رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في صوم السيدة العذراء كتاب “تأملات في صوم السيدة العذراء“ هـو إضافة لما تم إصداره في مايو 2020 وهو عبارة عن ـمجـموعـة من الصلوات والتأملات التي تم اعدادها من قبل في أعوام 2021 و2022 و2023 وذلك لتقديم الإكرام اللائق في فترة صوم القديسة مريم العذراء والذي يقع في المدة من 31يوليو حتى 15 أغسطسأو من يوم 7 اغسطس حتى 22 اغسطس من كل عام. أرجو من الرب ان يكون هذا الكتاب سبب بركة روحيـة للجميع وأن يساعد أبناء الكنيسة الكاثوليكيـة على النمو فى الإيـمان وليأتوا بالثـمار الـمرجوة ببـركة الرب وشفاعة أمنا القديسة مريم العذراء. صوم العذراء رتبت الكنيسة أزمنة للصوم حتى يحيا المؤمنون فى شركة مقدسة ومن تلك الأصوام صوم السيدة العذراء والذى يسبق عيد إنتقالها بالنفس والجسد الى ملكوت السموات والذى يقع فى 15 اغسطس من كل عام ومدة هذا الصوم خمسة عشر يوماً. وزمن الصوم هو زمن توبة ومصالحة وتجديد قلبي للنمو فى محبة الله والقريب. وهذا الصوم له شأن كبير عند المسيحيين وقيل أن القديس توما الرسول كان يخدم فى الهند وقت نياحة السيدة العذراء فى أورشليم فعند رجوعه إلى فلسطين رأى الملائكة تحمل جسد العذراء مريم إلى السماء فلما عاد إلى الرسل واخبرهم بما رآه اشتهوا أن يروا نفس المنظر المقدس فصاموا هذا الصوم حتى اظهر الله لهم فى نهايته جسد أمه البتول لذلك فالكنيسة تصوم هذا الصوم لكى تتمثل بالسيدة العذراء و تخليدا لذكراها” هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبنى ” (لو48:2). أما عن تسمية الصوم بإسم العذراء يرجع ذلك إل أن صوم السيدة العذراء ينتهى بعيد ظهور جسد السيدة العذراء. صلواتنا في هذا الصوم المبارك نقدمها الي الله مع مريم أمنا وام شعب الله والمعلّمة وسلطانة الرسل، فهي التي تقدّمنا دائما الى ابنها وترشدنا في رحلة إيماننا، طالبين منها ان ترينا كيف يمكننا ان نحقق في حياتنا ما يريده منا ابنها حتى نستحق مواعيده الإلهية ونسألها ان تشركنا معها في فرحها التي اختبرته عند انتقالها المجيد بالنفس والجسد للسماء ونحن في ثقة قلبية ورجاء ثابت في ابنها يسوع المسيح مخلصنا الصالح. دعونا نقضي بعض الوقت يوميا في التأمل في ايمان وتسليم وصلاة وشركة مع أم يسوع، طالبين إرشادها ومعونتها في الاستعداد الجيد لعيد انتقالها المجيد للسماء. صلوات صوم السيدة العذراء[1] من 31يوليو حتى 15 اغسطس 2023 أو من يوم 7 اغسطس حتى 22 اغسطس 2023 اليوم الأول: “تعظم نفسي الرب” بدأ الملاك في التحية قائلا:” «سَلاَمٌ لَكِ يا ممتلئة نِعمة! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ»“(لوقا28:1)، ثم قال:” «لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى،”(لوقا30:1-32). ونسيبتها اليصابات كانت التالية في تحية مريم بلقب مناسب وكانت ممتلئة من الروح القدس عندما نطق لسانها بتلك التحية وبذلك اللقب الفريد وبلغة اكثر تواضعا وأكثر توقيرا واحتراما:” وَامْتَلأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! فَمِنْ أَيْنَ لِي هذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟”(لوقا41:1-43)، وعندئذ اعادت مرة اخرى تلك التحية قائلة:” فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ».“(لوقا45:1). عندئذ عبّرت مريم عن مشاعرها بأنشودة التعظيم:” تعظم نفسي الرب. و تبتهج روحي بالله مخلصي.لأنه نظر إلى تواضع أمته، فها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال. لأن القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس. و رحمته إلى أجيال و أجيال للذين يتقونه. صنع عزاً بساعده, وشتت المتكبرين بأفكار قلوبهم.حط المقتدرين عن الكراسي، ورفع المتواضعين.اشبع الجياع خيراً و الأغنياء أرسلهم فارغين. عضد إسرائيل فتاه , فذكر رحمته. كما كلم آباءنا , إبراهيم ونسله إلى الأبد.”(لوقا46:1-55). كم كان الأمر معقد وصعب وفي أحشاء مريم البتول الآن اتمام الوعد الإلهي والذي ينتظره العالم والبشرية عبر الأجيال والسنون فنسل المرأة المعلن لحواء الساقطة:” وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ».“(تكوين 15:3)، بعد كل ذلك التأخير قد ظهر الآن على الأرض ومن المقرر ان يولد من عذراء الناصرة وفيها مصير البشرية كلها يتحدد ورأس الحيّة القديمة سيُسحق. وضع عليها أعظم شرف يمكن ان يوضع على شخص من البشرية الساقطة فالله الكلمة اخذ من جسدها ووضع نفسه لكي يُدعى ابنا لمخلوقة-مثل ذلك لهو سرعميق. من الطبيعي ان تشعر مريم في داخلها انها على غير استحقاق ولا يمكنها التعبير عما يدور في قلبها ومرة اخرى كان تواضعها عظيم وضعفها في عيون العالم فلا تملك الا ان تقول:” «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ.“(لوقا38:1). وكان لدى مريم علاوة على ذلك طهارة ونقاوة القلب يعكس رؤية مشرقة للإيمان وثقتها الكاملة في الله والذى أثار فيها كل هذه المشاعروالذي لا يمكننا نحن البشر العاديين ان نتفهمها. لا يمكننا ان نتفهم كل تلك المشاعر ونكرر انشودتها يوما بعد يوم – مع ذلك فلنفكر للحظة في مدى اختلاف ترديدنا لتلك الأنشودة عن الطريقة التى نطقت بها القديسة مريم لأول مرة. نحن حتى نسرع في ترديدها ولا نفكّر في معنى تلك الكلمات التى جاءت على لسان تلك المختارة من الله:” «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي، لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ، وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ، وَرَحْمَتُهُ إِلَى جِيلِ الأَجْيَالِ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ”(لوقا46:1-50). أنشدت مريم العذراء نشيدها هذا كنبيّة فتعتبر أخر نبيـة فى العهد القديم وأول أنبياء العهد الجديد. انها تسبحة تبين ان مريم كان ذهنها مملوء من الأسفار المقدسة فهى تشابه تسبحة حنة ام صموئيل النبي (1ملوك11:1) ولكن تسبحة حنة انتظار للمسيا واما تسبحة العذراء مريم فهى للرح بتحقيق هذا الأمل. تسبحة تشبه ترنيمة التعظيم لاشعيا النبي “فرحا افرح بالرب تبتهج نفسي بالرب..”(اشعيا10:16-11). لا تنسب مريم لنفسها شيئا بل ان كل شيئ هو من نعمة الله. ها هى ابنة الناصرة القرية الفقيرة والحقيرة يحبها الله “نظر الى تواضع أمتـِه”. لقد ترك الله كل الخراف وبحث عن خروف واحد وعن درهم واحد وعن مريض واحد فى بركة. لم تتكلم مريم عن الله باسمه ولكن بصفاته فها هى تدعوه القدير و القدوس و اله الرحمة.قيل ان هذه التسبحة هى تمهيد للموعظة على الجبل التى سيعلن المسيح فيها طوبى للمساكين والودعاءوالحزانى والجياع(متى5) وهذه التسبحة تعلن عن ما فى نفس مريم من عمق الشركة مع الله. صلاة: يا قلب مريم الطاهر، كوني معينتي وملجأي كي أبقى متّحدًا مع ابنك القدوس، متمثّلًا بك في الاتّحاد الوثيق والمتواصل الذي ربطك دائمًا بالله. آمين. نافذة: يا ملكة السماء، صلي لأجلنا نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة. ويا يسوع الحبيب. + تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم الثاني: “أم الخالق” هذا اللقب والذي مع كل الألقاب الأخرى التى أطلقت على القديسة مريم يجب أن نفكر من انه من المستحيل لأي مخلوق ان يمتلك ذلك اللقب. من اول نظرة قد نشعر من اننا نُختبر للقول بأن ذلك اللقب يلقي بالارتباك في افكارنا الأساسية والأصلية عن الخالق والمخلوق، عن الأبدي والزمني، عن الإكتفاء الذاتي وعن الذي يعتمد على شيئ آخر، ومع ذلك فعند المزيد من الدراسة والتعمق سنرى انه لا يمكننا ان نرفض ان نلقب مريم دون ان ننكر حقيقة التجسد الإلهي لأنها الحقيقة الإيمانية الأساسية ان الله قد تأنس كما جاء في قانون الإيمان:” هذا الذي من أجلنا نحن البشر، و من أجل خلاصنا، نزل من السماء و تجسد من الروح القدس و من مريم العذراء. تأنس و صلب عنا على عهد بيلاطس البنطي. تألم و قبر و قام من بين الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب، و صعد إلى السموات، و جلس عن يمين أبيه، وأيضًا يأتي في مجده ليدين الأحياء و الأموات، الذي ليس لملكه انقضاء.“ من بدء الكنيسة اعتاد المسيحيون ان يدعو القديسة مريم بأم الله لأنهم رأوا انه من المستحيل ان ينكر ذلك اللقب دون ان يُنكر كلمات القديس يوحنا الرسول عن “الكلمة”: فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ.“(يوحنا1:1)، “ وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا”(يوحنا14:1). ان العذراء مريم ولدت الإله الـمتأنس،فى شخص الإبن يسوع الـمسيح وهكذا تدعى القديسة مريم والدة الإلـه. وإذا كان يـمكن أن نطلق على مريم لقب “والدة الإله” حسب ما أجمع عليه آبـاء الكنيسة فـى مجمعي افسس (431م) وخلقيدونية (451م)،فيمكن أن ندعوهـا بالتالى بأم الخالق. والدة الإله” ليس مجرد إسم ولا هو لقب تكريمي للعذراء، إنـما هو تعريف لاهوتـي يحمل حقيقة حيّة إيـمانية، وتحمل لنا أيضا فعل محبة الله فى أعلى صورها. الحقيقة ان العذراء مريم ولدت الإله الـمتأنس، أي الـمسيح بلاهوتـه وناسوتـه،وعندما نقول عن أم انها ولدت إنسانا لا نقول انها أم الجسد فقط بل أم الإنسان كله مع انها لـم تلد روح الإنسان الذى خلقه الله، هكذا تدعى القديسة مريم والدة الإله ولو انها لم تلد اللاهوت لكن ولدت الإله الـمتأنس. إذا كان السيد الـمسيح هو الله الذى ظهر فى الجسد كقول الرسول بولس”عظيم سر التقوى الذى تجّلى فى الجسد”(1تيموثاوس16:3) فوجب أن تدعى العذراء بأم الله فهى أم يسوع، ويسوع هو الله وعلى هذا تكون القديسة مريم هى أم الله الخالق. أصبجت تلك الحقيقة عقيدة إيمانية في الكنيسة الكاثوليكية، لكن هذا الأمر يقودنا الى نقطة أوسع في موضوع اللقب العجيب الذي أطلق على القديسة مريم أكثر من العقيدة نفسها أن الله بدون ان يتوقف عن كونه الله يجب ان يصير إنسانا، فهل هذا اكثر غموضا من ان مريم يجب ان تكون اما لله عن ان الله يجب ان يكون إنسانا؟ هذه الحقيقة هي حقيقة اساسية شهد لها الأنبياء والأنجيليين والرسل في الكتاب المقدس. وما الذي يمكنه ان يكون اكثر تعزية وبهجة اكثر من الوعود العجيبة التى تتبع هذه الحقيقة ان مريم هي ام الله-عجيبة عظيمة اننا بهذا اصبحنا اخوة لربنا وإلهنا. هذا اذا ما عشنا حسنا ومتنا في حال النعمة سنؤخذ حيث يوجد الله المتجسد وكلنا فيما بعد سنؤخذ حيث الملائكة والقديسين. أجسادنا ستقوم من التراب وتؤخذ للسماء ونتحد مع الله ونأخذ طبيعتنا الالهية فكل منا نفس وجسد سيدخلون في المجد والذي يحيط بالعرش الإلهي ونرى الله ونشترك في بركاته اللانهائية كما جاء:” وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا في مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ.” (2كورنثوس18:3)، واننا نحصل على ذلك المجدكوعده:” “مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتِي؟» لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».“(متى 48:12و50). صلاة: أيتها البتول القدّيسة! ألتمس منك يا أم الخالق أن تنالي المساعدات الضرورية لي في هذه الساعة التي ترشدني لأصل بك ومعك الى المجد السمائي. آمين نافذة: يا مريم، بحكمتك أرشديني كيف أحافظ على النِّعم وأبقى أمينًا عليها. نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة. ويا يسوع الحبيب. + تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم الثالث: “الأم المختفية“ إذا ما بحثنا في الكتاب المقدس سنشعر باندهاش من اننا لا نجد الكثير يتكلم عن القديسة مريم، وبعد ظروف مولد المسيح وطفولته نسمع قليلا عنها. ما يلي هو ملخص بما جاء عن مريم العذراء في نصوص العهد الجديد: حسب إنجيل القديس متى: مريم في نسب يسوع 1:1 – 17 و مريم في خدمة الله 1: 18 – 25 والطفل يسوع وأمه 1:1 – 23 حسب إنجيل القديس مرقس: أقرباء يسوع يبحثون عنه 3: 31 – 35 ويسوع يعود إلى الناصرة 6: 1 – 6 حسب إنجيل القديس لوقا: دعوة مريم: 1: 26 – 38 ومريم في الناصرة 1: 26 – 27 الله ومريم 1: 28 – 29 وأم المسيح 1: 30 – 34 وخادمة الله 1: 35 – 38 ولقاء مريم وإليصابات: 1: 39 – 45 ومريم تُمجّد عظمَة الله: 1: 46 – 55 ومريم في بيت لحم 2: 1 – 20 ومريم مع طفلها في الهيكل 2: 21 – 40 مريم وابنها في عمر الثانية عشرة 2: 41 – 52 مريم والحياة العلنية ليسوع 8: 19 – 21؛ 11: 27- 28 حسب إنجيل القديس يوحنا: أم يسوع في قانا 2: 1 – 12 و أم يسوع تحت الصليب 19: 25 – 27 حسب الكتابات الأخرى في العهد الجديد: مريم في الكنيسة الناشئة أعمال 1: 14 و والدة إبن الله غلاطية 4: 4 ، ثم مريم، العلامة في السماء رؤ 12: 1 – 16 أيضا يذكر لنا الكتاب المقدس سبعة كلمات او جمل نطقت بها القديسة مريم العذراء أم يسوع، وكل من هذه الجمل والكلمات مملوءة بمعاني تعكس شخصيتها وحياتها الروحيـة ويمكن التأمل فيها بعمق: بتوليـة محفوظـة “كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلا”(لوقا34:1) خدمـة رائعة “هوذا أنا أمة الرب”(لوقا38:1) طاعـة إيمانيـة “ليكن لي كقولك”(لوقا38:1) تسبحة فرح ” تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي….” (لوقا46:1-55) مسؤوليـة حانية “يا بني، لماذا فعلت بنا هكذا؟ هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين” (لوقا48:2) عطاء المحب “ليس لهم خمر”(يوحنا3:2) إيمان راسخ “مهما قال لكم فافعلوه”(يوحنا5:2) بعد كل هذا لا نسمع اي شيئ عن القديسة مريم، ولكن هنا في ذلك الصمت نجد مرة أخرى بعض الدروس والتأملات أكثر مما تم ذكره من قبل. لقد قُدم لنا ان الأناجيل المقدسة قد كُتبت ليس لكشف شيئ عن قديس او رسول أو شخصية ما ولكن لكي تعطي مجدا لله العظيم. هناك آلاف النفوس المقدسة في الأزمنة التى تعامل فيها التاريخ الأنجيلي والذي لم نكن نعرف عنهم شيئ لأن حياتهم لا تقع مع نفس خط مخطط الله في تعاملاته مع الإنسان. في الكتاب المقدس لا نقرأ مثلا عن كل الناس الصالحين بل فقط قلة جاء ذكر لبعضهم والذي اسم الله قد تمجد بهم او فيهم. بلا شك هناك العديد من الأرامل في اسرائيل يخدمن الله بالصوم والصلاة مثل حنة بنت فنوئيل ولكن جاء ذكرها هي فقط في الأناجيل كنموذج لتمجيد الرب يسوع:” وَكَانَتْ نَبِيَّةٌ، حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيلَ مِنْ سِبْطِ أَشِيرَ، وَهِيَ مُتَقدِّمَةٌ فِي أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ، قَدْ عَاشَتْ مَعَ زَوْجٍ سَبْعَ سِنِينَ بَعْدَ بُكُورِيَّتِهَا.وَهِيَ أَرْمَلَةٌ نَحْوَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، لاَ تُفَارِقُ الْهَيْكَلَ، عَابِدَةً بِأَصْوَامٍ وَطَلِبَاتٍ لَيْلًا وَنَهَارًا. فَهِيَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَقَفَتْ تُسَبِّحُ الرَّبَّ، وَتَكَلَّمَتْ عَنْهُ مَعَ جَمِيعِ الْمُنْتَظِرِينَ فِدَاءً فِي أُورُشَلِيم”(لوقا36:2-38) لا جديد لما نعرفه عن ايمان مثل ابراهيم وحماسة مثل داود وغيرهم من الذين امتلأت قلوب الآلاف منهم بايمان وحماسة اكثر منهما ولكن كما ذكر فان ما سطرته الكتب المقدسة لكي تظهر لنا عظمة الله وحفظه العجيب لقديسيه ونسمع نحن فقط عن القديسين الذين كانوا أداة في يد الرب القدير لتحقيق مشيئته او لتقديم او التبشير بمن هو الابن الوحيد قدوس القديسين. الرسول المفضّل عند يسوع كان القديس يوحنا والذي جاء عنه:” “فَالْتَفَتَ بُطْرُسُ وَنَظَرَ التِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ يَتْبَعُهُ، وَهُوَ أَيْضًا الَّذِي اتَّكَأَ عَلَى صَدْرِهِ وَقْتَ الْعَشَاءِ، وَقَالَ: «يَا سَيِّدُ، مَنْ هُوَ الَّذِي يُسَلِّمُكَ؟»” (يوحنا20:21)، ولكن كم من القليل ما نعرفه عن القديس يوحنا مقارنة مثلا بالقديس بولس الرسول ولماذا؟ وذلك لأن القديس بولس كان أكثر ترويجا وناشرا وداعيا للكلمة وللحق وكارزا للمسيح يسوع كما كتب عن نفسه شاهداً: “ بُولُسُ، عَبْدٌ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الْمَدْعُوُّ رَسُولًا، الْمُفْرَزُ لإِنْجِيلِ اللهِ”(رومية1:1)، “ بُولُسُ، رَسُولٌ لاَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ بِإِنْسَانٍ، بَلْ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ وَاللهِ الآبِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ” (غلاطية1:1). كما قال القديس بولس نفسه:” إِذًا نَحْنُ مِنَ الآنَ لاَ نَعْرِفُ أَحَدًا حَسَبَ الْجَسَدِ. وَإِنْ كُنَّا قَدْ عَرَفْنَا الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ، لكِنِ الآنَ لاَ نَعْرِفُهُ بَعْدُ”(2كورنثوس16:5)، وهكذا مخلصنا الصالح بطريقة مشابهة بعض الشيئ قد أخفى عنا معلومات عن نفسه وعن مشاعره المقدسة والمألوفة كمشاعره تجاه امه وصديقه يوحنا. من أجل هذا، كثير من الحقائق مثل “الرعود السبعة” التى جاء ذكرها تم اخفاء حقيقتها:” وَبَعْدَ مَا تَكَلَّمَتِ الرُّعُودُ السَّبْعَةُ بِأَصْوَاتِهَا، كُنْتُ مُزْمِعًا أَنْ أَكْتُبَ، فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ قَائِلًا لِيَ: «اخْتِمْ عَلَى مَا تَكَلَّمَتْ بِهِ الرُّعُودُ السَّبْعَةُ وَلاَ تَكْتُبْهُ».“(رؤيا4:10)، “مختومة” ومخفية عنا. على وجه الخصوص، انه من رحمة الله علينا ان يتم الكشف القليل عن القديسة مريم، انه رحمة بنا ولضعفنا لأنه لها قد قيل القليل وكما كتب بولس الرسول عن رئيس كهنتنا يسوع فقال: “ اَلَّذِي مِنْ جِهَتِهِ الْكَلاَمُ كَثِيرٌ عِنْدَنَا، وَعَسِرُ التَّفْسِيرِ لِنَنْطِقَ بِهِ”(عبرانيين11:5). القديسين الأخرين قد تأثروا وأحبوا المسيح واشتركوا في رسالته التبشيرية بمعونة الروح القدس، ولكن بالنسبة للقديسة مريم اتخذ يسوع ناسوته منها ولذا فهو متحد معها ولذا فلقد ارتفعت فوق كل الخلائق واصبحت في مكانة قريبة من الله في عرشه السماوي. هكذا بإتباع مثال الكتاب المقدس لدينا فهما أكثر عن القديسة مريم مع ابنها يسوع لا تنفصل عنه وعندما يذكر اسمها فهو تذكرة لنا جميعا لعظائم الله وقداسة هيكله الذي وقاها تبعات سقطة أبوينا ورفعها للسماء بالنفس والجسد. ان ما جاء عن القديسة مريم كاف لأن نعرف عنها انها كانت “أم يسوع”. صلاة: يا أم يسوع، أعينينا لكي تتعلّق قلوبنا بإبنك في كل شيء، فنضحي بذلك أهلًا للسماء. آمين. نافذة: يا بتولا قادرة، صلي لأجلنا. نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة. ويا يسوع الحبيب. + تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم الرابع: الأم الحزيـنة الإسم الخاص والذي عُرف به ربنا قبل تجسده كان “المسيّا” او “المسيح”- المسيا (يوحنا1: 41؛ 4: 25) هي الصيغة العربية للكلمة اليونانية “مسياس” المأخوذة من الكلمة الأرامية “مشيحا” التي تعني مسيح.وهي كلمة عبرية معناها “ممسوح” أي “مسيح” لأنه مُفْرَز ومُكَرَّس للخدمة والفداء، وهكذا كان معروفا عند اليهود ولكن عندما أظهر نفسه فعليا على الأرض كان معروفا بثلاث ألقاب: ابن الله، ابن الإنسان، والمخلّص، واللقب الأول معبراً عن طبيعته الإلهية، والثانية عن طبيعته البشرية والثالثة عن مهمته ورسالته الشخصية. الملاك الذي ظهر لمريم دعاه “ابن الله”” الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.“(لوقا35:1)، والملاك الذي ظهر في حلم للقديس يوسف دعاه “يسوع” “ فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ» “(متى21:1)، والذي يعني باللعة الانجليزية “مخلص” (الصيغة العربية للاسم العبري “يشوع”ومعنى الاسم “يهوه مخلص“.)، والملائكة ايضا دعوه “المخلص” عندما ظهروا للرعاة “ أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ.“(لوقا11:2)، ولكن هو دعى نفسه خاصة بــ”ابن الانسان” “وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ قِائِلًا: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟»”(متى13:16). ليس فقط الملائكة دعته بالمخلّص ولكن اثنان من رسله المكرمين، القديس بطرس والقديس بولس في بشاراتهم الأولى، فالقديس بطرس قال انه:”رَئِيسًا وَمُخَلِّصًا، لِيُعْطِيَ إِسْرَائِيلَ التَّوْبَةَ وَغُفْرَانَ الْخَطَايَا.“(أعمال31:5)، ويقول ايضا:” بِمَعْرِفَةِ الرَّبِّ وَالْمُخَلِّصِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ” (2بطرس20:2)، والقديس بولس يقول عنه:” مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ”(فيليبي20:3). وكلا من الملائكة والرسل يقولون لنا لماذا يدعونه هكذا – لأنه انقظنا من قوة الروح الشريرة ومن ذنب السقوط وتعاسة خطايانا، هذا ولماذا قال الملاك ليوسف:” لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ”، والقديس بطرس:” هذَا رَفَّعَهُ اللهُ بِيَمِينِهِ رَئِيسًا وَمُخَلِّصًا، لِيُعْطِيَ إِسْرَائِيلَ التَّوْبَةَ وَغُفْرَانَ الْخَطَايَا.“، ويقول يسوع عن نفسه:” “لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ.”(متى11:18). والآن دعونا نعتبر كيف تلك الألقاب ستؤثر على أفكارنا عن القديسة مريم. لإنقاذ عبيد من قوة العدو فهذا يعني وجود نوع من التضارب في المشاعر. ان ربنا والهنا لأنه هو المخلص والمحارب عنا فلا يستطيع ان يحرر الأسرى بدون محاربة وبدون معاناة شخصية. الآن من هم الذين يكرهون الحروب بالأخص؟ هناك قطعة شعرية أممية تجيب على ذلك السؤال:” الحروب مكروهة من الأمهات”. الأمهات هن فقط من يعانون خاصة في اي حرب، قد ينالوا الشرف والمجد في حالة انتصار أبنائهم في الحرب ولكن يظل مثل ذلك التمجيد لا يمكنه مسح جزء واحد من ألم طويل والقلق والشوق والفراق والحزن والكرب والذي تصاب به مشاعر الأم طوال فترة تلك الحرب. هكذا كان مع القديسة مريم فأكثر من ثلاثون سنة تباركت بوجود يسوع ابنها الدائم معها وكان خاضعا لها، ولكن اتت الساعة عندما الحرب الذي جاء هو من أجلها الى الأرض تدعوه. بالتأكيد لم يأتي يسوع الي الأرض ببساطة ليكون ابنا لمريم، ولكن ليكون مخلصا للإنسان وعلى الفور افترق عنها. انها تعلم يقينا معنى ما كانت عليه ام جندي ذاهبا للقتال. تركها يسوع ليجول في الجليل واليهودية والسامرة ولم تعد تراه كما من قبل وحاولت عبثا ان تقترب منه:” “فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجًا طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ».”“(متى47:12)، لقد عاش يسوع لسنوات مع امه مريم وبعد ذلك على الأقل في مسكنها او قريبا منها ويمكنها الوصول اليه، ولكن الآن ومن كلمات فمه:” «لِلثَّعَالِب أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ، وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ».”“(متى20:8). عندئذ وبمرور الأوقات سمعت بنبأ القبض على يسوع ومحاكمته الصورية وآلامه وعلى الأقل فلقد جاءت بالقرب منه -اين وكيف ومتى؟ – في طريق الجلجلثة. وعندما رُفع على الصليب وهناك رأته واستمعت لكلمات الوداع:” وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ، أُمُّهُ، وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا، وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفًا، قَالَ لأُمِّهِ: «يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ».ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: «هُوَذَا أُمُّكَ». وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا التِّلْمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ”(يوحنا25:19-27) وبعد هذا احتضنته مرة اخرى بين يديها عندما كان مائتا. حقيقة قد قام يسوع من الموت ولكن لم تفز به ولم يعد معها وبعد هذا صعد للسماء وهي لم تتبعه مرة اخرى كما كانت تفعل من قبل. لقد ظلت على الأرض عدة سنوات في رعاية تلميذ يسوع الحبيب القديس يوحنا ولكن حتى ولو كان ذلك التلميذ أقدس الرجال بالمقارنة مع ابنها “قدوس القديسين” “وابن العلي” فلا شيئ يعادل الحياة مع يسوع ولا شيئ يمكنه ان يخفف أحزان أم فقدت وحيدها ولكن كان شوقها وحنينها للقاء الإبن الحبيب يزداد يوما بعد يوم ووضعت كل أشواقها في استكمال حرب ابنها ضد الشر بالصلاة مع الرسل وتعضيد كنيسة المسيح حتى موعد اللقاء. صلاة: أيتها العذراء القدّيسة ويا أم مخلصنا الصالح بتأملي في أسرار أحزانك السبع التى منها نبؤة سمعان الشيخ، والهروب لأرض مصر،و فقد يسوع لـمدة ثلاثة ايام فـى الهيكل والطريق الى جبل الجلجثـة،و الصلب وموت يسوع، وإنزال يسوع من على الصليب،ووضع يسوع فى القبـر، لا أملك إلا الشعور بجزيل خزيي وأنا ماثل أمام قدميك بسبب فتوري ونكراني الجميل! استمدّي لي من يسوع أن يمنحني قلبًا شبيهًا بقلبكِ، محتملا للأحزان ومؤمنا برحمة الله. آمين نافذة: يا أمّ يسوع المصلوب والمائت والقائم من الأموات والصاعد للسموات صلي لأجلنا نصلّي: “الأبانا”، “السلام”، و”المجد” + تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم الخامس: محطمة للبِدع والهرطقات في بدء المسيحية هناك القليل الذي تم اعلانه لمكانة القديسة مريم بصورة كما هي الآن ولم تظهر حتى القرن الرابع الميلادي وذلك لكي يتم تحديد من هو يسوع المسيح امام العديد من الهرطقات والتعاليم التى ظهرت في تلك الفترة من بِدع وهرطقات. من اشهرها تلك التعاليم التى منها “الأريوسية”،والتى كان فيها آريوس ينكر لاهوت المسيح متأثرًا ببعض الفلسفات اليونانية القديمة مثل الأفلاطونية، ويرى أن يسوع المسيح أقل من الآب في الجوهر، وأنه مخلوق ولقد شجبها مجمع نيقية المسكوني سنة 325 م. ثم جاءت هرطقة أبوليناريوس الذى كان ينادى بلاهوت المسيح، ولكن لا يؤمن بكمال ناسوته. إذ كان يرى أن ناسوت المسيح لم يكن محتاجًا إلى روح، فكان بغير روح، لأن الله اللوجوس كان يقوم بعملها في منح الحياة. ولما كان هذا يعنى أن ناسوت المسيح كان ناقصًا، لذلك حكم مجمع القسطنطينية المسكوني المقدس المنعقد سنة 381 م بحرم أبوليناريوس وهرطقته هذه. ثم جاءت هرطقة نسطور وكان نسطور بطريركًا للقسطنطينية من سنة 428م، وكان يرفض تسمية القديسة العذراء مريم بوالدة الإله THEOTOKOC، ويرى أنها ولدت إنسانًا، وهذا الإنسان حل فيه اللاهوت. لذلك يمكن أن تسمى العذراء أم يسوع، حتى حرمه مجمع أفسس المسكوني المقدس سنة 431 م. ثم جاءت هرطقة أوطاخي والذى كان أب رهبنة ورئيس دير بالقسطنطينية. وكان ضد هرطقة نسطور. فمن شدة اهتمامه بوحدة الطبيعتين في المسيح -وقد فصلهما نسطور- وقع في بدعة أخرى. فقال إن الطبيعة البشرية ابتلعت وتلاشت في الطبيعة الإلهية، وكأنها نقطة خل في المحيط. وهو بهذا قد أنكر ناسوت المسيح، فحرمه مجمع خلقيدونية سنة 451 م من أجل تكريم المسيح ومن أجل الدفاع عن عقيدة التجسد ومن أجل حفظ الإيمان بناسوت ولاهوت الإبن الأزلي انعقدت المجامع المسكونية وأعلن ان القديسة مريم هي والدة الإله. ان هذا اللقب والذى اعلنه مجمع أفسس فى يونيو من عام 431 والذى اجتمع أكثر من 200 أسقفاً من جميع أنحاء الأرض فى مدينة افسس فى أيام الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني ورأس الـمجمع القديس كيرلس الكبير بطريرك الأسكندريـة وذلك للدفاع ضد هرطقـة نسطور أسقف القسطنطينية الذى كما سبق وان ذكرنا نادى بأن يسوع ما هو إلآّ شخصان بشري وإلهي بدلاً من شخص واحد ذو طبيعتين بشريـة وإلهيـة وبهذا تكون مريم هى أمـا لشخص يسوع البشري. وأطلق الـمجمع لقب “ثيؤتوكوس” أي “حاملـة الإلـه” على القديسة مريم، وأعلنوا:” إن كلمة “ثيؤتوكوس” لا تستحدث أي عنصر جديد فى الإيمان، وإنما تجمع فى تعبير قاطع ما استخدمته الكنيسة قبل عصور الـمجامع”يعنى ان العذراء مريم ولدت الإله الـمتأنس، أي الـمسيح بلاهوتـه وناسوتـه، وعندما نقول عن أم انها ولدت إنسانا لا نقول انها أم الجسد فقط بل أم الإنسان كله مع انها لـم تلد روح الإنسان الذى خلقه الله، هكذا تدعى القديسة مريم والدة الإله ولو انها لم تلد اللاهوت لكن ولدت الإله الـمتأنس. إذا كان السيد الـمسيح هو الله الذى ظهر فى الجسد كقول الرسول بولس:”عظيم سر التقوى الذى تجّلى فى الجسد”(1تيموثاوس16:3)، فوجب أن تدعى العذراء بأم الله فهى أم يسوع، ويسوع هو الله وعلى هذا تكون القديسة مريم هى أم الله، وبالعكس إذا لـم تكن القديسة مريم أم الله لا يكون الإبن الـمولود منها إلها. إن حبل مريم بيسوع الـمسيح لـم ينتج عنه تكوين شخص جديد لـم يكن له وجود سابق كـما هى الحال فى سائر البشر بل تكوين طبيعة بشرية اتخذها الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس الـموجود منذ الأزل فى جوهر واحد مع الآب والروح القدس. فيسوع الـمسيح ليس إلا شخص واحد، شخص الإله الـمتجسد الذى اتخذ طبيعتنا البشرية من جسد مريم وصار بذلك إبن مريم. ان ذكر القديسة مريم أم يسوع وبعض من ألقابها كلقب والدة الله كان مستخدما حتى من قبل مجمع أفسس أو خلقيدونية وما بعده من الكتاب المسيحيون الأوائل أمثال: القديس بوليكاربوس (حوالى135م)، وأوريجون (185-234م)، والقديس غريغوريوس صانع العجائب (توفى عام 270م)،القديس الكسندر (توفي 303م)، القديس ميتوديوس (+315م)، ويوسابيوس (مات 339م)، والقديس مار افرام السرياني(+373)، والقديس أثناسيوس الرسولي (+373م)، والقديس جيروم (342-420م)، والقديس كيرلس الأسكندري (توفى عام 444م)، والقديس اوغسطينوس (توفى 480م)، والقديس ابيفانوس (توفى فى 403م)، والقديس أمبروز(+393)، والقديس إغريغوريوس النزينزي (+390)، والقديس إغريغوريوس النيصي (+395م)، والقديس نيلوس (+430م)، والقديس رابولا اسقف مدينة الرها(توفى435م)، والقديس جرمانوس بطريرك القسطنطينية (توفى733م)، والقدّيس يوحنا الدمشقي (توفى عام 749). لقد دعيت القديسة مريم الدائمة البتولية وايضا أم كل الأحياء وحواء الجديدة وحواء الثانية والعديد من الألقاب والصفات التى تحدد من هي مريم وسر تكريم الأجيال لها وجاءت في كتابات آباء الكنيسة معلنة حقيقة من هو يسوع وأمه القديسة مريم، وبهذا حطمت القديسة مريم بحقيقة من هي ومن تكون كل ما أثاره الهراطقة من بدع وتعاليم مخالفة للعقيدة المسيحية. صلاة: يا والدة الله ، أعطني قلباً جديداً باحثاً ليعرف أنّ حبّ الله لي لا و لن يتغير، فليكن سلام إبنكِ الذي لا يمكن لهذا العالم أن يعطيه لي معي دائماً، وساعديني أن أُدخِل هذا السلام أيضاً إلى حياة الآخرين. آمين. نافذة: يـا أم الرحمة ، صلّي من أجلي نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة. ويا يسوع الحبيب. + تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم السادس: اسم جديد لحواء لقد شُبهت مريـم العذراء من العديد من أبـاء الكنيسة وعلماؤهـا بأنهـا “حواء الجديدة”، أو “حواء الثانيـة”، كما أن الـمسيح هو آدم الثاني:”فكما فى آدم يموت الجميع كذلك فى المسيح سيحيا الجميع”(1كورنثوس22:15). دعونا نعتبر ما الذي يعنيه ويتضمنه هذا الاسم “حواء”؟ حواء العهد القديم هى أم كل حي كما دعاها آدم:” وَدَعَا آدَمُ اسْمَ امْرَأَتِهِ «حَوَّاءَ» لأَنَّهَا أُمُّ كُلِّ حَيٍّ.“(تكوين20:3)، وحواء لها موضع محدد وضروري في العهد الأول. مصير الجنس البشري كان موضوع على آدم فهو من يمثلنا وفي آدم سقطنا. على الرغم من ان حواء قد سقطت ولكن اذ ظل آدم متماسكا ولم يسقط ما كنا قد خسرنا تلك المميزات الفائقة الطبيعة التى تم منحها له الله كأب اول لنا “أَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلًا ثُمَّ حَوَّاءُ،وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ، لكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي”(1تيموثاوس13:2-14). في بداية ذلك الحدث جاء ان حواء كان لها دور بارز: “فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ.“(تكوين6:3)، فسمعت للشرير وقدمت الثمرة لزوجها الذي أكل من الثمرة المحرّمة فتكون بهذا قد تعاونت ليس كأداة غير مسؤولة ولكن كشخصية واعية في تلك الخطيئة ومن أجل هذا كان لها نصيب في العقوبة الإلهية:” وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ، بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَدًا. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».“(تكوين16:3). في تلك الصفقة الفظيعة يوجد ثلاث أطراف- الحيّة والمرأة والرجل، وعندما جاءت العقوبة التى اعلنها الله للثلاثة فكانت لمستقبل قادم التى كان من المقرر ان تجتمع فيها نفس الأطراف الثلاثة مرة أخرى- الحيّة والمرأة والرجل ولكن في تلك المرة سيكون آدم الثاني وحواء الثانية حيث ستكون هناك عداوة بين المرأة والحيّة:وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ”(تكوين15:3) ونسل المرأة هو الكلمة المتجسدة الذي بموته وقيامته حطّم رأس الحيّة القديمة. المرأة هي العذراء مريم أم كل مؤمن بإبنهـا يسوع فلقد ولدت المسيح الإله الـمتجسد فصارت به أمـاً لكل الأعضاء المتحدة بجسده:”نحن الكثيرين جسد واحد فى المسيح”(رومية5:12). وايضاً حواء العهد القديم أغلقت باب الفردوس بسقوطها، ومريم أعادت فتح الباب الـمغلق فى شخص إبنهـا يسوع. ولقد قال القدّيس إيريناوس (+202م): “كما أنّ يد الله خلقت آدم من أرض عذراء، كذلك لمّا جمع كلمة الله الإنسان في شخصه، ولد من مريم العذراء. وهكذا إلى جانب حوّاء، ولكن على خلافها، قامت مريم بدور في عمل الجمع هذا الذي هو عمل خلاص الإنسان، لمّا حبلت بالمسيح. حوّاء أغواها الشرّ وعصت الله. أمّا مريم فاستسلمت لطاعة الله وصارت المحامية عن حوّاء العذراء. إنّ حوّاء، وهي بعد عذراء، كانت سبب الموت لها وللجنس البشري بأسره. أمّا مريم العذراء فبطاعتها صارت لها وللجنس البشري بأسره سبب خلاص. من مريم إلى حوّاء هناك إعادة للمسيرة عينها، إذ ما من سبيل لحلّ ما تمّ عقده إلاّ بالرجوع باتّجاه معاكس لفكّ الحبال التي تمّ حبكها. لذلك يبدأ لوقا نسب المسيح ابتداء من الربّ ويعود إلى آدم (لوقا22:3-38) مظهرًا أنّ الحركة الحقيقية للولادة الجديدة تسير من الأجداد إليه بل منه إلى الأجداد، وفق الولادة الجديدة في إنجيل الحياة. هكذا أبطلت طاعة مريم معصية حوّاء. ما عقدته حوّاء بعدم إيمانها حلّته مريم بإيمانها. لمحو الضلال الذي لحق بالتي كانت مخطوبة -العذراء مريم حوّاء- حمل الملاك البشارة الجديدة الحقّة إلى التي كانت مخطوبة. العذراء مريم حوّاء ضلّت بكلام الملاك واختبأت من وجه الله بعد أن عصت كلمته، أمّا مريم فبعد أن سمعت من الملاك البشري الجديدة، حملت الله في أحشائها لأنّها أطاعت كلمته. إذا كانت الأولى عصت الله، فالثانية رضيت بأن تطيعه. وهكذا صارت العذراء مريم المحامية عن العذراء حوّاء. وكما ربط الموت الجنس البشري بسبب امرأة، كذلك خُلِّص الجنس البشري بواسطة امرأة”. هكذا رأى آباء الكنيسة في القرنين الأوّل والثاني أنّ لمريم دورًا أساسيًّا في تاريخ الخلاص. وهذا الدور هو دور مزدوج: فقد حبلت بيسوع المسيح بشكل بتولي. إنها امّ المسيح ابن الله. ثمّ إنّها بإيمانها وطاعتها لكلام الله قد أبطلت معصية حوّاء الأمّ الأولى، وهكذا شاركت بملء حرّيتها في الخلاص الذي جاءنا به ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح. وأول من نادى بالمقابلة بين حواء ومريم العذراء هو الشهيد يوستين(100-165م) متمثلاً ببولس الرسول لـمّا قابل بين آدم والـمسيح وسمّاه آدم الثاني. وجاء بعده القديس ايريناوس (120-200م) الذى وضّح الفرق ما بين عدم طاعة حواء وطاعة مريم. كذلك يأتـى العلامة ترتليان (160-220م)، والعلامة الأسكندري اوريجيناوس، والقديس كيرلس الأورشليمي، والقديس إبيفانوس، والقديس ثيودوروس من أنقرة، والقديس أفرام السرياني، وايضاً تكررت نفس النظرة فى كتابات القديسين امبروسيوس وجيروم واغسطينوس وغيرهم وجاءوا بتشبيهات ومقارنات لدور مريم العذراء “حواء الجديدة”. وحواء الجديدة هى تـمميم لنبؤة الخلاص التى جاءت عن “الـمرأة” التى ستلد الـمخلّص:” وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ». (تكوين15:3)، فلابد أن تكون ذات صفات خاصـة ليتجسد منهـا القدوس إبن الله، لهذا أتـاها الـملاك محييـاً “السلام عليكِ يا ممتلئة نعـمة”(لوقا28:1)، إعلانـاً من السماء عن برارة وطهارة وملء النِعـمة التى حباهـا الله لـمريـم. مقارنة بسيطة ما بين حواء الأولى والثانية جاء في كتابات بعض من آباء الكنيسة ما يلي: صنع الرب جنّة عدن بجمال، ومريم قد أعدّهـا الرب وجمّلهـا بكل الفضائل الإلهيـة. غرس الرب فـى وسطهـا شجرة الحياة، ومريم حلّ فى أحشائهـا رب الحيـاة. أُعد هذا الفردوس الأرضي لإستقبال الإنسان الأول، ومريم أُعدت إعداداً خاصـاً ليحل فى أحشائهـا إبن البشر آدم الجديد. حواء هى ام كل حي،والعذراء ام كل مؤمن بإبنها يسوع. حواء اغلقت باب الفردوس بسقوطها، ومريم أعادت فتح الباب الـمغلق فى شخص إبنهـا يسوع. حواء أُخذت من رجل بدون إمرأة، ومريم العذراء وَلدَتْ وهى الإمرأة بدون رجل. حواء خُلقت فى حالة البرارة وكانت زينـة الفردوس، وكذلك مريم. حواء وضعت للعالم هابيل الصدّيق الذى قتله أخوه بلا مبرر،ومريم أعطت العالم الصِّديق الذى قتله إخوتـه على جبل الجلجلـة. صلاة: يا حواء الجديدة أمنا مريم قودينا لإبنك يسوع لكي نحيا معه ومعك في الفردوس السماوي. آمين. نافذة: مباركة أنتِ يا مريم، فصلي لأجلنا. نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة. ويا يسوع الحبيب. + تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم السابع: باب السماء دُعيت القديسة مريم بـ “باب السماء” لأنه من خلالها جاء رب المجد يسوع من السماء الى الأرض. و”الباب” يـمثل الـمدخل لـمكان ذى أسوار أو لـمكان يصعب الدخول إليـه إلاّ عن طريقـه. والكتاب الـمقدس يذخر بأمثلة عديدة عن “الباب”:”إرفعن رؤوسكن أيتها الأبواب وإرتفعن أيتها الـمداخل الأبديـة فيدخل ملك الـمجد”(مزمور7:23)،و”هذا باب الرب فيه يدخل الصدِيقّون“(مزمور20:117)،”أنا الباب. إن دخل بـى أحد يخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعـى” (يوحنا9:10). وفى رؤيـا يعقوب عندما رأى فى حُلم كأن سلـماً منتصبة على الأرض ورأسها إلـى السماء وملائكة الله تصعد وتنزل عليها (تكوين12:28) وبعد أن استيقظ يعقوب من نومـه خاف وقال: “ما أرهب هذا المكان ما هذا إلاّ بيت الله هذا باب السماء“(تكوين17:28)، ورأى مفسرو الكتاب الـمقدس فـى هذا السلّم رمزاً عن مريم العذراء التى نزل الله الكلمة عليه للأرض وتُصبح بهذا مريم “سلّم السماء”. ورأى الآباء فى وصف رؤيـا حزقيال النبي من انـه “دخل مجد الرب إلـى البيت من طريق الباب الذى وجهه نحو طريق الشرق“، ومن أن “هذا الباب يكون مُغلقـاً لا يُفتح ولا يدخل منه رجل لأن الرب إلـه إسرائيل قد دخل منه فيكون مُغلقا” (حز4:43،2:44) من أن هذا الباب الـمغلق هو مريم. وفى وصف يوحنا الإنجيلي عن أبواب أورشليم السمائيـة ومن أنهـا من اللؤلؤ ما هو إلاّ صورة لبهاء وطهارة مريم وَالاثْنَا عَشَرَ بَابًا اثْنَتَا عَشَرَةَ لُؤْلُؤَةً، كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الأَبْوَابِ كَانَ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ.“(رؤيا21:21). ومريم فتحت لنـا باب السماء لأنهـا ولدت يسوع الذى فتح لنـا السماء بعد غلقهـا بخطيئـة آدم وحواء. كيف ومتى أخذت مريم مكانتها وبدأت دورها في خلاص البشرية هذا عندما أتى لها الملاك جبرائيل ليبشرها وكانت اجابتها كتسليم مطلق لمشيئة الله وخطته الخلاصية:” «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ»“(لوقا38:1). يقدم لنا القديس بولس نصيحة:” “فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ”(رومية1:12)، فيجب علينا ليس فقط ان نصلي بتمتمة شفاهنا او بالصوم الغير مقبول او باعمال رحمة زائفة بل بطاعة كاملة بالقلب والعقل والإرادة وهذا ما قدمته القديسة مريم انها سلمت ارادتها كاملة لمشيئة الله بعد ان فهمت معنى كونها ان تكون أما لإبن العليّ وقدمت ليس فقط جسدها ليكون الأداة لميلاد المخلص بل كل كيانها وحياتها وبذلك استحقت ان تكون أما للكلمة المتجسدة. ان أوامر مريم للخدام في غُرس قانا الجليل:”مهما قال لكم فافعلوه”(يوحنا5:2)- هي اخر كلماتها المسجلة في الأنجيل المقدس، وهي كأنها آخر رغبة ومقولة لجميعنا لمن يرغب ان يتبع المسيح وليدخل معه للسماء. من خلال تلك الكلمات تطلب منا مريم ان نثق في يسوع بالكامل كما سلّمت هي نفسها لخطة الله خطوة بخطوة خلال حياتها كخادمة متواضعة للرب. ومن خلال مريم ومعها وبها كأم تقود الأبناء تدعونا ان نكون مع ابنها دائما في مسيرة حياتنا لنتمتع معه في ملكوته السماوي. صلاة: أُذكري يا مريم العذراء الحنون، أنّه لم يسمع قط ان احداً التجأ إلى حمايتِك وطلب معونتكِ ورُدّ خائباً. فأنا بمثل هذه الثقة، التجيء اليكِ أيتها الأم، عذراء العذارى، وآتي إليكِ، واجثو امامَكِ، أنا الخاطئ المسكين، متنهّداً، فلا ترذلي تضرّعاتي، يا امّ الكلمة، بل استمعي لي بحنو وإستجيبيني. آمين نافذة: يا أُمّ إله المحبّة، أضرمي نار المحبّة في قلوبنا نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة. ويا يسوع الحبيب. + تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم الثامن: بتولا دائمة بتوليـة مريم العذراء حقيقة مؤكدة فشهادة الـملاك جبرائيل للقديس يوسف تعلن: “فإن المولود فيهـا إنـما هو من الروح القدس”(متى20:1)، وفـى بشارة الـملاك جبرائيل للعذراء يُعلن أن “الروح القدس يحلّ عليكِ وقوة العلي تظللكِ ولذلك فالقدوس الـمولود منكِ يُدعـى إبن الله”(لوقا35:1)، وهذا تـتميمـاً لنبؤة اشعيا القائل”هـا أن العذراء تحبل وتلِد إبنـاً ويدعى اسـمه عـمانوئيل”(اش14:7). وبحسب إيماننـا الـمسيحي فإن مريم هـى “الدائـمة البتوليـة”، أي ان مريم بتول قبل الولادة وفى الولادة وبعد الولادة. بتول قبل الولادة إذ حبلت بيسوع المسيح دون معرفة رجل، وبتول فـى الولادة إذ انهـا ولدت يسوع وبقيت بتولا، وبعد أن ولدتـه لـم يكن لها علاقة مع أي رجل فليس من أمر يستحيل على الله، فالذى فى البدء وضع نواميس الحبل والولادة لدى البشر يغيـرها الآن فـى الحبل بـه وولادتـه، جامعـا فـى أمـه العذراء مريم مفخرتيـن تعتـز بهما كل الفتيات والنساء ألا وهـما البتولية والأمومـة. وتعترف الكنيسة الكاثوليكية وغيرها من الكنائس التقليديـة، بأن مريم أم يسوع الـمسيح هى “أم وبتول معاً”، اي دائـمة البتوليـةEver-virgin او Perpetual Virginوهذا التعبيـر “ايبارثينوس-“Aeiporthenos فى اللغة اليونانية حسبما جاء فى كتابات أباء الكنيسة هو ببساطة أن العذراء مريم حبلت بيسوع الـمسيح دون مباشرة رجل ولكن من الروح القدس وتلك بتوليـة مريم قبل ولادة إبنهـا يسوع، ثم انهـا ولدتـه وبقيت بتولاً وتلك هى البتوليـة فى الولادة، وبعد أن ولدتـه لـم يكن لهـا علاقـة بأي رجل وتلك هى البتوليـة بعد الولادة. ولهذا يقول القديس أغسطينوس:”من يستطيع أن يدرك أعجوبـة الأعاجيب هذه، عذراء تحبل-عذراء تلد-عذراء تبقى عذراء بعد الولادة، ولكن ما لا يستطيع العقل أن يفهـمه يستطيع الإيـمان أن يدركـه، وحينـما يقف العقل فإن الإيـمان يتقدم”. لقد قدّم آبـاء الكنيسة وعلماؤهـا العديد من الأسانيد الكتابيـة والتاريخيـة والـمنطقيـة منذ الأجيال الأولـى وحتى يومنـا هذا للدفاع عن بتوليـة مريم الدائـمة، ولكن أهم ما يجب إدراكـه هو انـه لابد أن نفهم جيداً من هو يسوع ومـا هو دور القديسة مريم فى سر التجسد الإلهـي. صلاة: يا بتولا طاهرة، ياحنونة، ويا أمينة، لا تسمحي لأي صعوبة أن توقفنا عن متابعة سيرنا معكِ، فأنت تعلمين مدى حاجتنا إلى وجودك في مسيرة حياتنا. آمين نافذة: يا بتولا طاهرة، صلي لأجلنا نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة. ويا يسوع الحبيب. + تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم التاسع: نجمـة الصـبح ما هو أقرب منهج لطريق الرموز في عالم الرؤية والاحساس الذي نحيا فيه لإمكان تمثيل امجاد العالم الاعلى في السماء والذي يتجاوز تصوراتنا الجسدية؟. ترى ما هي أصدق الوعود والعلامات الموجودة هنا على الرغم من انها قد تكون من الاشياء التى نامل ان نراها في يوم من الايام على انها جميلة ونادرة؟ مهما كانت تلك الطرق، فمن المؤكد انه يمكن تطبيقها على القديسة مريم ام الله، فإثنان من تلك الرموز تم اطلاقها عليها واضيفت لألقابها في طلبة العذراء المجيدة – نجوم من فوق وزهور من اسفل- هي في “وردة سرية” rosa mystica او Mystical Rose والثانية ” نجمة الصبح” Stella Matutina او Morning Star وكلاهما مناسب للقديسة مريم تماما ويصبح “نجمة الصبح” افضل للأسباب الثلاث التالية: اولا، ان الورود تخص هذه الأرض ولكن النجم موضوع في السماء العالية ومريم الآن ليس لها دور في هذا العالم السفلي، لا تغيير ولا تأثير من نار وماء او هواء يمكن ان يؤثر في النجوم في العلى وتظهر بذاتها اكثر لمعانا وبريقا وروعة في كل مناطق الكرة الأرضية ولكل العشائر والبشر. ثانيا، الورود عمرها محدود ولكن النجوم فللأبد. ثالثا، الشمس نجم يضيئ من ذاته او من قوة ذاتية دائمة. والكنيسة اذ دعت القديسة مريم “بنجـمـة الصبح” لأن هذه النجمة تحمل النجاة والخلاص للتائهين فى البحار ولأن هذا النجم يـبشر بظهور الشمس. ومريم بأشعة قداستها وظهورها بشرت الـمتألـمين والجياع والأرامل والحزانى بقدوم شمس العدل الـمضيئة لكل إنسان على الأرض “يسوع الذى يخلص”، ولهذا ترنم الكنيسة قائلة:”من هذه الـمشرقة كالصبح اجميلة كالقمر الـمختارة كالشمس الـمرهوبة كصفوف تحت الرايات”(نش10:6). وكما يقول القديس برنارد:”كما يعطى النجم ضوءه بدون ان يفقد اي شيئ من طبيعته،هكذا مريم اعطتنا إبنها بدون ان تفقد اي شيئ من بتوليتها. والأشعة الـمضيئة للنجم لا يفقد أي شيئ من جماله، هكذا لم يأخذ إبنها أي شيئ قد يفقد طهارة أمـه”. والقديس افرام يدعو مريم قائلاً:”ميناء الخلاص لكل من يـبحر فى بحر العالم”، والقديس توما الإكويني يقول: “كما يوجه البحارة سفينتهم للميناء مسترشدين بالنجوم هكذا المسيحيون بمعونة مريم العذراء تقودهم لـميناء الـمجد الأزلي”. أما القديس برناردس فلقد قال فى إحدى عظاته:”عندما تجد نفسك تتخبط وسط عواصف بحر هذا العالم وبعيدا عن أرض النجاة، فوجـه نظرك لهذه النجمة لتتجنب الكارثة. وعندما تجتاحك رياح التجارب او صخور الضيق والشقاء، أنظر الى أعلى للنجمة وإدعوا مريـم”. عندما تظهر القديسة مريم في ظلمة هذا العالم فنحن نعرف ان الرب المخلص قريب. اذا ما كان مجد مريم عظيم جدا فكيف لا يكون مجد ابنها رب مريم وخالقها أعظم منها؟ ان عظمته بلا حدود فوق امه وكل النعِم التى ملأها بها ما هو إلا فائض من قداسته الغير محصورة او مفهومة. ان يسوع هو”الألف والياء، البداية والنهاية، الأول والآخر»“(رؤيا13:22)، والقائل لنا: “«وها أنا آتي سريعا وأجرتي معي لأجازي كل واحد كما يكون عمله”(رؤيا12:22). لذلك فلكي يمكننا ان نرى يسوع فلنذهب الى أمه مريم فهى النجم الذي يقودنا الى ملك الملوك كما كان نجم المشرق الذي قاد مجوس الشرق ليأتوا وليسجدوا له(متى1:2-12). صلاة: أيتها البتول القديسة، نرجوك أن تستمري في ارشادنا ليسوع فبدون نورك سنضل الطريق. آمين نافذة: يا سيّدة العناية الإلهية، تشفّعي فينا عند الثالوث الأقدس! نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة. ويا يسوع الحبيب. + تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم العاشر: أم يسوع الـمسيح كل لقب من ألقاب القديسة مريم له معنى خاص متميز ويمكن ان يكون موضوع للتأمل بعمق. اولا لنبحث في لقب “أم يسوع”: يحوى العهد الجديد العديد من الآيات التى تشير بأن مريم هـى أم يسوع: – جاء فـى بشارة الـملاك لـمريم:”هـا أنتِ تحبلين وتلدين إبناً وتسـمينه يسوع” (لوقا31:1-33). – “يايوسف يا ابن داود لا تخف ان تأخذ مريم امرأتك لأن الذى حبل بـه فيها هو من الروح القدس فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع لأنـه يخلص شعبه من خطاياهم”(متى20:1-21). – ” ولـما تمت ثمانيـة ايام ليختتنوا الصبي سمى يسوع كما تسمى به من الـملاك قبل أن حبل به فى البطن”(لوقا21:2). – “كان عُرس فى قانا الجليل وكانت أم يسوع هناك”(يوحنا1:2). – وكانت واقفات عند صليب يسوع امـه واخت امه مريم زوجة كلوبا ومريم الـمجدلية، فلما رأى يسوع امـه والتلميذ الذى كان يحبه واقفا قال لأمـه يا امرأة هوذا ابنك”(يوحنا25:19-26). فمريم إذن هى أم يسوع. ثم نبحث في لقب “أم المسيح” في الزمن القديم هناك ثلاث وظائف او مهام والذي يتم اختياره من الله لشعبه المختار هم” الكاهن والنبي والملك ، وتلك الوظائف الثلاث والمختارون من الله ليهم ان يُدهنوا بزيت- دلالة على النعمة من الله والذي يعطى لهم من أجل اداء واجب المهمة المقدسة. ويسوع الذى ولد مريم هو “المسيح” لأنه مُفْرَز ومُكَرَّس للخدمة والفداء فكان كاهنا ونبيا وملكا، فكان كاهنا لأنه قدم نفسه ذبيحة عن الخطايا:”فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ اجْتَازَ السَّمَاوَاتِ”(عبرانيين14:4)، و” لأَنَّ الْمَسِيحَ لَمْ يَدْخُلْ إِلَى أَقْدَاسٍ مَصْنُوعَةٍ بِيَدٍ أَشْبَاهِ الْحَقِيقِيَّةِ، بَلْ إِلَى السَّمَاءِ عَيْنِهَا، لِيَظْهَرَ الآنَ أَمَامَ وَجْهِ اللهِ لأَجْلِنَا. وَلاَ لِيُقَدِّمَ نَفْسَهُ مِرَارًا كَثِيرَةً، كَمَا يَدْخُلُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ إِلَى الأَقْدَاسِ كُلَّ سَنَةٍ بِدَمِ آخَرَ. فَإِذْ ذَاكَ كَانَ يَجِبُ أَنْ يَتَأَلَّمَ مِرَارًا كَثِيرَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلكِنَّهُ الآنَ قَدْ أُظْهِرَ مَرَّةً عِنْدَ انْقِضَاءِ الدُّهُورِ لِيُبْطِلَ الْخَطِيَّةَ بِذَبِيحَةِ نَفْسِهِ.وَكَمَا وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ الدَّيْنُونَةُ،هكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضًا، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ.“(عبرانيين24:9-28). وكان نبيا لأنه أظهر لنا شريعة الله المقدسة:” “فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: «إِنَّ هذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!»”“(يوحنا14:6)، ومع تلميذي عمواس:”فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ، الَّذِي كَانَ إِنْسَانًا نَبِيًّا مُقْتَدِرًا فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ”(لوقا19:24) وكان ملكا لأنه ملك علي قلوبنا وهو ملك الملوك “ملك الملوك ورب الأربايط”(رؤيا16:19) أو “رب الأرباب وملك الملوك” (رؤيا17: 14. ولهذا يوصي القديس بولس تلميذه تيموثاوس قائلا:” أَنْ تَحْفَظَ الْوَصِيَّةَ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ لَوْمٍ إِلَى ظُهُورِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ،الَّذِي سَيُبَيِّنُهُ فِي أَوْقَاتِهِ الْمُبَارَكُ الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ: مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِنًا فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.“(1تيموثاوس14:6-16). عندما جاء الملاك ليبشر القديسة مريم قائلا: وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».“(لوقا31:1-33) ومن انها ستكون اما المسيح فلم تكن تتصور القديسة مريم انها ستنال ذلك المجد الذي انتظرته نساء اسرائيل اجيال واجيال وها هي بايمانها نالت تلك النعمة العظيمة ولهذا صرخت القديسة اليصابات عندما زارتها بابتهاج قائلة:” «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! فَمِنْ أَيْنَ لِي هذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟”(لوقا42:1-43). فلقب “أم سيدنا يسوع الـمسيح” يساعدنـا أكثـر على التعرف على يسوع إبن الله والكلمة الـمتجسد. إن الإسم الذى أعطى لـه “يسوع” يشير الى كونـه الـمخلص كما أعلن ملاك الرب ليوسف”لأنه هو الذى يخلّص شعبـه من خطاياهم”(متى21:1)،وهو الذى جاء عنه فى كتب الأنبيـاء،الـمسيّا الـمنتظر،الـممسوح،ومتمم جميع النبؤات التى قيلت عنه فى العهد القديـم. وعندما نقول “يسوع الـمسيح” فهذا إعلان واضح وإيـمان قوي بأن من ولدتـه مريـم العذراء هو هو الـمسيح رجاء الأجيال وحكمة الله الـمعلنـة، وسلامـنـا ورئيس كهنـتـا ومخلصنـا الحبيب. صلاة: أيتها البتول القديسة، علميني ذلك الايمان الذي عشتيه وانت على الأرض وعلميني ان أضع كل ثقتي في ربي وإلهي كما صنعت انتِ وتسليم كل شيئ لإرادته تعالى. آمين نافذة: يا سيّدة الايمان، تشفّعي فينا عند ابنك. نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة. ويا يسوع الحبيب. + تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم الحادي عشر: أم الكنيسة إن يسوع بوعده لنا ” لن أترككم يتامى” (يوحنا28:18 ) فأرسل لنا روحه الـمعزي بعد قيامته وصعوده للسماوات. وأعطى الـمجد أن يحل الروح القدس على الكنيسة بوجود العذراء(اعمال14:1), فولدت الكنيسة فى ذلك اليوم وصارت العذراء أمــاً للكنيسـة(أعمال4:2). فالعذراء مريم كانت موجودة فى البشارة وقبلت أن يتجسد إبن الله فى أحشائها البتول وسلّمت ذاتهـا بكليتهـا فى تواضع عجيب. وكانت موجودة عند الصليب عند أقدام إبنهـا الوحيد الذى بذل ذاتـه من أجل خلاص العالـم (يوحنا19:26-27). وها هى تتواجد عند حلول الروح القدس على الرسل والتلاميذ يوم الخمسين. وعن دور العذراء فى الكنيسة نجده مبينا اولا فى سفر الرؤيـا:”وظهرت آيـة عظيمة فى السماء امرأة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها وعلى رأسها اكليل من اثنى عشر كوكبا وهى حبلى تصرخ متمخضة ومتوجعة لتلد، فولدت ابنا ذكراً عتيداً أن يرعى جميع الأمم بعصا من حديد”(رؤيا1:12-5). ان هذه الصورة ترينا العذراء على رأس الكنيسة –القمر- ومزانـة بشمس البر (يسوع) ومتوجة بالإثنى عشر تلميذا، وهى بهذا تربط ما بين الشمس والقمر او بين المسيح والكنيسة. لهذا دعاها البابا ليون الثالث عشر (مات 1903) فى رسالتـه البابويـة (سبتمبر 1895):” ان مريم هى أم الكنيسة ومعلّمة وسلطانة للرسل”. والبابا يوحنا الثالث والعشرين (مات1963) يدعو مريم قائلاً:”أم الكنيسة وأمنـا الأكثـر حباً”. ان لقب “ام الكنيسة” أستخدم اول مرة بمعرفة اسقف ترافس فالأم التى أرادت مـجداً للكنيسة لا تزال تعود الى أبناء الكنيسة لتحقيق ومواصلة هذا الـمجد. إن يسوع لم يتركنا يتامى بل أرسل روحه القدوس وأرسل ايضا مريم أمــنـا.. إن عمل العذراء فى السماء هو إمتداداً لعملها على الأرض ،فلقد لعبت دوراً كبيراً فى سر الفداء وفى ذبيحة الـمسيح الخلاصية وهذا الدور الفريد جعل وساطتها تختلف عن وساطة القديسين وشفاعتهم لتشمل الكنيسة بكاملها. “ليس لنا دالة عند ربنا يسوع المسيح سوى طلباتك وشفاعتكِ يا سيدتنا كلنا العذراء والدة الإلـه”(من صلاة الليتورجيا). مريم العذراء، بعد صعود ابنها، كانت بصلواتها عونًا للكنيسة في نشأتها. وهي تواصل، حتّى بعد انتقالها إلى السّماء، الشّفاعة بأبنائها، وأن تكون لهم جميعًا مثال إيمان ومحبّة، وأن تؤثّر فيهم تأثيرًا خلاصيًّا، نابعًا من في استحقاقات المسيح. يرى فيها المؤمنون صورة واستياقًا للقيامة الّتي تنتظرهم فيستشفعونها بألقاب المحامية، والنّصيرة، والمعينة، والوسيطة. مريم لا تنفصل عن الكنيسة؛ مريم متّحدة اتّحادًا وثيقًا بالكنيسة، مريم تصلّي مع الكنيسة وهي صورة الكنيسة، ومِثالًا لكلّ مؤمنٍ كونها التلميذة الأولى في مدرسة الإيمان لدى ابنها يسوع. صلاة: أيتها البتول القديسة، من خلال طاعتكِ المحبة لإرادة الله قد اعطيت للعالم المخلص. ساعديني ان اسلّم مشيئتي. وساعديني ايضا ان أحب مشيئة الله لأنها من اب محب. آمين نافذة: يا سيّدة الطاعة، تشفّعي فينا عند ابنك. نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة. ويا يسوع الحبيب. + تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم الثاني عشر: تم تعريف من هي مريم من ملاك ملاكان منفصلان، احدهما ظهر للقديسة مريم والآخر للقديس يوسف معلنين من هي التى ستحدث فيها المعجزة. قال الملاك: “«يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ”، لا تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».وَهذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ: «هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا. فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ، وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ. وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ.