القديس ديديموس الضرير
ولد بمدينة الإسكندرية سنة 328 م أصيب بمرض فى عينيه وهو فى الرابعة من عمره افقده بصره ولكن رغبته الشديدة فى العلم والمعرفة لم تجعل بصره يوقف تقدمه العلمى وأيضًا " الفقر الأسرى الذى عاش فيه لم يمنعه من التعليم فقد تعلم الحروف الأبجدية منذ حداثة سنه على لوح محفور وبنفس الطريقة تعالم النحو والمعانى والبيان والفلسفة والمنطق والرياضة وفن الموسيقى وكان متمكنًا " من كل تلك العلوم ومتفوقًا " على كل من معه من زملائه
قال عنه إيرونيموس
" أنه تعلم الهندسة أيضًا " التى تحتاج إلى النظر اكثر مما سواها حتى كان أعجوبة لكل ناظر إليه فانتشر صيته وذاع اسمه كل مكان
وكان ديديموس صديقًا " للقديس الأنبا انطونيوس، وحدث ذات يوم أن شرعا يتحدثان عن الكتب المقدسة فسأله القديس الأنبا انطونيوس قائلًا له
" العلك لا تحزن على انك كفيف البصر فقال له أن ذلك يحزننى جدًا
فقال له الأنبا انطونيوس... أنى لمتعجب من حزنك على فقد ما تشترك فيه معك أحقر الحيونات كواسطة للشعور بها مادام لا شعور عندهم غير البصر ولا تفرح متعزيًا " لأن الله حاولك نظرا " أخر لا يهمه تقديس اسمه لمحبينه فأعطاك عين كأعين الملائكة تبصر بها الروحيات بل بواسطتهما أدركت الإله نفسه وسطع نوره أمامك فأزاح دياجير الظلام عن عينى قلبك فاستنرت فتعزى ديديموس بهذا القول طول حياته عندما اشيع عن العلامة اوريجانوس ان لا يمتاز عن المبتدعين والهراطقة وكان ديديموس من الواقفين على الحقيقة العارفين بسلامة إيمان اوريجانوس. فنشر شرحًا " وافيًا عن كتاب اوريجانوس المسمى (المبادئ) أوضح فيه خطأ الذين يعتقدون فى اوريجانوس الضلال وان ما يوجهونه إليه من انتقاد هو مجرد أوهام لا قيمة لها... هذا من جهة نظر ديديموس
ديديموس مدير للمدرسة اللاهوتية:-
بعد وفات مقار الياسى مدير المدرسة اللاهوتية عين البابا أثناسيوس ديديموس خليفة له سنة 340 م فكان أستاذ ماهرًا ومدافعًا قويًا عن الإيمان القويم فتقاطر طلاب العلم إليه من كل مكان وتتلمذ على يديه رومينوس وايروثيموس
ومن كثرة عمله وتلمذة الكثير على يديه وكلمهم من المبصرين سمى بلقب " الأعمى البصير " ولما شاخ هذا العلامة العظيم كان حزنه عميقًا " على المسيحين الذين كانوا واقعين تحت اضطهاد يوليانوس الكافر فكان يقضى أيامًا كاملة فى الصلاة والصوم لكى يرفع الله هذه البلية عن شعبه إلى تعب وانحل جسده من كثيرة العلم والمعرفة والتدريس فنام وفى اثناء نومه سمع صوتًا " من العلا يقول له " قم وقل لأثناسيوس أن القصر مات " فكتب التاريخ والساعة التى سمع فيها هذا الصوت فكان بالتمام هو نفسه التوقيت الذى قتل فيه يوليانوس الكافر
قال سقراط المؤرخ عن ديديموس:-
قال سقراط:
(أن ديديموس كان يعتبره الناس حصنًا " متينًا " وسندًا " قويًا " للديانة المسيحية حتى قبل أن يتولى رئاسة المدرسة اللاهوتية وهو يعد خصمًا "عنيدًا"
كسر شوكة اتباع آريوس واذلهم فى مناظرته لهم – وله مصنفات عديدة لم يسبق منها فى عالم الوجود سوى أربعة فقط).
ومن الكتب التى كتبها ديديموس الضرير كتاب تفسير المزامير – إنجيل يوحنا – إنجيل متى – وكيابا " فى عقائد الدين وكتابين ضد الآريوسيين يبين فيهما ضلال هذه البدعة – وكتابًا فى الروح القدس – وترجمة إيرونيموس إلى اللاتينية و10 كتب فى تفسير نبوة اشعياء و8 كتب فى نبؤه هوسع وأرسل إلى إيرونيموس بثلاث كتب فى تفسير آيات من الأسفار المقدس وخمسة كتب فى نبوة زكريا وكذلك سفر أيوب وغير ذلك وانتقل ديديموس إلى السماء عام 496 م.
* يُكتب خطأ: القديس ديديمس الضرير.