رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الباب الضيق قال السيد المسيح: “ادخلوا من الباب الضيّق. لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذى يؤدّى إلى الهلاك. وكثيرون هم الذين يدخلون منه. ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذى يؤدّى إلى الحياة. وقليلون هم الذين يجدونه” (مت7: 13، 14). لقد رسم السيد المسيح بحياته طريق الأمجاد، وبعدما تألّم على الصليب قال لتلاميذه: “كان ينبغى أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده” (لو24: 26). وكان دائماً يردد أن من أراد أن يتبعه فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعه (انظر لو9: 23). التلمذة للمسيح تحتم حمل الصليب. وبدون الصليب تصير المسيحية كالعروس بلا عريس. والحياة مع المسيح فيها شركة الآلام مع المسيح كقول معلمنا بولس الرسول: “لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهاً بموته” (فى3: 10). وقال أيضاً: “كما تكثر آلام المسيح فينا، كذلك بالمسيح تكثر تعزيتنا أيضاً” (2كو1: 5) من أراد أن يلتقى مع المسيح فلن يمكنه أن يلتقى به إلا فى طريق الصليب، فى طريق الآلام، فى الطريق الكرب، ومن الباب الضيّق. ولكن من يدخل إلى هذا الطريق، يجد هناك تعزيات كثيرة.. فكثيرون يحاولون تخيّل شكل السيد المسيح، وصورته البهية ويتمنون اللقاء به ليهنأوا بهذا اللقاء. ويوجد من هو مستعد أن يضحّى بكل غالٍ ونفيس فى سبيل أن يرى السيد المسيح ويلتقى به. ولكن السيد المسيح رسم لنا طريقة الالتقاء به.. هناك فى درب الصليب. إذ لا يمكن أن نلتقى مع المسيح بدون صليبه.. لأن صليبه هو قوة الله للخلاص. الصليب هو سر القوة والنصرة على الخطية، وعلى محاربات الشيطان. والصليب هو علامة حب الله لنا، وهو أيضاً علامة المصالحة بإتمام الفداء وإيفاء الدين. فقبول الصليب هو قبول لمحبة الله ودخول إلى شركة الحب معه. إن مجد المحبة هو أن تتألم من أجل من تحب. كما أن مجد الينبوع هو أن يسقى ويروى ويغسل. فى درب الصليب تبدأ النفس فى الدخول إلى شركة العرس الروحى. وتبدأ فى تذوّق حلاوة المحبة المتبادلة بين المسيح والعروس. حينما قال بولس الرسول: “كما تكثر آلام المسيح فينا، كذلك بالمسيح تكثر تعزيتنا أيضاً” (2كو1: 5). كان يقصد أن الكنز المخفى لاكتشاف وتذوّق حلاوة الحياة مع المسيح هى من خلال قبول التألّم مع من أحبنا وسلّم نفسه كفارة عن خطايانا. |
|