إذا غفر الله للإنسان، فليس بوسع الإنسان إلا أن يغفر لأخيهِ الإنسان " فإِن تَغفِروا لِلنَّاسِ زلاتِهِم يَغْفِرْ لكُم أَبوكُمُ السَّماوِيّ وإِن لَم تَغفِروا لِلنَّاس لا يَغْفِرْ لكُم أَبوكُم زلاَّتِكُم" (متى 6: 14-15)، والواقع انه منذُ العهد القديم لم تقتصر الشريعة فقط على وضع حدٍ للانتقام بسنّة الثأر، العين بالعين والسن بالسن (خروج 21/23 -25) التي نجدها ايضاً مدوَّنة في شريعةِ حمورابي وفي الشرائع الأشورية، ولكنها تَنهى عن بغض الآخر لأخيه، كما أن تُحرّمُ الانتقام والحقد على القريب. إن الله منعَ الإنسان من أن يسعى وراء انتقام شخصي، فقال له: "لي الانتقام" (تثنية الاشتراع 32: 35)، "لا تَنْتَقِمْ ولا تَحقِدْ على أَبْناءِ شَعبِكَ، وأَحبِبْ قَريبَكَ حُبَّكَ لِنَفسِكَ: أَنا الرَّبّ" (أحبار 18:19)، ومن جُملةِ الأمثلة البارزة التي يقدمها الكتاب المقدس على صفح الإنسان عن اخيه الإنسان هو صفحُ عيسو عن أخيه يعقوب (تكوين 33)، وصفح يوسف عن إخـوته الذين باعـوه إلى مصر " أَرْجو ان تَغفِرَ שָׂא لإِخَوتِكَ ذَنبَهم وخَطيئَتَهم، فقَد فَعَلوا بِكَ سوءاً والآن أَسأَلُكَ أَن تصفَحَ שָׂא عن ذَنْبِ عَبيدِ الهِ أَبيك "(تكـوين50: 17).