رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحياة بعد الموت في المسيحية من أهمّ المواضيع الّتي تدور بين النّاس ومن أهمّ الأسئلة الّتي تُطرح على الأشخاص: أين ستذهب بعد الموت؟ وفي هذا المقال سوف نتكلّم عن أحد المكانين اللَّذَين يمكن للإنسان أن يذهب إليهما بعد الموت، (السّماء). نسمع مراراً وتكراراً عن مفهوم السّماء، ولكن لا نُدرك أنّه عندما نذكر كلمة سماء ممكن لأيّ شخص أن يتخيّل مكانٍ ما. ولكن مفهوم السماء في الكتاب المقدّس هو مفهوم مُختلف عن مفهوم البشر. ما هي السماء؟ السماء ليست مكان سَهَر وموسيقى، كما أنّها ليست مكان للمُتعة الجنسيّة كما يظنّ البعض. السّماء كمفهوم مسيحيّ هي حيث سنلتقي بالخالق نفسه، يسوع المسيح، وجهاً لوجه. يكتب الرّسول يوحنا في سِفر الرُّؤيا عن تفاصيل من السّماء قائلاً: “وَسَمِعْتُ صَوْتاً هَاتِفاً مِنَ الْعَرْشِ: “الآنَ صَارَ مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، هُوَ يَسْكُنُ بَيْنَهُمْ، وَهُمْ يَصِيرُونَ شَعْباً لَهُ. اللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلهاً لَهُمْ!” وكون الله موجود مع النّاس وجهاً لوجه، فلن يكون هناك شرّ بتاتاً! “وَسَيَمْسَحُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ. إِذْ يَزُولُ الْمَوْتُ وَالْحُزْنُ وَالصُّرَاخُ وَالأَلَمُ، لأَنَّ الأُمُورَ الْقَدِيمَةَ كُلَّهَا قَدْ زَالَتْ!” ويصف الكاتب راندي ألكورن هذا الأمر في كتابه “السماء” قائلاً: “لن يكون هناك تظاهُر أو ارتداء أقنعة. لا مجموعات. لا وجود لمُخطّطات خفيّة أو صفقات سرّيّة أو خيانات أو طُموحات أو مؤامرات أو خطط شرّيرة.1“ فبمجرّد وجود الله في ذلك المكان، لا يمكن وجود الخطيّة معه في ذات المكان. كما أنّ وجوده يلغي الحاجة إلى النّور كون الله هو نور وهو سيُضيء السّماء! “(وَلَمْ تَكُنِ الْمَدِينَةُ فِي حَاجَةٍ إِلَى نُورِ الشَّمْسِ أَوِ الْقَمَرِ، لأَنَّ مَجْدَ اللهِ يُنِيرُهَا، وَالْحَمَلَ مِصْبَاحُهَا.”(رؤيا يوحنا 23:21 أين توجد السماء؟ “مكان السماء لا يُشغل تفكيري. إن كنت لا أعرف أين تقع دولة موريتانيا لا يعني أنّها ليست موجودة! كلّ الّذي يمكن أن نقوله على الأكيد هو أنّ السّماء فوق2“ يُركّز الكاتب ألكورن على مكان الأرض بالمُقارنة مع مكان السّماء: “الأرض هي عالَم “ما بين” يلمس السّماء والجحيم. تؤدّي الأرض مباشرةً إلى الجنّة (السّماء) أو إلى الجحيم، مما يتيح الاختيار بين الإثنين. أفضل ما في الحياة على الأرض هو لمحة عن السّماء. أسوأ ما في الحياة هو لمحة عن الجحيم.3“ فحياتنا على هذه الأرض هي ممَرّ عُبور إلى الحياة الأبديّة، الّتي لا تنتهي. وبالتّالي يتقرّر مصيرنا الأبدي في هذه الحياة المؤقّتة. من يمكنه الدّخول إلى السماء؟ يوجد شرط واحد للدّخول إلى السّماء، وبالتّالي إلى محضر الله، وهذا الشّرط هو الكمال. لأنّ الله قدّوس ولا يمكن له أن يتواجد في المكان نفسه مع الخُطاة، يجب على الشّخص أن يكون كاملاً لكي يتمكّن من دخول السّماء. وبطبيعة الحال، كلّ من يقرأ هذا المقال وكلّ إنسان في العالَم يُدرك أن لا أحد كامل على هذه الأرض، الجميع قد أخطأوا في مكانٍ أو في آخر. ولهذا السّبب، تجسّد الله بيسوع المسيح وعاش حياةً كاملةً مطبّقاً كلّ متطلّبات الشّريعة ومات من أجل خطايانا وقام منتصراً من الموت لكي يُعطي كلّ من يؤمن به حياةً أبديّة. دخول أي شخص إلى السّماء مرتبط ارتباطاً تامّاً بقرارهِ تجاه يسوع المسيح. كلّ من يُدرك خطاياه ويؤمن أنّ المسيح مات من أجل خطاياه يدخل إلى السّماء بِناءً على عمل المسيح. أمّا كلّ من لا يتوب ويؤمن بالمسيح يدخل الجحيم بِناءً على خطاياه وكسره لوصايا الله. “بالنّسبة للمسيحي، الموت ليس نهاية المُغامرة ولكنه مدخل من عالَم بؤس حيث تتقلّص فيه الأحلام والمُغامرات، إلى عالَم تتّسع فيه الأحلام والمُغامرات إلى الأبد.4“ يقول المرنّم: قد مضى سيّدي للسّما…… ليُعدّ مكاناً لنا حتّى حيثما يكون….. نبقى معه لنكون في هناءٍ وعزٍّ وسكون يا لشوقي للسّما….. دار راحةٍ لنا زاد شوقي لِلّقا….. بحبيبي، فادي جنسنا دخول أي شخص إلى السّماء مرتبط ارتباطاً تامّاً بقرارهِ تجاه يسوع المسيح الخاتمة السّماء ليست نهاية حياة المؤمن، لا بل هي بداية حياته الأبديّة مع الله حيث سوف يتمتّع براحة وسلام أبدي في محضر القدّوس ربّ الأرباب وملك الملوك، يسوع المسيح. هناك طريق واحد يؤدّي إلى السّماء، وعدّة أبواب تؤدّي إلى الهلاك. وحده يسوع قال: أنا الطريق والحقّ والحياة. لا أحد يأتي إلى الآب، أي إلى السّماء، إلّا بي!. |
|