|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحوار النهاريّ (يو 1: 38) يزودنا كاتب الإنجيل بأن اللقاء الأوّل بين يسوع وتلاميذه المستقبليين قد تمّ في الساعة الرابعة أي في وسظ النهار. يسوع السائر والـمُترحلّ: «فَالتَفَتَ يسوعُ فرآهُما يَتبَعانِه فقالَ لَهما: "ماذا تُريدان؟" قالا له: "راِّبي (أَي يا مُعلِّم) أَينَ تُقيم؟"» (يو 1: 37- 38). رؤيّة يسوع لتابعيّه بتركيز نظره عليهم فهما سيكونا نواة الكنيسة الأوّلى وحواره معهما بالسؤال: "ماذا تريدان؟" حيث يرغب يسوع في الكشف منهم عما لقول ما تحمل قلوبهم والسبب في رفقته وتبعيته. يعلّم يسوع السبب فهو الإله ولكنه يرغب أنّ يسوع منّا نحن تابعيّه اليّوم السبب في تبعيته، هل لدخول الملكوت؟ أمّ حبًا في رفقته؟ أم لأسباب أخرى؟ ما هو السبب الّذي يجعلنا مسيحيين اليّوم؟ إجابة التلاميذ تتم في شكل تساؤل مباشر: يا معلم أين تُقيم؟ أين بيتك؟ نرغب في أنّ نسكن حيث تسكن أنت. تبعيتنا لك هدفها أن نتردد على مكانك فيصير بيتك بيتنا، مصيرك مصيرنا، ... . هذه هي عادة اليهود حينما يتم إختيار المعلّم من قبل التلاميذ هي الذهاب اليه طالبين التلّمذة ودراسة الشريعة على يديه. ثمّ تأتي إجابة يسوع قائلاً: «"هَلُمَّا فَانظُرا!" فَذَهَبا ونظَرا أَينَ يُقيم، فأَقاما عِندَه ذلك اليَوم، وكانَتِ السَّاعَةُ نَحوَ الرَّابِعَةِ بَعدَ الظُّهْر» (يو 1: 39). الرفقة والإقامة دليل على قبول يسوع لتلاميذه الأوّلييّن. اليّوم، سواء كنا من التلاميذ الأوّلييّن أم لازلنا في الطريق الّذي نتبع فيه يسوع فهو يرحب بنا ويقبل تبعيتنا له في كل الأوقات، من الضروري أن نحدق بنظرنا عليه ونضع أقدامنا خلف أقدامه. |
|