منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 11 - 2019, 05:51 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,145

الإنسان والخوف

الإنسان والخوف

لا شكّ أنّ الإنسان، بعد السّقوط دخل في الإنقسام الدّاخليّ والخارجيّ. صار مفصوماً على غيره دخل الخوف كيان الإنسان أقصى الله عن حياته. صار الجحيم في داخله وخارجه. أضاع الإنسان حقيقته. لم يعد يعرف نفسه. خَفِيَ جوهر الإنسان عليه لأنّه لم يعد يعرف الله. غربته عن الله أَدْخَلَتْهُ في الخوف من الله لأنّه صار مجهولاً بالنّسبة إليه كما أنّ الآخَر صار أيضًا تهديداً له بسبب فقدان الاتّحاد بين البشر في الله.
صار الخوف من طبيعة الإنسان، هو خاصّيّة أونطولوجيّة (ontologique) أي صار مجبولاً بكينونته. لم يعد الإنسان قادراً أن يحبّ لأنّ المحبّة لا تتآخى مع الخوف، فلا تزاوج بين المحبّة والخوف. لذلك، صار السّقوط ممدوداً في الخليقة، في الزّمان والمكان، بالخوف.
الموت، أو بالأحرى القتل، هو نتيجة حتميّة للخوف. لذلك، قتل قايين هابيل لأنّه خاف أن يأخذ منه أخوه مكانته لدى الله.
صارت الحياة صراعاً للوجود. يظنّ الإنسان أنّه لا ينوجد إن لم يسيطر على الآخَر، لأنّ الآخَر، بالمطلَق، صار تهديداً له. دخل الإنسان في ظلمات نفسه المتولِّدَة فيه بسبب طرد النّعمة الإلهيّة من قلبه. صار إنسان السّقوط مُظلِماً يبحث عن النّور، لكنّه لا يستطيع أن يجده لأنّه تغرَّب عن ذاته.
******
لم يشأ الرّبّ أن يترك الإنسان الّذي خلقه على صورته مشوَّهاً، لذلك دبّر له خلاصاً إذ أتى بنفسه ليزيل الخوف، ليدمّر”سياج العداوة المتوسِّط” بين الله والإنسان وبين الإنسان ونفسه، وبين الإنسان والإنسان.
في المسيح أُعيدَت الوَحدة بين الكلّ، مع الله مع الذّات ومع الآخَر، كيف تّم ذلك؟

بِكَشْفِ الحقيقة الإلهيّة، وهي أنّ “الله محبّة”. في المحبّة صار الآخَر “هو حياتي” أو بالأحرى عاد الإنسان إلى الحقيقة الّتي هي أن الله “هو حياتي”.
******
ها نحن نقترب من الزّمن الجديد، زمن ولادة المخلّص من العذراء الدّائمة البتوليّة مريم. دخلَ الله في الزّمان والمكان، لِيُدْخِلَ الإنسانَ الخاضِع لمحدوديّة أبعادِ (dimensions) الخليقة، في الإطار الإلهيّ للّامحدوديّة ويحرِّره من الخوف المتأتّي من القتل الكيانيّ للوجود في ذاته.
من هنا، في المسيح صرنا خليقة جديدة مرتبطة عضويّاً برباط لا ينفكّ طالما نحن متّحدون مع المسيح. الحياة الجديدة صارت كلّها حبّاً منسكباً على البشريّة بالرّوح القدس في المسيح. مات الخوف وعاش الإنسان.

مقياس إيماننا غَلَبَتنا على الخوف بالمحبّة.
من له أذنان للسّمع فليسمع.

أنطونيوس، متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
فالخزي والخوف عند الإنسان لا ينفصلان عن الخطية
أبيمالك والخوف
ابنتى والخوف
الإنسان والخوف
الشجاعة والخوف


الساعة الآن 03:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024