أنه مدون في التاريخ المريمي تحت سنة 1505 أن أحد الشبان اذ كان مسافراً بحراً، قد كان يقرأ كتابٍ دنسٍ محبوبٍ منه جداً. فأحد رفاقه الركاب الذي كان راهباً قد دنا منه وسأله قائلاً: أتريد أن تهب والدة الإله شيئاً واحداً: واذ أجابه الشاب: أي نعم أني أريد ذلك: فقال له الراهب: أني أشتهي منك أن تترك حباً بمريم البتول هذا الكتاب، وانك تطرحه في البحر: فأجابه الشاب: هوذا الكتاب فخذه أيها الأب: الا أن الراهب قال له: كلا، أنا لا آخذه بل أرغب منك بأنك أنت ذاتك تصنع هذا الأيهاب لمريم العذراء، فقام الشاب ورمى الكتاب في البحر، فوالدة الإله حينئذٍ قد أضرمت في قلبه نار حبٍ شديد بهذا المقدار نحو الله، ونحو فضيلة العفة، حتى أنه حالما بلغ المركب الى جانوا مكان مولد الشاب، قد ترك هو العالم من دون تأخيرٍ، وتمسك بالعيشة الرهبانية.*