |