لا يمكن أن أنكر إحتمالية وجود شخص محب وحكيم (يمكن أن تفضفض له) سواء من الأصدقاء أو أفراد الأسرة ويكون عونًا حقيقيًا لك. نشكر الله من أجل الآباء والأمهات، سواء بالجسد أو المؤمنين الذين حباهم الرب قلب راعوي وأحشاء المسيح، والذين يجيدون الإنصات والنصح. لكني سأشير عليك بالشخص الذي اختبرت روعة الفضفضة له، فقررت ألا أفعلها مع غيره، من فرط رقته واتساع صدره، فضلاً عن حكمته وحسن مشورته. المدهش والجميل في الأمر أنه يشعر بي ويفهمني جيدًا، أما عن سوء الفهم بيننا فهو أمر غير وارد مطلقًا. هذا الصديق هو أبونا الذي في السماء الذي لم يرَه أحد من البشر، حتى جاء الرب يسوع المسيح الذي رأينا في وجهه كل محبة ورحمة وحنان هذا الآب الكريم. علَّمنا المسيح علمنا أن أبينا السماوي. «يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ» (متى6: 8)، يعلم احتياجنا لا المادي فقط بل العاطفي أيضًا. وهو يسمع لنا في كل حين، ويُسرّ بأن يرانا نلوذ إليه قبل أي شخص آخر؛ قبل أن توصَد قلوب البشر في وجوهنا. «أَسْكُبُ أَمَامَهُ شَكْوَايَ. بِضِيقِيْ قُدَّامَهُ أُخْبِرُ» (مزمور142: 2).