سحل أسرة بالكامل تعيش في مقابر منشأة ناصر
«منشأة ناصر» مثل أى منطقة عشوائية، تكون تربة صالحة لانتشار الظلم، والقهر، يتراجع دور الأمن، ليفرض البلطجية سلطانهم، ومع الوقت تكون لهم الكلمة الأولى والأخيرة.. هذا ما يؤكده الكثير من الوقائع وآخرها تلك الواقعة التى بين أيدينا. فخلال الأيام الفائتة عانت أسرة تعيش فى «منشأة ناصر» الكثير على أيد مجموعة من البلطجية، يسكنون فى البيت المجاور لها، عملهم الاستيلاء على الأراضى والمقابر وجمع الموتى من المقابر ورمى عظامهم، وأخذ الإتاوات من المواطنين. بدأ الخلاف بين الطرفين على منور المنزل، وتطور الأمر حتى وصل إلى ضرب وسحل وتعذيب ٥ أشخاص من تلك الأسرة المنكوبة، واقتحام منزلهم والاستيلاء على كل أموالهم، ومنع سيارات الإسعاف من الدخول، وعندما حاول الأهالى والأقارب الاستنجاد بقسم منشأة ناصر، تقاعس القسم عن التحرك، وبعد ٣ ساعات من التعذيب وذهاب المجنى عليهم للمستشفى أبلغ مستشفى الحسين الجامعى القسم عن الواقعة، لكن حين ذهب المجنى عليهم إلى القسم للسؤال عن المحضر الخاص بهم، لم يجدوا أدنى استجابة.. فلجأوا إلى النيابة. يقول المجنى عليه السيد أحمد، لـ«البوابة»: «أعيش أنا وأولادى الأربعة فى منزل يتكون من طابقين، وبجوارنا منزل آخر يتكون من ٤ طوابق، تملكه أسرة معروفة فى المنطقة بالبلطجة، وتفرق بين المنزلين مسافة متر واحد تركته من منزلى «كمنور» للانتفاع به، وبداية الخلاف بيننا كانت بسبب أنهم أرادوا استغلال المتر الذى تركته من بيتى، وقاموا بتركيب باب لذلك المنور، فاعترضت، وطلبت منهم إزالة الباب، ولكنهم رفضوا وقاموا بسبى بأبشع الألفاظ، ومنعا للمشاكل قمت بعمل محضر لهم. وعندما علموا بأننى قمت بعمل محضر لهم من أحد أمناء الشرطة داخل قسم منشأة ناصر، فقام شخص منهم بتهديدى، وقال: «أنا هضربك بالنار فى وشك ولو أنت راجل أبقى ورينى هتقعد فى بيتك تانى إزاى».. فقولت له: «أنا عملت محضر عشان أنا راجل مش بتاع مشاكل، ومش عاوز أعمل مشاكل، وأنا بستنجد بالحكومة»، فرد قائلا: «القسم ده كله فى صباعى... محدش يقدر يعمل معايا حاجة». وفى ذات اليوم، مساء، قاموا بالهجوم على منزلنا من خلال سطح منزلنا، ومعهم أسلحة «سنج ومطاوى وسيوف»، وقاموا بضربنا بالسيوف وبالأسلحة البيضاء، وكسروا منزلنا، وألقوا بجميع محتويات منزلنا فى الشارع، وسرقوا جميع هواتفنا، وسحلونا على الأرض من المنزل إلى الشارع، وسحلونا فى الشارع أمام جيراننا، وقاموا بتصويرنا فيديو لإذلالنا. وعندما قاموا بالهجوم علينا حاولت إطفاء نور المنزل حتى لا يستطيعون ضرب أولادى، واتصلت بأقاربنا واستنجدت بهم عن طريق التليفون المحمول قبل أن يقوموا بضربى وأخذه منى، فقاموا بإبلاغ قسم الشرطة، ولكن القسم لم