“(متى21:1-25). ان بشارة الملاك هذه تشابه فى عناصرها كل ما سبق وان ذُكر فى الكتاب المقدس عند ظهور ملاك الله ليحمل بشرى بميلاد شخص أوتكليف بمهمة إلهية. ومن تلك العناصر ان يُدعى بالإسم واللقب والدور المطلوب. جاءت اولى الكلمات ليوسف :”يايوسف ابن داود”(متى 20:1) بنفس الاسلوب الذى جاء به ملاك الرب الى جدعون قائلاً:”الرب معك أيها الجبـّار”(قضاة12:6) ليشير الى الدور الذى سيقوم به جدعون فى خطة الله. ثم قال له ملاك الرب: “لاتخف” وهو نفس التعبير الذى جاء كثيرا فى العهد الجديد فمثلا عند البشارة بميلاد يوحنا المعمدان لزكريا الكاهن “فقال له الملاك لا تخف يا زكريا”(لوقا13:1)،وعند البشارة بميلاد يسوع للعذراء مريم “فقال لها الملاك لا تخافي يامريم”(لوقا30:1)،وعند دعوة السيد المسيح لسِمعان”لا تخف فإنك من الآن تكون صائداً للناس”(لوقا10:5)، وعند ظهور الـملاك للنسوة وبشارتهن بقيامة يسوع “قال للنسوة لا تخفن”(متى5:28)، وظهور يسوع لهن وطلبه لهن بإخبار اخوته “قال لهن يسوع لا تخفن. اذهبن وقلن لإخوتى ليذهبوا الى الجليل”(متى10:28)،ثم عندما قال الرب لبولس الرسول فى الرؤيا ليلا “لا تخف بل تكلّم ولا تسكت”(اعمال9:18). فقول الـملاك ليوسف “لا تخف” لا يعني تخفيف الخوف والقلق والشك، كالخوف الذى كان لجدعون عندما قال: “آه ايها الرب الإله إني رأيت ملاك الرب وجها لوجه”، وهنا قال له الـملاك”سلام لك لا تخف فإنك لا تـموت”(قضاة22:6-23)، ولكن كان للتأكيد والشرح ليوسف ان هذا الإرتباط بمريم العذراء هو إختيار سماوي كما شرح الملاك روفائيل لطوبيا الإبن عن زواجه من سارة ابنة رعوئيل التى كان قد عقد لها على سبعة ازواج فماتوا(طوبيا15:6-17). رسالة الـملاك ليوسف تعنـي: – امرأتك ..طاهرة مـختارة أم لـمولود عجيب – امرأتك.. ستلد ابنا ليس لـمثله شبيه فهو من الروح القدس – امرأتك يا يوسف هى ام المخلص، هذا الذى كنت تنتظره انت وجميع الشعب ليخلصكم من خطاياكم. – امرأتك يا يوسف هى بريئة من كل دنس فلا تخف يا يوسف .. لاتخف يا يوسف لا تخف يا يوسف..وكيف يـمكن ان تشعر الآن بالخوف بعد ان عرفت ان مريم هى ام يسوع؟، بل افرح وابتهج ورنم فها ان مريم امراتك هى حبلى من الروح القدس. لا تخف يا يوسف يا ابن دود.. ايها الصِدّيق ..يا من تحترم الشريعة والناموس لا عن خوف بل عن يقين ومحبة. لا تخف ان تأخذ مريم، امرأتك، يعنى انك مسؤول عنها تماما، مسؤول عن رعايتها ورعاية وليدها. لا تخف فانت نجار بسيط وفقير ولكن الرب معك فى بيتك فى حياتك، فلِم الخوف؟. وعندما يعلن له الـملاك انه”ابن داود” اي انه من سلالة الـملوك،تلك السلالة الطاهرة التى جاء عنها فى النبؤات انه سيأتى منها شيلو المخلص كما جاء على لسان يعقوب قبل موته:”لايزول صولجان من يهوذا ومشترع من صلبه حتى يأتى شيلو وتطيعه الشعوب”(تكوين10:49)، وها هو قد اتى ملء الزمان. يا يوسف..ان وليد العذراء سـمّيه يسوع.. هو يسوع لانه يخلص..لانه يطهر..لانه يقدس..لانه يرحم..لانه يحب..لانه تجسيد للكلمة الازلية. يا يوسف خذ امراتك..خذها الى بيتك انها عطية السماء لك..انها بركة السماء لك ولاهل بيتك لانك كنت بارا. يا يوسف انت الان الاب الاعتباري للمسيح وحامي الاسرة المقدسة. يا لعمق كلمات السماء ليوسف، حقا كما قال الكتاب الرسول بولس:”يـا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه ما ابعد احكامه عن الادراك وطرقه عن الاستقصاء”(رومية33:11). بعد هذا يذكر الكتاب المقدس: “فلما نهض يوسف من النوم صنع كما امره ملاك الرب فاخذ امراته”(متى24:1) منفذا احكام الله. والملاك جبرائيل من قبل قال لمريم:” السلام لكِ أيتهـا الـممتلئة نعـمة،الرب معكِ،مباركة أنتِ فى النساء”(لوقا 28:1)، ثم استمر الملاك ليعلن:” هَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ.هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».“(لوقا31:1-33)، ثم يُكمل الملاك بشارته ورسالته فيقول:” «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.“(لوقا35:1). عرفت مريم ان هذه هي مشيئة الرب، وتذكرت إيـمـان ابراهيم وكيف ترك أرضه وعشيرته وعندما قدّم ابنه ذبيحة حسب إختبار الله لـه. وتذكرت ايضا إيـمـان موسى وقبوله قيادة شعب الله من أرض العبودية الى أرض الـمـوعد. وتذكرت معنى حلول الروح القدس ومجد الرب يحل فى مكان ما.فتذكرت خيمة الإجتماع “غطت السحابة خيمة الإجتماع وملأ بهاء الرب الـمـسكن فلم يقدر موسى أن يدخل خيمة الإجتماع” (خر 35:40).. أن قوة العلي ستظللهـا (لو35:1)، إذن “انه ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله” (يوحنا 23:2). هذا السر العظيم والذي نحتفل نحن الآن والذي كان بداية رحمة الله بالبشر فالقدوس البرئ من كل دنس والطاهر شاء ان يولد من اجل خلاصنا وتطهيرنا من لعنة السقوط فهو كما جاء:” الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ. فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. الَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّمًا فِي كُلِّ شَيْءٍ. لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ أَنْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ، وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلًا الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ: مَا عَلَى الأَرْضِ، أَمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ. وَأَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلًا أَجْنَبِيِّينَ وَأَعْدَاءً فِي الْفِكْرِ، فِي الأَعْمَالِ الشِّرِّيرَةِ، قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى أَمَامَهُ”(كولوسي15:1-22)؟ لهذا فالقديسة مريم هي أم يسوع (يهوة يخلص) وهو ابن العلي، الله الكلمة الـمتجسد، وعند ظهور الـملائكة للرعاة فى بيت لحم قالوا: “أنـه قد وُلد لكم اليوم مُخلص وهو الـمسيح الرب فـى مدينة داود”(لوقا11:2)، وكما جاء فى رسالة القديس بولس الرسول:”فلّما بلغ ملء الزمان ارسل الله إبنه مولوداً من امرأة مولوداً تحت الناموس”(غلاطية4:4). صلاة: يا مريم الأم، ساعديني ان اخلص نفسي من التعلق بالأشياء الأرضية والتى قد تبعدني عن محبة الله.ايضا ساعديني ان اكون شاكراً دائما لكل العطايا المادية والروحية والتى يهبها الله لي لمجد اسمه القدوس. آمين نافذة: يا شفيعة المحتاجين ورجاؤهم، تشفّعي فينا عند ابنك. نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة. ويا يسوع الحبيب. + تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم الثالث عشر: مريم العذراء التي جاءت تتميمـاً لرموز ونبؤات العهد القديـم إن الـمـسيح،كـلـمـة الله،هـو هـو أمـس واليوم والـى الأبد. لـقد كـلـّم الرب الأباء فـى القديم وكـلّم الأنبياء عن الـمسيح الـمخلّص،ويـمـتلئ العهد القديم بالرموز عن العذراء الأم الـمختارة لتكون أم الـمسيح الـفادي. ويلّخص لنـا القديس يوحنا الدمشقي هذه الرموز فى عظة ألقاها:”لقد أصبحتِ يـا مـريـم جنة عدن الروحية أقدس وأرفع من القديـمة، ففى الأولـى كان يسكن آدم الأرضي أمـا فيكِ فيحلّ الرب الأتـي من السمـاء. لقد مـثـلتكِ سفينة نوح التى أنقذت الخليقة الثانية لأنكِ ولدتِ الـمسيح خلاص العالـم الذى غّرق الخطيئة وسكن أمواجها. أنتِ التى رمزت اليكِ ثصورتكِ العليقة ورسمتكِ الألواح التى خطتها يد الله وأخبر عنكِ تابوت العهد ومـثلتكِ مـجمـرة الذهب والـمنارة ولوحا العهد وعصا هارون التى افرخت (عب 4:9 وعدد 7و23)، وُلد منكِ من هو شعلة الألوهية الـمن السمـاوي العذب، الإسم الذى يسمو على كل اسم، النور الأزلي الذى لا يداني، خبز الحياة النازل من السماء. ألستِ أنتِ التى سبق ودل عليكِ الأتون الذى إمتزجت ناره بالندى (دا 49:3-50) “ها أنا أنظر أربعة رجال يتمشون وسط النار وما بهم ضرر ومنظر الرابع شبيه بإبن الألهة”،رمز النار الإلهية التى جاءت فحلّت فيكِ. أكاد أغفل عن سلم يعقوب، ماذا؟ ألا يتضح لكل أحد انه كان صورة عنكِ؟، فكما ان يعقوب رأى السماء متصلة بالأرض بطرفي السلم وعليه ينزل الـملائكة ويصعدون وقد اشتبك معه فى صراع رمزي القوي الذى لايغلب هكذا أصبحتِ أنتِ الوسيطة والسلم الذى نزل عليها الله نحونا وحمل ضعف طبيعتنا وإمتزج بها وجعل من الإنسان روحا يرى الله. ومـا قولي فى أيات الأنبياء ألا يجب أن تعود اليكِ إذا شئنا أن نثبت صحتها؟. من هى العذراء التى قال عنها أشعيا انها تحبل وتلد إبناً يدعى الله معنا، أي انه يظل إلها ولو صار إنساناً.؟.من هو جبل دانيال الذى قطع منه بغير يد بشرية حجر الزاوية التى هى الـمسيح؟ أليس أنتِ التى حبلت بلا زواج ومازلت دائما عذراء؟.من هى تلك التى تكلّم عنها داود والتى جُعلت عن يمين الملك بذهب أوفير؟”. فى سفر التكوين سنجد انـه بعد اليأس والعري واللعنـة، جاء الأمل والوعد بالخلاص:”سأجعل عداوة بينكِ (الحيّة) وبين الـمرأة وبين نسلِك ونسلهـا،هو يسحق رأسِك وأنتِ ترصيدن عقِبـه”(تكوين15:3). انـهـا نبؤة قد خرجت من فم الرب تضم الأم والإبن فـى عـمل الفداء. نسل الـمرأة يسحق رأس الحيـّة أي رأس الحيّة القديـمة وهى ابليس والشيطان (رؤيا2:20). هذه النبؤة قيلت بفم الله،وإختار الله من كل البشريـة عائلة سام،ومن كل عائلة سام إختار الله ليكون من بذرة إبراهيم (تكوين1:12-3)، ومن كل عائلة ابراهيم اختار يعقوب اسرائيل (تكوين 3:26و4)، ومن كل عائلة اسرائيل اختار سبط يهوذا (تكوين9:49و10 و عبرانيين 14:7)،ومن كل عائلة يهوذا يختار داود(1أخبار الأيام 12:17-14)،ومن جميع عائلة داود تتركز نبوات الـمسيا على اثنين هما سليمان الحكيم ومنه جاء يوسف خطيب مريم العذراء وهو الأب الإسمي ليسوع الـمسيح(متى6:1و16) وناثان ومنه جاءت العذراء مريم الأم الحقيقية ليسوع (لوقا31:3). عندما وقف الـملاك ليحي القديسة مريم قائلا لها:”السلام عليك يا ممتلئة نعمة”(لوقا 28:1)والـملاك يحييها هذه التحية قبل أن يحل عليها الروح القدس وقبل أن يتجسد الكلمة فى أحشائها الطاهرة، فمتى بدأت تحظى بهذا الإمتلاء؟ أن مريم مختارة منذ الأزل لتكون أما لإبن العلي ولذا منذ أول لحظة من وجودها ملأها الثالوث الأقدس بالنعمة الـمقدسة وكما قال لها الـملاك إنكِ قد نلتِ نِعـمة عند الله”(لوقا30:1). قال القديس غريوريوس العجائبي:” ان الله قد جعل فيها كل كنوز النعمة فهي السفينة التى حملت جميع كنوز القداسة”. والكنيسة ترتـل “الغير الزمني أيتها العذراء إختارك من قبل الزمان لتكون له كرسيا” والله لا يجلس إلا على كرسي الـملوكية الذى كله قداسة ونعمة. “قولوا لإبنة صهيون هوذا مـخلّصك آت ها أجرته معه وجزاؤه أمامه ويسمونهم شعباً مقدسا مفديي الرب وأنتِ تُسّمين الـمطّوبة غير الـمهجورة” (أشعيا 11:62-12). ويقول القديس افرام السريانـي: “راحيل صرخت برجلها قائلة أعطني بني ، هنيئا لـمريم وقد حللت فى حشاها بقداسة على غير مطلبة منها، يا للموهبة التى ألقت بنفسها على آخذيها. حنة طلبت ولداً بدموع حارة، وسارة ورفقة بنذور ووعود وأليصابات بالصلاة وبعد أن طال عذابهن تعزين “. صلاة: يا قديسة مريم، ساعديني لكي أحمي نقاوة وطهارة جسدي وروحي. ساعديني يا أمي ان اكون بحق ابنا او ابنة للأب السماوي وان اعمل كل شيئ لمجد الله الأعظم. آمين. نافذة: يا بتولا طاهرة، صلي لأجلنا نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة. ويا يسوع الحبيب. + تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم الرابع عشر: معونة المسيحيين يوجد فى التقليد الكنسي صلوات وتضرعات لـمريم العذراء يرجع تاريخها للقرن الثالث الـميلادي ومرفوعة لـمريم طالبة حمايتها وشفاعتها للإنقاذ من كل خطر. وطوال تاريخ الـمسيحية حتى يومنا هذا تمتلئ الكنيسة بالـمدائح والتضرعات والتسابيح والترانيم لـمريم العذراء لتشترك معنا فى شركة الصلاة إلى الله. ولقد أدخل لقب “معونـة النصارى” فى طلبة العذراء بـمعرفة البابا بيوس الخامس فى عام 1571 وذلك لأنه فى ذلك الوقت هاجمت الجيوش العثمانية دول شرق البحر الأبيض الـمتوسط حتى حدود شبه الجزيرة الإيطالية،وهنا كونت الدول الأوربية التى كانت خاضعة لسلطة بابا روما تحالفاً لصد هذا الهجوم الزاحف. وفى موقعة بحرية كبيرة يوم 7 سبتمبر من عام 1571 إنهزم اسطول الجيش العثماني وتقهقر أمام أسطول الدول الـمسيحية وفى إثناء تلك الحرب طلب البابا إقامة الصلوات وتلاوة الـمسبحة الوردية للتوسل لله بأن يحفظ الكنيسة فى أوربـا،وأعلن بعدها البابا إضافة هذا اللقب لأنهـا دائـمـا معينـة للـمسيحيين فى كل عصر وآوان. والقديسة مريم ليست فقط معينة للمسيحيين عامة بل أيضا ملجأ للخطأة، فنلتجئ لـمريم لأنهـا أم مثلنـا وعليه فنحن نشعر بجاذبية خاصة نحوها لتشفع لنا عند ابنها الإلهـي. ففى الواقع لا يتجاسر الخاطئ فى كثير من الظروف أن يذهب رأساً إلـى يسوع لإستغفاره، وذلك لأنـه يعلم كل العِلم إن يسوع هو إلهـه وخالقـه، الرب العظيم الذى أهانـه وأغضبـه وداس وصايـاه، ولكنـه لا يخشى التقرب إلـى والدة يسوع ويطلب شفاعتهـا، لأنهـا ليست إلهه وخالقه، وليست ربـه وديـّانـه، إنـما هـى أم حنون ترثـى لشقاء إبنهـا الضال الخاطئ، فتقوده إلـى إبنهـا الإلهـى، طالبـة العفو والغفران. والقديسة مريم ليست فقط معينة للمسيحيين عامة بل أيضا معزية للحزانى، فلقد إختبرت مريـم الألـم والحزن فهى التى جاز سيف من الأوجاع فى نفسها(لوقا35:2) فقد فقدت رجلهـا يوسف النجار ثـم فقدت إبنهـا وذاقت مرارة الألـم ولا يجد الإنسان أحسن من شخص قد تألـم ليعزيـه، كما جاء عن السيد الـمسيح “لأنـه إذ كان قد تألـم وابتلـى فهو قادر على أن يُغيث الـمُبتليـن”(عبرانيين18:2). صلاة: يا قديسة مريم، علميني ان اتحمل أي تجارب او ضيقات في أي وقت وليس بطريقتي وزمني وأعينيني لكي اصلي بدون تذمر او ضجر او غضب وترك الأمور في يد القدير الذي لديه كل شيئ مستطاع. آمين. نافذة: يا مثال الصبر أعينيني نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة. ويا يسوع الحبيب. + تلاوة طلبة العذراء المجيدة اليوم الخامس عشر: ترك هذا العالم في اول مايو من عام 1946 سأل البابا بيوس الثاني عشر أساقفة الكنيسة الكاثوليكيّة في العالم كلّه: هل يؤمن المسيحيّون في الأبرشيات التي يرعونها بانتقال مريم العذراء إلى السماء بجسدها ونفسها؟ فكان شبه إجماع حول وجود مثل هذا الإيمان لدى الأساقفة واللاهوتيّين وسائر المؤمنين من الشعب المسيحي. وفي أوّل ديسمبر عام 1950، أعلن البابا هذا الانتقال كعقيدة إيـمانيّة فى رسالة عنوانها:”Munificentissimus Deus“. وفى هذه الرسالة يرسم أوّلاً لوحة لتاريخ هذا الاعتقاد منذ القرن السادس، ثمّ يبيّن كيف وعت الكنيسة إيمانها بهذا الموضوع، وكيف استخلصت هذا الإيمان من معطيات الكتاب المقدّس، ويقول: “إنّ هذه البراهين كلّها والاعتبارات التي نقرأها لدى الآباء القدّيسين واللاهوتيّين تستند إلى الكتاب المقدّس كأساس أخير لها. فالكتاب المقدّس يرينا والدة الإله متّحدة اتحادًا وثيقًا بابنها الإلهي ومشاركة إيّاه على الدوام مصيره. فيبدو من ثمّ من المحال أنّ التي حبلت بالسيّد المسيح وولدته وغذّته بلبنها وحملته على ذراعيها وضمّته إلى صدرها قد انفصلت عنه بعد حياتها على هذه الأرض، إن لم نقل بنفسها، فبجسدها. فبما أنّ فادينا هو ابن مريم، لما يكن باستطاعته، هو الخاضع خضوعًا تامًّا للشريعة الإلهيّة، ألاّ يؤدّي الإكرام ليس فقط إلي الآب الأزلي بل أيضاً إلى أمّه المحبوّبـة. وبما أنّه كان يقدر أن يصنع لها هذا الإكرام فيحفظها من فساد الموت، فيجب الإيمان بأنّه صّنعه لها. “ويجب بنوع خاص أن نتذكّر أنّ آباء الكنيسة، منذ القرن الثاني، رأوا في مريم العذراء حوّاء الجديدة، خاضعة دون شكّ لآدم الجديد، لكن متّحدة به اتّحادًا وثيقًا، في العراك ضد العدوّ الجهنّمي، هذا العراك الذي سبق سفر التكوين (تكوين 3: 15) فبشّر بأنّه سوف ينتهي بالنصر الكامل على الخطيئة والموت اللّذين يذكرهما دومًا رسول الأمم متّحدين (رومية5: 6)؛ (1كورنثوس15: 21-26)،فكما أنّ قيامة المسيح المجيدة كانت جزءًا أساسيًّا من هذا الانتصار، كذلك كان يجب أن ينتهي العراك الذي قامت به مريم العذراء بالاتّحاد مع ابنها بتمجيد جسدها العذري، حسب قول الرسول نفسه: “ومتى لبس هذا الجسد الفاسد عدم الفساد، ولبس هذا الجسد المائت عدم الموت، فحينئذ يتمّ القول الذي كتب: لقد ابتُلع الموت في الغلبة” (1كورنثوس 54:15)، “إن والدة الإله السامية المقام، المتّحدة اتّحادًا سريًّا بيسوع المسيح “في قرار الاختيار الواحد عينه الذي مسبق الله فاتّخذه”، المنزّهة عن العيب في حبلها، العذراء الكلّية الطهارة في أمومتها الإلهيّة، الرفيقة السخيّة للفادي الإلهي الذي أحرز انتصارًا شاملاً على الخطيئة ونتائجها، قد حصلت أخيرًا على هذا التتويج الفائق لإمتيازاتها، فحُفظت من فساد القبر، وعلى غرار ابنها، بعد أن غلبت الموت، رُفعت بالجسد والنفس إلى المجد في أعلى السماوات، لتتألّق فيها كملكة على يمين ابنها، ملك الدهور الأزلي (2 تيموثاوس17:1). “إنّ الكنيسة الجامعة التي فيها يحيا روح الحقّ الذي يقودها لتصل إلى معرفة الحقائق الموحاة، قد أعلنت إيمانها بطرق متنوّعة على مدى الأجيال. وأساقفة العالم يطلبون باتّفاق شبه تامّ أن تُعلَن كعقيدة إيمان إلهي وكاثوليكي حقيقةُ انتقال الطوباويّة مريم العذراء إلى السماء بجسدها، تلك الحقيقة التي تستند إلى الكتاب المقدس، المغروسة في قلوب المؤمنين، والمعلَنة منذ القرون الأولى في عبادة الكنيسة، والمفسَّرة والمعروضة بشكل رائع في أعمال اللاهوتيّين وعلمهم وحكمتهم. لهذه الأسباب نعتقد أنّه قد أتى الزمن الذي حدّدته مقاصد العناية الإلهيّة لأن نعلن رسميًّا هذا الامتياز الفائق الذي تتمتّع به الطوباويّة مريم العذراء… “فبعد أن وجّهنا إلى الله صلوات ملحّة، والتمسنا نور روح الحقّ، لمجد الله ألقدير الذي أغدق بسخاء عطفه الخاص على مريم العذراء، وإكرامًا لابنه، ملك الدهور الحيّ قاهر الخطيئة والموت، وزيادة في مجد والدته السامية المقام، وفي سبيل الفرح والابتهاج في الكنيسة جمعاء، بسلطان ربّنا يسوع المسيح، والرسولين بطرس وبولس، وبسلطاننا الخاصّ نصرّح ونعلن ونحدّد كعقيدة أوحاها الله أنّ مريم والدة الإله المنزّهة عن العيب والدائمة البتوليّة، بعد أن أنهت مسيرة حياتها على الأرض، رُفعت بالنفس والجسد الى المجد السماوي”. بهذه التعابير أعلن البابا عقيدة انتقال مريم العذراء إلى السماء بنفسها وجسدها، مؤكّدًا أنّه لا يضيف شيئًا، في إعلانه هذه العقيدة، إلى إيمان الكنيسة، بل يعبّر بشكل واضح عن هذا الإيمان الذي يعود إلى القرون الأولى للمسيحيّة. تحتـفـل الكنيـسة الكاثوليكيــة فى أنحـاء العـالـم فى الخامـس عشر من أغسطس من كل عـام بهـذا العيـــد. إن إنتقال مريم العذراء بجسدها ونفسها الى السماء هو نتيجة لعمل الروح القدس فيها. فالروح الذى حـلّ عليها وأحيا جسدها لتصير أمـاً لابن الله, هو نفسه يكمـل عمله فيها ويحيي جسدها المائت وينقله الى المجد السماوي لآن مريم العذراء كانت فى جسدها ونفسها مستسلمة إستسلامـا تــامـا لعمل الروح القدس . فإنـتـقـال مريم حدث سـبـاق لتحرير البشر أجمعين من سلطان الموت وعودتهم الى وضعهـم الفردوسي الآول و هـذا الإنتقال كما يقول المجمع الفاتيكانى الثانى هو “علامة رجاء وطيد”, رجاء فى أن قيامة الأموات بفضل يسوع المسيح ستتم وتحدث, وإنتقال مريم الى السماء بجسدها وروحها علامة لقيامة البشر. أنـه يبدو من المحال إن مريم العذراء التى حبلت بالسيد المسيح وولدتـه وغـذتـه بلبنها وحملته على ذراعيها وضمتـه إلى صدرهـا قد إنفصلت عنه بعد حياتها على هذه الآرض, إن لم نقل بنفسها, فبجسدها. فبما أن فادينا هو إبن مريم, لم يكن بإستطاعته , هو الخاضع خضوعا تاما للشريعة الإلهية, ألاُ يؤدى الإكرام ليس فقط الى الآب الآزلي بل أيضا الى أمـه المحبوبة فحفظها من فساد القبر فرفعت بالجسد والنفس الى المجـد فى أعلى السماوات, لتــتألـق فيهـا كملكـة على يمين ابنها ملك الدهور الآزلي. أن الله يُعظّم أولاده وقديسيه كما فعل مع يشوع بن نون كما جاء “عظّم الرب يشوع فى عيون جميع اسرائيل فهابوه كما هابوا موسى كل ايام حياته”(يشوع14:4)، أفلا يكون بالأولى من حملت الله الكلمة وأرضعته؟ ان كان السيد المسيح قد عظّم المرأة الكنعانية بسبب إيمانها وقال لها:”يا إمرأة عظيم هو إيمانكِ”(متى28:15)، فكم تكون مريم التى آمنت ان يتم ما قيل لها من قِبل الرب(لوقا45:1)؟ ان الله قد عظّم ابراهيـم من أجل طاعتـه “من اجل انك سمعت لقولي”(تكوين18:22)، فكم تكون مريم التى سلّمت حياتها “فليكن لي بحسب قولِك”(لوقا38:1)؟ إن كان يوحنا المعمدان الذى إرتكض وهو جنين فى بطن امه اليصابات حينما سمع سلام مريم العذراء(لوقا41:1) وقد وصفه السيد المسيح بانه “اعظم من ولدتهم النساء”(متى11:11)، فكم تكون مريم العذراء التى لم تكن ملاكا يهيئ طريق الرب بل هى حاملة الإله ووالدته”الروح القدس يحلّ عليكِ وقوة العلي تُظللكِ ولذلك فالقدوس المولود منكِ يُدعى ابن الله”(لوقا35:1)؟ ان كان القديس يوحنا قد أبصر وسمع فى رؤياه تطويب من له حظ فى عشاء الحمل”طوبى للمدعوين الى عشاء عُرس الحَمَل”(رؤيا9:19)، فكم تكون مريم العذراء والأم والمؤمنة؟ ان كان من يحفظ الشريعة ووصايا الله قد طُوّب كما جاء فى سفر الأمثال:”الذى يحفظ الشريعة طوبى له”(امثال18:29)،”طوبى لمن يحفظ اقوال الكتاب”(رؤيا7:22)، فكم تكون مريم التى حافظت على تطبيق الشريعة (لوقا22:2و41) وكانت “تحفظ ذلك الكلام كله فى قلبها”(لوقا51:2)؟ وان كان “المتواضع بالروح يحصُل على الكرامة” (امثال23:29) فكم تكون مريم العذراء التى قالت:”ها انا آمة الرّب”(لوقا38:1) وصرخت قائلة:”لأنه نظر الى تواضع أمتهِ”(لوقا48:1)؟ ان تمجيد مريم العذراء بإنتقالها للسماء هو تطبيق عملي لقول بولس الرسول:”وحيث نحن أبناء فنحن ورثـة ورثـة الله ووارثون مع المسيح إن كنّا نتألـم معه لكي نتمجّد معه”(رومية17:8)، ومريم ولدت يسوع وعاشت معه على الأرض وتألـمت معـه و”إُرس فيها سيف الوجع”(لوقا35:2) حسب نبؤة سمعان الشيخ، ونفذّت مشيئة الآب السماوي، أفلا تستحق أن تُـمجد”؟ ولقد ذكر القديس بولس كيفية ذلك الإنتقال للـمؤمنين وخاصة يوم مجيئ الرب:”ثم نحن الأحياء الباقين نُختطف جميعاً معهم فى السُحب لنلاقي المسيح فى الجو وهكذا نكون مع الرب دائماً” (1تسالونيكي17:4). لقد سمح الله بأن جسد مريم العذراء يُحفظ سالماً من الدنس بسبب عصمتها من تبعات الخطيئة الأصليـة وايضا الفعليـة، ولذلك من اللائق إستثنـاء جسدها من الفساد. وهذا ما رآه بعض الأباء مثل القديس توما الإكويني فى تفسيره للآيـة الواردة على لسان الملاك جبرائيل:”السلام عليكِ يا ممتلئة نعمة”(لوقا28:1)، فإن ميزة الإمتلاء بالنعمة هو أساس لتمجيد الله لـمريم، ولـم تقع بذلك فى لعنة الخطيئة التى وردت فى سفر التكوين 16:3-19)، ولهذا فإن مريم ممتلئة نعمة وروحاً وجسداً مما يستوجب عدم فساد جسدها. لقد رأى بعض الـمفسرين فى الآيـة الواردة فى سفر المزامير:”قم ايها الرب الى موضع راحتك انت وتابوت عزتك”(مزمور8:131) تأييداً لهذه العقيدة، فإن تابوت العهد القديم ما هو إلاّ رمز لتابوت العهد الجديد أي القديسة مريم أم يسوع. ورأى بعض الـمفسّرين فى الآيـة الواردة فى سفر الرؤيا:”وانفتح هيكل الله فى السماء وظهر تابوت عهده فى هيكله، وحدثت بروق وأصوات رعود وزلزلة وبرد عظيم”(رؤيا19:11) انه لا يمكن ان ينطبق على وجود تابوت مادي بل هو وجود القديسة مريم فى ملكوت السموات لأنه لا يمكن أن تظهر أشياء مادية فى السماء كالأبنيـة والأخشاب والنباتات أو غيرها. ورأى بعض الـمفسرّين ايضا فى الآيـة الواردة فى سفر نشيد الأناشيد:”من هذه الطالعة من القفر الـمستندة على حبيبها”(نشيد الأناشيد5:8) وايضا ما جاء “من هذة الطالعة من القفر كعمود بخور معطّرة بالمرّ واللّبان”(نشيد الأناشيد6:3) إفادة بخروج العذراء مريم من العالـم بصحبة إبنها يسوع وهى مُمجدة. ورأى بعض الـمفسرّين ايضا فى الآيـة الواردة فى اشعيا النبي:”مجد لبنان يأتي اليكِ .. أُمجد موطئ قدميّ”(اشعيا13:60) إفادة بالمجد الذى حصلت عليه مريم العذراء. بـما أن الله قد حفظ جسد مريم فى البتوليـة والطُهر، فكان من اللائق أن يكّرم الله هذا الجسد كما يُمجد قديسيه الى يومنا هذا حيث يحفظ الرب بعض أجساد القديسين (امثال القديسة ريتا دى كاشيا والقديس انطزنيوس البادوي وغيرهم)، فإن مريم العذراء يجب ان تتميز على الكل بأن جسدها يُحفظ فى السماء. لقد ذُكر فى العهد القديم كيف أمات الله موسى ودفنه بنفسه فى جبل “نبو” بعيداً عن أعين الشعب خوفاً من ان يعبد الشعب جسده، لذلك قيل فى سفر التثنية:”ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم”(تثنية6:34). ثم جاء فى رسالة يهوذا عن جسد موسى يكشف عن أهمية خاصة لجسد موسى ويبدو ان رئيس الـملائكة ميخائيل كان منوطاً به حراسة الجسد أو الصعود به إلى السماء وحاول إبليس أن يسترده أو يكشف عن مكانه لتضليل الشعب فوقعت معركة بينهما استنجد فيها رئيس الملائكة بالرب قائلاً:”لينتهرك الرب”(يهوذا9). فإذا كان قد صار إهتمام الله هكذا بموسى وكان هذا بسبب ان جسد موسى كان قد نضح عليه مجد الله وانعكس عليه نور وجهه بسبب تواجده مع الله اربعين يوما، وقبوله من يديه وصايا مكتوبة، فكم يكون إهتمام المسيح بجسد العذراء بعد نياحتها الذى نال حلول الروح القدس وملئا من النعمة وتظليلاً بقوة العلي ثم حلول الله الكلمة في أحشائها؟ ان عقيدة إنتقال مريم العذراء للسماء بالنفس والجسد مرتبطة بعقيدة عصمتها من دنس الخطيئة الأصلية وايضا عقيدة بتوليتها الدائمة، فحيث ان مريم قد حُبل بها بلا دنس الخطيئة الأولـى فهى لا تعاني تبعات وآثار تلك الخطيئة والتى منها إنحلال الجسد فى القبر، وحيث ان مريم قد حبلت بالمسيح وهى عذراء وولدته بـمعجزة وظلت عذراء فلا يمكن قبول ان جسده الذى تقدّس بقدوس الله يعاني فساداً. أبعاد انتقال مريم العذراء الى السماء ما آمنت به الكنيسة منذ القرون الأولى وعبرّت عنه بطرق متنوّعة في الصلوات الليترجيّة ومواعظ الآباء، وتحديد العقيدة في الكنيسة الكاثوليكيّة في موضوع انتقال مريم العذراء بجسدها ونفسها الى المجد السماوي، هو إعلان للعظائم التي صنعها الله في مريم العذراء، بحسب قولها: “ها منذ الآن تغبّطني جميع الأجيال، لأنّ القدير صنع بي عظائم، واسمه قدّوس، ورحمته الى جيل وجيل للّذين يتّقونه” (لوقا1: 48- 50). إنّ عظائم الله قد رافقت مريم العذراء طوال حياتها، وبما أنّ الله هو إله الحياة التي لا نهاية لها، تؤمن الكنيسة أنّ ما صنعه الله من عظائم لا يتوقّف عند حدود هذه الحياة بل يمتدّ الى ما بعد الموت. ويستطيع كلّ مؤمن أن يقرأ في مسيرة حياة مريم العذراء مسيرة إيمانه، وفي مصير مريم العذراء بعد الموت مصير كيانه ومصير شخصه في نهاية الزمن. الروح القدس أحيا جسد العذراء فيقول بولس الرسول: “إذا كان روح الذي أقام يسوع من بين الأموات ساكنًا فيكم، فالذي أقام المسيح يسوع من بين الأموات يحيي أيضًا أجسادكم المائتة بروحه الساكن فيكم” (رومية 8: 11). انتقال مريم العذراء بجسدها ونفسها الى السماء هو نتيجة لعمل الروح القدس فيها. فالروح القدس الذي حلّ عليها وأحيا جسدها لتصير أمًّا لابن الله هو نفسه يكمّل عمله فيها ويحيي جسدها المائت وينقله الى المجد السماوي. الروح القدس هو قدرة الله المحيية، وهذه القدرة لا يوقفها شيء: إنّها حركة دائمة، وديناميّتها تفوق ما يستطيع عقلنا البشري تصوّره. بهذه القدرة كان يسوع يشفي المرضى ويخرج الشياطين ويقيم الموتى (راجع لوقا 4: 18- 19؛ مرقس18:12-28). وبهذه القدرة قام هو نفسه من الموت. وبهذه القدرة سيقيم الأموات في الدينونة العامة. ولأنّ مريم العذراء كانت في جسدها ونفسها مستسلمة استسلامًا تامًّا لعمل الروح القدس، آمن المسيحيّون منذ القرون الأولى أنّها حصلت حالاً بعد موتها على قيامة الجسد التي هي مصير كلّ المؤمنين في نهاية الزمن. بهاء القيامة الخلاص في الديانة المسيحيّة ليس إنقاذ الإنسان من الخطايا بقدر ما هو إعادته الى بها الصورة الإلهيّة التي خُلق عليها.. الديانة المسيحيّة هي ديانة البهاء والمجد، وتلك السمة هي التي تبرّر وجودها وتثّبت صحتّها. فإذا كان لله وجود، وإذا كان الله قد ظهر لنا في شخص ابنه وكلمته وصورة مجده يسوع المسيح، فلا بدّ من أن يكون الله إله المجد والبهاء. وهذا ما تعبّر عنه الكنيسة في اعتقادها بانتقال مريم العذراء. تقول الكنيسة البيزنطية في إحدى صلوات عيد رقاد السيّدة: “ما أعجب أسرارك أيّتها السيّدة النقيّة، لأنّك ظهرت عرشًا للعليّ، واليوم قد انتقلت من الأرض الى السماء. فمجدك وافر البهاء، ويعكس أشعّة المواهب الإلهيّة” (صلاة المساء الكبرى). إنّ أشعّة المواهب الإلهيّة التي حصلت عليها مريم العذراء تنعكس في حياتها. فهي السيّدة النقيّة لأنّها “ممتلئة نعمة”، وقد “ظهرت عرشًا للعليّ”، لأنّ ابن الله سكن فيها، وتكلّلت تلك المواهب “بانتقالها من الأرض الى السماء”، وظهر فيها مجد الله الوافر البهاء. لا يمكننا التنكّر للواقع والتغاضي عن الخطيئة في العالم. ولكنّ قيامة المسيح هي أيضًا جزء من هذا الواقع. من قبر المسيح انبعث نور الله، ومع المسيح القائم من بين الأموات دخل مجد الله العالم، ويعمل كالخمير على تجديده من الداخل. تاريخ العالم ليس تاريخ معركة مجهولة المصير بين الحقّ والباطل، بل تاريخ ولادة جديدة. يقول بولس الرسول: “إنّ الخليقة قد أُخضعت للباطل .. إنّما على رجاء أنّ الخليقة ستُعتَق، هي أيضًا، من عبوديّة الفساد الى حريّة مجد أبناء الله. فنحن نعلم أنّ الخليقة كلّها معًا تئنّ حتى الآن وتتمخَّض، وليس هي فقط، بل نحن أيضًا الذين لهم باكورة الروح، نحن أيضًا نئنّ في أنفسنا منتظرين التبنّي افتداء أجسادنا” (رومية 8: 20-23). نحن من الآن أبناء الله، ولنا باكورة الروح، ولكنَّ ما نحن عليه سيتجلّى على أتمّ وجه في المجد الخالد، فيكون عندئذ للجسد المفتدى، القائم، قسط من السعادة كبير، حسب قول بولس الرسول:” الإنسان الأوّل من الأرض، من التراب، والإنسان الثاني من السماء. فعلى مثال الترابي يكون الترابيّون، وعلى مثال السماوي يكون السماويّون، وكما لبسنا صورة الترابي نلبس أيضًا صورة السماوي” (1 كورنثوس 15: 47- 49). في وسط عالمنا لبس المسيح السماوي جسدنا الترابي، وبهذا الجسد ارتبط بعالمنا. وقيامته الجسديّة لم تفقده ارتباطه بنا، بل بدخوله مجد الآب، صار ارتباطه بنا أكثر اتّساعًا. ارتفع عن الأرض ليجتذب اليه الجميع (يوحنا 12: 32)، ارتفع الى السماوات ليملأ مجده جميع الأرض، بحسب قول المزمور: “ارتفع اللهمّ على السماوات، وليكن مجدك على جميع الأرض” (مزمور 57: 12؛ راجع أيضًا أفسس 4: 8- 10). المسيح لم يتمجّد وحده. “فبعد إذ أميت بالجسد، استردّ الحياة بالروح، وبهذا الروح عينه مضى وبشّر الأرواح المضبوطة في السجن” (1 بطرس 3: 19)، أي إنّه نزل الى “الجحيم” مقرّ الأموات حيث كانت نفوس الصدّيقين تنتظر، كفي سجن، مجيئه الخلاصي وصعودها معه الى السماء، وبشّرها بأنّ عمل الفداء قد تحقّق، وتمّ الانتصار على الموت. وفي الموضوع عينه يتكلّم إنجيل متّى عن عامه كسيرين من الأموات مع المسيح: “القبور تفتّحت، وكثيرون من القدّيسين الراقدة أجسادهم فيها قاموا، وخرجوا من القبور بعد قيامته، ودخلوا المدينة المقدّسة، وتراءوا لكثيرين” (متّى 27: 52-53). إنّ ابن الله الذي “له مجد الآب من قبل كون العالم” (يوحنا 17: 5) قد تجسّد في أحشاء مريم العذراء. وبسبب تلك الشركة الروحيّة في المجد والبهاء بين السيّد المسيح وأمّه، آمنت الكنيسة أنّ مريم العذراء، بعد موتها، شاركت ابنها مجد قيامته كما شاركته، في تجسده، مجد ظهوره. قيامة الأجساد: جسد الإنسان، في نظر الكتاب المقدّس، ليس سجنًا يجب التخلّص منه للوصول الى العالم الحقيقي، عالم الأرواح. نظرة الكتاب المقدّس الى الإنسان لا تقوم على التناقض بين الجسد والروح، بل على التناقض بين الفرد المنعزل المتقوقع على ذاته والشخص المنفتح في علاقاته على الكون وعلى الآخرين وعلى الله. والجسد هو ما يتيح للإنسان الحيّ أن يرتبط بعلاقات بنّاءة بالكون والآخرين والله. فالجسد هو إذن الإنسان ذاته من حيث ارتباطه بالعالم الخارجي. لذلك أيضًا رأى معظم آباء الكنيسة، ولا سيّمَا في الشرق، أنّ التجسّد كان لا بدّ منه، ولو لم يخطأ الإنسان، وذلك ليكتمل ارتباط الله بالإنسان وارتباط الإنسان بالله، ونعمة الله التي تعمل في الإنسان تعمل فيه حيث يبني ذاته ويحقّق كيانه وعلاقاته، فتجعله في روحه وفي جسده أكثر انفتاحًا على الله وعلى الآخرين. للنعمة قوّة تغيير وانفتاح، وعملها هو عمل الحياة الإلهيّة نفسها. كلّ اتصال بالله لا بدّ له من أن يغيّر الإنسان، وإلاّ كان الله مجرّد وهم ابتكره خيال الإنسان ليكوّن لنفسه ما يتعلّق به في هذه الحياة المتقلّبة. إلهنا شخص حيّ يحوّل كلّ من يتّصل به، يدخل أعماق الإنسان ليملأه بحياته الإلهيّة. وقيامة الأجساد هي امتلاء الإنسان من تلك الحياة الإلهية في كل أبعاد كيانه وفي كل ارتباطاته بالله وبالكون وبالآخرين. إيمان الكنيسة بانتقال مريم العذراء بجسدها ونفسها الى السماء هو اعتراف بأنّ اتّحادها الصميم بالله بجسدها ونفسها، هذا الاتحاد الذي تحقّق لها بتجسّد ابن الله في أحشائها، كما تحقّق لها أيضًا بأمانتها لمحبّة الله واستسلامها لعلم الله فيها طوال حياتها، هذا الاتّحاد يستمرّ بعد موتها باشتراكها في مجد القيامة. فكما تمجّد ابنها وصار مرتبطًا بدخوله مجد الله بالعالم كلّه، هكذا أيضًا تمجّدت مريم العذراء وصارت مرتبطة بالعالم كلّه. وما سيحدث لجميع المؤمنين في القيامة العامة، أي ارتباطهم الكامل الممجّد بالعالم وبالله، قد حدث لمريم العذراء كما حدث لابنها يسوع المسيح لدى قيامته من بين الأموات. ثمّ إنّنا في انتقال مريم العذراء الى المجد السماوي نقرأ عمل الروح القدس في الإنسان. وكل مؤمن يعرف أنّ مسيرة حياته هي مسيرة عمل الروح القدس فيه. ومريم هي في الكنيسة رمز عمل الله في كل مؤمن. صلاة:يا أمي القديسة مريم لقد ملأ حبك الي الله كل قلبك وفكرك وارادتك واختفظت في قلبك طوال مجرى حياتك الأرضية بذاك الحب والذي انعكس في كل ما قمت به وما دعاكِ الله اليه، فأرجوكي يا أمي ساعديني كي اضع كل لي في خدمة الله كمثالك وساعديني كي تعكس كل اعمالي واقوالي ما يحمله قلبي من حب الي الله وساعديني ايضا ان اعكس بحياتي كل النِعم التى وهبها ويهبها الله لي فأعبر عن حبي له بمحبتي للآخرين. آمين. نافذة: ي أم المحبة الإلهية، صلي لأجلنا نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة. ويا يسوع الحبيب. + تلاوة طلبة العذراء المجيدة. صلاة: يا مريم ، الملكة التي انتقلت إلى السماء ، أن أتهلل فرحاً لأنّك بعد سنوات من الاستشهاد البطولي على الأرض ، أُخِذت أخيراً إلى العرش الذي أعدّه لك الثالوث الأقدس في السماء. ارفعي قلبي معك في مجد انتقالك فوق وصمة الخطيئة المفزعة البغيضة. علميني كم تبدو الأرض صغيرة عندما تشاهد من السماء. اجعليني أدرك أنّ الموت هو بوابة النصر التي سأعبر منها إلى ابنك ،و أنّه يوماً ما سيتّحد جسدي مع نفسي في سعادة السماء التي لا تنتهي. من على هذه الأرض التي أسير عليها كمسافر ، أرفع عينيّ إليك طالباً العون و أسألك هذه النعمة (اذكر طلبتك).عندما تحين ساعة موتي ، قوديني بسلام إلى حضرة يسوع ، لأتمتع برؤيا ربي معك للأبد. آمين. من 31يوليو حتى 15 اغسطس 2022 أو من يوم 7 اغسطس حتى 22 اغسطس 2022 صلواتنا في هذا الصوم المبارك نقدمها الي الله مع مريم أمنا وام شعب الله والمعلّمة وسلطانة الرسل، فهي التي تقدّمنا دائما الى ابنها وترشدنا في رحلة إيماننا، طالبين منها ان ترينا كيف يمكننا ان نحقق في حياتنا ما يريده منا ابنها حتى نستحق مواعيده الإلهية ونسألها ان تشركنا معها في فرحها التي اختبرته عند انتقالها المجيد بالنفس والجسد للسماء ونحن في ثقة قلبية ورجاء ثابت في ابنها يسوع المسيح مخلصنا الصالح. صلاة: يا ربّنا والهنا، ونحن ساجدون أمامك، نتأمَّل في انتقال أمّك وأمّنا إلى السماء بالنفس والجسد، أعطنا أن نعرف عظمة اختيارك لها. وأعطنا أن نتأمّل في فضائلها، في تواضعها، إيمانها، استسلامها. وأعطنا أن نسمع لها تدلّنا إليك، لنفعل مشيئتك، وأعطنا أن نرى اتّحادها الدائم معك، في مسيرتك الخلاصيّة. وأعطنا أن نرى كيف أنّها هي مَن أصبحت الحوّاء الجديدة، أم الأحياء. وأعطنا أن نؤمن ونشهد على انتقالها إليك بالنفس والجسد،وأعطنا أن نعرف أنّ انتقالها استباق لقيامتنا. وأعطنا يارب أن نسمع لك، نأخذها إلى حياتنا، أما شفيعة، تسهر علينا، تقودنا إليك، فيكاون لنا الخلاص والحياة الجديدة معك. آمين اليوم نبدأ صلوات صوم العذراء مريم المباركة، فدعونا نقضي ربع ساعة يومية في الاستماع والحديث مع والدة الإله، طالبين إرشادها ومعونتها في الاستعداد الجيد لعيد انتقالها المجيد للسماء. كلمات مريم العذراء مقتبسة من كتاب الاقتداء بمريم[2] ، بالاضافة الى أجزاء من كتاب “فضائل القديسة مريم” للمؤلف. اليوم الأول: الاتحاد مع الله باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد. آمين صلاة البدء: يا والدة الإله، عذراء الانتقال، امنحينا أن يجدنا الله الآتي مستعدين لتلقّي فيض رحمته. جهّزينا جميعًا للدخول للمجد السماوي باستحقاق حضورك معنا وشفاعتكِ. آمين. مريم: إنّ الله صنع معي نعمة عظيمة وهي أن لا أفقده أبدًا. فإذا تتشوّق إلى عين الإنعام، عليك أن تبدأ بتحرير نفسك من كل حبّ أرضي ومن كل ما ليس هو من الله. إنّ هذا سيُكلّفك حقًّا، إلّا أنّ أجرك في بذل جهودك وتضحياتك هذه لن يكن بالشيء الزهيد. استخدم كل ما حواليك في رفع ذاتك إلى الله، وستجد في كل جهة آلاف المواضيع التي تُمجّده وتُسبّحه! فالفلك الذي يدور بعظمة فوق رأسك يخبرك عن مجده، وبريق النجوم يعطيك صورة عن ضيائه، وتّساع البحار يُنبئك عن عظمته/ وكل الكائنات المنترة في الطبيعة، تُكلّمك عن كمالاته. كل شيء، وحتى أصغر ورود الحقل، هو كتاب مفتوح أمام عينيك يدعوك إليه. إنّك تقدر أن تجد ربّك دون أن تخرج عن ذاتك، إذ لا حياة لك ولا وجود إلّا به. وهو يُنير عقلك ويحرّك إرادتك ويقرع باب قلبك ويطلب منك هذا القلب بحنوّ ومحبّة. إنّ هذا إله كل جودة وصلاح هو الذي يسهر على حفظك، ويأمر الطبيعة كي تُقدّم لك احتياجاتك، فلستَ بحاجة إلى أن تُفتّش عليه خارجًا عنك. أدخل في ذاتك وانتبه لحضوره فيجعلك تشعر به بشتّى الطرق. وسيتم هذا تارة بأنوار قوية وتوضيحات فجائية، وأخرى بتأثيرات خفيّة وعواطف تقويّة، وأحيانًا بتأنيبات حبيّة يُعاتبك بها على عدم أمانتك معه. واحذر من أن تضع عائقًا لهذه عمليات النعمة المختلفة بخفة عقل أو بتعاجز إرادي. استسلم للممارسات التي تقود بالأكثر نحو الله، وافعل ذلك بروح تديّن عميق. ففي الأعمال الاعتيادية وأثناء القيام بأعباء وظيفتك كن شهل الانقياد لطرق العناية الإلهية التي هي قد عيّنت لك هذا الانشغال اليومي. لا تفعل شيئًا بتسرّع، فإنّ التهوّر، حتى في الأمور القدسيّة، لا يمكن أن يخلو من أضرار للروحية الباطنية التي يتّحد بها الإنسان مع الله. لا تتبع قط حركات الطبيعة سواء أكان ذلك في الأفراح أم الأتراح، ولا تفتح قلبك للخلائق بل لله فقط. عوِّد ذاتك على أن تُطلعه تعالى على ما يسرّك وما يحزنك، معتبرًا إياه أبًا وصديقًا في وسعك أت تَسُرّ إليه بثقة بكافة مواضيع أفراحك وأحزانك. بواسطة هذه الثقة الصحيحة ستستميل قلبه تعالى إليك وستتقدّم في هذا الاتّحاد المقدّس الذي هو أحلى شغف تشعر به النفس المسيحية في حياتها. لحظة صمت وتأمل بكلمات العذراء صلاة: يا مريم، أيتها المحامية القديرة والغيورة: أعينيني على تحمّل متاعب هذه الحياة التي لم يعطني إياها خالقي إلّا لأستخدمها كلها في سبيل خدمته ومحبّته. ساعديني لكي أستحقّ المجد الذي لا يمكن أن أبلغه إلّا بواسطة أعمالي المعضودة بنعمته، الأعمال التي لا تُقاس عظمتها إلّا بسعة الحرارة التي ترافق قيامي بها. ساعديني أن أبقى متّحدًا معه تعالى، متمثّلًا بالاتّحاد الوثيق والمتواصل الذي ربطك دائمًا بالله. آمين. نافذة: تنازلي وعلّميني يا ملكة السماء، كيف أحافظ على العواطف التي تجعلني متّحدًا بالله، لكي أكون أهلًا للاشتراك بالنِّعم التي يمنحها يسوع للأنفس التقيّة، خاصة التي تتّحد معه بواسطة التناول. نصلِّ: نسألك، يا رب، نحن الذين عرفنا، ببشارة الملاك جبرائيل، سرّ تجسّد ربنا يسوع المسيح، ابنك الوحيد، أن تفيض في قلوبنا نعمتك، فنهتدي بآلامه وصلبه إلى مجد القيامة. آمين. نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة. ويا يسوع الحبيب. + تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم الثاني: النمو في النعمة والكمال باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد. آمين صلاة البدء: يا والدة الإله، عذراء الانتقال، امنحينا أن يجدنا الله الآتي مستعدين لتلقّي فيض رحمته. جهّزينا جميعًا للدخول للمجد السماوي باستحقاق حضورك معنا وشفاعتكِ. آمين. مريم: يا بنيّ، إذا تريد أن تنمّي فيك هذه النعمة التي تجعل منك صديقًا لله وابنًا له، وهيكلًا لروحه القدّوس وأخًا ووارثًا مع يسوع، فاهرب من العالم، أحبّ الصلوات، وواظب على اقتبال الأسرار، واستسلم لممارسة فضائل حالتك الخاصة. إنّ من أهم الوسائط الضرورية لإنماء النعمة المقدّسة والملكية فيك، أن تكون أمينًا لحركات النعمة الحالية. أصغِ إلى الصوت الذي يكلّمك باطنيًّا، ودع ذاتك تنقاد لتأثيراته، إذ بقدر ما يصغي الإنسان إليه بقدر ذلك يشعر بتعليمه، وبمقدار ما يأتي الإنسان تقدّمًا بمقدار ذلك يُلقّنه هذا الصوت كيف يأتي بتقدّم جديد أعظم. البعض يتوقّفون بعد أن يكونوا قد قطعوا شوطًا في طريق الفضيلة، فرحين بما قاموا به، ناسين بأنّ النعمة لا تقول أبدًا كفى! والبعض الآخر يتصوّرون بأنهم قد عملوا الكفاية حين لا يكونون أشرارًا. غير أنّ هذا لا يكفي! على الصالح أن يسعى يوميًّا ليكون أكثر صلاحًا. كم من المسيحيين سينذهلون يوم الدينونة لدى رؤيتهم ذاتهم مديونين لعدالته تعالى بسبب عدم استفادتهم من الوسائط التي منحها إياهم ليُضحوا قدّيسين عظامًا. إنّ عدم التقدّم في طريق الفضيلة تأخُّر، وعدم الاستفادة خسارة. عندما يرسم الإنسان حدودًا لخدمة الله، فالله يضع مثل هذه الحدود لإحساناته. بقدر ما تُقلّل من محاسبتك لله بقدر ذلك يُظهر ذاته تعالى أكثر سخاءً وجودًا نحوك حتى في هذه الحياة. مهما كانت خيراتك الدنيوية قليلة فلك منها كفايتك. أمّا بخصوص خيرات النعمة فلا يمكنك أن تصل إلى درجة الإفراط في اقتنائها. إنّ العبد الذي يُهمل استثمار الخيرات التي أودعها إليه سيّده يُعاقَب. إستيقظ إذًا يا بنيّ من سباتك التي قد يمكن أن تتطوّر فيك إلى مُخدّرة مقتالة. إسعَ للتعويض على الوقت الذي فقدته. لا تقل بأنك تكتفي بالمحل الأخير في بيت الآب السماوي، لأنّ هذا الكلام يُعرّضك لخسران كل محل هناك! لحظة صمت وتأمل بكلمات العذراء صلاة: أيتها البتول القدّيسة! إنني بحاجة بسبب ضعفي إلى نعمة قوية فعّالة تجعلني أستفيد من إرشاداتك وأقتفي آثارك. ألتمس منك إذًا أن تنالي المساعدات الضرورية لي في هذه الساعة التي تشجّعيني فيها بحرارة مَثَلك. صالحي يا أمّ الرحمة بيني وبين هذا الإله المخلّص، وليتنازل لطلبك فيملأ قلبي من نِعَمه بطريقة تجعل هذا القلب لا يعرف أية تجزئة أو تحفّظ في خدمة سيّد صالح كهذا، ولا يتوّق إلّا إليه. آمين نافذة: يا مريم، التي لم تفتّش من صباها إلّا عن الله، أنيريني بحكمتك وأرشديني كيف أحافظ على النِّعم وأبقى أمينًا عليها. لنصلِّ: نسألك، يا رب، نحن الذين عرفنا، ببشارة الملاك جبرائيل، سرّ تجسّد ربنا يسوع المسيح، ابنك الوحيد، أن تفيض في قلوبنا نعمتك، فنهتدي بآلامه وصلبه إلى مجد القيامة. آمين نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة. ويا يسوع الحبيب. + تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم الثالث: نِعم الرب هي للمتواضعين باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد. آمين صلاة البدء: يا والدة الإله، عذراء الانتقال، امنحينا أن يجدنا الله الآتي مستعدين لتلقّي فيض رحمته. جهّزينا جميعًا للدخول للمجد السماوي باستحقاق حضورك معنا وشفاعتكِ. آمين. مريم: يا بنيّ، ذاك يكون عظيم الاستحقاق في نظر الربّ أكثر مما في نظر البشر من ظنّ بأنه خالٍ من كل استحقاق مع كونه غنيًّا به. ما الذي يسُرّ الربّ في السماء وعلى الأرض؟ النفوس المتواضعة. إلى من أنظر، يقول الربّ؟ إلى البائس والمنسحق الروح. الكبرياء هي السبب في فقر عدد عظيم من المسيحيين الذين حُرِموا من خيرات النعمة. إنهم لو اجتهدوا في معرفة ذاتهم لتولَّدَ فيهم التواضع، ولكان في وسع هذا التواضع أن يسدّ احتياجهم بواسطة ما يجلبه عليهم من نِعَم غزيرة. يا بنيّ، كن فارغًا من ذاتك فيملأك الربّ من عطاياه. إجعل ذاتك غنيًّا باعترافك بأنّ ليس لك سوى البؤس والتعاسة. إذا كنت متواضعًا فسيستخدمك الربّ لمجده، لأنه يكل العناية بمجده إلى أولئك الذين لا يختلسونه منه ولا يقاسمونه به. عندما تقتبل نعمة من الربّ فكّر بتواضع وشكر كم يجب أن يكون الله ربًّا صالحًا حتى يرتضي بأن يُنعم على آخر عبيده. وحين تجاوب على النعمة بأمانة عظيمة تذكّر بأنك لم تكن أمينًا إلا بواسطة عون النعمة ذاتها، وأنّ الربّ إنما يجزي موابه يوم يريد أن يكافئ أمانتك. إحمل فيك دائمًا هذه العواطف الثلاث: الله هو كل شيء وأنا لست شيئًا. الله يملك كل شيء وأنا ليس لي سوى البؤس والتعاسة. الله يقدر على كل شيء وأنا بدونه لا أستطيع شيئًا. حينئذٍ وإن لم تكن في ذاتك شيئًا ولا تملك شيئًا ولا تتمكّن على شيء إلا أنك ستكون في نظر الربّ الذي سيرغب في أن يغمرك بمواهبه ويؤتيك الغلبة على أعدائك. لحظة صمت وتأمل بكلمات العذراء صلاة: يا ملكة القدّيسين، يا حواء الجديدة كم تختلفين عن الأولى! كبرياؤها أفقدتها امتيازاتها، أما أنتِ فتواضعك أضحى مصدرًا لامتيازاتك. يا ملكة السماء التي كمُلت فيكِ بنوع عجيب هذه العبارة الإنجيلية: “من يتّضع يرتفع”، نالي لنا تواضعًا صادقًا يجعلنا نقتنع بضعفنا وننسب كل شيء إلى الله على مثالك، وننتظر كل خير منه ونتعلّق به في كل شيء، فنضحي بذلك أهلًا لتقدير الربّ ذاته الذي هو وحده ينبوع العظمة والشرف. آمين نافذة: يا من كوفئ تواضعك بارتفاع أعظم، استمدّي لنا النِّعم الضرورية لنهدم أُسُس الكبرياء المتأصلة في نفوسنا. لنصلِّ:نسألك، يا رب، نحن الذين عرفنا، ببشارة الملاك جبرائيل، سرّ تجسّد ربنا يسوع المسيح، ابنك الوحيد، أن تفيض في قلوبنا نعمتك، فنهتدي بآلامه وصلبه إلى مجد القيامة. آمين. نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة. ويا يسوع الحبيب. + تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم الرابع: امتلاك يسوع في التناول باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد. آمين صلاة البدء: يا والدة الإله، عذراء الانتقال، امنحينا أن يجدنا الله الآتي مستعدين لتلقّي فيض رحمته. جهّزينا جميعًا للدخول للمجد السماوي باستحقاق حضورك معنا وشفاعتكِ. آمين. مريم: يا بنيّ، لو عرفتَ جيّدًا قيمة النعمة التي يجود بها عليك يسوع عندما يعطيك ذاته بواسطة التناول، ولو أدركت عظم عواطفه نحوك، لما أمكنك أن تقلّل من عواطفك نحوه. الخالق يزور خليقته! ملك المجد يزور البائس المسكين! المعزّي السماوي يزور نفسًا حزينة! القداسة بالذات يزور إنسانًا خاطئًا! إتّضع إذًا أمامه ورنّم لجوده الذي يفوق تصوّراتك بما لا حدّ له، أُمقُت نكرانك السابق بالجميل، واستمد عونه للمستقبل، وعِدهُ أمانة أبديّة! استسلم لموجات الفرح النقي، واطلب من الملائكة والقدّيسين كي يشكروا يسوع إذا أمكن شكرًا متناسبًا مع عطاياه العظيمة لك، واشتق في أن يكون هذا الإله الحبيب والكليّ الصلاح محبوبًا ومُمجّدًا كما في السماء كذلك على الأرض. إفتح قلبك لكل نيران حبّه متمنّيًا أن تلتهمك. قدّم له عواطف الأنفس القدّيسة التي تقتبله بمحبّة وعبادة في هذا السرّ، واصنع ذلك شكرًا له على إنعاماته معك وتعويضًا عن ضعفك. قدّم له خاصة العواطف التي أنعم بها عليّ فملأ نفسي بها عندما اتّحد بها اتّحادًا متينًا بواسطة التجسّد. فكّر بالفضائل والأمثلة التي يعطيك إياها في الإفخارستيا وخاصة بتواضعه، واستمد منه نعمة الاقتداء به. إنك تجد ليس فقط لاهوته متخفّيًا في هذا السرّ بل وحتى ناسوته! لا شيء من يسوع يظهر إلا ما يظهر لعين الإيمان. إلتمس منه محبّة الحياة الخفيّة المرذولة وتجنّب الفخفخة والعظمة، وأن نعمل أعمالك كلها دون أن تهدف منها إلى أن يراك الناس لتنال مديحهم. إنّ يسوع مُحتقر في هذا السرّ من قِبل الكثيرين، وقلوب عديدة لا تكترث به ولا تنتمي إليه إلّا قليلًا بينما نراها تنتسب إلى العالم كثيرًا وإلى ذاتها أكثر! أطلب منه نعمة تحمّل الإهانات والمعاكسات بصبر. هذا يا بنيّ ما يجب أن يشغلك طيلة النهار الذي يُعطى لك فيه أن تقتبل يسوع بالتناول. دقيقة صمت للتأمّل في كلمات مريم صلاة: أيتها العذراء القدّيسة مثال كل فضيلة، إنني أشعر بجزيل خزيي وأنا ماثل أمام قدميك بسبب رخاوتي ونكراني الجميل! استمدّي لي من يسوع كي يتنازل فيُنظّم حركات قلبي ويوجّهها كلها نحوه كل مرّة احتلّ هذا القلب بواسطة التناول. لينزع مني هذا قلبي التعيس غير اللائق به، وليخلق فيّ قلبًا جديدًا! ليمنحني قلبًا شبيهًا بقلبكِ، قلبًا سخيًّا ليّنًا أمينًا معه، مثلما أنّ قلب يسوع أمينًا معنا. آمين نافذة: يا أمّ يسوع القرباني، هبيني أن أقتدي عند التناول، بعواطفك التي كانت تفعمكِ عندما كان ابنك الإلهي في أحشائك. آمين لنصلِّ: نسألك، يا رب، نحن الذين عرفنا، ببشارة الملاك جبرائيل، سرّ تجسّد ربنا يسوع المسيح، ابنك الوحيد، أن تفيض في قلوبنا نعمتك، فنهتدي بآلامه وصلبه إلى مجد القيامة. آمين. نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة. ويا يسوع الحبيب. + تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم الخامس: في كيفية التصرّف أمام الشرّ باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد. آمين صلاة البدء: يا والدة الإله، عذراء الانتقال، امنحينا أن يجدنا الله الآتي مستعدين لتلقّي فيض رحمته. جهّزينا جميعًا للدخول للمجد السماوي باستحقاق حضورك معنا وشفاعتكِ. آمين. مريم: يا بنيّ، إذا ما رأيت الشرّ يسير برأس عالٍ وهو يُحقِّر الصلاح، لا تجعل ذاتك ضحيّة غيرة مُرّة، تغضب وتثور، إذ أنّ الديانة تصدّك عن ذلك. لماذا لا تتحمّل ما يتحمّله الله ذاته؟ إنه قادر أن يمنع حدوث ما في وسعه أن يكون لك سبب عثرة مع ذلك فهو لا يفعل! إنّ له غاياته في السماح بهذا الأمر، فما عليك إذًا إلّا الخضوع لهذه الغايات. لا شيء يحدث على هذه الأرض بلا سماحه. الشرّ كالخير يمكن استخدامه في نظام عنايته. قد لا تفهم ذلك الآن، إلّا أنه سيأتي يوم تتحقّق فيه عدالة وحكمة هذه التدابير. لا أقول بأنه يجب أن تكون غير مكترث للمحن التي تصيب الديانة، إذ يجب أن تتألّم لها، بل يجوز لك أن تتشكّى بمحبّة عن ذلك أمامه تعالى. ولكن إذا بلغ منك التشكّك من ذلك إلى إضعاف إيمانك وإفقادك سلامك الباطني، فهذا يشير لا إلى غيرتك بل إلى الإفراط فيها. إنّ الفضيلة الواحدة لا تعاكس الأخرى؛ لذلك فخضوع الروح لما يسمح به الربّ يقدر أن يتّفق مع الغيرة الحقيقية على مجده تعالى. من الشرور والآثام ما يستوجب دموعك وتنهّداتك، على أن تفعل ذلك عند أقدام الربّ وفي أحضانه! أعرض عليه تعالى صعوبتك، واطلب منه أن يضع حدًّا لما يُحزنك، وقل له بحريّة لا تهينه: إستيقظ يا رب ولا تنم، ولا ترُدَّ وجهك عنا ولا تنسى بؤسنا وضيقنا؛ إنهم أعلنوا الحرب عليك، يهينون اسمك، يجدّفون على ديانتك، ويحاولون هدم ما فعلتَه. دافع عن قضيّتك ولا تصبر على تغَلُّب الشرّ. إنّ مجدك هو القضيّة! وهكذا يا بُنيّ تكون قد قمتَ بما يفرضه عليك مجد الله وشرف الديانة فتنتظر نعزية الربّ بهدوء وسكينة دقيقة صمت للتأمّل في كلمات مريم صلاة: يا سيدة السلام الروحي، أمّ الراحة و السكينة، و أمّ الرجاء، انظري إليّ في وقت ضعفي و اضطرابي هذا. أعطني قلباً جديداً باحثاً ليعرف أنّ حبّ الله لي لا و لن يتغير، وأنّ حبّ البشر يمكن أن يبدأ و ينمو فقط باختبار حبّ الله. فليكن سلامكِ الذي لا يمكن لهذا العالم أن يعطيه لي معي دائماً، وساعديني أن أُدخِل هذا السلام أيضاً إلى حياة الآخرين يا سيدة السلام الروحي، صلّي لأجلنا. آمين. نافذة: ايتها الطوباوية مريم العذراء، أم الرحمة ، صلّي من أجلي كي يحفظني الله من كل شر يتهدّد الجسد أو النفس. آمين لنصلِّ: نسألك، يا رب، نحن الذين عرفنا، ببشارة الملاك جبرائيل، سرّ تجسّد ربنا يسوع المسيح، ابنك الوحيد، أن تفيض في قلوبنا نعمتك، فنهتدي بآلامه وصلبه إلى مجد القيامة. آمين. نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة. ويا يسوع الحبيب. + تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم السادس:الغيرة على مجد وإكرام مريم باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد. آمين صلاة البدء: يا والدة الإله، عذراء الانتقال، امنحينا أن يجدنا الله الآتي مستعدين لتلقّي فيض رحمته. جهّزينا جميعًا للدخول للمجد السماوي باستحقاق حضورك معنا وشفاعتكِ. آمين. مريم: يا بنيّ، إني أمّك ولا زلتُ أقدّم لك عن ذلك البراهين المتواصلة بواسطة إحساني إليك. إنك ابني، وبصفتك هذه تقدّم لي الإكرام. إنك تستنجد بي في وسط تجاربك وآلامك، وترجو كثيرًا من قدرتي بالقرب من يسوع. إلا أنك يا بنيّ تهمل كثيرًا إحدى الوسائل القوية التي في وسعك أن تستخدمها لإظهار محبّتك لي. إنك لا تهتم بالكفاية بالسعي في سبيل إكرامي وتمجيدي، بل ويظهر أحيانًا أنك تستصعبإعلان ذاتك بجانبي أمام من يهاجمني. لتكن غيرتك في سبيل المدافعة عن مصالحي وتمجيدي وإكرامي ومتبّتك لي شبيهة بغيرتي عليك. ولا يكفي أبدًا أن تمنحني قلبك بعد يسوع إذا لا تستفيد من الفرص التي تتاح لك لكسب قلوب أخرى لي.أنظر يا بنيّ المساعي التي قامت بها الأضاليل ولا زالت تقوم بها يوميًا لمحو عبادتي وإضعافها. فعليك أنت أن تُعوّض عن هذه الإهانات بقد المستطاع. لحظة صمت وتأمل بكلمات العذراء صلاة: يا برج داود الذي يتعلّق بها ألف ترس، إنّ أسلحة أعداءك المقهورين تكون هالة لكِ ونصرًا. إنّ الربّ يقيم دائمًا من يدافع عن مجدك بغيرة، وأبواب الجحيم لن تقوَ عليكِ. أفض يا ربّ نِعمك على قلوب كل البشر، كي يتوصّل الجميع إلى معرفة ومحبّة يسوع، وبهذا يتوصلون أيضًا إلى معرفة ومحبّة أمّهم مريم، موضوع سرور الله ذاته. آمين نافذة: مباركة أنتِ يا مريم، المرأة التي ذكرها الربّ في بدء الخلق والتي لها أُعطيَ أن تسحق رأس الحيّة. لنصلِّ: نسألك، يا رب، نحن الذين عرفنا، ببشارة الملاك جبرائيل، سرّ تجسّد ربنا يسوع المسيح، ابنك الوحيد، أن تفيض في قلوبنا نعمتك، فنهتدي بآلامه وصلبه إلى مجد القيامة. آمين نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة. ويا يسوع الحبيب. + تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم السابع: عن محبّة القريب باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد. آمين صلاة البدء: يا والدة الإله، عذراء الانتقال، امنحينا أن يجدنا الله الآتي مستعدين لتلقّي فيض رحمته. جهّزينا جميعًا للدخول للمجد السماوي باستحقاق حضورك معنا وشفاعتكِ. آمين. مريم: يا بنيّ، إذا تحبّ الله فلا بدّ أن تحبّ قريبك الذي من أجله نزل ابن الله من السماء وصار إنسانًا وضحّى بحياته على الصليب. ولا تكتفِ بالعواطف بل لتكن محبّتك فعّالة وعملية، كم من حزين يحتاج إلى سماع كلماتك المعزّية، وكم من بائس يفتقر إلى عنايتك للتخفيف عن حاله. لقد سمح الله بوجود عدد كبير من البؤساء على الأرض ليضحوا قدّيسين بواسطة صبرهم وبواسطة محبّتك لهم. كن سريعًا في عمل الخير ما استطعت، حيث أنّ التأجيل يُفقد دائمًا أعمال الرحمة بعض أجرها. لتكن محبّتك سخيّة، واعطِ كل ما في وسعك تعطيه، واعلم بأن التحفّظ في الخدمات التي تقدّم لقريب معناه أن تنصل من واجبات المحبّة. عندما لا تتمكّن بذاتك من تقديم الخدمة للقريب، تشفّع به لدى الغير أو أقلّه أطلب له الإسعاف من الله. تعوّد أن ترى الله في شخص القريب ولن يكون حينئذٍ في استطاعتك أن ترفض شيئًا على أيٍ كان لأنك لا تقدر أن ترفض شيئًا على الله. أعطوا تُعطوا يقول يسوع. أعطوا بعض الخيرات الدنيوية فيعطيكم الربّ خيرات أبدية. لحظة صمت وتأمل بكلمات العذراء صلاة: أُذكري يا مريم العذراء الحنون، أنّه لم يسمع قط ان احداً التجأ إلى حمايتِك وطلب معونتكِ ورُدّ خائباً. فأنا بمثل هذه الثقة، التجيء اليكِ أيتها الأم، عذراء العذارى، وآتي إليكِ، واجثو امامَكِ، أنا الخاطئ المسكين، متنهّداً، فلا ترذلي تضرّعاتي، يا امّ الكلمة، بل استمعي لي بحنو وإستجيبيني. آمين نافذة: يا أُمّ إله المحبّة، أضرمي نار المحبّة في قلوبنا لنرى الله في شخص القريب. Content لنصلِّ: نسألك، يا رب، نحن الذين عرفنا، ببشارة الملاك جبرائيل، سرّ تجسّد ربنا يسوع المسيح، ابنك الوحيد، أن تفيض في قلوبنا نعمتك، فنهتدي بآلامه وصلبه إلى مجد القيامة. آمين نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة. ويا يسوع الحبيب. + تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم الثامن: خدمة الربّ بحرارة باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد. آمين صلاة البدء: يا والدة الإله، عذراء الانتقال، امنحينا أن يجدنا الله الآتي مستعدين لتلقّي فيض رحمته. جهّزينا جميعًا للدخول للمجد السماوي باستحقاق حضورك معنا وشفاعتكِ. آمين. مريم: يا بُنيّ، إنّ القلب الذي يحبّ الله لا يهمل شيئًا من الأشياء التي ترضيه. يكفيك أن تتأمّل قي ما يفعله اتباع العالم للعالم حتى تتعلّم منهم ما يجب أن تعمله لله. فكّر مثلًا في سعيهم الحثيث، تجدهم لا يذخرون تعبًا أو شدّة في سبيل خدمة العالم ويتفانون في سبيل إرضائه بآلاف الأنواع من الخضوع. وأما في مسألة إرضاء الله فهو في نظرك إكراه قاس أن تُظهر حبّك مرارًا لهذا السيّد الأسمى. والذي يحرّضك على هذا الالتفات نحوه تعالى تعتبره مطالبًا إياك تكلفة شاقّة. ألا يخزيك أن تُدعى للتشبّه بأهل العالم والاستفادة من مدرستهم لتعرف كيف يجب أن تخدم الربّ؟ يا بنيّ، لا تسمح لأهل العالم أن يتفوّقوا عليك بسخائهم، ولا تقبل أن يتباهى العالم بأنه مخدوم من قبل أعوانه بغيرة عظيمة تفوق الغيرة التي يُخدم بها إله المسيحيين من قبل أولئك الذين يدّعون الانتماء إليه. لا تكن من الآن فصاعدًا من عداد أولئك الذين يعتقدون أنّ تعبّدهم قد بلغ أوجه حين يكونون قد انتصروا على تكميل ما تأمرهم الشريعة تحت طائلة العقاب. ألا تدل حالة هؤلاء على أنهم مستعدون لأن يُضحّوا بنعمة الربّ لو أُعطيَ لهم أن يفقدوها بلا عقاب؟ إنّ أقل ما يمكن أن يقال عنهم أنهم يخافون الله أكثر مما يحبونه. خف يا بنيّ من هذا الإله الرهيب في إنزال قصاصاته، ولن خف أكثر من أنك لم تحبّه جيّدًا هو الإله الكليّ الصلاح والمحبّة. ليتك تكون حارًّا في محبّتك لله حتى يبدو لك ما تفعله أقل بكثير مما تتمنى أن تفعله له. أحبّ قويًّا وستُلَيِّن هذه المحبّة الصعوبات التي تعترضك. إنّ الربّ يفيض في النفس الحارّة مسحة من الارتياح يجعلها تتذوّق الملذّات في كل ما يكلّفها القيام به. لحظة صمت وتأمل بكلمات العذراء صلاة: أيتها الأُمّ الحنونة، نالي لنا الحرارة في محبّة الله. لا تسمحي لأي صعوبة أن توقفنا عن متابعة سيرنا، وأعينينا في أن لا نستسلم لأول تجربة ضجر أو سأم تعترضنا. أنت تعلمين مدى حاجتنا إلى تشجيعك. أضرمي في قلوبنا هذه المحبّة الحارّة اللائقة بخدمة إله المحبّة. آمين نافذة: المحبّة لا تقتصر على ما يجب عمله بل تستخدم كل الفرص لإرضاء الحبيب!. لنصلِّ: نسألك، يا رب، نحن الذين عرفنا، ببشارة الملاك جبرائيل، سرّ تجسّد ربنا يسوع المسيح، ابنك الوحيد، أن تفيض في قلوبنا نعمتك، فنهتدي بآلامه وصلبه إلى مجد القيامة. آمين نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة. ويا يسوع الحبيب. + تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم التاسع: في اهتمام العناية الإلهية بالأبرار باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد. آمين صلاة البدء: يا والدة الإله، عذراء الانتقال، امنحينا أن يجدنا الله الآتي مستعدين لتلقّي فيض رحمته. جهّزينا جميعًا للدخول للمجد السماوي باستحقاق حضورك معنا وشفاعتكِ. آمين. مريم: يا بُنيّ، إنّ الله قد وعد في أماكن متعدّدة من كتبه المقدّسة بأن يحمي الواثقين به. لا تضطرب إذًا إزاء الأوامر التي يصدرها إليك مهما كانت صعبة التنفيذ. ثق به فيساعدك. وحتى إذا عرّضتك طاعتك له لأعظم فاقة فما عليك سوى الاتّكال على عنايتهالتي لن تتركك تحتاج إلى شيء. وإذا تعرّضت لهزؤ وسخرية وشتم واضطهادات الأشرار فلا تخُر قواك أبدّا. الله سيكون حصنك في وقت الضيق. إنّ ثقة الأبرار بالربّ خير ضمان لحمايته لهم. وإذا بدا منه أنه قد تركهم لوقت فهو يعيد لهم في النهاية سلامهم. يوسف العفيف لم تنسه عناية الله حين كان يئن تحت وطأة السلاسل في سخنه المظلم، بل أخرَجَته من سجنه لترفعه إلى العظمة وليُقاسم فرعون سلطانه السامي. هذا لا يعني بأنّ العناية الإلهية تُخلّص الأبرار دائمًا من مخاوفهم وأخطارهم وتمنحهم احتياجاتهم بالطريقة التي يتمنونها أو يطلبونها. كما وأنّ طرق هذه العناية الإلهية عجيبة دائمًا، سواء أنقذتهم مت فاقتهم واقتصّت لحقّهم أو جعلتهم ضحايا الفاقة والتعدّي. غير أنه تعالى لا بد وأن يعطيهم حينئذٍ نعمة الصبر على النوائب، وبهذا يكون قد أحسن إليهم أكثر مما لو كان قد غمرهم بالخيرات الأخرى. فالتجئ إذًا إلى الربّ في كل احتياجاتك معتصمًا به، وستقبل منه المساعدات التي ستكون حقيقية ومسبيّة، وإن لم تكن دائمًا حسيّة وبارزة للعيان. لحظة صمت وتأمل بكلمات العذراء صلاة: أيتها البتول القديسة، أنتِ تملكين في المجد، مع يسوع، ابنك. اذكرينا في حزننا. انظري بعطف إلى كلّ الذين يعانون أو يكافحون في وجه الصعاب. اشفقي على أولئك الذين افترقوا عن أحبائهم. اشفقي على وحدة قلوبنا. اشفقي على ضعف إيماننا وحبنا. اشفقي على أولئك الباكين، على أولئك المُصلّين، على أولئك الخائفين. يا أمّنا القديسة، نرجوك أن تستمدي لنا جميعاً الحب والسلام. آمين نافذة: يا سيّدة العناية الإلهية، تشفّعي فينا عند الثالوث الأقدس! لنصلِّ: نسألك، يا رب، نحن الذين عرفنا، ببشارة الملاك جبرائيل، سرّ تجسّد ربنا يسوع المسيح، ابنك الوحيد، أن تفيض في قلوبنا نعمتك، فنهتدي بآلامه وصلبه إلى مجد القيامة. آمين. نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة. ويا يسوع الحبيب. + تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم العاشر: بدون الايمان لا حياة ابدية باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد. آمين صلاة البدء: يا والدة الإله، عذراء الانتقال، امنحينا أن يجدنا الله الآتي مستعدين لتلقّي فيض رحمته. جهّزينا جميعًا للدخول للمجد السماوي باستحقاق حضورك معنا وشفاعتكِ. آمين. مريم: يا بُنيّ، دعوني اعرفكم شيئ عن الإيـمان: “الإيـمان هو الثقة بمـا يرجى والإيقان بأمور لا تُرى”، وأيضاً:”وبغيـر إيـمان لا يستطيع أحد أن يُرضي الله لأن الذى يدنو إلى الله عليه أن يؤمن بأنـه كائن وأنـه يُـثيب الذين يـبتغونـه. هناك أنواع عديدة من الإيـمـان فهناك إيـمـان إبراهـيم وتركه لأرضه و قبوله تقديم ابنه اسحق ذبيحة لله كأمر الرب له، وايمان موسى الذى طلب من الله عدة علامات ليصدقه فرعون والشعب العبراني،، وايـمـان زكريا الكاهن والذى شك وقال كيف أعلم هـذا وأنا شيخ وإمرأتي متقدمة فى حياته، وهناك إيـمان الرعاة والتى أُعطيت لهم علامة من السماء، وايمان هؤلاء اليهود الذين طلبوا من يسوع ابني “أيـّة وهناك أيضا إيمان عملي فلـم أطلب علامة عن صِدق قول الملاك جبرائيل لي عندما أخبرني بالميلاد العجيب بل أتت لي العلامـة من أن العاقر ستلد. عشت مع يسوع الطفل وكأي طفل عادي أرضعته وكان محتاجاً لي لتغذيته، فلو كان يسوع ابني يعلن لي عن طبيعته الإلهية بإستمرار لـمـا كان لي أي إحتياج لحياة الإيـمـان ومـا كنت أتعجب من إجابة إبني وهو فى الثانية عشر ” لماذا كنتمـا تطلبانني الم تعلما انه ينبغي أن أكون فيمـا لأبي”، أو عند عرس قان الجليل ” مـالي ولكِ ياإمراءة لم تأت ساعتي بعد.” مع كل أحداث التي مرّت في حياتي من البشارة والـميلاد والرعاة والـمجوس وفى الهيكل والهروب الى مصر ثم الحياة فى الناصرة ثم على الصليب لم انكر محبتي له بل وقفت بجانبه بشجاعة وثبات ثم اخيرا واصلت عملي مع التلاميذ فى العُليـّة بعد الصعود مباشرة مواظبة على الصلاة والطلبة بنفس واحدة مع تلاميذ ابني وبعد انتهاء حياتي على الأرض واظبت عملي في تشديد ايمان كنيسة ابني بمئات الظهورات والرسائل. والآن يا ابئي إمتحـن نفسك هل أنت على الإيـمان. اختبـر نفسك. هل فيك ابني؟. من غير الأيمان يصبح تدينك صوري وبلا منفعة حتى ترث المُلك المعّد لكل من آمن. لحظة صمت وتأمل بكلمات العذراء صلاة: أيتها البتول القديسة، أنتِ انموذج لمن آمنت ولقد قبلتِ كل مل طلبه الله منكِ ان رغبتك والشديدة في اتباعه وان تضعي كل شيئ بين يديه وها انا قلق ايتها الأم المؤمنة من أجل اشياء عديدة في حياتي وفي اسرتي ووظيفتي ومستقبلي ومستقبل البلد الذي اقيم فيه، فعلميني ذلك الايمان الذي عشتيه وعلميني ان أضع كل ثقتي فيه كما صنعت انتِ وتسليم كل شيئ لإرادته تعالى. آمين نافذة: يا سيّدة الايمان، تشفّعي فينا عند ابنك. لنصلِّ: نسألك، يا رب، نحن الذين عرفنا، ببشارة الملاك جبرائيل، سرّ تجسّد ربنا يسوع المسيح، ابنك الوحيد، أن تفيض في قلوبنا نعمتك، فنهتدي بآلامه وصلبه إلى مجد القيامة. آمين. نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة. ويا يسوع الحبيب. + تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم الحادي عشر: الطاعة الى الله باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد. آمين صلاة البدء: يا والدة الإله، عذراء الانتقال، امنحينا أن يجدنا الله الآتي مستعدين لتلقّي فيض رحمته. جهّزينا جميعًا للدخول للمجد السماوي باستحقاق حضورك معنا وشفاعتكِ. آمين. مريم: يا بني ان فضيلة الطاعـة فضيلة عظيـمة إذ جاء عنها:”أيها الأبناء أطيعوا أباءكم فى الرب فإن هذا هو العدل”، كما قيل أيضاً:”أطيعوا مرشديكم”. وهناك أمثلـة كثيرة من أطاعوا الله كإبراهيـم الذى “إنطلق كما قال له الرب”وطاعـة موسى وهارو، وطاعـة يشوع بن نون ،وطاعة عزرا الكاهن وطاعـة يونان النبي، وطاعـة يوسف البتول، وطاعـة ابني القائل:”إن طعامي أن أعـمل مشيئة من أرسلني وأتـمم عـمله”. لقد أطعت انا إرادة السماء عندما بشرّني الـملاك “بأن القدوس الـمولود مني يُدعى إبن الله” فأجبتُ على الفور: “هاأنذا آمـة الرب”.وأيضا قبولي الترحال مع يوسف وأنا حبلى بيسوع الى بيت لحم اليهودية ثم خضوعي للرحيل الى مصر او الحياة فى مدينة الناصرة طاعـة للقديس يوسف كـما أمره ملاك الرب. ولـم أخضع للسـماء وللقديس يوسف فقط، بل كنت خاضعة أيضا لإبني الحبيب فأطعته وعشت بعيدة فى فترة رسالته الـعلنية،وعند الصليب ذهبت مع يوحنا الحبيب الى بيته حسب أمر إبني وأيضا بعد القيامة ذهبت الى الجليل مع باقي الرسل حسب طلب ابني، وبقيت مع الرسل فى أورشليم عند حلول الروح القدس فى الخماسين. لحظة صمت وتأمل بكلمات العذراء صلاة: أيتها البتول القديسة، من خلال طاعتكِ المحبة لإرادة الله قد اعطيت للعالم المخلص. انا احيانا اتقلب ما بين تنفيذ مشيئتي ومشيئة الله. ساعديني ان اسلّم مشيئتي العنيدة حتى ولو احيانا تبدو انه لا رجاء في التغيير ولكن بك ياأمي استطيع. ساعديني ايضا ان أحب مشيئة الله لأنها من اب محب حتى ولو انه من الصعب قبولها. آمين نافذة: يا سيّدة الطاعة، تشفّعي فينا عند ابنك. لنصلِّ: نسألك، يا رب، نحن الذين عرفنا، ببشارة الملاك جبرائيل، سرّ تجسّد ربنا يسوع المسيح، ابنك الوحيد، أن تفيض في قلوبنا نعمتك، فنهتدي بآلامه وصلبه إلى مجد القيامة. آمين. نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة. ويا يسوع الحبيب. + تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم الثاني عشر: الفقر والتجرد باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد. آمين صلاة البدء: يا والدة الإله، عذراء الانتقال، امنحينا أن يجدنا الله الآتي مستعدين لتلقّي فيض رحمته. جهّزينا جميعًا للدخول للمجد السماوي باستحقاق حضورك معنا وشفاعتكِ. آمين. مريم: يابني هناك العديد من الآيات التى قيلت في القديم لتحث الـمؤمنيـن على التجرد والكفاف والفقـر وعدم حب الـمال ولقد قال ابني يسوع في تعاليمه:”لا يستطيع أحد أن يعبد ربّيـن لأنـه إمـّا أن يبغض الواحد ويُحب الآخر أو يُلازم الواحد ويرذُل الآخر. لا تقدرون أن تعبدوا الله والـمال”، وأيضاً اتذكرون ما قاله للشاب الغني:”إن كنت تريد أن تكون كاملاً فإذهب بع كل شيئ لك وأعطـه للـمساكين فيكون لك كنز فى السماء وتعال وإتبعنـي”. وكما جاء أننا قد قدمنـا فى الهيكل “ذبيحة كما قيل فى ناموس الرب زوج يمام أو فرخي حمام” وهى تقدمة الفقراء. لا أملك الا قول الـمرنم “الرب راعي فلا يعوزني شيئ” وأيضا قول الحكيم:” لقمة يابسة معها طـمـأنينة خير من بيت مـمـلوء ذبائح ومعها خصام”. لهذا أنشدت فى تسبحتي قائلة:”رفع الـمـتواضعين وأشبع الجياع خيراً”فهـا اني أعلن فرحتي وإتضاعي وان الخير الذى كان لي هو من الله. وفى الصلاة التي علمها ابني دعاكم قائلين ان تطلبوا من أبانا السماوي:”خبزنا كفافنا أعطنا اليوم” فهـل حقا نعني ما تطلب؟ فلتحيا يا ابني حياة وبركة الرب كـما عشتها فهى كل ثروتك فى هذه الأرض وليصدق القول::”بل نُظهر أنفسنا كخدّام اللـه كأنـا فقراء ونحن نُغنـي كثيرين. كأنـا لا شيئ لنا ونحن نملك كل شيئ”. لحظة صمت وتأمل بكلمات العذراء صلاة: يا مريم الأم الأكثر فقرا لقد كان فقركِ على الرغم انه كان طيلة حياتك وكان لديك اشياء بسيطة لكنك قبلت كل شيئ كأنه هدية من الله. ان ما امتلكه احيانا يمكنه ان يمتلكني وانسى او اتناسى ان كل تلك الأشياء ما هي الا هدايا من الله من اجل ان نمجده تعالى. ساعديني ان اخلص نفسي من التعلق بالأشياء التى املكها والتى قد تبعدني عن محبة الله. ايضا ساعديني ان اكون شاكراً دائما لكل العطايا المادية والروحية والتى يهبها الله لي لمجد اسمه القدوس. آمين نافذة: يا شفيعة المحتاجين ورجاؤهم، تشفّعي فينا عند ابنك. لنصلِّ: نسألك، يا رب، نحن الذين عرفنا، ببشارة الملاك جبرائيل، سرّ تجسّد ربنا يسوع المسيح، ابنك الوحيد، أن تفيض في قلوبنا نعمتك، فنهتدي بآلامه وصلبه إلى مجد القيامة. آمين. نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة. ويا يسوع الحبيب. + تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم الثالث عشر: ثمر الطهارة والنقاء باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد. آمين صلاة البدء: يا والدة الإله، عذراء الانتقال، امنحينا أن يجدنا الله الآتي مستعدين لتلقّي فيض رحمته. جهّزينا جميعًا للدخول للمجد السماوي باستحقاق حضورك معنا وشفاعتكِ. آمين. مريم: يا بني، الطهارة أو النقاوة هـى صِفـة لكل مادة مفردة وغيـر مـمتزجـة بشئ آخـر، والنقاوة فـى الحياة الروحيـة هـى فضيلة تجعل عقل الإنسان وقلبـه وتصوراتـه وذاكرتـه خاليـة من كل شئ يـمكن أن يعكـرهـا، وللنقاوة مـيزات لا تحصـى لهذا صرخ داود قائلا: “قلبـاً نقيـّا أخلق فـيّ يـا الله”، وجاءت كإحدى التطويبات التى أعلنها ابني فى موعظتـه على الجبل “طوبـى لأنقيـاء القلوب فإنـهم يعاينون الله”. الطهارة هـى الفضيلة الساميـة أو الفضيلة الـملائكيـة لأنهـا من صِفات الـملائكة.والطهارة هـى من صميم جوهـر قداسـة الله. كـما أن الحياة فى الطهـارة والقداسة هى شرط ضروري للحياة مع الرب فيعلن لنا الـمرنم ” من يصعد الى جبل الرب ومن يقوم فى موضع قدسه النقي الكفين والطاهر القلب الذى لا يحمل نفسه الى الباطل ولم يحلف بالغش” وأيضا “النفس العفيفـة لا قيـمة توازنهـا”. لحظة صمت وتأمل بكلمات العذراء صلاة: يا قديسة مريم، أنتِ الأطهر في الجسد والروح فساعديني لكي أحمي نقاوة وطهارة جسدي وروحي من خلال كل ما تراه عيناي وبتجنب أي شيئ قد يثير الشهوة. ساعديني يا أمي ان ارتدي ما يناسب مكانتي كابن او ابنة للأب السماوي مبرزا من أكون بخلاف ما يمكن ان اعثر به الآخرين. اجعلي أيضا يا أمي اهتماماتي تكون نقية وان اعمل كل شيئ بدون انانية بل لمجد الله الأعظم. آمين. نافذة: يا بتولا طاهرة، صلي لأجلنا نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة. ويا يسوع الحبيب. + تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم الرابع عشر: الصبر باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد. آمين صلاة البدء: يا والدة الإله، عذراء الانتقال، امنحينا أن يجدنا الله الآتي مستعدين لتلقّي فيض رحمته. جهّزينا جميعًا للدخول للمجد السماوي باستحقاق حضورك معنا وشفاعتكِ. آمين. مريم: يا بني ان الصبـر هو إحدى الفضائل الأخلاقيـة، والكلمة تعنـي “الثبات او التجلّد أو قوة العزيـمة”، وهى فضيلـة تساعد الفرد على التغلب على اليأس والإحباط والـمعارضـة وفقدان شخص عزيز وعلى تحـمل آلام الـمرض وتخطى الصعاب وكل شيئ يسبب ألـم للإنسان، وذلك دون أن يفقد هدوءه أو يسخط على ما يواجهـه. والصبـر يقترن عادة بإيـمان قوي كما قيل:”إحتسبوا كل سرور أيهـا الإخوة أن تقعوا فى تجارب مختلفة عالـمين أنّ إمتحان إيـمانكم يُنشئ الصبـر. حتى يكون العـمل الكامل للصبـر بحيث تكونون كاملين موفّريـن غير ناقصين فى شيئ”، ولهذا فانكم محتاجون إلى الصبـر لتعـملوا إرادة اللـه فتنالوا البركـة التى وُعدتم بها”. أتتذكرون ما قاله سمعان الشيخ لي:”وأنت أيضا سيجوز فى نفسكِ سيف لتُعلن أفكار من قلوب كثيـرة” وتحقق الأمر من الهروب الى ارض مصر وحياتي فى مدينة الناصرة، بالإضافة الي سيف الإذدراء،وسيف الهروب،وسيف اليتم،وسيف الترمل،وسيف فقد ابني على الصليب فصدقت فيّ نبؤة النبي القائلة: ” ماذا أُشبّـه بكِ يا بنت أورشليم ماذا أساوي بك فأُعزّيكِ أيتهـا العذراء بنت صهيون”. لقد عرفت ما هو سر الألـم وشاركت إبني فـى تحـمله حتى يمكن للإنسان الجديد الذي يطلبه ابني ان تكون له قوة يسهم بها فـى تجسيد الفداء فـى ذاته وفـى الأخرين وفـى الكون حتى يزول الشر وتزول الخطيئة ” ويصير اللـه كلاً فـى الكلّ”. فافتخر يا ابني فى الضيقات عالـما أن الضيق ينشئ صبراً والصبر تزكية والتزكية رجاء والرجاء لا يخزى لأن محبة الله قد انسكبت فى قلوب المؤمنين بالروح القدس الـمعطى للجميع. لحظة صمت وتأمل بكلمات العذراء صلاة: يا قديسة مريم، انتِ مثال للصبر ولقد صنعت كل شيئ بصبر واحتمال عظيم. ها أنا يا امي اكافح أحيانا عندما لا تأتي الأشياء كما أحب او أريد واصبح مضطربا وقلقا وبدون صبر واغضب كثيرا في أغلب الأوقات، فعلميني ان اتحمل أي تجارب او ضيقات في وقت الله وليست بطريقتي وزمني وحولّي لحظات الانتظار حتى في ابسط الأشياء مثل البطء في الطرقات نتيجة الزحام او عند الاتتظار في الطوابير او انتظار أي نتيجة ان انتهز تلك الأوقات لكي اصلي بدون تذمر او ضجر او غضب وترك الأمور في يد القدير الذي لديه كل شيئ مستطاع. آمين. نافذة: يا مثال الصبر أعينيني نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة. ويا يسوع الحبيب. + تلاوة طلبة العذراء المجيدة اليوم الخامس عشر: المحبة باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد. آمين صلاة البدء: يا والدة الإله، عذراء الانتقال، امنحينا أن يجدنا الله الآتي مستعدين لتلقّي فيض رحمته. جهّزينا جميعًا للدخول للمجد السماوي باستحقاق حضورك معنا وشفاعتكِ. آمين. مريم: ان اللـه محبة، من ثبتَ فى الـمحبة فقد ثبت فـى اللـه واللـه فيه”، وعـن صفات الـمحبـة قيل “الـمحـبـة تـتأنـى وتــرفـــق . المحـبـة لا تحـــسد ولا تتباهــى ولا تنـتـفـــخ. ولا تـأتـي قــباحــة ولا تـلتـمـس مـاهـو لـهـا. ولا تحــتد ولا تـظـن الســوء. ولا تفــرح بالظــلـم , بل تفــرح بالحــق. و تحـتـمـل كـل شـيئ .وتــصــدق كـل شـيئ.وتـرجـو كـل شـيئ.وتـصــبـر على كــل شـيئ. المحــبـة لا تـــســقط أبـدا. ونشـيد الإنـــشـاد يــصـف الـمحبـة بـإنهـا “قــويـة كالـمـوت..مــيــاه كثيرة لا تستطيع ان تـطفئ الـمحـبـة والسـيـول لا تـغـمـرهــا”. لقد قالها ابني ان كل الوصايا والشرائع يـمكن ان تتلخص فى كلمة واحدة ألا وهى “الـمحبة”. لقد انعكست محبتي في سلوك عملى فاستجبت لدعوة الله قائلة: “ها أنـا آمـة الرب”، ثم قمت مسرعة وذهبت الى الجبال الى مدينة يهوذا ودخلت بيت زكريا وسلّمت على اليصابات ثم خدمتي لمهمة ابني الكفارية في محبة عاملة، قويـة، وسخية، وكاملة وواظبت على تطبيق وصايا الناموس والشرائع الإلهيـة بكل أمانـة وسلكت فى الـمحبة حتى نهاية رسالة إبني الإلهـي عند الصليب وحتى ما بعد القيامة. وبعد إنتهاء مجرى حياتي علىى الأرض لـم أفقد محبتي للكنيسة ولا لأبنائهـا فكانت زياراتي وظهوراتي تشجيعاً للجميع لكي يحبوا اللـه من كل القلب. لحظة صمت وتأمل بكلمات العذراء صلاة:يا أمي القديسة مريم لقد ملأ حبك الي الله كل قلبك وفكرك وارادتك واختفظت في قلبك طوال مجرى حياتك الأرضية بذاك الحب والذي انعكس في كل ما قمت به وما دعاكِ الله اليه، فأرجوكي يا أمي ساعديني كي اضع كل لي في خدمة الله كمثالك وساعديني كي تعكس كل اعمالي واقوالي ما يحمله قلبي من حب الي الله وساعديني ايضا ان اعكس بحياتي كل النِعم التى وهبها ويهبها الله لي فأعبر عن حبي له بمحبتي للآخرين. آمين. نافذة: ي أم المحبة الإلهية، صلي لأجلنا نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة. ويا يسوع الحبيب. + تلاوة طلبة العذراء المجيدة. صلاة: يا مريم ، الملكة التي انتقلت إلى السماء ، أن أتهلل فرحاً لأنّك بعد سنوات من الاستشهاد البطولي على الأرض ، أُخِذت أخيراً إلى العرش الذي أعدّه لك الثالوث الأقدس في السماء. ارفعي قلبي معك في مجد انتقالك فوق وصمة الخطيئة المفزعة البغيضة. علميني كم تبدو الأرض صغيرة عندما تشاهد من السماء. اجعليني أدرك أنّ الموت هو بوابة النصر التي سأعبر منها إلى ابنك ،و أنّه يوماً ما سيتّحد جسدي مع نفسي في سعادة السماء التي لا تنتهي. من على هذه الأرض التي أسير عليها كمسافر ، أرفع عينيّ إليك طالباً العون و أسألك هذه النعمة (اذكر طلبتك).عندما تحين ساعة موتي ، قوديني بسلام إلى حضرة يسوع ، لأتمتع برؤيا ربي معك للأبد. آمين. صوم السيدة العذراء من 31يوليو حتى 15 اغسطس 2021 أو من يوم 7 اغسطس حتى 22 اغسطس 2021 اليوم الأول: مهما كانت مشاعرنا نحو القديسة العذراء مريم فلن تكون ابداً بقدر عظمتها واستحقاقاتها فإن تلك العظمة ستكون دائما أكثر من اية أفكار او آراء نعرفها او نعلنها عنها. حتى نتكلم عن مريم يجب ان يكون لدينا معنى وفهم حقيقي لكل ما يثير التعجب من نِعم وكمال وقوة ومجد. انها مريم التي ولدت يسوع الذي هو المسيّا المنتظر “مرْيَمَ الَّتِي وُلِدَ مِنْهَا يَسُوعُ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ.“(متى16:1). ان الإنجيل المقدس الذي يعلن لنا هذه الحقيقة لا يقضى وقتا لكي ينشد تسبيحات في هذا الشأن ففي تلك الكلمات القليلة فقط أساس كاف لأي تسبيح يمكن ان يكون لتقديم المديح والتسبيح لمريم. ان كرامة العذراء مريم كأم الله يعني لا شيئ أكثر من انه نوع من التأكيد على حقيقة انها أصبحت أما لابن العلي “هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ”(لوقا32:1)، وان نتيجة لتلك الأمومة الإلهية انه قد أُحضرت لأعظم مجد محتمل لذلك صرخت اليصابات وهي ممتلئة من الروح القدس قائلة:” «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ فَمِنْ أَيْنَ لِي هذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟!“(لوقا42:1-43). ان تلك المكانة خلقت عهد خاص ما بين مريم والله وفي ذلك العهد أصبحت مريم ابنة الأب وام للإبن وعروس للروح القدس بطريقة غير عادية صالحة لهاِ فقط «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.“(لوقا35:1). في فضيلة لذلك العهد أصبحت مريم في الحقيقة سلطانة العالم والسماء. عند القول بأن يسوع قد وُلد من مريم هو بمثابة القول انه لا يوجد احد أعلى ولا أعظم من الله ذاته فهو اله مريم التي ولدت يسوع ابن الله الكلمة المتجسدة. ان عظمة مريم مأخوذة من عظمة ابنها يسوع لأن عظمته ضرورية لكي تظهر عظمة مريم فمن امتياز وعظمة الإبن قد يمكن ان تُعرف الأم. ان امتياز مريم كونها أم يسوع هو الأساس لكل النِعم التي سُرّ الله ان ينعم بها عليها “ أَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ، وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ”(لوقا49:1). أيضا كون مريم هي ام ليسوع قد أعطاها الله كنوز من النعم وان بعض القوانين العامة ومنها عقاب الخطيئة الأصلية لم تطبق على والدة الله لكونها أعطت البشرية مخلص العالم كقول الملاك ليوسف:” أَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ (متى21:1). صلاة: يا قديسة مريم، عندما أخذ في عبن الاعتبار مقدار عظمتك ومكانتك اشعر بالخوف المقدس من تقصيري في تقديم التسبيح والشكر لكِ والي الله فساعديني يا أمي ان اعرف بحق من تكون من اختارها الله لتكون اما لأبنه الوحيد فاكرمك في كلامي وافعالي ليتمجد ابنك الي الأبد. آمين. نافذة: يا مريم أم يسوع ساعديني كي اعرف عظمة ابنك ِ يتلى بيت من المسبحة الوردية مع تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم الثاني – مشابهة مريم لإبنها يسوع عندما نتأمل في مريم العذراء القديسة في ميلادها وحياتها وموتها ومجدها السماوي يمكننا ان نجد تشابه ما بينها وبين يسوع تجعلنا نتعجب. فالقديسة مريم كانت في اتحاد مع ابنها بإعلان سماوي ابدي«اَلرَّبُّ قَنَانِي أَوَّلَ طَرِيقِهِ”، هكذا تقول الحكمة الأزلية عن نفسها في الكتاب المقدس: مُنْذُ الأَزَلِ مُسِحْتُ، مُنْذُ الْبَدْءِ، مُنْذُ أَوَائِلِ الأَرْضِ.“ مَّا ثَبَّتَ السَّمَاوَاتِ كُنْتُ هُنَاكَ أَنَا”(امثال22:8-23 و27-28). ان هذه الآيات تتكلم بالطبع عن يسوع ولكن يمكن كما يقول احد الآباء تطبيقها على أم يسوع. كم من الوعود والنبؤات والرموز والشخصيات التي جاءت في العهد القديم تشير للعذراء التي منها سيأتي يسوع المخلّص. ان يسوع كان بلا خطيئة ولهذا فلقد وهب أمه نعمة التحرر من الخطيئة الأصلية فلا يعقل ان القدوس يسكن في رحم غير مقدس. ان كلمة الله عندما كان في رحم البتول لمدة تسعة أشهر وعند طفولته غذّته العذراء من دمها ولبنها. وفي أثناء حياة يسوع الغير علنية عاش معها لمدة ثلاثون عاما في نفس البيت ونفس الحالات ونفس نمط الحياة ونفس التردد على المجمع للصلاة ونفس الزيارات لأورشليم في عيد الفصح والمصاحبة في الصلاة العائلية. وعند بدء خدمة يسوع العلنية شاركت مريم ابنها في معاناته من الرفض والتشكيك. لقد صاحبت مريم يسوع في رحلته المسيانية حتى اقدام الصليب وما بعد القيامة فتشارك جماعة الرسل والكنيسة الأولى في الصلاة والرعاية. لقد جعل يسوع امه مريم تصاحبه في رحلته منذ التجسد حتى القيامة وحلول الروح القدس. لقد طابقت مريم معياران هامان، فهي اول من سمعت كلمة الله وحفظتها، وكما كتب القديس البابا يوحنا بولس الثاني قائلا:” ان مريم هي اول من دعاها الله وأول تلميذه ليسوع حتى قبل ان يبدأ يسوع في دعوة تلاميذه الإثنا عشر قائلا لكل منهم “اتبعني”(يوحنا43:1). عند البشارة تسمع كلمة الله عن طريق الملاك وتجيبه ب”نعم” ووصفت نفسها بأنها خادمة للرب وبفرح سلّمت نفسها لخطة الله من أجلها:” فليكن لي بحسب قولك”(لوقا38:1). أكثر من هذا استمرت مريم “تسمع” و “تحفظ” كلمة الله من خلال كل حياتها فنحن نرى طاعة مريم لكلمة الله في الزيارة بطريقتان: أولهما تسمع رسالة الملاك عن حبل اليصابات الإعجازي وتؤمن بذلك وتذهب مسرعة لزيارتها (لوقا36:1 و39)، وثانيا سبحت اليصابات مريم خاصة كواحدة “مباركة” لأنها آمنت “فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ»(لوقا45:1). هكذا في انجيل لوقا فلقد عُدت مريم ضمن “المباركين” لأنها سمعت وحفظت كلمة الله. ونحن نرى أيضا طاعة مريم لكلمة الله في تسمية الطفل حسب كلام الملاك (لوقا21:2)، واكثر من هذا فعند ظهور الملائكة للرعاة وحضورهم للمغارة وسردهم لكل ما قيل او أعلن ذُكر “وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا”(لوقا19:2) وعند فقد يسوع في الهيكل ووجوده بين العلماء فلقد جاء:” وَكَانَتْ أُمُّهُ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذِهِ الأُمُورِ فِي قَلْبِهَا”(لوقا51:2). لقد استمرت مريم في إيمانها حتى بدء خدمة يسوع العلنية وفي قانا الجليل أمرت الخدام ان يصغوا لكلمة ابنها ويطيعوها “مهما قال لكم فأفعلوه” (يوحنا5:2) واحتفظت طوال مسيرة حياتها في طاعة كلمة الله والعمل بها حتى النهاية ووقفت عند صليب ابنها في لحظات موته وفي النهاية ذهبت مع يوحنا الحبيب الى بيته حسب أمر إبنها وأيضا بعد القيامة ذهبت الى الجليل مع باقي الرسل حسب طلب يسوع (متى 16:28) وبقيت مع الرسل فى أورشليم عند حلول الروح القدس فى الخماسين (أعمال 14:1). ان كان من يحفظ الشريعة ووصايا الله قد طُوّب كما جاء فى سفر الأمثال: “الذي يحفظ الشريعة طوبى له”(امثال18:29)،”طوبى لمن يحفظ اقوال الكتاب”(رؤيا7:22)، فكم تكون مريم التى حافظت على تطبيق الشريعة (لوقا22:2و41) وكانت “تحفظ ذلك الكلام كله فى قلبها”(لوقا51:2)؟ لقد شابهت مريم ابنها في تنفيذ مشيئة الأب السماوي فاستحقت التطويب والمجد المعد لكل من يؤمن ويتمم مشيئة الله. ان العهد الجديد يعلمنا ان كل مسيحي مؤمن بالمسيح سيشترك في ملكه، فلقد قال يسوع لرسله هذا الوعد:” فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي، فِي التَّجْدِيدِ، مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ، تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيًّا تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ. وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَدًا أَوْ حُقُولًا مِنْ أَجْلِ اسْمِي، يَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ وَيَرِثُ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ. وَلكِنْ كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَكُونُونَ آخِرِينَ، وَآخِرُونَ أَوَّلِينَ”(متى28:19-30)، وبالمثل وعد تلاميذه الذين سيبقوا معه في تجاربه سيحكمون إسرائيل الجديدة:” أَنْتُمُ الَّذِينَ ثَبَتُوا مَعِي فِي تَجَارِبِي، وَأَنَا أَجْعَلُ لَكُمْ كَمَا جَعَلَ لِي أَبِي مَلَكُوتًا، لِتَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتِي فِي مَلَكُوتِي، وَتَجْلِسُوا عَلَى كَرَاسِيَّ تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ»(لوقا28:22-30).والقديس بولس عكس ذلك التعليم مشيرا لتلميذه تيموثاوس قائلا:” صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ: أَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَهُ فَسَنَحْيَا أَيْضًا مَعَهُ. إِنْ كُنَّا نَصْبِرُ فَسَنَمْلِكُ أَيْضًا مَعَهُ. إِنْ كُنَّا نُنْكِرُهُ فَهُوَ أَيْضًا سَيُنْكِرُنَا”(2تيموثاوس11:2-12). وحيث ان العهد الجديد قد بيّن لنا ان مريم العذراء هي مثال وأنموذج لتلميذ ليسوع ومن يسمع لكلمة الله ويحفظها ويعمل بها،وأيضا لشخص ظلّ امينا طوال حياتها وحتى ثابتة معه حتى موته على الصليب وجاء سفر الرؤيا يعكس تماما ان مجدها الملكي ومشاركتها في ملك المسيح ومتوجة بأكليل على رأسها من اثنا عشر كوكبا :” وَظَهَرَتْ آيَةٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ: امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ، وَالْقَمَرُ تَحْتَ رِجْلَيْهَا، وَعَلَى رَأْسِهَا إِكْلِيلٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ كَوْكَبًا”(رؤيا1:12)، هو تحقيق لكل الوعود التي اعلنها السيد المسيح. صلاة: اشكرك أيها الرب يسوع لأنك وهبتنا أما هذا هو مجدها وكرامتها ان تكون مشابهة لك في تنفيذ مشيئة السماء فأجعلنا يارب نستحق ان نكون أبناء لها واخوة لك. آمين. نافذة: يا مريم أمي وسلطانتي قوديني لإبنك يسوع.ِ يتلى بيت من المسبحة الوردية مع تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم الثالث: مجد مريم في السماء القديسة مريم العذراء والملكة تملك الآن في السماء فوق الملائكة والآباء والأنبياء والرسل. مريـم هـى أم الـملك والسلطـانـة لأن يسوع إبنهـا هو الـملك والسلطان الذي تسجد له جميع ملائكة الله (عبرانيين6:1). ومريـم العذراء إرتفعت بالطبيعة البشريـة الى حالة من الـمجد تأهلت أن يتخذ منها ابن الله جسداً لـه. من أجل هذا يرفع التقليد الكنسي كرامـة العذراء فوق الـملائكة وكل الرئاسات الملائكية ويطلق على مريم “سلطانـة الملائكة”، فالـملائكة بالرغم من كونهم أرواحاً ناريـة إلاّ انهم لم يـبلغوا من اللياقـة ما يؤهلهم لقبول طبيعة الله الناريـة، أما مريم الفتاة الـمباركة فقد احتوت فى لحمها ودمها طبيعة الله الناريـة تلك التى ترتعب منها الـملائكة وبذلك استحقت هذه الـمكانـة بأن تكون “سلطانة الـملائكة”. وأيضا هي اعلى مكانة من الآباء فالآباء البطاركة إبراهيم واسحق ويعقوب الذين كان اخلاصهم عظيم فلقد فاقتهم مريم في اخلاصها وايمانها، والله هو “إلـه ابراهيم وإله اسحق وإلـه يعقوب”(خروج6:3)، ومكانـة مريم العذراء كسلطانة وكـملكة تعلوا مكانـة الآبـاء لأنهـا هـى التى ولدت “ابن الله”(لوقا35:1). فمريـم فاقت إيـمان ابراهيم وعظمة داود وحكمة يوسف، فلقد مارست طوال حياتها الإيـمان والصبر والحكمة وكل أنواع الفضائل فاستحقت ان تلقب بـ”سلطانة الآبـاء”. وايضا في اللاهوت الكنسي ترتفع العذراء مريم فى درجة قربها من الله وبالتالي قداستها وشفاعتها أكثر من جميع الأنبياء لأن سر العذراء أعلى من موهبة النبوة، فالأنبياء قبلوا الروح القدس فى الذهن والفم لينطقوا بكلام الله الى فترة زمنية محددة، أما العذراء مريم فقد قبلت الروح القدس ليتحد بكل كيانها حتى يستطيع كلمة الله أن يأخذ من لحمها ودمها جسداً له. ولقد أرسل اللـه الأنبياء فـى القديـم للشعب العِبـرانـي ليعلنوا مشيئـته ويخبروا الشعب عن الـمسيح الآتـي لخلاص العالـم، ومريـم هي التي حققت جميع تلك النبوات وولدت مخلص العالـم. والعذراء أعلى من الأنبياء لأنهـا أولا نبيّة وأتت بنبوة أعلى مما أتـى به الأنبياء فلقد نطقت مريم بعظائم الله “فقالت مريم تعظم نفسي الرب وتبتهج روحـي بالله مخلّصي لأنـه نظر الى تواضع آمتـه فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبنـى لأن القديـر صنع بـي عظائـم وإسمه قدوس” (لوقا46:1). ولقد تحققت بالفعل تلك النبوة وكل الأجيال تطوب مريم العذراء وتكرّمهـا. إذن فنحن أمام نبوة فائقة تلقى ضوءا باهرا على شخصية العذراء وتضعها فى مستوى أعلى من كل ما عداهـا من الأنبيـاء وكل بشر. ومريم هي ايضا أعلى مكانة من الرسل، فالرسل هـم الإثنـا عشر تلميذا الذين اختارهم الرب يسوع الـمسيح ليعاينوا حوادث حياتـه على الأرض ويشهدوا لـه أمـام العالـم بعد حلول الروح القدس عليهم، ومريـم أم يسوع أي أم الـمعلّم والرب والقدوس فمكانتهـا تعلوا مكانـة الرسل لكونـهـا أم الله ونجد فـى كتاب الرؤيـا شاهداً لـمكانـة مريـم العظيـمة: ” وظهرت فـى السماء آيـة عظيـمة امرأة ملتحفـة بالشمس وتحت قدميهـا القمر وعلى رأسهـا إكليل من اثنـى عشر كوكباً”(رؤ1:12) وأجمع اللاهوتيون أن هذه الـمرأة هـى مريـم التى أشرق منها شمس البِر، فالشمس الـمتسربلة بها هو ربنا يسوع المسيح، والقـمر الذى تحت رجليهـا هو يوحنا المعمدان أمـا الكواكب الإثنا عشر التى على رأسهـا فهم رمز للإثنـى عشر رسولاً محيطين بهـا يكرمونهـا. وهـى أيضـا سلطانة الرسل لأنهـا قد رافقتهـم فى حمل الرسالة الخلاصيـة للعالـم حتى بعد موتهـا وإنتقالهـا وجلوسها عن يمين إبنهـا الإلهـى فهى تواصل عملها الرسولي بنشر رسالة ابنهـا الإلهـي فـى جميع ظهوراتهـا فـي العالـم. صلاة: يا قديسة مريم، أنتِ بعد يسوع رجائي وحياتي فاحصلي لي ثباتا في محبتي ليسوع وخدمتي له على الدوام الي ان أحيا معكما في السماء الي الأبد. آمين. نافذة: يا مريم الملكة أملكي على كل حياتي.ِ يتلى بيت من المسبحة الوردية مع تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم الرابع: من يمكنه ان يحصل على مثل هذا المجد “كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَه”(1كورنثوس9:2)، فكيف يمكننا ان نتفهم ما الذي قد أعدّه الله للقديسة مريم التي أحبته أكثر من كل القديسين جميعا؟ ان المجد الذي تتمتع به القديسة مريم نسبياً ليس فقط لمكانتها ولكن أيضا لما تستحقه، ولكي نحكم كيف يكون مجد مريم علينا ان نعرف من تكون ام الله تلك التي ولدت مخلّص العالم. ولكن اذا كان مجد القديسين يقاس باستحقاقاتهم وفضائلهم فعلينا اذا ان نقدر مكانة تلك التي قدمت حياتها كلها لخدمة رب الخليقة كلها. ان ملك مريم لا يعني أن يُعجب به فقط من بعيد، فإيمانها وخدمتها للرب يجب ان يُحتذى به من كل مؤمن فهي أم لنا ومثال لنا. ان العهد الجديد يعلمنا ان كل مسيحي مؤمن بالمسيح سيشترك في ملكه، فلقد قال يسوع لرسله هذا الوعد:” فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي، فِي التَّجْدِيدِ، مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ، تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيًّا تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ. وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَدًا أَوْ حُقُولًا مِنْ أَجْلِ اسْمِي، يَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ وَيَرِثُ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ. وَلكِنْ كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَكُونُونَ آخِرِينَ، وَآخِرُونَ أَوَّلِينَ”(متى28:19-30)، وبالمثل وعد تلاميذه الذين سيبقوا معه في تجاربه سيحكمون إسرائيل الجديدة:” أَنْتُمُ الَّذِينَ ثَبَتُوا مَعِي فِي تَجَارِبِي، وَأَنَا أَجْعَلُ لَكُمْ كَمَا جَعَلَ لِي أَبِي مَلَكُوتًا، لِتَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتِي فِي مَلَكُوتِي، وَتَجْلِسُوا عَلَى كَرَاسِيَّ تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ»(لوقا28:22-30).والقديس بولس عكس ذلك التعليم مشيرا لتلميذه تيموثاوس قائلا:” صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ: أَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَهُ فَسَنَحْيَا أَيْضًا مَعَهُ. إِنْ كُنَّا نَصْبِرُ فَسَنَمْلِكُ أَيْضًا مَعَهُ. إِنْ كُنَّا نُنْكِرُهُ فَهُوَ أَيْضًا سَيُنْكِرُنَا”(2تيموثاوس11:2-12). في سفر الرؤيا لن تكون مريم الشخص الوحيد الذي يُعطى له الأكليل، فصور الأكليل ترجع للمشاركة في ملكوت المسيح والذي أعطي لكل القديسين كثواب او جائزة لثباتهم في الإيمان للنهاية من خلال التجارب والضيقات والإضطهادات:” كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ” (رؤيا10:2)، “هَا أَنَا آتِي سَرِيعًا. تَمَسَّكْ بِمَا عِنْدَكَ لِئَلاَّ يَأْخُذَ أَحَدٌ إِكْلِيلَكَ”(رؤيا11:3)، “وَحَوْلَ الْعَرْشِ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ عَرْشًا. وَرَأَيْتُ عَلَى الْعُرُوشِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ شَيْخًا جَالِسِينَ مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِمْ أَكَالِيلُ مِنْ ذَهَبٍ”(رؤيا4:4)، “فَنَظَرْتُ، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ، وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ مَعَهُ قَوْسٌ، وَقَدْ أُعْطِيَ إِكْلِيلًا، وَخَرَجَ غَالِبًا وَلِكَيْ يَغْلِبَ”(رؤيا2:6) و “ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا سَحَابَةٌ بَيْضَاءُ، وَعَلَى السَّحَابَةِ جَالِسٌ شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ، لَهُ عَلَى رَأْسِهِ إِكْلِيلٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَفِي يَدِهِ مِنْجَلٌ حَادٌّ”(رؤيا14:14).وحيث ان العهد الجديد قد بيّن لنا ان مريم العذراء هي مثال وأنموذج لتلميذ ليسوع ومن يسمع لكلمة الله ويحفظها ويعمل بها:” فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ»(لوقا38:1)، “فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ»(لوقا45:1)، “فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «أُمِّي وَإِخْوَتِي هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا»(لوقا21:8) و”أَمَّا هُوَ فَقَالَ: «بَلْ طُوبَى لِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللهِ وَيَحْفَظُونَهُ»(لوقا28:11)، وأيضا لشخص ظلّ امينا طوال حياتها:” هؤُلاَءِ كُلُّهُمْ كَانُوا يُواظِبُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ عَلَى الصَّلاَةِ وَالطِّلْبَةِ، مَعَ النِّسَاءِ، وَمَرْيَمَ أُمِّ يَسُوعَ، وَمَعَ إِخْوَتِهِ(اعمال14:1) وحتى ثابتة معه حتى موته على الصليب (يوحنا25:19-27). ان سفر الرؤيا يعكس تماما ان مجدها الملكي ومشاركتها في ملك المسيح ومتوجة بأكليل على رأسها من اثنا عشر كوكبا هو تحقيق لكل الوعود التي اعلنها السيد المسيح. صلاة: يا سلطانة السموات والأرض مريم ساعديني كي انشد مع الملائكة والقديسين تسبحتك أنشودة التعظيم لربي يسوع. آمين. نافذة: يا مريم يا أم النور نوّري قلبي وروحي وجسدي.ِ نصلّي بيت من المسبحة الوردية مع تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم الخامس: حب القديسة مريم ان تقدير الله نحو أي بشر هو المقياس الوحيد الذي نملكه حتى يمكن تقييمه بشكل صحيح فمن يحبه الله يجب علينا نحن ان نحبه ايضاً. لكي نتفهم ما الذي يجب ان نفكر فيه عن القديسة مريم وكمية الحب نحوها يلزم ان نعرف تقدير الله لها وبرهان حبه الذي أعطاه لها:” هُنَّ سِتُّونَ مَلِكَةً وَثَمَانُونَ سُرِّيَّةً وَعَذَارَى بِلاَ عَدَدٍ” ويقول الروح القدس “ وَاحِدَةٌ هِيَ حَمَامَتِي كَامِلَتِي. الْوَحِيدَةُ لأُمِّهَا هِيَ. عَقِيلَةُ وَالِدَتِهَا هِيَ. رَأَتْهَا الْبَنَاتُ فَطَوَّبْنَهَا. الْمَلِكَاتُ وَالسَّرَارِيُّ فَمَدَحْنَهَا. مَنْ هِيَ الْمُشْرِفَةُ مِثْلَ الصَّبَاحِ، جَمِيلَةٌ كَالْقَمَرِ، طَاهِرَةٌ كَالشَّمْسِ، مُرْهِبَةٌ كَجَيْشٍ بِأَلْوِيَةٍ؟”(نشيد الاناشيد8:6-10). ان الزوجة المحبوبة بهذه الطريقة الغير طبيعية من الله يجب ان تملك بعد الله قلوبنا ومشاعرنا. ان حب الله لمريم واضح فدعاها ملاك الرب قائلا: “ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ” (لوقا30:1)، ولقد قاده ليهبها كل امتياز ونعمة حتى ان رئيس الملائكة جبرائيل حياها أيضا قائلا: ” سلام لكِ ايتها الممتلئة نعمة”، لذلك فحبنا للقديسة مريم ينبغي ان يضعها في مكانة فوق أي شيئ آخر بعد حبنا الي الله تعالى. ان الله قد أحب مريم حباً عجيبا حتى انه قد وضعها في المتكأ الأول في السماء وعلى الأرض لم يحظ به أي مخلوق آخر ولذا فحبنا وإكرامنا لتلك التي أعطاها الله تلك المكانة واجبة علينا. ان القديسة مريم العذراء هي الإنسانة الوحيدة التي أنتظر الله آلاف السنين حتى وجدها ورآها مستحقة لهذا الشرف العظيم “التجسد الإلهي”، ذاك الشرف الذي شرحه الملاك جبرائيل بقوله: “الروح القدس يحل عليكِ وقوة العلىّ تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منكِ يدعى أبن الله” (لو35:1). لهذا قال عنها الكتاب المقدس “بنات كثيرات عملن فضلاً أما أنت ففقتِ عليهن جميعاً ” (أمثال9:31). هذه العذراء القديسة كانت في فكر الله وفى تدبيره منذ البدء ففي الخلاص الذي وعد به آدم وحواء قال لهما ” أن نسل المرأة يسحق رأس الحية “(تك15:3). هذه المرأة هي العذراء ونسلها هو المسيح الذي سحق رأس الحية على الصليب. أن الـمـجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني يحث المؤمنين على تكريم مريم العذراء تكريما خاصاً، موضحا طبيعة هذا التكريم وأساسه والاختلاف الجوهري بين هـذا التكريم وعبادة الله، ويوضح ان إكرام أم الله موجه إلى المسيح موضوع الإيمان المسيحي، بمعنى أن مختلف صيغ التكريم للعذراء يجعل الابن يُعرف ويُحب ويُمجد. ان حبنا للقديسة مريم تلك التي ترقب احتياجاتنا ومعاناتنا وتعرف من هم الأبناء يقودنا حتماً للسيد الـمسيح، فكلمات مريم العذراء في عرس قانا الجليل للخدام “مهما يأمركم به فإفعلوه”(يوحنا 5:2) ما زال قائماً. في كل الـممارسات التقوية نجد ان هدفها هو تمجيد السيد المسيح؟، ومريم العذراء فى جميع ظهوراتها تكرر هذا الرجاء “مهما قال لكم إفعلوه” فهي تحرص على أن تقود ابناءها نحو الـمسيح. ان كل تمجيد او إكرام مقدم ما هو إلاّ أصداء لما كان يردده شعب اسرائيل فى القديم عند قبولهم لعهد الله على جبل سيناء: “جميع ما تكلّم به الرب نعمل به..ونأتمر به”(خروج3:24و7)، وجددوه ايام يشوع (يشوع24:24)، وعزرا (عزرا12:10) ونحميا (12:5)،وهى أيضاً تلبيـة لأمر الله القائل: “هذا هو إبني الحبيب فله إسمعوا”(متى5:17). صلاة: اشكر الرب على جميع بركاته التي وهبها لي واشكره على جعل مريم أمه أماً لي انا أيضا ولذا اطلب منك يا الهي بشفاعة أمي مريم ان تجعلني أهلاً لتقديم الإكرام اللائق لها وأن أنشر حبها لكل من يتوق لحب الأم الالهية. آمين. نافذة: يا مريم هيكل الله المقدس علّمينا أن نقدس اجسادنا كهيكل للروح القدسِ نصلّي بيت من المسبحة الوردية مع تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم السادس: شفاعة مريم ان القديسة مريم هي الإبنة المحبوبة من الله الأب السماوي وأم الإبن الوحيد وعروس الروح القدس وحتى نتفهم معنى تلك الكلمات سوف يصبح لدينا بعض المعرفة عن مكانة مريم. كإبنة بلا عيب للأب السماوي فهي أكثر كمالا من المخلوقات جميعها وقربها من قلب اباها السماوي غير محدودة. لقد أعطيت الآن في السماء مكانة وسلطان فوق كل الملائكة والآباء والأنبياء. وكأم حقيقية للإبن الكلمة المتجسدة والذي كان خاضعا لها فهل لا يقبل الآن صلاتها وشفاعتها من اجلنا؟ ان سليمان الحكيم قال لأمه بتشبع في القديم:” «اسْأَلِي يَا أُمِّي، لأَنِّي لاَ أَرُدُّكِ”(1ملوك20:2)، فعندما تصلي مريم لأجلنا ستتقبل نفس الإجابة لأنها أعظم من بتشبع. في اللاهوت الكنسي ترتفع العذراء مريم فى درجة قربها من الله وبالتالي قداستها وشفاعتها أكثر من جميع الأنبياء لأن سر العذراء أعلى من موهبة النبوة، فالأنبياء قبلوا الروح القدس فى الذهن والفم لينطقوا بكلام الله الى فترة زمنية محددة، أما العذراء مريم فقد قبلت الروح القدس ليتحد بكل كيانها حتى يستطيع كلمة الله أن يأخذ من لحمها ودمها جسداً له. إن وساطة المسيح لا تحول دون إقامة وسطاء آخرين بين الله والناس يتعاونون معاونة خدمية فى إتحاد البشر بالله. انهم يهيئون لقبول الخلاص كما هيأ المعمدان الشعب لإقتبال المخلص ولنا أمثلة عديدة من الكتاب المقدس فقد اختار الله ابراهيم واسطة تتبارك به جميع الشعوب، واختار موسى ليؤسس عهداً بين الله وشعبه، واختار الملوك والكهنة والأنبياء مسؤولين عن الشعب وحاملي مشعل العهد، اختارهم لا ليكونوا حاجزاً وفاصلاً بين الله والبشر بل ليكونوا امتداداً منظوراً لعمل الله فى العالم. والـمسيح يسوع هو الوسيط الـمخلّص (1تيموثاوس 5:2) ، (أع12:4)، (عبرانيين 25:7) وبعد قيامته وصعوده جعل الكنيسة امتداداً لوساطته مع البشر فأعطى الرسل وخلفاؤهم مسؤولية نشر الكلمة والسلطان على العماد والإفخارستيا وغفران الخطايا، ولا شك انهم لا يزيدون شيئاً على وساطة المسيح ولكن المسيح يصل بواسطتهم الى جميع البشر. وأما القديسون الذين هم أعضاء جسد الـمسيح السري الـمـمجدون والذى يتمتعون بالمجد معه “وبعد ذلك رأيت فاذا بجمع كثير لا يستطيع أحد أن يُحصيه من كل أمّة وقبيلة وشعب ولسان واقفون أمام العرش وأمام الحَمل لابسين حُللاً بيضاً وبأيديهم سعف نخل وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللحَمل وكان جميع الملائكة وقوفاً حول العرش وحول الشيوخ والحيوانات الأربعة” (رؤيا 9:7-11). فهم أحياء وليسوا أمواتـاً ” أنا إله ابراهيم وإله اسحق وإله يعقوب والله ليس إله أموات وإنما هو إله أحياء”(متى32:22). “أدع لعلّ لك من يجيب وأنظر إلـى أيّ القديسين تلتفت”(أي 1:5) كما قال أليفاز التيمانى لأيوب.فهم يحملون صلواتنا ويطلبون من الله من أجلنا ولهذا فنحن نصلي معهم ونطلب شفاعتهم. هـم وسطاء لا يستطيعون استمداد شيئ لنا إلا إستناداً على إستحقاقات المسيح، ولذا فوساطتهم انما هي وساطة توسل والتماس ولا حظوة لها في عين الله إلا إذا تمت بإسم المسيح. فقول الرسول بولس الى تلميذه تيموثاوس ان ” الوسيط بين الله والناس واحد الإنسان يسوع المسيح” (1تيمو5:2) لا ينفى شفاعة القديسين، لأن الرسول يقصد فى كلامه ان المسيح وحده هو الشفيع والوسيط فى الخطيئة الأصلية، وهو وحده الذى خلّص الجنس البشري “الذى بذل نفسه فداءاً عن الجميع”. وعندما تصرّح الكنيسة وتؤمن بشفاعة القديسين وعلى رأسهـم الدائمة البتولية سيدتنا مريم العذراء فهذا لايعني اننا نؤمن بوسيط أو شفيع آخر فـى الخطيئة الأولى التى سقط فيها الإنسان سوى يسوع المسيح، وإنمـا نجعل سيدتنا مريم العذراء والملائكة وسائر القديسين وسطاء وشفعاء بأمورنا الجسدية وبالخطيئة التى نرتكبها نحن وليس بالخطيئة التى سرت إلينا من الإنسان الأول. فوساطة مريم العذراء ليست وساطة خلاصية بل هى وساطة تمثلية كما أعلن الوحي على لسان بولس الرسول:”إقتدوا بـي كما أقتدي أنا بالمسيح” (1كورنثوس 1:11)، فنحن عندما نصلي لها أو الى أي من القديسين فإنـما نصلى معها الى الله وحده. فمريم تشترك معنا فى شركة الصلاة”إذا اجتمع اثنين معاً للصلاة”(متى 19:18) فهى لا تحجب صلاتنا الى الله او تقف حائلاً بيننا وبينه بل هى تشترك معنا فى الصلاة الى الله. فشفاعـة العذراء هي مدخل للمقابلة مع المسيح. فحينما تشفع فينا العذراء من أجل معونة أو شفاء أو توبة، انـما تدخلنا فى مـجال علاقتها بالمسيح فالعذراء تهبنا كل إمـكانياتها الموهوبة لها لنتقدم بها الى المسيح. صلاة: يا قديسة مريم انه لم يُذكر ان احد قد التجأ اليكِ وطلب شفاعتكِ ورُد خائباً لذلك اطلب منك يا أماه ان تصلي معي وترفعي صلاتي الي ابنك الحبيب وليتمجد دائما في كل زمان ومكان. آمين. نافذة: يا مريم البتول ساعديني أن أحيا في طهارة.ِ نصلّي بيت من المسبحة الوردية مع تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم السابع: الشفيعة المؤتمنة أن إعلان ان مريم العذراء هى الشفيعة للمؤمنين يرجع تاريخه الى القرون الأولى للمسيحية وجاء ان وساطتها إما (1) لأنها أم الله المملؤة نعمة فهي تحتل مكان وسيط ما بين الله ومخلوقاته،(2) او لأنها مع المسيح وبعده مباشرة تعاونت فى مصالحة الله مع البشر عندما كانت على الأرض، او (3) لأنها موزعة للنعم التى يهبها الله لعبيده المخلصين. لأي سبب من الأسباب السالفة الذكر يلزم ان يكون المفهوم ان وساطة مريم انما هي ثانوية وتعتمد أساساً على وساطة المسيح الأساسية فيعتبرها البعض (امين الخزانة) أو المتصرف للنعم السماوية. ولابد ان نفهم جيدا انها ليست هى المعطية للموهبة او النعمة السماوية وان دورها فقط هو طريقة الإنتقال. وعندما ندعوها كأم تعرف من هم البنين وحاجاتهم فهى تقدم لنا المعونة بالصلاة معنا امام الله. ان المجمع التريدنتيني (1545-1563) أعلن فى جلسته رقم 25 والتى كانت فى 4 ديسمبر 1563:”ان القديسين الـمالكين مع السيد المسيح يقدمون صلواتهم لأجل البشر وانه حميد ومفيد ان نطلب صلواتهم بخشوع ونلتجئ الى عونهم ومساعدتهم لنوال عطايا الله ونعمه بواسطة ابنه سيدنا يسوع المسيح الذى هو وحده مخلصنا وفادينا”. ولقد أعلن البابا بيوس الثالث عشر سنة 1891 ان كل النعم والبركات انما تأتي لنا من الله عن طريق مريم، وقد تبعه بعد ذلك فى نفس الإيمان ما تبعه من الباباوات. فشفاعة مريم ترتكز أيضا على كونها اشتركت مع ابنها فى المجد السماوي بإنتقالها بالجسد والنفس الى السماء، فإذا كان القديسون الذى يملكون ويحيون مع المسيح كما جاء فى سفر الرؤيا (رؤيا4:20-6)،وتتفاوت درجات مجدهم حسب ما جاء فى رسالة بولس:”ومن الأجساد اجساد سماوية وأجساد أرضية ولكن مجد السماويات نوع ومجد الأرضيات نوع آخر، ومجد الشمس نوع ومـجد القمر نوع آخر ومـجد النجوم نوع آخر لأن نجماً يمتاز عن نجم فى المجد، هكذا قيامة الأموات”(1كورنثوس 40:15-42)، فكم بالحري مجد مريم تلك التى وصفها سفر الرؤيا:”وظهرت آية عظيمة فى السماء إمراءة ملتحفة بالشمس وعلى رأسها إثني عشر كوكباً”(رؤيا12:1). وهؤلاء القديسين يتشفعون لأجل الأحياء (2مكابين 12:15-14) فكم بالحري مريم العذراء إذ انها حية فى المجد السماوي ولأنها انتقلت للحياة حيث تقف كملكة الى يمين ابنها حسب ما جاء فى مزمور 44 الذى ترى فيه الكنيسة وصفاً لمريم العذراء “قامت الملكة عن يمينك” فشفاعتها تستمدها من وجودها الى جانب ابنها الإلهي. إن الله قريب منا وقد صار جسداً فحل فينا وسكن بيننا ولكنه أراد بغنى رحمته ومراحمه أن يجعل البشر شركاءه فى عمل الخلاص وامتداداً لوساطته فى العالم فإن نحن أنكرنا هذه الحقيقة جعلنا من ملكوت الله ومن شركة القديسين أي المؤمنين مجموعة من الأفراد المنعزلين الذين لا رابط بينهم ولاعلاقة. وإن نحن تساءلنا عن مدى وساطة الإنسان فى خلاص الإنسان نجيب ان الله وحده يعرف هذا المقدار. أنه بصلاة مريم مع الكنيسة فى العلية، أعطى لمريم وهى عضو فى الكنيسة دوراً بارزاً نحو المؤمنين فهى أم الكنيسة. صلاة: يا قديسة مريم، أنتِ مدينة الله وكل التسبيح المقدم لكِ من المؤمنين انت تستحقينه” قَدْ قِيلَ بِكِ أَمْجَادٌ يَا مَدِينَةَ اللهِ”(مزمور3:87)، “ «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ مِنْ إِلهِكِ فِي كُلِّ خِيَامِ يَعْقُوبَ، وَفِي كُلِّ أُمَّةٍ يُسْمَعُ فِيهَا بِاسْمِكِ يُعَظَّمُ لأَجْلِكِ إِلهُ إِسْرَائِيلَ».(يهوديت31:13).آمين. .نافذة: يا مريم الممتلئة نعمة صلّي لأجلي.ِ نصلّي بيت من المسبحة الوردية مع تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم الثامن: مريم ملجأ الخطأة نلتجئ لـمريم لأنهـا أم مثلنـا وعليه فنحن نشعر بجاذبية خاصة نحوها لتشفع لنا عند ابنها الإلهـي. ففى الواقع لا يتجاسر الخاطئ فى كثير من الظروف أن يذهب رأساً إلـى يسوع لطلب الرحمة، وذلك لأنـه يعلم كل العِلم إن يسوع هو إلهـه وخالقـه، الرب العظيم الذى أهانـه وأغضبـه وداس وصايـاه، ولكنـه لا يخشى التقرب إلـى والدة يسوع ويطلب شفاعتهـا، لأنهـا ليست إلهه وخالقه، وليست ربـه وديـّانـه، إنـما هـى أم حنون ترثـى لشقاء إبنهـا الضال الخاطئ، فتقوده إلـى إبنهـا الإلهـى، طالبـة العفو والغفران. ويوجد فى التقليد الكنسي صلوات وتضرعات لـمريم العذراء يرجع تاريخها للقرن الثالث الـميلادي ومرفوعة لـمريم طالبة حمايتها وشفاعتها للإنقاذ من كل خطر. وطوال تاريخ الـمسيحية حتى يومنا هذا تمتلئ الكنيسة بالـمدائح والتضرعات والتسابيح والترانيم لـمريم العذراء لتشترك معنا فى شركة الصلاة إلى الله. صلاة: يا قديسة مريم ملجأ الخطأة نلتجيئ اليكِ لكي تحملي أنت توبتنا وندامنتنا الى الله فيقبلها منكِ وساعدينا حتى لا نعود للخطيئة ابدا. آمين. نافذة: يا قديسة مريم يا أم ربي صلي لأجلناِ نصلّي بيت من المسبحة الوردية مع تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم التاسع: أم الكنيسة إن يسوع بوعده لنا ” لن أترككم يتامى” (يوحنا28:18 ) فأرسل لنا روحه الـمعزي بعد قيامته وصعوده للسماوات. وأعطى الـمجد أن يحل الروح القدس على الكنيسة بوجود العذراء(اعمال14:1), فولدت الكنيسة فى ذلك اليوم وصارت العذراء أمــاً للكنيسـة(أعمال4:2). فالعذراء مريم كانت موجودة فى البشارة وقبلت أن يتجسد إبن الله فى أحشائها البتول وسلّمت ذاتهـا بكليتهـا فى تواضع عجيب. وكانت موجودة عند الصليب عند أقدام إبنهـا الوحيد الذى بذل ذاتـه من أجل خلاص العالـم (يوحنا19:26-27). وها هى تتواجد عند حلول الروح القدس على الرسل والتلاميذ يوم الخمسين. وعن دور العذراء فى الكنيسة نجده مبينا اولا فى سفر الرؤيـا: “وظهرت آيـة عظيمة فى السماء امرأة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها وعلى رأسها اكليل من اثنى عشر كوكبا وهى حبلى تصرخ متمخضة ومتوجعة لتلد، فولدت ابنا ذكراً عتيداً أن يرعى جميع الأمم بعصا من حديد”(رؤيا1:12-5) ان هذه الصورة ترينا العذراء على رأس الكنيسة –القمر- ومزانـة بشمس البر (يسوع) ومتوجة بالإثنى عشر تلميذا، وهى بهذا تربط ما بين الشمس والقمر او بين المسيح والكنيسة. لهذا دعاها البابا ليون الثالث عشر (مات 1903) فى رسالتـه البابويـة (سبتمبر 1895):” ان مريم هى أم الكنيسة ومعلّمة وسلطانة للرسل”. والبابا يوحنا الثالث والعشرين (مات1963) يدعو مريم قائلاً:”أم الكنيسة وأمنـا الأكثـر حباً”. ان لقب “ام الكنيسة” أستخدم اول مرة بمعرفة اسقف ترافس فالأم التى أرادت مـجداً للكنيسة لا تزال تعود الى أبناء الكنيسة لتحقيق ومواصلة هذا الـمجد. إن يسوع لم يتركنا يتامى بل أرسل روحه القدوس وأرسل ايضا مريم أمــنـا. إن عمل العذراء فى السماء هو إمتداداً لعملها على الأرض، فلقد لعبت دوراً كبيراً فى سر الفداء وفى ذبيحة الـمسيح الخلاصية وهذا الدور الفريد جعل وساطتها تختلف عن وساطة القديسين وشفاعتهم لتشمل الكنيسة بكاملها. صلاة: ليس لنا دالة عند ربنا يسوع المسيح سوى طلباتك وشفاعتكِ يا سيدتنا كلنا العذراء والدة الإلـه”(من صلاة الليتورجيا). نافذة: يا قديسة مريم يا أم الكنيسة صلي لأجلناِ نصلّي بيت من المسبحة الوردية مع تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم العاشر: الثقة في مريم العذراء ربما لا يجد البعض ثقة تامة نحو اللجوء لمريم العذراء فيتباطئ البعض في طلب المعونة او يترددون او حتى تكون هي في ذيل قائمة من يلتجئ اليه الفرد من قائمة القديسين. ان القديسة مريم علمتنا كتير من الصفات كالمحبة والتواضع وانكار الذات فلما ملاك الرب جاء لها وقال ان الرب اختارها قالت له “ها انا امة الرب ليكن لي كقولك”، لما ذهبت لأليصابات لم تتغير بعد ان حيتها ودعتها “ام ربي”، فقامت بخدمتها بنفسها. اليست مريم العذراء هي ملجأ الخطأة؟ نلتجئ لـمريم لأنهـا أم مثلنـا وعليه فنحن نشعر بجاذبية خاصة نحوها لتشفع لنا عند ابنها الإلهـي. ففى الواقع لا يتجاسر الخاطئ فى كثير من الظروف أن يذهب رأساً إلـى يسوع لنطلب ان يغفر لنا خطايانا، وذلك لأنـه يعلم كل العِلم إن يسوع هو إلهـه وخالقـه، الرب العظيم الذى أهانـه وأغضبـه وداس وصايـاه، ولكنـه لا يخشى التقرب إلـى والدة يسوع ويطلب شفاعتهـا، لأنهـا ليست إلهه وخالقه، وليست ربـه وديـّانـه، إنـما هـي أم حنون ترثـى لشقاء إبنهـا الضال الخاطئ، فتقوده إلـى إبنهـا الإلهـى، طالبـة العفو والغفران. اليست مريم العذراء هي باب سماءنا؟ “الباب” يـمثل الـمدخل لـمكان ذي أسوار أو لـمكان يصعب الدخول إليـه إلاّ عن طريقـه. والكتاب الـمقدس يذخر بأمثلة عديدة عن “الباب”:”إرفعن رؤوسكن أيتها الأبواب وإرتفعن أيتها الـمداخل الأبديـة فيدخل ملك الـمجد”(مز7:23)،و”هذا باب الرب فيه يدخل الصدِيقّون”(مز20:117)،”أنا الباب. إن دخل بـى أحد يخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعـى” (يوحنا9:10). وفى رؤيـا يعقوب عندما رأى فى حُلم كأن سلـماً منتصبة على الأرض ورأسها إلـى السماء وملائكة الله تصعد وتنزل عليها (تكوين12:28) وبعد أن استيقظ يعقوب من نومـه خاف وقال: “ما أهول هذا الموضع ما هذا إلاّ بيت الله هذا باب السماء”(تكوين17:28)، ورأى مفسرو الكتاب الـمقدس فـى هذا السلّم رمزاً عن مريم العذراء التى نزل الله الكلمة عليه للأرض وتُصبح بهذا مريم “سلّم السماء”. ورأى الآباء فى وصف رؤيـا حزقيال النبي من انـه “دخل مجد الرب إلـى البيت من طريق الباب الذى وجهه نحو طريق الشرق”، ومن أن “هذا الباب يكون مُغلقـاً لا يُفتح ولا يدخل منه رجل لأن الرب إلـه إسرائيل قد دخل منه فيكون مُغلقا” (حز4:43،2:44) من أن هذا الباب الـمغلق هو مريم. وفى وصف يوحنا الإنجيلي عن أبواب أورشليم السمائيـة ومن أنهـا من اللؤلؤ ما هو إلاّ صورة لبهاء وطهارة مريم (رؤيا21:21). ومريم فتحت لنـا باب السماء لأنهـا ولدت يسوع الذى فتح لنـا السماء بعد غلقهـا بخطيئـة آدم وحواء. فلنلتجئ الي الله بيسوع المسيح فهو الطريق الحق للحياة الأبدية ولكننا نأتي ليسوع عن طريق مريم أمه فهي الطريق الأكيد للوصول ليسوع ولكي نجده ونتقبل منه كل العطايا والنِعم. صلاة: يا قديسة مريم أمي الحبيبة لكم انا شاكرا لكِ لكل البركات التى نلتها من الله طوال حياتي بشفاعتك المتواصلة من أجلي. فدعي كل القلوب مكرسة لمجد ابنك ومجدك واجعلي كل لسان ينطق بالتسابيح لأبنك الإلهي قائلين:” آمِينَ! الْبَرَكَةُ وَالْمَجْدُ وَالْحِكْمَةُ وَالشُّكْرُ وَالْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ وَالْقُوَّةُ لإِلهِنَا إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ!(رؤيا12:7). نافذة: يا أم يسوع وياأمي ساعديني لكي أصل معك وبك ليسوع ربي.ِ نصلّي بيت من المسبحة الوردية مع تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم الحادي عشر:” السلام لمريم” عندما تردد صلاة السلام الملائكي يوميا وتدعوها قائلا: “السلام عليك يا مريم، يا ممتلئة نعمة، الرب معك، مباركة انت في النساء ومباركة ثمرة بطنك يسوع. يا قديسة مريم، يا والدة الله، صلي لأجلنا نحن الخطأة، الآن وفي ساعة موتنا. آمين“، فهل تتأمل في تلك الأشياء المجيدة التي تنادي بها مريم العذراء وما تحمله من تعزية وتوجيهات بالنسبة لك؟ قبل ان تتلوا تلك الصلاة فربما من المستحسن ان تضع تلك الصلاة موضوع للتأملات الروحية فهذا يساعدك ان تتلوها بعمق وانتباه وفهم أكثر لكل كلمة تحتويها. انت تحي مريم العذراء قائلا: يا ممتلئة نعمة”، فهل تفهم معنى تلك التحية وما تعنيه تلك الكلمات القليلة؟ وعندما تردد ” الرب معكِ” فهل تتفهم ما معنى ان الرب يكون مع انسان؟ وما معنى تحية القديسة اليصابات للعذراء “مباركة انت في النساء ومباركة ثمرة بطنك” الـممتلئـة نعـمة”، وباليونانيـة (خاريتون kecharitomene) وهى تعنى الإمتلاء من النعمة حتى الفيض وهذا الإمتلاء من النعمة هو عمل الرب فهو يملأ بنعمته كل محبيـه، وهذا الإمتلاء هو بدء التلامس بشخص الـمسيح. هذا اللقب أثبت الوضع الحالي “ايتها الـممتلئة نعمة” وليس التى ستمتلئ نعمة. فالكلمة تعنى عملا قد بدأ في الماضي ومستمر في الحدوث في الحاضر. عندما ندعو مريم “ممتلئة نعمة” تعنى ان مريم مثال لعلاقة جديدة بين اللـه والإنسان، فلقد حاول الإنسان منذ القديم أن يتقرب الى اللـه، فقّدم لـه ذبائح وتقدمات إسترضاء وإستعطاف وإتقاء، غير ان اللـه لم يرتض بهذه الذبائح لأنهـا بقيت حاجزا بين اللـه والإنسان، وأعطى اللـه للإنسان عن طريق الوحي الطريق الوحيد لإرضاء اللـه وهو قلب الإنسان فيقدمـه ذبيحة للرب. فى القديم بعض الوسطاء قد جسدوا حضور اللـه للشعب بتابوت فيه عصا ولوحا العهد والذى كان رمزاً للعهد مع اللـه وكلامـه، وبعد بناء الهيكل وهو الـمثال الحي لوجود اللـه بين شعبه،وها الآن إختار اللـه من بين الذين أخلوا قلوبهم لإستقبالـه فحلّ فى أحشاء مريم الطاهرة ليدخل العالـم ويعيش بين الناس. هذه العلاقـة الجديدة بين اللـه والإنسان وهذا الـمثال وضح تماما فى مريم بنوع فريد وقد أرادهـا اللـه فى قلب كل إنسان وهو الإمتلاء من النعـمة والـمتاحـة لكل فرد منـا. الرب معكِ” دعونا ننظر الى تأكيد الملاك لمريم قائلا: “الرب معكِ“(لوقا28:1). من خلال الأنجيل تلك الكلمات للتحية قد استخدمت ووجهت لرجال ونساء الذين قد دعاهم الله لمهمة خاصة لها تأثير على كل شعب إسرائيل. كانت مهامهم تتطلب سخاء كثير وتضحيات وثقة عظيمة ولهذا أُعطي لهم مثل ذلك التأكيد جتى لا يواجهوا مثل تلك الضيقة وحدهم فالله سوف يكون معهم يرشدهم ويحميهم ويقويهم. واحد من أعظم القادة في تاريخ إسرائيل تمت تحيته بمثل تلك “الرب معك”. فمثلا عندما ظهر الله ليعقوب مؤكدا له العهد ومباركا له قائلا: “ وَهَا أَنَا مَعَكَ، وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ، وَأَرُدُّكَ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ، لأَنِّي لاَ أَتْرُكُكَ حَتَّى أَفْعَلَ مَا كَلَّمْتُكَ بِهِ»(تكوين15:28). ومثل ذلك عندما دعا الله موسى من العليقة المشتعلة ليقود الشعب من ارض مصر فقال:” «إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ، وَهذِهِ تَكُونُ لَكَ الْعَلاَمَةُ أَنِّي أَرْسَلْتُكَ: حِينَمَا تُخْرِجُ الشَّعْبَ مِنْ مِصْرَ، تَعْبُدُونَ اللهَ عَلَى هذَا الْجَبَلِ»(خروج12:3). وأيضا قبل ان يقود يشوع بن نون الشعب في معركة في ارض الميعاد قال الله:” لاَ يَقِفُ إِنْسَانٌ فِي وَجْهِكَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. كَمَا كُنْتُ مَعَ مُوسَى أَكُونُ مَعَكَ. لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ”(يشوع5:1). وعندما دعا ملاك الرب جدعون ليدافع عن الشعب من غزو الأعداء حياه قائلا:” «الرَّبُّ مَعَكَ يَا جَبَّارَ الْبَأْسِ»(قضاة12:6). وعندما وضع الله داود على رأس مملكته الدائمة فقد ذكّره الله بأمانته له قائلا:” وَكُنْتُ مَعَكَ حَيْثُمَا تَوَجَّهْتَ، وَقَرَضْتُ جَمِيعَ أَعْدَائِكَ مِنْ أَمَامِكَ، وَعَمِلْتُ لَكَ اسْمًا عَظِيمًا كَاسْمِ الْعُظَمَاءِ الَّذِينَ فِي الأَرْضِ”(2صموئيل9:7). وعندما دعا الله ارميا ليكون نبياً للأمم قال له:” لاَ تَخَفْ مِنْ وُجُوهِهِمْ، لأَنِّي أَنَا مَعَكَ لأُنْقِذَكَ، يَقُولُ الرَّبُّ»(ارميا8:1). من موسى الي ارميا السِمة واضحة “الرب معك” إشارة ان شخص ما قد دُعي الي مهمة عظيمة ستكون صعبة وضرورية ومستقبل إسرائيل سيكون على الأكثر معتمدا على كيف ان ذلك الشخص سيقوم بدوره. ان الشخص التي وجهت له هذه الكلمات والمرسلة من الله لدعوة مهمة وثقة الله في ذلك الشخص التي أوكلت له هذه المهمة بالغة الأهمية وتاريخ إسرائيل والعالم معتمدا على تلك اللحظة وعلى استجابة ذلك الشخص الذي اختاره الله. ولكن هذا الشخص تم التأكيد له انه ليس وحده فالله سيكون معه في مهمته مساعدا له في أي عمل لا يستطيع وحده القيام به فيد الرب تسند وتعضد وتقوي. ضع نفسك في تلك القصة وتخيل ماذا تعني تلك الكلمات بالنسبة لمريم تحيية من ملاك الله قائلا لها :”الرب معكِ” مشيرا ان شيئا كبيرا سيتم طلبه منها، ففي الحقيقة انها مدعوة ان تقف في تقليد إسرائيل وتاريخه كأحد الأبطال مثل موسى ويشوع وداود وارميا – أناس عانوا وضحّوا وأعطوا أنفسهم كلية للرب. ها هي الآن مدعوة الي مهمة شاقة والتي ستتضمن الكثير من التحديات والصعوبات ومستقبل شعب الله سيكون معتمدا كيف ستجيب. دعونا الآن نتأمل في معاني الكلمات التي أعلنتها اليصابات. قالت لمريم:” «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ”(لوقا42:1)، ان تلك الكلمات تجلب للذاكرة كيف ان اثنتان من ابطال العهد القديم ياعيل ويهوديت قد تم وصفهما، وهما المرأتان الوحيدتان في كل الكتاب المقدس والتي تم تسبحتهن بذلك الوصف. بعد ان هزمت ياعيل القائد الأممي سيسرا والذي كان يعاير شعب الله “مَدَّتْ يَدَهَا إِلَى الْوَتَدِ، وَيَمِينَهَا إِلَى مِضْرَابِ الْعَمَلَةِ، وَضَرَبَتْ سِيسَرَا وَسَحَقَتْ رَأْسَهُ، شَدَّخَتْ وَخَرَّقَتْ صُدْغَهُ. بَيْنَ رِجْلَيْهَا انْطَرَحَ، سَقَطَ، اضْطَجَعَ. بَيْنَ رِجْلَيْهَا انْطَرَحَ، سَقَطَ. حَيْثُ انْطَرَحَ فَهُنَاكَ سَقَطَ مَقْتُولًا”(قضاة26:5-27)، جاء ان دبّورة قاضية إسرائيل قالت بفرح:” تُبَارَكُ عَلَى النِّسَاءِ يَاعِيلُ امْرَأَةُ حَابِرَ الْقَيْنِيِّ. عَلَى النِّسَاءِ فِي الْخِيَامِ تُبَارَكُ”(قضاة24:1). وبالمثل، عندما هزمت يهوديت القائد الأممي أليفانا والذي حاول ان يأخذ المدينة اليهودية “وَقَالَ لَهَا عُزِّيَّا رَئِيسُ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ يَا بُنَيَّةُ مِنَ الرَّبِّ الإِلهِ الْعَلِيِّ فَوْقَ جَمِيعِ نِسَاءِ الأَرْضِ”(يهوديت 23:13). لذلك فكلا المرأتان ياعيل ويهوديت اعتبرا مباركتان بين النساء لأن الله استخدمهما لينقذ الشعب من اعدائهم. ومريم تقف في وسط هذا التقليد ويطلق عليها “مباركة بين النساء” ومثال ياعيل ويهوديت كانت مريم أيضا آداة في خطة الله لإنقاذ شعبه، ولكن هناك اختلاف واحد حيوي فلم تكن مريم متداخلة في معركة فعلية فهي مشتركة ومساهمة في خطة الله للخلاص من خلال الحبل بيسوع في احشائها. ان ذلك ما كانت تعنيه بكل دقة اليصابات عندما استمرت لتشرح لمريم وتقول لها انها “مباركة بين النساء” لأن “ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ”(لوقا42:1). مريم مباركة لأن الطفل الي تحمله هو الذي سيحقق خطة الله للخلاص لإسرائيل وللعالم، وكما جاء في انجيل لوقا بوضوح نوع الخلاص الذي سيجلبه ذلك الطفل سيتضمن اكثر من تحرير سياسي مما جلبه ياعيل ويهوديت. ان الطفل الذى في احشاء مريم يأتي لينقذ شعبه من عدو اكثر ظلمة الا وهي الخطيئة. ان مريم شاركت مع ياعيل ويهوديت بصورة ما بما جاء في سفر التكوين عن سحق رأس اعدائهم “ وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ»(تكوين15:3). وتلك النبؤة عن المسيّا المنتظر والذي اعلنها الله عن امرأة سيكون لها إبن وهو الذي سيسحق رأس الحيّة الا وهو الشرير. ان ياعيل ويهوديت هزموا أعداء إسرائيل العسكريين بقطع رؤوس قادتهم ولكن مريم وابنها فهو الذي يمكنه وحده ان يسحق رأس اكبر عدو لأسرائيل وهو الشرير، وبهذا فمريم هي تلك “المرأة” تحقيقا لتلك النبؤة التي جاءت في سفر التكوين (15:3) والتي ظهرت فيما بعد في عرس قانا الجليل وتحت الصليب وفي رؤيا يوحنا اللاهوتي (رؤيا1:12-9 و يوحنا4:2 و يوحنا 25:19-27). نقطة أخرى بخصوص تلك التحية “مباركة أنتِ فى النساء ومباركة هى ثمرة بطنكِ”، هذه التحية مشابهة لتلك التحية التى استقبل بها المسيح فى اورشليم “مبارك الآتى بإسم الرب”(متى29:21) و”مبارك الآتي بإسم الرب ملك اسرائيل”(يوحنا13:12) وهنا تحية لأم الـملك. “الـمبارك” كان يستعمل عند اليهود للتعبير عن الله الذى لا يجرؤ احد ان يلفظ اسمه،فزكريا يبدأ تسبحته “مبارك هو الرب إلـه اسرائيل”(لوقا18:1)،وفى محاكمة يسوع سنجد رئيس الكهنة يسأل “هل أنت الـمسيح إبن الـمبارك”(مرقس7:14)،ونحجها ايضاً فى تحية ملكيصادق لإبراهيم “مبارك ابرام…ومبارك الله العلي”(تكوين19:14). ففي كل مرة تتلوا صلاة السلام الملائكي تأمل في معاني “ممتلئة نعمة” و “الرب معك” و” مباركة انت في النساء” حتى تتلوها بكل فرح وانتباه وتمجيد لأم يسوع. صلاة: أنت هي أم النور المكرمة، من مشارق الشمس إلى مغاربها يقدمون لك تمجيدات يا والدة الإله السماء الثانية، لأنك أنت هي الزهرة النيرة غير المتغيرة والأم الباقية عذراء، لأن الآب اختارك، والروح القدس ظللك، والابن تنازل وتجسد منك. فاسأليه أن يعطى الخلاص للعالم الذي خلقه، وأن ينجيَّه من التجارب. نسبحه تسبيحا جديدا ونباركه الآن وكل أوان وإلى الأبد. أمين. نافذة: يأ أم الخالق صلي لأجلناِ نصلّي بيت من المسبحة الوردية مع تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم الثاني عشر:” تكملة السلام الملائكي” . يا قديسة مريم، يا والدة الله، صلي لأجلنا نحن الخطأة، الآن وفي ساعة موتنا. آمين يـا قديسـة مريـم تعتقد الكنيسة فـي قداسة مريم الفريدة فـي نوعهـا والتي تفوق الخليقة السماوية، حتى الشاروبيم والسيرافيم، فلقد أمضت حياتهـا فـي قداسة واقتنت كمالاً للروح والجسد وصيرتهـا نعمة الله قدس أقداس حقيقياً يسكنه الله لهذا صارت قديسة في كل شيئ. والقداسة هـي أن يُفرز الإنسان نفسه عن الـمسيرة الطبيعية لأهل العالـم ويُخصص القلب للرب، ومريم العذراء قـد استحقت هذا اللقب أن تكون قديسة لأنهـا امتلأت من النعـمة الإلهيـة كما دعاها ملاك الرب ” يا ممتلئة نعمة”، واتحدت إرادتهـا مع إرادة الآب السماوي فأتـمت مشيئة الله فيهـا فقالت:”ها آنذا آمـة للرب”، “فليكن لـي حسب قولك”. يـا والدة اللـه “والدة الإله” ليس مجرد إسم ولا هو لقب تكريمي للعذراء، إنـما هو تعريف لاهوتـي يحمل حقيقة حيّة إيـمانية، وتحمل لنا أيضا فعل محبة الله فى أعلى صورها. الحقيقة ان العذراء مريم ولدت الإله الـمتأنس، أي الـمسيح بلاهوتـه وناسوتـه، وعندما نقول عن أم انها ولدت إنسانا لا نقول انها أم الجسد فقط بل أم الإنسان كله مع انها لـم تلد روح الإنسان الذى خلقه الله، هكذا تدعى القديسة مريم والدة الإله ولو انها لم تلد اللاهوت لكن ولدت الإله الـمتأنس. إذا كان السيد الـمسيح هو الله الذى ظهر في الجسد كقول الرسول بولس: “عظيم سر التقوى الذى تجّلى فى الجسد”(1تيمو16:3) فوجب أن تدعى العذراء بأم الله فهي أم يسوع، ويسوع هو الله وعلى هذا تكون القديسة مريم هي أم الله. صليّ لأجلنا عندما نطلب منها الصلاة لأجلنا نعلم ونؤمن بفاعلية شفاعتها، لكن ماذا يقول الكتاب بخصوص الشفاعة وخاصة شفاعتها؟ من أمومتها تصدر شفاعتها، أمومتها لنا وأمومتها ليسوع، أمومتها لنا تجعلها تهتم بخلاصنا وما نحن بحاجة اليه هذا ما ظهر جليّاً في قانا الجليل، وأمومتها ليسوع تجعلها تطلب منه بثقة وبمعونة الام والابنة القديسة ننال ما نصلي معها من اجله. قال قداسة البابا يوحنا بولس الثاني في رسالته “فادي البشر” رقم 22: “حب الله يدنو منّا بواسطة هذه الأم ويتخذ بذلك علامات أكثر فهماً للبشر، وهذا الحب، وهذه الشفاعة هي شفاعة ثابتة لكل مَنْ إفتداهم يسوع”(نور الأممLG 66). ان الكتاب المقدس يقدّم سلسلة شواهد عن الشفاعة: إبراهيم تشفّع لسادوم وعمورة(تكوين 18: 20-32) ولو وجد في سادوم وعمورة أشخاص أتقياء وصدّيقين كان الله مستعدٌ لأن يستجيب لشفاعة إبراهيم. إرميا تشفّع في شعبه في حياته وفي مماته” يقول راح الناس يتضرعون له إن يصلي إلى الله من أجلهم، وهو وعدهم أنه سيصلّي وسيعطيهم الجواب (إرميا 42: 4)، فإرميا كان عنده علاقة مع الرب إلى حدٍّ إنه كان يصلّي ويأخذ جواب من الله ويقوله للناس. هذه هي ذروة العلاقة والثقة بينه وبين الله، فقد كان يصلي ويطلب إلى الله. والأجمل إن الرب إستجاب لإرميا(إرميا 42: 7). بعد موته أيضاً كان يشفع لشعبه (2مكّابيين 15: 14): “هو إرميا نبي الله الذي يكثر الصلوات لأجل الشعب والمدينة المقدسة”. نجد أيضاً في (أشعيا 59: 16) أن الله كان يتشكى على عدم وجود شفعاء على الأرض يساعدونه على عدم ضرب شعبه: “تعجّب الرب أنه لا وجود لشفيع”. كذلك ف(حزقيال 22: 30) “بحثت عن رجلٍ يقف أمامي مدافعاً عن الأرض فما وجدت، لذلك أصبّ عليهم سخطي. المزامير تقدم شاهداً على الشفاعة(مزمور 132: 1): الشعب يطلب من الله أن يذكر إبراهيم وداود ليترأف بهم لأجلهم (إبراهيم وداود). أيضاً شواهد في سفر (دانيال) موسى عندما صنع الشعب تمثال الذهب وعبده. ايليا الذي صلى لينزل المطر، وأقام ابن الارملة. اذاً الشفاعة هي مُعطى موجود في الكتاب المقدس، من هنا لا نستغرب اذا تشفعت بنا من اختارها أماً لتحمي وتساعد وتسهر على أبناء كنيسة ابنها. صلاة: تحت ستر حمايتك – نلتجىء يا والدة الله القديسة – فلا تغفلي عن طلباتنا – في احتياجاتنا إليك – لكن نجّينا من جميع المخاطر على الدوام – أيتها العذراء المجيدة المباركة. نافذة: يأ معونة المسيخين صلي لأجلناِ نصلّي بيت من المسبحة الوردية مع تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم الثالث عشر: ” تكملة السلام الملائكي” نحن الخطأة ان أهم موقف يأخذه الإنسان هو التواضع، فالعشار الذي صلى في الهيكل وتواضع وخجل ان يرفع نظره عن الأرض لأنه أدرك كم هو خاطئ وكم هي عظيمة قداسة الله، رجع إلى بيته مبرر كما قال الرب نفسه، أكثر من الفريسي الذي يمارس الشريعة. اذن ان التواضع يضعنا مباشرة أمام حقيقتين، الحقيقة الأولى هي صغرنا، خطايانا، حقارتنا، وما إلى ذلك، بمقابل الحقيقة الثانية، حقيقة الله اللامتناهي، القدوس، الحكيم، والرحيم، هذه الأخيرة هي الكفيلة ان تجمع الإنسان، ان تجعله يقف امام الله متوسلا المغفرة، منتظرا العون، والرحمة. ان الكتاب المقدس يقول كلهم أخطأوا وأعوزهم مجد الله، حتى لا يتزكى إنسان أمامه. كما يقول أيضا ان الله لا يريد موت الخاطئ بل ان يعود عن خطيئة ويحيا. نعم ان الله يرفض الخطيئة لانه قدّوس، ولكنه يريد توبة الخاطئ، هنا بالاقرار نعلن قداسته على قدر ما نعي خطيئتنا، أيضا اننا بهذا الوعي نستعد ان نصلح فساد طبيعتنا لان المعرفة طريق للشفاء. كما نعرف ان الخطيئة هي التي أدخلت الموت والألم إلى العالم، ومريم هي التي أدخلت الحياة اليه، باقترابنا منها نفرغ ما نحمل من خطيئة، نتصفىّ، لنملئ ما تحمل في قلبها أي الله. ان الاقرار يستلزم الصدق وهو بداية الشفاء، فلا نلبس قناعا على قناع، ولا نخفي حقيقة على كذبة، الاقرار بالخطيئة هو الاستعداد لقبول النعمة التي تفيض من مريم وتتحول إلينا لتسقي نبات الفضائل فينا. اننا عندما نذكر “نحن” في صلاتنا، نؤكد على نوع من التوبة أي الرجوع لبعضنا البعض، الإهتمام ببعضنا، هذه ال نحن تعيد وحدة الاخوة التي تنقطع بالخطيئة، انها تذكرنا اننا لبعض، واننا نتقدم وننمو بنفس الارض، تعلمنا ان الكنيسة هي نحن لاجل أنا وأنا لاجل نحن، انها محاولة تحقيق وصية “أحبوا بعضكم بعضا”. هذه ال نحن تجعلنا بحق شعب الله الجديد والذي له رأس واحد يسير في طريق واحدة إلى الملكوت الواحد . الآن تعني اليوم ايضاً، وهذا يعني يوم الرب، انه حضور الرب الذي يخلص، الآن هي دعوة لهذا اللقاء بيننا وبينه. الآن يعني ان يتحقق ما تحقق بالمسيح، وما تحقق بالرسل والقديسين، حضور وقداسة الله. الآن صرخت استنجاد، انها حالة طارئة لا تحتمل التأخير والتأجيل، اذ ان نفوسنا على أهبة الهلاك تحت ضربات المجرب وتحت نير الخطيئة، وفي سكة مظلمة. انها صرخة ابناء يؤمنون بالأم. في الكتاب المقدس يذكرها كثيراً مثلاً: عندما حضر بطرس لقيصرية قال له القائد نحن الآن على استعداد لنسمع كلام الله، عندما خلص الملاك بطرس بعد قليل قال الآن ادركت ان الله ارسل ملاكه ليخلصني، انها لحظة اكتشاف ووعي، بعد ظهور الرب لتلاميذه صاروا يشهدون له الآن أي كل يوم حتى يومنا، وبولس في خطابه لأهل أثينا، الآن يدعو الله البشر ليتوبوا، انها دعوة آنية للتوبة، وعند خروج يهوذا من العلية قال يسوع الآن قد تمجد ابن الإنسان مشيراً ان المجد يتحقق ابتداء من الصليب حتى القيامة، ويقول الآن تعرفون الآب وقد رأيتموه، لان من يراني يرى الآب، انها دخول في عالم الله، انها أي مكان وكل مكان حيث نستطيع ان نتعرف على الله ونحبه بيسوع ابنه. وبما ان الآن هي تدل على يوم الرب الذي هو يوم الفصل والتمييز يوم الدينونة، فهنا نعرف انه يمكن ان تكون كل لحظة هي ساعة موتنا، فهي اذن للاستعداد من الآن لساعة موتنا ووقوفنا أمام الله. وفي ساعة موتنا هي كما قال يسوع، انها حاضرة كل آن، كل لحظة، لا أحد يعرف ساعة موته، وساعته بالعموم، أي ساعة تجربته الكبرى حيث يتأسس خلاصه أو يتم سقوطه وهلاكه، انها ساعة مجده وساعة هوانه على حسب الحالة التي يكون فيها، ان الرب يشدد علينا بعدة أمثلة حتى نكون مستعدين لاننا لا نعرف بأي ساعة يأتي السارق، المجرب، الموت، ولانكم لا تعلمون في أي ساعة يأتي العريس، أو صاحب البيت، فاذا وجدكم ساهرين أعد نفسه لخدمتكم. اننا نطلب من مريم حتى لا تغفلنا ساعة الموت، حتى لا تكون هذه “الآن” غافلة عنا، أو بعيدين عن مفهومها، نطلب منها بما أنها حاضرة لتدرك متى ينفذ منا خمر الحياة حتى تتدخل وتنشلنا من اليأس الأخير، وحتى نكمل حياتنا في بفرح العرس السماوي، كل القديسين كانوا على استعداد لساعة الموت وكانوا يتحضرون لها كل يوم، يقول القديس انطونيوس بما معناه، اعتبر نفسك انك لن تكمل يومك هذا، وعند المساء قل لنفسك انك لن يأتي عليك الصباح، فانك ستعرف عندها كيف تتحضر للموت وكيف تعيش. حتى ان الكثير من القديسين لشدة حرارتهم بالصلوات والتوبة وذكر الموت، اضحوا ينتظرونه كما ينتظر السجين اطلاق سبيله، انهم اضحوا على موعد مع من هو الحياة بحرارة حتى تصوروا ان الموت هو العائق أمامهم لبلوغ الاتحاد بالله نذكر على سبيل المثال القديس اغناطيوس الانطاكي. ان مريم هي حاضرة دائمة لمن يدعوها خاصة في ساعة الموت ولنا كثير من القصص التي تذكر حوادث من هذا النوع، انها حاضرة مع ابنها تنتظر وتهيئ لأبنائها يوم خروجهم ونطلب منها ان تجعلنا مستعدين “صلي لأجلنا لنستحق مواعيد المسيح”. آمين بها نختم كل صلواتنا، وهي تعني الامانة، أمانة الله للمؤمنين به فلا يخذلهم ولا يتركهم وهو قادر بأمانته ان يوصلهم إلى ميناء الخلاص الأخير، وهي اسم الله الذي يقول “أنا الآمين” في سفر الرؤيا، فهو الامين وحده على كل ما خلق، لا أحد يستطيع ان يكون أمين على كل شيء، اذ ليس له كل شيء ولا يدركه ولا يحيط به. ان الله هو الثبات، ثبات المواعيد والخيرات، ثبات الصلاح بذاته. انها تعني، نعم، ليكن ما قلته، كما انت تريد، ليكن كذلك، انها يقين باستجابته تعالى للفقير والمحتاج، هي جواب المؤمن لله على مشروع خلاصه، من هنا مريم عندما قال لها الملاك ستحبلين وتلدين ابنا… جاوبت فليكن لي حسب قولك، أي آمين، نعم، وهي استمرت ثابتة على هذه النعم، حتى تحت أٌقدام الصليب، انها تشبه نذرا نذرته مدى حياتها، نعم مريم تشبه إلى حد بعيد قول يسوع في البستان: “يا ابت فليكن لي حسب قولك”. وفي الأبانا نقول لتكن مشيئتك، ضمنيا لا مشيتنا، في الفرح والحزن، في الألم والمجد. لقد استعدت مريم لكل ذلك بنعمها، وهي كعبد يهوه في أشعيا (42 : 52) مستعدة ان تتحمل الآمها، وبالتالي تدخل مجدها، ونحن بصلاتنا لها نقول آمين، أي علمينا كيف نسير على خطاك، قوينا لنقول نعم الآن وفي ساعة موتنا، ان نثبت في الآم حتى نبلغ المجد. معك ومع ابنك. له المجد إلى الأبد. صلاة: يا يسوع، الحي فى مريم، تعال وعش فينا بروحك القدوس، بمواهبك الـممتلئة، بطرقك الكاملة، بفضائلك الحقة، وبالوحدة فى أسرارك. املك علينا، ضد أعدائنا التى تهددنا، ضد العالم، والجسد والشرير بقوة روحك القدوس ولـمجد الله الآب. آمين نافذة: يأ شفيعة الحزاني صلي لأجلناِ نصلّي بيت من المسبحة الوردية مع تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم الرابع عشر: تقديم الإكرام للقديسة مريم إن الإلتجاء الى مريم وطلب شفاعتها إيمان راسخ منذ الأجيال الأولى فى الكنيسة وتمتلئ الطقوس الكنسية بالـمدائح والطلبات والصلوات لـمريم العذراء فلا نخجل من اللجوء الى مريم ونصرخ اليها ان تصلي معنا الى ابنها الإلهي ليرفع هذا الحزن او ليعطينا الصبر للإحتمال وفى كل هذا نكون متمثلين بمريم فى إحتمالها لسيف الوجع الذى غرس فى قلبها او فى إتضاعها وقبولها لمشيئة الرب “ليكن لي حسب قولك”. وهذا الإكرام يتطلب منـا أن نعمل كل شيئ ومريم هي قدوتنا أن نقتدي بقدر الإمكان بحياة مريم العذراء فى كل ما نصنعه . قال يسوع ” ياأبتاه..أنا مـجّدتك على الأرض، إذ اتممت العمل الذى أعطيتني لأعمله” (يو 4:17) ، ان الله يتمجد بالعمل الذى نعمله وفقا لإرادة الله وبالثمار التى نعملها “بهذا يتمجد أبي وتكونون تلاميذي إذا أتيتم بثمر كثير” (يو8:15). فمريم قد استسلمت لإرادة الله “ها أنا آمة الرب فليكن لي بحسب قولك”(لوقا38:1). فمسيرة مريم هى مسيرة كل مسيحي يدخل بالإيمان فى علاقة مع الله. وبالنظر الى مريم نسير كما سارت وتكون غايتنا الأخيرة هي المسيح يسوع وحده. مريم عاشت حياة الأرض بكل ما فيها من صعاب وقلق, عاشت فقيرة ولم تضطرب ولم تقلق وواظبت على صلتها بالله والهيكل. عاشت مطرودة، غريبة في أرض بعيدة عن وطنها ولم تتكاسل أو تهرب من أمام الرب. عاشت حياة الترمل ولم تتذمر أو تشتكي بل واظبت صلاتها ورسالتها. عاشت ثكلى بعد رحيل الإبن ولم تلعن السماء والأرض.. عاشت عذراء عفيفة ولم تشتهي إلا أن تكون آمـة للرب… عاشت زوجـة ترعى منزلها وواجباتها ولم تهمل بيتها او الإهتمام برعاية ابنهـا الوحيد رغما عن ضآلة الدخل. وهذا الإكرام يتطلب منـا أن نكون مشابهين صورة إبنها “اهتموا بـما فوق لا بـما على الأرض” (كولوسي 2:3) فهل رأت فيك مريم يسوعاً آخر؟..لا فى صنع الـمعجزات بل فى نشر الحب والسلام وإنكار الذات وخدمة الفقراء…هل رأت فيك مريم إنسانا سلم إرادته كلها لأبيه السماوي؟..وهل رأت فيك إنسانا يحيا فى العالم وهو ليس فى العالم لأنه من فوق؟..هل رأت فيك إنسانا متواضعاً غير مـحباً للمال منفذاً إرادة السماء وليست إرادتك أنت؟..هل رأت فيك نور الـمسيح وعظمة ومجد الله؟..وهـل رأت فيك القداسة والبر ومحبة القريب؟. وهذا الإكرام يتطلب منـا ان نكون مواظبين على الصلاة ما هى أقرب الصلوات الى قلب مريم؟ ..أي صلاة كانت صغيرة أو كبيرة يلزم أن تكون مـستمرة وثابتة وبعمق وإيـمـان. فهل تصلي أم لا؟..هل صلاتك مستـمرة؟..هل تعي ما تقوله فى صلاتك أم هى تـمـتـمات شفاه فقط؟..هل تكون متخليا عن كل شهوة أرضية أو دنس عند إقترابك من الصلاة؟..هل تعلم ان الصلاة هى لقاء الـمحبين فلا تقول إني أحب الله او مريم وانت لا تصلي؟..هل رأت فيك مريم رجلا للصلاة كأرميا وموسى وداود ودانيال وكإبنها يسوع الذى لم يترك فرصة إلا وانفرد وصلى لأبيه السماوي؟..هل تسمع مريم صلواتك وهى لا تطلب إلا الشهوات الأرضية ومجد الأرض؟ هذا الإكرام يتطلب منـا أن نكون منفذين لـمشيئة الرب ووصاياه إن كل إهتمام الشخص الـمـسؤول هو أن يرعى ويلبي طلبات من يحبه وليس فقط فى مأكل أو مشرب أو مستلزمات الحياة بل ايضا كل ما يدخل السعادة فى قلب الـمحبوب..وإذ نقول اننا نحب مريم فهي لها طِلبة واحدة أعلنتها فى القديم ومازالت تعلنها فى كل وقت وزمان ومكان..”مـهـما قال لكم فأفعلوه” (يو 5:2)..