|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مقاومة العالم للمسيح (ع 18-27): 18 «إِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أَبْغَضَنِي قَبْلَكُمْ. 19 لَوْ كُنْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ لَكَانَ الْعَالَمُ يُحِبُّ خَاصَّتَهُ. وَلكِنْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ، بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ مِنَ الْعَالَمِ، لِذلِكَ يُبْغِضُكُمُ الْعَالَمُ. 20 اُذْكُرُوا الْكَلاَمَ الَّذِي قُلْتُهُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ. إِنْ كَانُوا قَدِ اضْطَهَدُونِي فَسَيَضْطَهِدُونَكُمْ، وَإِنْ كَانُوا قَدْ حَفِظُوا كَلاَمِي فَسَيَحْفَظُونَ كَلاَمَكُمْ. 21 لكِنَّهُمْ إِنَّمَا يَفْعَلُونَ بِكُمْ هذَا كُلَّهُ مِنْ أَجْلِ اسْمِي، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْرِفُونَ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 22 لَوْ لَمْ أَكُنْ قَدْ جِئْتُ وَكَلَّمْتُهُمْ، لَمْ تَكُنْ لَهُمْ خَطِيَّةٌ، وَأَمَّا الآنَ فَلَيْسَ لَهُمْ عُذْرٌ فِي خَطِيَّتِهِمْ. 23 اَلَّذِي يُبْغِضُنِي يُبْغِضُ أَبِي أَيْضًا. 24 لَوْ لَمْ أَكُنْ قَدْ عَمِلْتُ بَيْنَهُمْ أَعْمَالًا لَمْ يَعْمَلْهَا أَحَدٌ غَيْرِي، لَمْ تَكُنْ لَهُمْ خَطِيَّةٌ، وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ رَأَوْا وَأَبْغَضُونِي أَنَا وَأَبِي. 25 لكِنْ لِكَيْ تَتِمَّ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ فِي نَامُوسِهِمْ: إِنَّهُمْ أَبْغَضُونِي بِلاَ سَبَبٍ. 26 «وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ، رُوحُ الْحَقِّ، الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ، فَهُوَ يَشْهَدُ لِي. 27 وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا لأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ الابْتِدَاءِ. ع18-20: ينقل السيد المسيح التلاميذ، والكنيسة من بعدهم، لما هو متوقع أن يجدوه في العالم من رفض واضطهاد. ع21-24: يقدم المسيح هنا تعزية جديدة، يتعزى بها التلاميذ أمام ما سوف يلاقونه من اضطهاد ورفض. وهذه التعزية أنه هو نفسه سبب رفض العالم لهم، فالعالم في ظلمته لم يعرف الآب، وبالتالي لم يقبل الابن. و المسيح هنا لا يلتمس العذر للعالم، بل يدينه على عدم الإيمان به، وخاصة بعدما جاء... وأخبر... وصنع عجائب ومعجزات. فخطية عدم الإيمان بالمسيح خطية باقية؛ بل يضيف المسيح أيضًا أن رفض العالم له هو بغضه للآب نفسه، فكرامة الآب والابن واحدة لا تتجزأ. ع25: "أبغضونى بلا سبب": جاءت هذه الآية بنصها في (مز 35: 19)، وكأن الروح القدس ينبئ، عن طريق داود، عن حال واضطهاد اليهود للمسيح بلا سبب، حتى إن بيلاطس الروماني صرّح أنه لا توجد علة واحدة لموت المسيح (يو 18: 38 - راجع أيضًا لو 23: 4، 14، 22)، بل إن حقد الرؤساء والكهنة هو الذي أعماهم. † والذين يرفضون اليوم دعوة المسيح وكنيسته لهم، ألا يُعتبرون هم أيضا مبغضين للمسيح بلا سبب؟ ع26-27: وإذ كان كلام السيد للتلاميذ برفض العالم لهم شديدا عليهم، يختتم المسيح كلامه مُشجعًا إياهم بالحديث عن الروح القدس، الذي سبق وتحدث عنه (يو 7: 39؛ 14: 26)، فالروح القدس هو الذي سيشهد للمسيح، من خلال تلاميذه، أمام العالم كله، بما سوف يقولونه أو يصنعونه من معجزات مصدرها الروح القدس. وهي أمور تسعد وتقوّى الخدام في كل زمان، عندما يلمسون قوة عمل الروح القدس في كنيسة الله. "سأرسله... ينبثق": توضح تناسق وانسجام عمل الأقانيم الثلاثة مع بعضها. فكلمة "سأرسله"، تبرز لاهوت المسيح وسلطانه المساوى للآب والروح القدس، وتبرز أيضًا أن إرسال الروح القدس المستقبلى، يتوقف أولًا على ما سيقدمه المسيح من فداء على عود الصليب. وكلمة "ينبثق"، تفيد الخروج المستمر من الداخل دون انفصال، كأن نقول: تنبثق الحرارة من النار؛ ولكنها لم تفارقها... فالابن، في تجسده، لم يفارق الآب؛ والروح القدس في انبثاقه، لم يفارق لا الآب ولا الابن. |
|