رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب مفهوم الوحي والعصمة في الكتاب المقدس - أ. حلمي القمص يعقوب تصدير كان السير "وليم رمساي" شابًا مهذّبًا مستقيمًا يعمل أستاذًا للعلوم الإنسانية بجامعة "ابردين" بسكوتلاندا، وقد نمت داخله بذار الشك والإلحاد، حتى ظنّ في نفسه أن الكتاب المقدَّس هو كتاب مزَّيف، ولكي يثبت الأخطاء التاريخية والجغرافية التي وقع فيها الكتاب اختار سفر الأعمال ليكون محط دراساته وأبحاثه، وفي سنة 1881م قام ببعثة علمية إلي أسيا الصغرى وفلسطين ليدرس البيئة التي جرت بها الأحداث، واستمرت بعثته العلمية هذه لمدة خمسة عشر عامًا، وفي سنة 1896م انتهى إلي نتيجة تخالف تمامًا توقعاته، إذ تأكد من صحة كل معلومة كبيرة أو صغيرة وردت في السفر، فأصدر كتابه "القديس بولس السائح الروماني" وعوضًا عن أن يذكر الأخطاء التاريخية والجغرافية التي سقط فيها القديس لوقا (حسب تصوره السابق)، اعترف هو نهارًا جهارًا بخطئه، وقال في كتابه ص 238 - 240 " يُساق الحديث (في سفر الأعمال) بدون ارتباك رغم كثرة التفاصيل وتغيُّر الأحوال من مدينة إلى أخري.. لكل حقيقة تافهة (صغيرة) في أعمال الرسل موقعها ومعناها الخاص " وفي سنة 1914 م. أصدر كتابًا آخر عن علاقة الاكتشافات الحديثة بالثقة بالعهد الجديد، وقال في ص5 بالمقدمة " إن غايتي هي أن أبين بفحص العهد الجديد كلمة كلمة وجملة جملة من الآيات التي اعترض عليها الناقدون أنه منفرد بين الكتب بعصره مع إيضاحه وشموله وحقيقته الحيًّة، وليس الأمر أن سفرًا واحدًا من أسفاره يتميز بهذه الصفات، بل تخص هذه الميزات جميع أسفاره" (راجع أرل البردويل - صوت من الأنقاض ص 68-70). وحيث أن عدو الخير لا يكف عن إثارة الشكوك حول الكتاب الخالد، الذي لم يتعرض كتاب مثله للنقد والفحص والتمحيص وهو ثابت كالجبل الشامخ، وحيث أن شبكة الانترنت تزخر بأفكار النقد الكتابي مما يتعب بعض الدارسين، لذلك كان لزامًا علينا أن نشير في عجالة للنقد الكتابي، وقانونية الأسفار، ومفهوم الوحي والعصمة لجميع الأسفار المقدًّسة بكل ما تحتويه، ودور الجانب الإلهي والجانب البشري في تسجيل كلمات الكتاب، وهل تعد اختلاف الترجمات تحريفًا للكتاب؟ وما هو الضمان أن ما بين أيدينا من الأسفار المقدسة يطابق تمامًا الأصول؟ وكيف نتعامل مع الصعوبات التي تواجهنا في فهم الكتاب، وما موقفنا من الذين يركبون موجة النقد العالي موجهين سهامهم ضد الكتاب. ليبارك الله هذا العمل، وليسمح باستكمال هذه السلسلة قدر المستطاع، وإنني أرحب بكل من يحركه قلبه للمشاركة في هذا العمل ولاسيما في مجال الترجمة، راجيًا أن تذكرني يا صديقي في صلواتك، ولإلهنا المجد الدائم إلي الأبد آمين. |
|