أعلنتها فىعرس قانا الجليل وهى الوصية الوحيدة التى ترددها دائما لأبنائها وبها توجه قلبنا سراً إلى وصايا الـمـسيح، لتتميمها بكل دقة كما أوصت أصحاب العرس.. هذا الإكرام يتطلب منـا بعض الـممارسات التقوية حضور الذبيحة الإلهية والتى هى تجسيد لحياة ومجد السيد الـمسيح تلاوة أبانا والسلام والمجد شكراً للرب يوميا. قراءة يومية فى الكتاب المقدس والتأمل فى ما تم قراءته قراءة كتب مخصصة عن مريم العذراء الإلتزام بأصوام الكنيسة خدمة الأخرين الـتقدم لسر التوبة. صلاة: أنت هى الـممتلئة نعمة يا والدة الإله العذراء نسبحك لأن من قِبل صليب إبنك إنهبط الجحيم، بطُل الـموت، أمواتا كنا فأنهضنا واستحققنا الحياة الأبدية، ونلنا نعيم الفردوس الأول من أجل هذا نـمجد بشكر الغير مائت المسيح إلهنـا. آمين. نافذة: يا مريـم ، أم النعمة الإلهية أفيضي علينا نعم السماء. نصلّي بيت من المسبحة الوردية مع تلاوة طلبة العذراء المجيدة. اليوم الخامس عشر: أبعاد انتقال مريم العذراء الى السماء ما آمنت به الكنيسة منذ القرون الأولى وعبرّت عنه بطرق متنوّعة في الصلوات الليترجيّة ومواعظ الآباء، وتحديد العقيدة في الكنيسة الكاثوليكيّة في موضوع انتقال مريم العذراء بجسدها ونفسها الى المجد السماوي، هو إعلان للعظائم التي صنعها الله في مريم العذراء، بحسب قولها: “ها منذ الآن تغبّطني جميع الأجيال، لأنّ القدير صنع بي عظائم، واسمه قدّوس، ورحمته الى جيل وجيل للّذين يتّقونه” (لوقا1: 48- 50). إنّ عظائم الله قد رافقت مريم العذراء طوال حياتها، وبما أنّ الله هو إله الحياة التي لا نهاية لها، تؤمن الكنيسة أنّ ما صنعه الله من عظائم لا يتوقّف عند حدود هذه الحياة بل يمتدّ الى ما بعد الموت. ويستطيع كلّ مؤمن أن يقرأ في مسيرة حياة مريم العذراء مسيرة إيمانه، وفي مصير مريم العذراء بعد الموت مصير كيانه ومصير شخصه في نهاية الزمن. الروح القدس أحيا جسد العذراء يقول بولس الرسول: “إذا كان روح الذي أقام يسوع من بين الأموات ساكنًا فيكم، فالذي أقام المسيح يسوع من بين الأموات يحيي أيضًا أجسادكم المائتة بروحه الساكن فيكم” (رومية 8: 11). انتقال مريم العذراء بجسدها ونفسها الى السماء هو نتيجة لعمل الروح القدس فيها. فالروح القدس الذي حلّ عليها وأحيا جسدها لتصير أمًّا لابن الله هو نفسه يكمّل عمله فيها ويحيي جسدها المائت وينقله الى المجد السماوي. الروح القدس هو قدرة الله المحيية، وهذه القدرة لا يوقفها شيء: إنّها حركة دائمة، وديناميّتها تفوق ما يستطيع عقلنا البشري تصوّره. بهذه القدرة كان يسوع يشفي المرضى ويخرج الشياطين ويقيم الموتى (راجع لوقا 4: 18- 19؛ مرقس18:12-28). وبهذه القدرة قام هو نفسه من الموت. وبهذه القدرة سيقيم الأموات في الدينونة العامة. ولأنّ مريم العذراء كانت في جسدها ونفسها مستسلمة استسلامًا تامًّا لعمل الروح القدس، آمن المسيحيّون منذ القرون الأولى أنّها حصلت حالاً بعد موتها على قيامة الجسد التي هي مصير كلّ المؤمنين في نهاية الزمن. بهاء القيامة الخلاص في الديانة المسيحيّة ليس إنقاذ الإنسان من الخطايا بقدر ما هو إعادته الى بها الصورة الإلهيّة التي خُلق عليها.. الديانة المسيحيّة هي ديانة البهاء والمجد، وتلك السمة هي التي تبرّر وجودها وتثّبت صحتّها. فإذا كان لله وجود، وإذا كان الله قد ظهر لنا في شخص ابنه وكلمته وصورة مجده يسوع المسيح، فلا بدّ من أن يكون الله إله المجد والبهاء. وهذا ما تعبّر عنه الكنيسة في اعتقادها بانتقال مريم العذراء. تقول الكنيسة البيزنطية في إحدى صلوات عيد رقاد السيّدة: “ما أعجب أسرارك أيّتها السيّدة النقيّة، لأنّك ظهرت عرشًا للعليّ، واليوم قد انتقلت من الأرض الى السماء. فمجدك وافر البهاء، ويعكس أشعّة المواهب الإلهيّة” (صلاة المساء الكبرى). إنّ أشعّة المواهب الإلهيّة التي حصلت عليها مريم العذراء تنعكس في حياتها. فهي السيّدة النقيّة لأنّها “ممتلئة نعمة”، وقد “ظهرت عرشًا للعليّ”، لأنّ ابن الله سكن فيها، وتكلّلت تلك المواهب “بانتقالها من الأرض الى السماء”، وظهر فيها مجد الله الوافر البهاء. لا يمكننا التنكّر للواقع والتغاضي عن الخطيئة في العالم. ولكنّ قيامة المسيح هي أيضًا جزء من هذا الواقع. من قبر المسيح انبعث نور الله، ومع المسيح القائم من بين الأموات دخل مجد الله العالم، ويعمل كالخمير على تجديده من الداخل. تاريخ العالم ليس تاريخ معركة مجهولة المصير بين الحقّ والباطل، بل تاريخ ولادة جديدة. يقول بولس الرسول: “إنّ الخليقة قد أُخضعت للباطل .. إنّما على رجاء أنّ الخليقة ستُعتَق، هي أيضًا، من عبوديّة الفساد الى حريّة مجد أبناء الله. فنحن نعلم أنّ الخليقة كلّها معًا تئنّ حتى الآن وتتمخَّض، وليس هي فقط، بل نحن أيضًا الذين لهم باكورة الروح، نحن أيضًا نئنّ في أنفسنا منتظرين التبنّي افتداء أجسادنا” (رومية 8: 20-23). نحن من الآن أبناء الله، ولنا باكورة الروح، ولكنَّ ما نحن عليه سيتجلّى على أتمّ وجه في المجد الخالد، فيكون عندئذ للجسد المفتدى، القائم، قسط من السعادة كبير، حسب قول بولس الرسول:” الإنسان الأوّل من الأرض، من التراب، والإنسان الثاني من السماء. فعلى مثال الترابي يكون الترابيّون، وعلى مثال السماوي يكون السماويّون، وكما لبسنا صورة الترابي نلبس أيضًا صورة السماوي” (1 كورنثوس 15: 47- 49). في وسط عالمنا لبس المسيح السماوي جسدنا الترابي، وبهذا الجسد ارتبط بعالمنا. وقيامته الجسديّة لم تفقده ارتباطه بنا، بل بدخوله مجد الآب، صار ارتباطه بنا أكثر اتّساعًا. ارتفع عن الأرض ليجتذب اليه الجميع (يوحنا 12: 32)، ارتفع الى السماوات ليملأ مجده جميع الأرض، بحسب قول المزمور: “ارتفع اللهمّ على السماوات، وليكن مجدك على جميع الأرض” (مزمور 57: 12؛ راجع أيضًا أفسس 4: 8- 10). المسيح لم يتمجّد وحده. “فبعد إذ أميت بالجسد، استردّ الحياة بالروح، وبهذا الروح عينه مضى وبشّر الأرواح المضبوطة في السجن” (1 بطرس 3: 19)، أي إنّه نزل الى “الجحيم” مقرّ الأموات حيث كانت نفوس الصدّيقين تنتظر، كفي سجن، مجيئه الخلاصي وصعودها معه الى السماء، وبشّرها بأنّ عمل الفداء قد تحقّق، وتمّ الانتصار على الموت. وفي الموضوع عينه يتكلّم إنجيل متّى عن عامه كسيرين من الأموات مع المسيح: “القبور تفتّحت، وكثيرون من القدّيسين الراقدة أجسادهم فيها قاموا، وخرجوا من القبور بعد قيامته، ودخلوا المدينة المقدّسة، وتراءوا لكثيرين” (متّى 27: 52-53). إنّ ابن الله الذي “له مجد الآب من قبل كون العالم” (يوحنا 17: 5) قد تجسّد في أحشاء مريم العذراء. وبسبب تلك الشركة الروحيّة في المجد والبهاء بين السيّد المسيح وأمّه، آمنت الكنيسة أنّ مريم العذراء، بعد موتها، شاركت ابنها مجد قيامته كما شاركته، في تجسده، مجد ظهوره. قيامة الأجساد: جسد الإنسان، في نظر الكتاب المقدّس، ليس سجنًا يجب التخلّص منه للوصول الى العالم الحقيقي، عالم الأرواح. نظرة الكتاب المقدّس الى الإنسان لا تقوم على التناقض بين الجسد والروح، بل على التناقض بين الفرد المنعزل المتقوقع على ذاته والشخص المنفتح في علاقاته على الكون وعلى الآخرين وعلى الله. والجسد هو ما يتيح للإنسان الحيّ أن يرتبط بعلاقات بنّاءة بالكون والآخرين والله. فالجسد هو إذن الإنسان ذاته من حيث ارتباطه بالعالم الخارجي. لذلك أيضًا رأى معظم آباء الكنيسة، ولا سيّمَا في الشرق، أنّ التجسّد كان لا بدّ منه، ولو لم يخطأ الإنسان، وذلك ليكتمل ارتباط الله بالإنسان وارتباط الإنسان بالله، ونعمة الله التي تعمل في الإنسان تعمل فيه حيث يبني ذاته ويحقّق كيانه وعلاقاته، فتجعله في روحه وفي جسده أكثر انفتاحًا على الله وعلى الآخرين. للنعمة قوّة تغيير وانفتاح، وعملها هو عمل الحياة الإلهيّة نفسها. كلّ اتصال بالله لا بدّ له من أن يغيّر الإنسان، وإلاّ كان الله مجرّد وهم ابتكره خيال الإنسان ليكوّن لنفسه ما يتعلّق به في هذه الحياة المتقلّبة. إلهنا شخص حيّ يحوّل كلّ من يتّصل به، يدخل أعماق الإنسان ليملأه بحياته الإلهيّة. وقيامة الأجساد هي امتلاء الإنسان من تلك الحياة الإلهية في كل أبعاد كيانه وفي كل ارتباطاته بالله وبالكون وبالآخرين. إيمان الكنيسة بانتقال مريم العذراء بجسدها ونفسها الى السماء هو اعتراف بأنّ اتّحادها الصميم بالله بجسدها ونفسها، هذا الاتحاد الذي تحقّق لها بتجسّد ابن الله في أحشائها، كما تحقّق لها أيضًا بأمانتها لمحبّة الله واستسلامها لعلم الله فيها طوال حياتها، هذا الاتّحاد يستمرّ بعد موتها باشتراكها في مجد القيامة. فكما تمجّد ابنها وصار مرتبطًا بدخوله مجد الله بالعالم كلّه، هكذا أيضًا تمجّدت مريم العذراء وصارت مرتبطة بالعالم كلّه. وما سيحدث لجميع المؤمنين في القيامة العامة، أي ارتباطهم الكامل الممجّد بالعالم وبالله، قد حدث لمريم العذراء كما حدث لابنها يسوع المسيح لدى قيامته من بين الأموات. ثمّ إنّنا في انتقال مريم العذراء الى المجد السماوي نقرأ عمل الروح القدس في الإنسان. وكل مؤمن يعرف أنّ مسيرة حياته هي مسيرة عمل الروح القدس فيه. ومريم هي في الكنيسة رمز عمل الله في كل مؤمن. صلاة الي مريم العذراء سيدة الإنتقال ايتها العذراء الطاهرة، انت ام الله وام كل البشر، نحن نؤمن ايمانا صادقا انكِ قد انتقلت جسدا ونفسا للسماء لتملكي كسلطانة على الملائكة والقديسين ومتحدين معهم ها اننا نسبح ونبارك الرب الذي اختارك فوق كل الخلائق ونقدّم لكِ كل الإكرام وتحية الحب والتمجيد. نحن نثق في رحمتك تلك التي هي دائما على اسنعداد دائم لمساعدتنا في وقت الضعف والحزن والألم. قوينا يا مريم في وقت التجربة وافرحي معنا في فرحنا وانتصارنا. كوني قائدتنا وقوتنا وعزاؤنا خلال رحلة الحياة. امنحي معونتك السماوية ورحمتك الي ابناؤك المتألمين في هذا العالم، وخلّصيهم من نيران الحرب والإعتقال والجوع والطرد والتشرد. عزّي قلوبهم واشفي أجسادهم واحضريهم الي مكان أكثر أمنا وسلاما. نحن على ثقة وإيمان في وعد الله بقيامتنا وها اننا نتطلع اليكِ لأنكِ أنتِ حياتنا ورجاؤنا وسعادتنا فقودينا نحو هذا اليوم حتى بعد بعد ان تنتهي رحتنا في ارض الغربة هنا على اأرض فترينا يسوع ثمرة بطنكِ المباركة. يا شفوقة يا رؤوفة يا مريم البتول. آمين.(البابا بيوس 12). نافذة: يايسوع ارسل روحك القدس انتحد بك وبمريم امك الى الأبد.. ّ نصلّي بيت من المسبحة الوردية مع تلاوة طلبة العذراء المجيدة. تلاوة المسبحة الوردية باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين. التقدمة: أيتها البتول الكلية الرأفة، سيدتي، إني أقدم لك هذه المسبحة الوردية, بحسب نية جميع أبناؤكِ المتقين الذين أرضوك بهذا الإكرام المقدس فأسألك، أيتها السيدة العطوف, أن تقبليني في شركتهم, وتقبلي مني هذا الإكرام بإستحقاقات فضائلهم. آمين. صلاة للروح القدس: هلّم أيها الروح القدس، وأرسل من السماء شعاع نورك. هلم يا أبا المساكين. هلم يا معطي المواهب. هلم يا ضياء القلوب. أيها المعزي الجليل، يا ساكن القلوب العذب، أيتها الإستراحة اللذيذة. أنت في التعب راحة، وفي الحر إعتدالٌ، وفي البكاء تعزية. أيها النور الطوباوي، إملأ باطن قلوب مؤمنيك، لأنه بدون قدرتك لا شيء في الإنسان ولا شيء طاهر: طهَّر ما كان دنساً،أسق ما كان يابساً، أشف ما كان مريضاً، ليّن ما كان صلباً,،أضرم ما كان بارداً، دّبر ما كان حائداً. أعط مؤمنيك المتكلين عليك المواهب السبع، وإمنحهم ثواب الفضيلة، هب لهم غاية الخلاص، وأعطهم السرور الأبدي. او تتلى الصلاة التالية: يـا روح الله القدوس، يا من جعلتني أرى كل شيئ، وعرّفتني الطريق للوصول الى الـكمال، أنت الذى منحتنـي النعمة الإلهيـة لأسامح ولأتغاضى عن الأساءة التى لحقتنـى، أنت الذى معي فى كل الأحداث الطارئـة فى حياتي، أشكرك على كل شيئ مؤكداً لك مرّة أخرى بأني لا ولن أريد أبداً أن أنفصل عنك مهما كانت مشتهياتي الدنياويـة. أنى أريد أن أكون معك ومع محبّيك فى الأمجاد السماويـة الأبديـة، فأشكرك على حبّك لي وللذين أُحبّهم بالمسيح يسوع ربنا لأن لك الـمُلك والقوة والـمجد إلى الأبد. آمين. فعل الندامة: يا ربي وإلهي, أنا نادم من كل قلبي, على جميع خطاياي, لأنه بالخطيئة خسرت نفسي والخيرات الأبدية, وإستحققت العذابات الجهنمية.وبالأكثر أنا نادم, لأني أغظتك وأهنتك, أنت يا ربي وإلهي المستحق كل كرامة ومحبة. ولهذا السبب أبغض الخطيئة فوق كل شرّ. وأريد بنعمتك أن أموت قبل أن أغيظك فيما بعد. وأقصد أن أهرب من كل سبب خطيئة, وأن أفي,بقدر إستطاعتي, عن الخطايا التي فعلتها. آمين. قانون الإيمان: نؤمن بإله واحد, آبٍ ضابط الكل, خالق السماء والأرض, كلما يرى وما لا يرى, وبرب واحد يسوع المسيح, إبن الله الوحيد, المولود من الآب قبل كل الدهور, نور من نور, إله حق من إله حق, مولود غير مخلوق, مساوٍ للآب في الجوهر, الذي به كان كل شيء. الذي من أجلنا نحن البشر, ومن أجل خلاصنا نزل من السماء,وتجسد من الروح القدس, ومن مريم العذراء وتأنس. وصلب عنا على عهد بيلاطس البنطي, تألم وقبر, وقام في اليوم الثالث, كما في الكتب. وصعد إلى السماء, وجلس عن يمين الآب, وأيضاً سيأتي بمجد عظيم ليدين الأحياء والأموات, الذي لا فناء لملكه. وبالروح القدس. الرب المحيي, المنبثق من الآب والإبن, الذي هو مع الآب والإبن يسجد له ويمجد, الناطق بالأنبياء. وبكنيسة واحدة, جامعة, مقدسة, رسولية. ونعترف بمعمودية واحدة, لمغفرة الخطايا, ونترجى قيامة الموتى والحياة في الدهر الآتي. آمين. الصلاة الربيّة: أبانا الذي في السماوات, ليتقدَّس إسمُكَ, ليأت ملكوتك, لتكن مشيئتك, كما في السماء كذلك على الأرض, أعطنا خبزنا كفافَ يومنا, واغفر لنا خطايانا, كما نحنُ نغفر لمن أخطأ إلينا. ولا تُدخلنا في التجارب, لكن نجِّنا من الشرير. آمين السلام الملائكي: السلام عليك يا مريم, يا ممتلئةً نعمةً, الربُّ مَعَك, مباركةٌ أنتِ في النساء, ومباركةٌ ثمرةُ بطنكِ سيدُنا يسوعُ المسيح – ياقديسة مريم ياوالدة الله, صلّي لأجلِنا نحنُ الخطأة, الآن وفي ساعة موتِنا. آمين. المجد: المجد للآبِ والابن والروحِ القدُس – كما كان في البدء والآن وعلى الدوام وإلى دهر الداهرين. آمين يا يسوع الحبيب: يا يسوع الحبيب, أغفر لنا خطايانا, نجّنا من نار جهنم، وخُذ إلى السماء جميع النفوس, خصوصًا تلك هي التي بأكثر حاجة إلى رحمتك. آمين. صــلاة أيّتها العذراء مريم، يا سلطانة الورديّة المقدّسة، يا من تحقّقت فيك جميع النبوءات وتحقّق وعد الله للبشر. فتشرّفت بحمل الإله مخلّص العالم وقدس الأقداس، وكنت له أمًّا حنونة رافقته طوال حياته على الأرض: فرحت بفرحه وحزنت بحزنه وتمجّدت بمجده. استحققت أن ندعوك شريكة في فداء العالم وخلاصه. فكنت أمًّا لجميع البشر منتَخَبة من الله لتكوني رسولة محبّة وسلام لأبنائه، تحقّقين رغبته وهي إنهاض البشر من الخطيئة وإزالة روح الشرّ من النفوس. أدركت سرّ الفداء فكان خلاص البشر عنوان رسالتك الطويلة وأسرعت بكلّ غيرة لإنقاذ أولادك من براثن الخطيئة. كيف لا! ولأجل ذلك تألّم ابنك ومات وتألّت معه. كانت جراحاته تطعن قلبك الطاهر الذي ما برح ينـزف دمًا بسبب خطايا العالم ومعاصيه، هذا العالم الذي يميل نحو الشرور ويسير بعكس إرادة الله ومشيئته. ولكنّكِ الأم الشفوق الغيورة على خلاص أبنائك لا تريدين أن يهلك أحد منهم، فكانت ورديّتك التي تجسّد محبّتك لنا، سلاحًا لمحاربة الشرّ، عندما أصبح العالم ينهار رازحًا تحت نير الخطيئة. نسألك أيتها الأم العطوف أن لا تدعينا نهلك وكوني لنا العون الدائم، واطلبي لنا من الله الرحمة والصفح عمّا فعلت أيدينا من مآثم. وكما استمعت لتضرّعات القدّيس عبد الأحد نسألك أيضًا أن تقبلي تضرّعاتنا، وتساعدينا أن نسير على خطاه، فنجعل من ورديّتك المقدّسة سلاحنا الدائم ضدّ كلّ الأخطار وتجارب الشرير. فنصلّيها بكلّ خشوع وحبّ لكي نستحقّ أن ننال بها شفاعتك وحبّك وحنانك وعطفك. أيتها الأم الرؤوف كوني دومًا معنا ليكون السلام في بيوتنا ومجتمعاتنا، سلام المسيح الذي أحبّ العالم محبّة لا متناهية، فدفع ثمن خلاصه دمه وحياته. اجعلينا يا مريم أن نسلك طرق الربّ القويمة وكوني شفيعتنا رغم تناسينا لك، لأنّنا ضعفاء، قوّينا بقوّة الروح القدس الذي حلّ عليك، فنكون رسلاً وشهودًا لكلمة الله القدّوس نحملها في قلوبنا وتكون الوحيدة على ألسنتنا لأنّ لا شيء أرفع وأسمى وأقدس منها. عرّفينا يا أمّنا حقارة الأرض وبهاء السماء، لندرك مدى السعادة التي تنتظرنا. فيكون هذا العالم فقط مسرح جهاد يوصلنا للملكوت حيث السعادة الحقيقيّة بقرب خالقنا. فنستحقّ أن نشاهد مجده وعظمته، ويكون لنا شرف تسبيحه وتمجيده برفقة الملائكة والقدّيسين إلى دهر الدهور. آمين. كيفية تلاوة المسبحة الورديـة رسم إشارة الصليب صلاة للروح القدس فعل الندامة تلاوة قانون الإيمان التقدمة فى بدء تلاوة المسبحة على الحبّة الكبيرة تحت الصليب،صلاة “الأبانا” على الحبة الأولى من الحبات الثلاث: السلام للأب الذى خلقنا ثم السلام عليك يا مريم.. على الحبة الثانية:السلام للإبن الذى فدانا ثم السلام عليك يا مريم………. على الحبة الثالثة:السلام للروح القدس الذى يحيينا ثم السلام عليكِ يا مريم… المجد للآب والإبن والروح القدس – كما كان في البدء والآن وعلى الدوام وإلى دهر الداهرين. آمين (ثم تتلى أسرار الوردية: الفرح، النور، الحزن، المجد. وعلى كل سر من الاسرار العشرين، نصلي “الأبانا” مرة، و”السلام” عشر مرات، و”المجد” مرة واحدة. هذا ويمكننا في نهاية كل سر أن نضيف بعد “المجد للآب” الصلاة التي علّمتها العذراء للأولاد الثلاث في فاطمة:”يا يسوع الحبيب، اغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنّم والمطهر، وخذ الى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي هي بأكثر حاجة الى رحمتك”). صلاة: يا سُلطانة السماء والأرض، ألجالِسَة في حَضرَة المَلِك السَّماويّ، إقبَلي مِنّا هذا التَكريم، بِمَقام القُربان المَقبول لَدَيكِ ولدى يسوع ابْنِك. وأرسِليإلَينا نِعمَة الغُفران الكامِل على جَميعِ خَطايانا، ووَفِّقينا أن نَخدُمَكِ ونَعبُد إبنِك بِخُلوص المَحَبّة والغَيرة، مِن صَميم القَلب، بِواسِطَة هذه المَسبَحة الوَرديَّة، إلى النَفَس الأخير. وفي ساعَة مَوتِنا أحضَري عِندَنا، أيَّتُها الرَحومَة الشَفوقة، واطْرُدي عَنّا مَحافِل الجِن الخُبَثاء. ونَجّينا من العُقوبات الجُهَنَّميّة والمَطهَريَّة بِما أنَّكِ حِمايتنا. ونَوِّري عُقول المَسيحيِّين، وردّي الضالّين مِنّا إلى حَظيرَة الخِراف الناطِقَة، أعني بيعَة السَيِّد المَسيحيّة الحَقيقيّة، الجامِعَة، الرسوليّة. لِكَي بِرأيٍ واحِد وَفَمٍ واحِد، نُعَظِّمكِ ونُمَجِّد الثالوث الأقدس: الآب والإبن والروح القُدُس، الآن وإلى أبَد الآبدين. آمين. – يا رَبّ إستَمِع صَلاتي. – وَصُراخي إلَيكَ يأتي. – فَلْتَستَرِح نُفوس المَوتى المؤمِنين. – بِرَحمَة الله والسَّلام. آمين. س : تضرعي لأجلنا يا والدة الله القديسة ج : لكي نستحق مواعيد المسيح طلبـة العذراء مريـم الـمجيدة كيـريـاليسون كريستياليسون (2) يـا ربنـا يسوع الـمسيح أنصت إلينـا يـا ربنـا يسوع الـمسيح إستجب لنـا يا رب أيهـا الأب السـماوي ارحـمنـا يارب يـا إبـن اللـه مخلص العالم ارحـمنـا يارب أيهـا الروح القدس اللـه ارحـمنـا يا رب أيهـا الثالوث القدوس الإلـه الواحد إرحـمـنـا يارب يـا قديسـة مريـم صلـى لأجلنــا يـا والدة الله صلـى لأجلنــا يـا عذراء العذارى صلـى لأجلنــا يـا أم سيدنـا يسوع الـمسيح صلـى لأجلنــا يـا أم النِعمـة الإلهيـة صلـى لأجلنــا يـا أمـا طـاهـرة صلـى لأجلنــا يـا أمـا عفيفـة صلـى لأجلنــا يـا أمـا غيـر مدّنـسة صلـى لأجلنــا يـا أمـا بغيـر عيب صلـى لأجلنــا يـا أمـا حبيـبة صلـى لأجلنــا يـا أمـا عجيـبـة صلـى لأجلنــا يـا أم الـمشورة الصالـحـة صلـى لأجلنــا يـا أم الخـالـق صلـى لأجلنــا يـا أم الـمخلّص صلـى لأجلنــا يـا أم الكنيسة صلـي لأجلنــا يـا بتولا حـكـيـمة صلـى لأجلنــا يـا بتولا مـكّرمـة صلـى لأجلنــا يـا بتولا مـمدوحـة صلـى لأجلنــا يـا بتولا قـادرة صلـى لأجلنــا يـا يتولا حنـونـة صلـى لأجلنــا يـا بتولا أمـينـة صلـى لأجلنــا يـا مرآة العـدل صلـى لأجلنــا يـا كرسي الحـكمة صلـى لأجلنــا يـا سبب سرورنـا صلـى لأجلنــا يـا إنـاء روحيـا صلـى لأجلنــا يـا إنـاء العِبـادة الجليلـة صلـى لأجلنــا يـا وردة سـرّيـة صلـى لأجلنــا يـا أرزة لبنـان صلـى لأجلنــا يـا برج داود صلـى لأجلنــا يـا برج العــاج صلـى لأجلنــا يـا بيت الذهـب صلـى لأجلنــا يـا تابوت العـهـد صلـى لأجلنــا يـا باب السـماء صلـى لأجلنــا يـا نجـمة الصـبح صلـى لأجلنــا يـا شفـاء الـمرضى صلـى لأجلنــا يـا ملـجـأ الخطـأة صلـى لأجلنــا يـا معـزيـة الحزانـى صلـى لأجلنــا يـا معونـة النصارى صلـى لأجلنــا يـا سلطانـة الـملائكـة صلـى لأجلنــا يـا سلطانـة الأبـاء صلـى لأجلنــا يـا سلطانـة الأنبيـاء صلـى لأجلنــا يـا سلطانـة الرسـل صلـى لأجلنــا يـا سلطانـة الشهـداء صلـى لأجلنــا يـا سلطانـة الـمعتـرفيـن صلـى لأجلنــا يـا سلطانـة العذارى صلـى لأجلنــا يـا سلطانـة جمـيع القديسيـن صلـى لأجلنــا يـا سلطانـة السـموات والأرض صلـى لأجلنــا يا سلطانة حُبل بهـا بلا دنس الخطيئة الأصلية صلى لأجلنـــا يـا سلطانة إنتقلت للسماء بالنفس والجسد صلى لأجلنـــا يـا سلطانـة الورديـة الـمقدسة صلـى لأجلنــا يـا سلطانـة العـائلات صلـى لأجلنــا يا سلطانة الأخوة الأصاغر صلي لأجلنـا يا سلطانة جميع الشعوب صلي لأجلنا يـا سلطانـة السـلام صلـى لأجلنــا يـا حـمل اللـه الحامـل خطايـا العالـم انصت الينـا يـا حـامـل اللـه الغافـر خطايـا العالـم استجب لنا يارب يـا حمل اللـه الرافـع خطايـا العالـم ارحمنـا يارب كيـريـاليسون كريستياليسون كيـريـاليسـون. تساعية عيد الإنتقال بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد… آميـن * اليوم الأول * في الإستعداد لمجد مريم البتول تكريماً لميتتها الصالحة فلنتأملنَّ مريم البتول كيف كانت في ساعة موتها. إن هذه البتول القديسة تمجدت مجداً لا يوصف في تلك الدقائق الأخيرة وذلك من حيث أن حياتها كلها كانت استعداداً متواصلاً لموتها فأضحت على هذا النوع صالحة مجيدة مع أشواقها المتقدة لمشاهدة الله والإتحاد بابنها الإلهي. فكم كانت استحقاقاتها أمام الله محدودة نظراً لما مارسته من الأفعال الكاملة في مدة حياتها؟ فلنطلب إلى هذه البتول القديسة أن تجعلنا باستحقاق تلك الأفعال نستعد لميتة صالحة قديسة ولنتوسل إليها قائلين: أيتها البتول الكلية القداسة إنكِ استعديتِ لميتة سعيدة وصالحة للغاية لكي تحيي حياة مؤبدة، فنسألك باستحقاقات هذه الميتة الصالحة وبنظركِ الكلي الطوبى والسعادة أن تجعلينا ننال نحن أيضاً هذه الميتة الصالحة واقطعي عنا جميع الشهوات الباطلة والأشواق الأرضية … آميـن. لنقل ثلاث مرات السلام عليك يا مريم … المجد للآب والابن والروح القدس الإله الواحد… آميـن * اليوم الثاني * في مجد مريم البتول الذي نالته من حضور الرسل القديسين وابنها الحبيب لنتأملنّ مريم البتول في ساعة موتها فقد تمجدّت مجداً كلياً لأنها لم تتعزّ بحضور الرسل والقديسين كلهم فقط بل تعزّت بالأكثر بحضور ابنها يسوع أيضاً. فإذاً لنفرح ونتهلل نحن مع هذا المحفل العظيم الذي به ارتفعت بكذا إنعامات خصوصية ولنتوسل إليها قائلين: أيتها البتول مريم الممجدة، لأجل التعزيات التي تعزيت بها لأنكِ استحققت أن تموتي في حضور الرسل القديسين تشفعي فينا لكي نستحق حين خروج نفوسنا من أجسادنا أن تكوني أنت حاضرة عندنا مع شفعائنا القديسين… آميـن. لنقل ثلاث مرات السلام عليك يا مريم … المجد للآب والابن والروح القدس الإله الواحد… آميـن * اليوم الثالث * في مجد مريم البتول التي حصلت عليه في ساعة موتها لأن نفسها فارقت جسدها وهي سكرى من محبة الله فلنتأملنّ كيف أن مريم البتول الكلية القداسة تمجّدت مجداً عظيماً في ساعة موتها لأن نفسها فارقت جسدها من أجل زيادة المحبة والشوق المضطرم إلى محبة الله وهي ترغب إلينا أن نكون نحن أيضاً متقدين بنار محبة الله المقدسة، فلنتوسل إذاً إليها قائلين: أيتها البتول مريم السعيدة لأجل تلك المحبة المتّقدة فيكِ وفيها تركتِ هذه الحياة الفانية، توسلي لأجلنا لدى الإله ابنك أن نكون أيضاً متقدين بنار آتون هذه المحبة ونكمّل إرادته الإلهية… آميـن. لنقل ثلاث مرات السلام عليك يا مريم … المجد للآب والابن والروح القدس الإله الواحد… آميـن * اليوم الرابع * في مجد مر يم البتول الذي حصل عليه جسدها الطاهر بعد موتها فلنتأملنَّ كيف أن مريم البتول تمجدت في جسدها الطاهر المدفون لأنه كان محاطاً بأنوار ساطعة ذهبية عظيمة وعجيبة للغاية وكانت تنبعث منه روائح عطرية كرائحة الفردوس السماوي ومنه كانت تصدر أفعال العجائب غير المحصاة. فلنتأملنّ إذاً نحن حال شقائنا ولنصرخ بصوت عظيم نحوها قائلين: يا سيدتنا مريم البتول الكلية النقاوة أنتِ التي لأجل نقاوة بتوليتكِ الكلية الطهارة قد استحققتِ أن تكوني ممجدة ولامعة بأنوار ساطعة ومهيبة من جسدك امنحينا قوة تبعد عنا روح نجس ورديء… آميـن. لنقل ثلاث مرات السلام عليك يا مريم … المجد للآب والابن والروح القدس الإله الواحد… آميـن * اليوم الخامس * في مجد مريم البتول الذي تمجدّ به جسدها الطاهر بعد موتها فلنتأملنّ أن مريم البتول قد تمجدت من بعد موتها لأنها قامت بقوة الله ونال جسدها المقدس في الحال المواهب الأربع: الضياء والخفة واللطافة وعدم التألم. فلنتعزّ الآن بمجدها العظيم ولنلتجئ إليها قائلين: يا سيدتنا مريم البتول الكلية الشرف أنتِ التي مجدّكِ الله مجداً لا يوصف بواسطة قيامتكِ من الموت، كوني لنا شفيعة لكي نتشبّه بك لما نقوم في يوم الدينونة الأخيرة ممجدين معكِ… آميـن. لنقل ثلاث مرات السلام عليك يا مريم … المجد للآب والابن والروح القدس الإله الواحد… آميـن * اليوم السادس * في مجد مريم البتول الذي تمجدت به في انتقالها إلى السماء من بعد موتها فلنتأملن مجد مريم البتول في وقت انتقالها إلى السماء لأنها كانت ترافقها أرواح سماوية غير محصاة وكانت ترافقها أيضاً النفوس التي خلصتها من المطهر بواسطة استحقاقاتها المقدسة. فلنرافقنَّ الآن لهيب هذا الانتصار العجيب ولنتواضع أمامها ونلتجئ إليها صارخين نحوها وقائلين: يا ملكتنا مريم البتول العظيمة أنتِ التي انتقلت بعظمة كلية إلى الملك السماوي الأبدي اقطعي منا جميع الأفكار الأرضية وعلمينا أن تلتصق قلوبنا بالخيرات السماوية غير الزائلة… آميـن. لنقل ثلاث مرات السلام عليك يا مريم … المجد للآب والابن والروح القدس الإله الواحد… آميـن * اليوم السابع * في مجد مريم البتول من بعد موتها بواسطة الوظيفة التي نالتها من السماء فلنتأملنّ كيف أن مريم البتول تمجدت في السماء لأنها صارت ملكة الجميع إذ نالت من المديح والشرف والإكرام ما لا قياس له وذلك من الملائكة ومن قديسي السماء كافة وقد توقرت سدتها بهيبة كلية نتوسل إليها قائلين: يا سلطانة السماء والأرض مريم البتول العالية، أنت التي لأجل استحقاقاتك التي لا قياس لها قد ارتفعت بمجد جزيل العظمة إلى السماء لاحظي شقاءنا برحمتك ودبّرينا بسخاء جودك الفائض وبشفاعتك غير المردودة… آميـن. لنقل ثلاث مرات السلام عليك يا مريم … المجد للآب والابن والروح القدس الإله الواحد… آميـن * اليوم الثامن * في مجد مريم البتول وفي الإكليل الذي تكللت به فلنتأملنّ كيف إن مريم البتول تمجدت في السماء وذلك لأجل التاج الملوكي الذي توّجها به ابنها الإلهي ولأجل استحقاقها المعروف الذي نالته ومن أجل أفعالها الصالحة التي مارستها في مدة حياتها أعني السابقة والحاضرة والمقبلة ولأنها كانت غنية الإكرام وكلية البهاء ولائقة الشأن وهكذا أصبحت ملكة عظيمة جداً، فلنلتجئ إليها ونحن قائلون: يا ملكتنا مريم البتول السامية، أنت التي تمتعت فوق أعلى السماوات بمجدٍ لا يوصف لأن ابنك الإلهي كلّلكِ بتاج ملوكي وكلي المن والبهاء. أشركينا في فضائلك السامية واجعلي حواسنا الجسدية نقية حتى نستحق أن نكون ممجّدين معكِ في الفردوس السماوي إلى الأبد… آميـن. لنقل ثلاث مرات السلام عليك يا مريم … المجد للآب والابن والروح القدس الإله الواحد… آميـن * اليوم التاسع * في مجد مريم البتول الذي نالته من بعد موتها لأنها حصلت على الاقتدار لكي تحامي عن جميع البشر فلنتأملنّ كيف إن مريم البتول تمجدت في السماء لأنها حصلت على الاقتدار التام لتحامي عن البشر ولذلك إنها تبذل كل مجهودها لتساعدنا في احتياجاتنا. فلننتعش الآن بإيمان حي ولنتخذ هذه البتول مريم والدة الله شفيعتنا في السماء ولنرفع من أقصى قلوبنا الصراخ نحوها قائلين: يا شفيعتنا الكلية الاقتدار مريم البتول أنت التي تمجدت في السماء لكي تكوني شفيعة البشر، انتشلينا من الأعداء الجهنميين واجعلينا في حضن ابنك ربنا وخالقنا… آميـن. لنقل ثلاث مرات السلام عليك يا مريم … المجد للآب والابن والروح القدس الإله الواحد… آميـن |
|