كان قديسًا محسنًا يقوم ليلًا ويذهب إلى المحتاجين ليقدم لهم مما أعطاه الله. ولم يهمل زيارة السجون ليتحدث إلى المساجين ليتوبوا، ويزور المرضى في المستشفيات مشددًا إياهم في تجاربهم، وكان يشجع الأغنياء على العطاء ومن خلال كلماته الحلوة يجذبهم إلى صالح الأعمال، ويعيد الصلح للمتخاصمين، ويكسو العرايا، ولهذا كانت كنيسته تمتلئ بالفقراء باستمرار. ذات ليلة كانت بجوار الكنيسة امرأة تصرخ من ألم الوضع وكان الوقت شتاءً، فترك القديس الصلاة الفردية وخرج إليها، فوجدها على وشك الوضع وليس بجوارها أحد، فقام بدور القابلة دون أن يخجل.وكان يرتدي ملابس بسيطةً لا تساوي شيئًا، ولهذا لم يحمل همومًا من جهة أمور الجسد، حتى أنه إذ لم يكن له ما يعطي صدقة، باع كتابه المقدس وتصدق به، وظل يمارس أعمال الفضيلة إلى أن تنيح سنة 420 م.، مطبقًا الآية المباركة: "كنت جوعانًا فأطعمتموني، كنت عريانًا فكسوتموني" (مت25: 35-36).