يتحرك، وأرسلوا لنا سيارة إسعاف، ولكن هؤلاء البلطجية قاموا بطرد سيارة الإسعاف، ولم تتمكن سيارة الإسعاف من نقلنا للمستشفى. وظللنا ٣ ساعات فى الشارع غارقين فى دمائنا، ولم يتمكن أحد من إنقاذنا لا أقاربنا ولا سيارة الإسعاف، والجيران خافوا أن يتدخلوا حتى لا يكون مصيرهم مثلنا، ولحسن الحظ أن زوجتى كانت فى زيارة لابنتى المتزوجة، فلم يصبها أذى، وعندما علمت بما حدث لنا جاءت لنا مسرعة، وتوسلت لهم لكى يتركونا لتأخذنا إلى المستشفى، فطلبوا منها تقبيل أيديهم حتى يسمحوا لها أن تنقلنا للمستشفى، وقاموا بتصويرها فيديو لإذلالها أمام جميع الجيران. يضيف: «قسم منشأة ناصر تجاهل ما حدث لنا تماما، وأحد أقاربنا ذهب لقسم شرطة منشأة ناصر، وأخبرهم عما حدث لنا، فقاموا بحبسه داخل القسم بدون سبب، أنا وأولادى فى حالنا تماما، ومحترمون، فنحن تجار ملابس ولا علاقة لنا بالبلطجة.. وعندما وجد أقاربنا أن القسم لم يتحرك جاءوا لإنقاذنا، ولكنهم لم يتمكنوا من الدخول، لأنهم قاموا بإلقاء طوب عليهم، وحاولوا الهجوم عليهم بالأسلحة. قال «محمود السيد»، ١٩ سنة، مجنى عليه، لـ«البوابة»، هذه العائلة تقوم بإرهاب المنطقة جميعها، وتعيش على البلطجة.. ويقومون بالاستيلاء على الأراضى، والمقابر التى تركها أهلها لفترة، ويجمعون عظام الميتين من هذه المقابر ورميها، وتزوير أوراق لها، والبناء عليها وبيعها لأشخاص آخرين.. وأحد هؤلاء الأشخاص قام بالاستيلاء علي مقبرة خاصة بعائلة لواء متقاعد، وعندما تحدثت لأحد أفراد عائلته بما يحدث، جاء إلى المقابر فوجد المقبرة الخاصة به بنى عليها منزل». من جهته يقول مصطفى رضا العريض، وكيل نيابة منشأة ناصر، عن الواقعة: «إن المجنى عليهم استنجدوا بالنيابة، وجاءوا لعمل محضر، وقالوا إن قسم منشأة ناصر منذ حدوث الواقعة منذ ٤ أيام لا يريد التحرك، وإنقاذهم من هؤلاء البلطجية الذين استولوا على منزلهم، وقالوا لهم، «شوفوا مكان تانى تعيشوا فيه إحنا خلاص خدنا البيت ده». وأكد العريض أن النيابة أمرت القسم بعمل معاينة، وإحضار المتهمين وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، والقسم لم يتحرك حتى الآن. وتم تحرير المحضر رقم ١٠٥٩٢ بالواقعة، والمتهمون من البلطجية والمجنى عليهم هم كل من «ت. أحمد» الذى أصيب بكسر فى ذراعه وإصابة بالرأس وكدمات بجميع الجسم، و«س. أحمد» أصيب بكسر فى الجمجمة وإصابة بالذراع اليسرى أدت لتركيب شرائح ومسامير بالذراع، وإصابات فى الرجل والذراع اليمنى، وجميع الجسم، و«ه. محمود» أصيب بكدمات بجميع أنحاء الجسم وإصابات بالعين، و«م. السيد» الذى أصيب بجروح بالرجل وجميع أنحاء الجسم، و«ح. السيد» أصيب بجروح فى الرأس والقدم وكدمات بجميع أنحاء الجسم.
هذا الخبر منقول من : البوابه نيوز