كلمة تقليد بمعنى imitation وهي تعني التمثيل أو المحاكاة وهي تدخل في دائرة الفن فهي لا تعنينا، أما المعنى الآخر وهو المقصود بكلمة التقليدtradition أي التسليم فالتقليد بمعنى التسليم وهي ترجمة للكلمة اليونانية المستخدمة في الكتاب المقدس وهي Paradocic و تفيد حرفيًا الأمور المسلمة من يد ليد واصطلاحا تفيد الترتيبات والنظم الدينية والكنسية المسلمة من جيل إلى جيل وقد شرح العالم الألماني بير أن أصل الكلمة باليونانية Paradcicومشتقة من الفعل اليوناني paradidomi أي يعهد بشيء لآخر أو تسليم شيئًا يدًا ليد التقليد هو محصلة التعاليم الشفوية و المكتوبة للسيد المسيح والرسل الأطهار التي سلموها لمن تبعوهم دون تحريف أو حذف يقول معلمنا بولس الرسول "فأثبتوا أيها الأخوة وتمسكوا (بالتعاليم = بالتقليد = بالتسليم Paradocic باليونانية) التي تعلمتموها سواء كان بالكلام أم برسالتنا" 2 تسي 2: 15 " إذا كان لي كثيرا لأكتبه لكنني لست أريد أن اكتب إليكم بحبر وقلم ولكنى أرجو أن أراك عن قرب فنتكلم فما لفم (3. يو 13، 14).
ويقاس مجد الكنيسة بدرجة محافظتها على تقاليد آبائها، وأن الكنيسة بلا تقليد إلهي بلا أصل وبلا تاريخ فهي كنيسة مرتجله مستحدثة قريبة من الاضمحلال بل من الزوال، وكما تفتخر الممالك بتقاليدها وتحافظ عليها جيل بعد جيل وتدافع عنها بكل ما أوتيت من قوة وتعتبر في حفظها لشرفها وفي مخالفتها ضياع لمجدها وكذا الكنيسة القبطية قد حافظت بأمانة تامة على تقاليدها التي تسلمتها من الرسل أب عن جد، وقد رسخت هذه التقليد في رؤوس ناظيرها وفي أذهانهم، وهل يستطيع إينيانوس أن ينسى ما سلمه إياه مرقص الرسول وهل يستطيع ميليوس أن يخالف ما سلمه إياه إينيانوس وهكذا حتى البابا شنوده الثالث... لهذا جعل الآباء للتقليد منزلة سامية. ولو شككنا في التقليد لما أمنا في شيء ما بل شككنا في الإنجيل ذاته وألا فمن يستطيع أن يبرهن لنا بالتأكيد أن الإنجيل الذي في أيدينا هو الذي سمعه الرسل من السيد المسيح وكتبوه بأنفسهم لو لم يقنعنا بذلك التقليد وصوت الكنيسة الجامعة؟
إن قالوا كيف لا تعرف كلام الله وهو بين كالنور في الدجى نرد إن كان الأمر كذلك فلماذا رفض لو ثر – الرسالة للعبرانيين و رسالة بطرس الثانية، و رسالتي يوحنا الثانية و يوحنا الثالثة و رسالة يعقوب و رسالة يهوذا و سفر الرؤيا ثم عاد هو نفسه وقبل بعضها ثم تابعوه عادوا وقبلوا الجميع.
بل لماذا نقول بصحة إنجيل متى و مرقص و لوقا و يوحنا ونرفض إنجيل برنابا و إنجيل أندراوس و إنجيل بولس وإنجيل يعقوب الكبير وأعمال الرسل الأخرى وغير ذلك؟
من علمنا الاتجاه للشرق وأمرنا بحفظ الأحد بدل السبت ونظم لنا الأصوام ورتب القداس الإلهي وأوصل إلينا قوانين الرسل التي وضعوها في علية صهيون
وخبرنا بملابس الكهنوت والخدمة و أواني الخدمة فمن يقاوم التقليد يقاوم ترتيب الله ونظامه الذي وضعه في الكنيسة لأن كل شيء مقام على الإيمان بالتقليد والتسليم الرسولي..
1. فاثبتوا أيها الأخوة وتمسكوا بالتعليم (بالتقاليد = Paradocic = التسليم) التي تعلمتموها أما بكلامنا وأما برسالتنا) (2. تس 2: 15).
*وما تعلمتموه وتسلمتموه وسمعتموه ورأيتموه في، فهذا افعلوا " في 4: 9 ".
إذا كان لي كثير لأكتب إليكم لم أرد أن يكون بورق وحبر لأني ارجوا أن آتى إليكم أتكلم فما لفم لكي يكون فرحنا كاملا " 2.يو1:12،3.يو14".
*فأما الأمور الباقية عندما آخى أرتبها " 1. كو 11: 34 ".
*فقد أرسلنا يهوذا وسيلا وهما يخبرانكم بنفس الأمور شفاهًا "أ ع 15: 27 "
*لأنني تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضًا" 1. كو 11: 23
* من أجل هذا تركتك في كريت لكي تكمل ترتيب الأمور الناقصة وتقيم في كل مدينة قسوسًا كما أوصيتك " تى 1:5" " 2يو 1: 12، 3 يو 14 ".
حتى تعاليم السيد المسيح لم تنقل كلها كاملة كما وضح لنا معلمنا يوحنا البشير " وأشياء أخرى كثيرة صنعها يسوع إن كتبت واحدة واحدة فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة ". "يو 21: 25 ".
وقد يتخوف البعض من إمكانية تحريف التقليد عبر العصور الطويلة ولكن فلتطمئن للأسباب التالية:
1. موافقتنا لروح الكتاب المقدس وتعاليمه، فمثلا أمريض أحد بينكم فليدع قسوس الكنيسة ليصلوا عليه ويدهنوه بالزيت باسم الرب صلاة الإيمان تشفى المريض والرب يقيمه، الزيت -قسوس- صلاة كلا منها يطابق روح تقليد الكنيسة.
2. مجمعا عليه من سائر الكنائس الرسولية.
. ترجع أصوله إلى العصر الرسولي الأول أو العصور الأولى للمسيحية بإثباتات علمية دقيقة وأيضا ضمانات تحفظ التقليد من الانحراف والتحريف.
*الآباء الأساقفة بصفتهم راعاه الكنيسة وحراس التعاليم بها وعليهم نقل التقليد بأمانة ودقة ومن حقهم قطع وحرم وفرز من يخالف ويبتدع سواء من الاكليروس أو العلمانيين أو حتى الأساقفة زملائهم أو البطاركة رؤسائهم.
راجع: " 2. تيم 2:2 " " 1.تيم 6: 2 " " 1. تيم 3: 6، 7 "
" 1. تيم 4: 16 " " 1. تيم 5: 17، 22 " " 1. تيم 6: 3 – 5، 13، 14 " " 2 تيم 2: 14 – 16 " " 2. تيم 4: 2 – 5 " " تى 1: 5 – 9 " " تى 3: 10 – 11 "
*كتابات الآباء ومؤرخي الكنيسة القدامى والتي يصفون فيها الكنيسة وأنظمتها سواء يقصدون أو وردت ضمن كتابتهم.
*المجامع المقدسة وما أتخذ فيها من تحديدات وقوانين وقرارات.
*صلوات الكنيسة وطقوسها المدونة والتي تناقلت بالممارسة العملية المستمرة من جيل إلى جيل.
وهذا ويدرس هذا الموضوع بطريقة أوضح وبحث ابعد من خلال اللاهوت العقيدي.