|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
"فجاء الملاكان إلى سدوم مساءً وكان لوط جالساً في باب سدوم" (تك 19: 1 ) من الوقت الذي حدث فيه الانفصال بين إبراهيم ولوط، يظهر الأول متقدماً "من قوة إلى قوة"، بينما الآخر، على العكس، يظهر أنه يتقدم فقط إلى أسفل من درجة ضعف إلى أخرى، حتى نجده في النهاية قد فقد كل شيء ونجا فقط بحياته. سبق أن فقد كل أمتعته في الحرب بين "الأربعة ملوك والخمسة"، ولكن لا يظهر بأن هذا كان له أي تأثير على فكر لوط في سبيل تعليمه شر الاختلاط مع العالم، بل يظهر أنه أصبح متغلغلاً في العالمية بعد تلك الحادثة أكثر من ذي قبل، لأنه أولاً نقل خيامه إلى سدوم (تك 13: 12 ) ، ولكننا نجده الآن جالساً في الباب (تك 13: 12 ) ، وهو كما نعلم كان إذ ذاك مكان الإكرام. وفى هذا الإصحاح لا نجد أن الرب يُظهر نفسه للوط، ولكنه يبقى على بُعد من المكان الدنس، ويرسل فقط ملائكته لينقذوا لوطاً من وسط الانقلاب. والملاكان أيضاً كانا يُظهران كل تباعد واغتراب، فهم يرفضون أن يذهبوا إلى بيت لوط عندما يدعوهم، قائلين "لا بل في الساحة نبيت". وهذا المشهد المؤسف لهو عكس مشهد الإصحاح السابق (تك18) الذي نرى فيه خليل الله يتمتع بإظهار الرب له ذاته. ويقف أمام الرب الوقوف الصحيح متشفعاً في أخيه المغلوب المعذب! ويذكر الله إبراهيم ويرسل لوطاً من وسط الانقلاب (تك 19: 29 ) . لكن ماذا عن لوط؟ كيف ختم حياته؟ آه "لا تخبروا في جت! ولا تبشروا في أسواق أشقلون!" حسناً أننا نرغب أن نلقى حجاباً على المشهد الختامي من حياة شخص لم يتحقق من قوة دعوة الله. لقد كان يُظهر على الدوام رغبة كامنة نحو ما في مصر وما في سدوم، ويُظهر قلبه أنه لم ينخلع تماماً من العالم. وكان يذهب من رديء إلى أردأ. وقصة لوط تعطى تحذيراً لكل المسيحيين الذين يشعرون بميل إلى أن يُحملوا بتيار العالم. إن التاريخ لم يدوَّن بلا غرض "كل ما سبق فكُتب، كُتب لأجل تعليمنا". يا ليتنا إذاً نتعلم من حياة لوط أن "لا نكون نحن مُشتهين شروراً" (1كو 10: 6 ) ولو أنه "يعلم الرب أن ينقذ الأتقياء من التجربة" غير أنه من واجبنا أن نبتعد عن طريق التجربة بقدر ما نستطيع، وأن تكون صلاتنا على الدوام "لا تُدخلنا في تجربة". |
|