رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* إن كان طبيبنا السماوي العظيم قد أعطانا العقاقير والمسكِّنات، فمن أين وُجِدَ سبب هلاكنا إلاّ من غرضنا العليل؟ لقد أعطانا قبل كل شيء تواضعًا، طاردًا كل كبرياء وكل عُلو يرتفع ضدّ معرفة مجد ابن الله (2 كو 10: 5)، ويهبنا الطاعةً التي "تطفئ جميع سهام الشرير الملتهبة" (أف 6: 16)، وقطع مشيئتنا في كل الأمور لأجل قريبنا؛ ورباطة جأش في القلب وتمتع الوجه بالإشعاع والبهجةً، والثبات في المظهر... لقد أعطانا الحب الذي هو مثل حبه! لأنه قد صار نموذجًا لنا. لأنه "وضع نفسه وأطاع"، ليس مجرد طاعة فحسب، بل "حتى الموت" (في 2: 8). وإذ ضحّى بحياته لأجلنا علّمنا قائلًا: "أحبّوا بعضكم بعضًا كما أحببتكم أنا"، "وبهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي، إن كان لكم حبٌّ بعضًا لبعض" (يو 13: 34-35). * التواضع يجعل الإنسان مسكنًا لله! والأرواح الشريرة مع الشيطان قائدها تُطرَد بعيدًا عن هذا المسكن مع أوجاعها المخجلة، وبذلك يصير الإنسان هيكلًا لله، مقدّسًا، مستنيرًا، مطهَّرًا، غنيًا بالنعمة، مملوءًا بكل رائحةٍ زكية وحنوّ وابتهاج، ويصير الإنسان حاملًا لله (ثيئوفوروس)، بل بالحري يصير إلهًا حسب القول: "أنا قلتُ إنكم آلهة وبنو العليّ كلّكم" (مز 82: 6). القديس برصنوفيوس |
|