رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أتى المجوس كهنة فرس إلى أورشليم يسألون عن "ملك اليهود" بعدما رأوا نجمه في المشرق... عرف الملك هيرودوس فاضطرب، خاف على سلطته الزمنية ظنًا منه بأنّ "المشيحا" سيصادر منه السلطة المدنية، سلطة المُلك البشري، فأسرع وأصدر قرارًا بقتل أطفال بيت لحم من ابن سنتين فما دون. أخطأ هيرودوس في تشخيص حقيقة "المشيحا" لأنّ المسيح الآتي ليس مسيحًا بشريًا ممسوحًا من الآب لتولّي سلطة مدنية، سلطة زائلة في وطن، في عالم زائل رذله الابن المتجسِّد؛ وقد رفض لا بل تهرّب يسوع من هذا اللقب حتى لا يظنّ سامعيه بأنّه ملك بشري لأنّ هذه الصفة تشوّه حقيقة "المشيحا" الموعود به من الآب على لسان الأنبياء، تشوّه أبعاد رسالته الخلاصية التي تتخطّى المجد البشري للوصول بالإنسان إلى المجد السماوي من خلال حال الشراكة في الحياة الإلهية التي هي محور تجسّد "المشيحا" وموضوع بشارته. أول ثمن لدخول ابن الله إلى أرضنا هو قتل أطفال بيت لحم هؤلاء الأطفال الأبرياء يدفعون ثمن شرّ الإنسان، وشهوة السلطة، إنّهم "القرابين الأولى" على مذبح هذا الكون، إنّهم الصورة المسبقة لمن أتى ليقدِّم ذاته على الصليب قربانًا مقبولاً ليفتدي البشر. هؤلاء القرابين الحية هم كالرزع في أرض البشر والذي سيثمر أبناء العهد الجديد، أبناء كنيسة المسيح، هذه الجماعة التي استمرّت بإرادة مؤسِّسها من خلال زرع الشهداء عبر تاريخ الخلاص. دخول يسوع إلى أرض البشر يحمل في طيّاته تجديدًا للكون ولما فيه وبخاصّة الإنسان الذي خلقه ليكون على صورته، على صورة الابن المتجسِّد، هذا الخلق الجديد لا بدّ من أن يقاومه الشر الكامن في طبيعتنا البشرية ولكن الحضور الإلهي من خلال سكنى يسوع في حياتنا سيعطينا إذا أردنا نعمة الانتصار حتى نحيا حالة الخلق والتجدّد المستمرّ لإنسانيتنا لتتكوّن فينا صورة ابن البشر. |
11 - 01 - 2015, 10:08 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: استشهاد أطفال "بيت لحم"
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
|