يهدف متى الإنجيلي في روايته عن يسوع الذي يمشي على الماء لا الى دعوة التلاميذ الى الايمان فحسب، إنما أيضا دعوتهم الى عدم الخوف. "لَمَّا رأى التَّلاميذُ يسوع ماشِياً على البَحْر، اِضطَرَبوا وقالوا: ((هذا خَيَال!)) ومِن خَوفِهم صَرَخوا. فبادَرهم يسوعُ بِقَولِه: ثِقوا. أَنا هو، لا تَخافوا!" (متى 14: 26-27)، فالشعور المضاد للخوف هو الثقة بالله. والثقة هي توجيه سير الانسان نحو إيمان أعمق. فالخوف هو عكس الايمان، والايمان يمنع من الغرق أمام الصعوبات والاضطهادات. فالمسيح لا يريد إرهاب التلاميذ حتى عندما يظهر لهم، بل بالعكس، يُطمئنهم "ثِقوا. أَنا هو، لا تَخافوا!"(متى 14 24). وهكذا يكون الايمان بالمسيح مصدر طمأنينة، ويزيل حتى مجرد الخوف البشري من قلوبهم. ويُردِّد يسوع على مسامع الرسل، الذين ينتظرهم الاضطهاد، الاّ يخافوا أولئك الذين يقتلون الجسد (متى 10: 26-31).