رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرب المخلص: يقارن المرتل بين الهلاك الذي يرجوه لي العدو والخلاص الذي يقدمه لي الرب. أولًا: العدو سافك دماء والرب يسمع صرخات الدم البريء: "لأنه طلب الدماء وتذكرها، ولم ينس ضجيج البائسين" [12]. قد يسمح الله أن يستشهد مؤمنوه وتسفك دماؤهم، لكنه في الوقت المناسب يُطالب بدمائهم، بكل قطرة منها. حين تعلو صرخات (ضجيج) البائسين الخفية يستجيب لها، قائلًا للأشرار ما سبق فقاله لأول سافك دم في تاريخ البشرية: "صوت دم أخيك صارخ إليّ من الأرض!" (تك 4: 10). قد يبدو أن جريمة القتل أو الظلم قد ابتلعها الزمن، لكن الله لن ينسى الصرخات القديمة، ولا يتغاضى عن المظالم التي حلت بهم. * حينما يُطالب بدماء (الشهداء)، ينالون المجد بينما يرتبك الأعداء حينما يرون المسيح الذين افتروا... القديس إيريناؤس الله لا ينسى صرخات البائسين وصلواتهم، وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [الصلاة ميناء للإنسان الذي تحطمت سفينته، مرساة للذين يغوصون في الأمواج، طوق نجاة يسند الأطراف المرتعشة، منجم جواهر للفقراء، شفاءً للأمراض، حافظة للصحة. الصلاة تضمن في الحال استمرارية بركاتنا، وتبدد غيوم مصائبنا. مباركة أنتِ أيتها الصلاة! أنتِ القاهر الذي لا يكل لأهوال الإنسان، الأساس الراسخ للسعادة البشرية، مصدر الفرح الدائم، والدة الفلسفة. الإنسان الذي يقدر أن يصلي حقًا، وإن خارت همته وصار في عوز شديد، فهو أغنى من كل ما عداه. أما الشقي الذي لا تنحني ركبتاه، فإنه وإن كان رأسًا (ملكًا) لأمم كثيرة فهو أتعس البشر جميعًا. ثانيًا: العدو يطلب مذلتي والرب يطلب مجدي: "ارحمني يا رب وانظر إلى ذلي من أعدائي" [13]. عدو الخير يأسر الإنسان بالشهوات والخطايا، ليسلبه كرامته وعزه، ويجعل منه عبدًا ذليلًا، أما المخلص فجاء إلينا يشترينا بدمه لثمين ليقيمنا أبناء الله المكرمين، شركاء معه في المجد. ثالثًا: العدو يميتني بالقلق والمخلص يرد ليّ البهجة والفرح: "يا رافعي من أبواب الموت، لكيما أخبر بجميع تسابيحك، في أبواب ابنة صهيون، أبتهج بخلاصك" [14]. إذ يدفعني العدو إلى مقبرة الخطية ويدخل بي إلى موت النفس، لا استطيع التسبيح لله، لأنه "ليس في الموت من يذكر ولا في الجحيم من يسبحك". بلخطية تغلق علينا أبواب الموت الأبدية، وتفقد النفس سلامها مع الله ومع ذاتها فلا تقدر على التسبيح. أما مسيحنا غالب الموت فيرفعنا من أبواب الموت بعدما حطم متاريسه، وأطلق لسان قلوبنا بالفرح لننشد له تسابيح الفرح. يدخل بنا إلى ابنة صهيون، الكنيسة السماوية، التي تشارك السمائيين بهجتهم وليتورجياتهم وتسابيحهم. ترفعنا الأذرع الأبدية من أبواب الجحيم لتدخل بنا إلى أبواب ابنة صهيون، فنجد لنا موضعًا في حضن الآب. رابعًا: العدو ينصب لي الفخاخ ويهيئ لي الفساد، والرب يتركه يجني ما قد زرعه: "انغرست الأمم في الفساد الذي صنعوه، وفي الفخ الذي أخفوه انتشبت أرجلهم" [15]. أعد إبليس الصليب ليتخلص من اليد المسيح فتحطم العدو نفسه وفقد سلطانه. يرى القديس كيرلس الكبير أن هذه الآية تنطبق على جماعة اليهود، فقد أصدر بيلاطس حكمًا ضد السيد المسيح ليوافقهم على هواهم وما تاقوا أن يفعلوه. كان أفضل لهم لو تمت إرادة بيلاطس وصدر الحكم بإطلاق سراح الرب البريء البار القدوس الذي بلا ذنب، وأن يخلص البريء من قيوده التي كُبِّل بها ظلمًا، لكنهم قاوموه وأصرّوا على عنادهم، وازدادوا هياجًا وعنفًا، فظفروا بالنصرة التي صارت أساس بلاياهم وشرهم. لقد حفروا فخًا أدى إلى هلاكهم... خامسًا: يعاقب الله على الشر، ويكافئ الأبرار على صبرهم: "سيُعرف الرب أنه صانع الأحكام والخاطي بأعمال يديه أُخذ... وصبر البائس لا يهلك إلى الدهر" [16، 18]. تظهر عدالة الله في معاقبته الأشرار ومكافأة الأبرار. * يعاقب الشرير على أفعاله، ويجني الآخرون منفعة من ذلك. القديس يوحنا الذهبي الفم * كما أن الأبرار الذين كملوا بالأعمال الصالحة لا يأتون إلى الدينونة ليُدانوا (مز 1: 5) هكذا الأشرار الكثيرو الخطايا الذين عصيانهم قد طغى جدًا، فإنهم لا يطلبون للاقتراب نحو الدينونة (لرؤية مجد الله) إنما ما يقومون حتى يرجعون إلى الهاوية Sheol. الأب أفراهات سادسًا: يعلن الله عن ضعف عدوي... |
|