رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الدكتور إميل شكرالله يكشف سر قوة الأقباط التي لا تقهر نعم أنها القوة التي تمتلئ بالقوة. فلم نسمع قط على مر العصور والأزمنة أن قبطياً قتل مسلماً على الهوية. نعم فلم يقم الأقباط في التاريخ القديم أو الحديث بحرق مساجد أو منازل أو متاجر أخوتهم المسلمين شركاءهم في الوطن، ولم يرتدي احدهم حزاما ناسفا ليفجر الأبرياء، ولم يعتدي احدهم ليهدم ويحرق بيوت ومتاجر اخوته وشركائه المسلمين في الوطن بسبب مشاجرة عادية بين المواطنين. ولن يحدث ذلك لأن العقيدة المسيحية تعلم أتباعها المحبة للجميع، وتدعوهم إلى صنع السلام ومقاومة الشر بالخير، فهذه من ثوابت الدين المسيحي. ولأن الأقباط في مصر ليس لديهم جماعات محظورة أو مكشوفة تبث سمومها في جموع الطلاب داخل قاعات الدرس في المدارس والجامعات واتحادات العمال كما يحدث من قبّل جماعات الأصولية القديمة والمتحورة وأخرى جديدة متحالفة مع أصوليات أخرى على حدود الوطن وخارجه وقد أشرت إلى ذلك في مقالة بعنوان " الأصولية الجديدة في الجامعات" منشور بجريدة إيلاف. ورجال الدين المسيحي لا يحرضون الأقباط على كراهية الآخر المختلف دينياً ولا يمنعانه من تهنئته في الأعياد وتناول الإفطار معاً في شهر رمضان كما يعظ بعض الشيوخ المتعصبين من على المنابر في خطب الجمعة بعدم تهنئة المسيحيين بأعيادهم أو كما يسمع الأقباط في وسائل المواصلات المختلفة شيوخ التطرف وهم يحرضون المواطنين البسطاء على الكراهية والبغضاء ضدهم. علاوة على ذلك فالأقباط ولاءهم الفائق والمتفرد لبلدهم مصر ضارب في أعماقهم ومتغلغل في الجينات مثلهم في ذلك مثل كل المصريين من المسلمين والمسيحيين من أهل البلاد الأصليين. ويذكر لنا التاريخ أن الأقباط هم الذين شيدوا المساجد لأخوتهم المصريين الذين اعتنقوا السلام بعد غزو العرب لمصر ومنهم الأطباء الذين كانوا يطببون الحكام والولاة والسلاطين الذين حكموا مصر في هذا الزمان. حتى أن قلعة صلاح الدين الأيوبي شيدها مهندسان قبطيان. ولمن يرغب في معرفة المزيد عليه بقراءة التاريخ أو ليذهب إلى أديرة وادي النطرون في مصر ليرى بأم عينيه المسجد الذي شيده الرهبان داخل الدير للعمال المصريين المسلمين. هل توجد محبة وأخوة في أي بلد في العالم مثل تلك المحبة الصادقة التي يقدمها الأقباط لشركائهم في الوطن؟ هل يوجد تسامح أعذب من هذا؟ هل توجد قوة أقوى من قوة التسامح والمحبة؟ حقاً أنها القوى التي لا تقهر أبدا. لذلك يجب أن نعترف أن ما يحدث في مصر من أعمال القتل العمد للأقباط الأبرياء المسالمين على الهوية الدينية مع سبق الإصرار والترصد هو أمر في غاية الخطورة يمكن اعتباره أهم مشكلة أو تحدي يواجه مصر في القرن الواحد والعشرين.. فإذا لم تنجح الدولة في تنفيذ القانون بكل حزم وعدم محاباة، تستمر المشكلة قائمة وفاعلة وفي حالة تزايد وتنهار الروح المعنوية للمجتمع المصري، الأمر الذي سوف يؤدي في النهاية إلى تغير المناخ الوطني المصري الفريد وتتحول الدولة إلى دولة فاشلة بمواصفات مدمرة لكل التاريخ والحضارة المصرية بل وحتى العالمية. في الحقيقة فإن المشكلة التي نبحث عن حلها نشأت أيضا بسبب تشابك المؤثرات الدينية الخاطئة مع المؤثرات السياسية المغرضة بطريقة خادعة انتجت ثقافة مجتمعية فاسدة يشربها الجهلاء كما يشربون الماء في وهج النهار. حتى بات يلاحظ أن العنصر الديني المستند إلى أفكار نمطية متطرفة وخاطئة عن الأقباط أفسد عند بعضهم المشاعر والأحاسيس الإنسانية للإنسان العادي، في حين تجدها مشاعر نبيلة عند الإنسان الذي بلا دين . نحتاج إلى إرادة حقيقية غير كاذبة لعلاج المشكلة من جذورها بفصل السياسية عن الدين حتى لا تتأثر الثقافة المجتمعية بمؤثرات دينية كاذبة عن مشاكل سياسية معقدة على ان يؤيد هذا دستوراً عصرياً خالي من أية إشارات دينية أو طائفية.. لكن للأسف نجد أن بعض الجماعات الأصولية وأتباعهم هم العائق ومع ذلك وبدلا من محاسبتهم يتم الإفراج عنهم. ولذا سوف تستمر هذه الاعتداءات الوحشية على الأقباط وممتلكاتهم وسوف تتسع نطاقا لتشمل المسلمين المعتدلين في هذه الوطن الفريد. نثق في مصر وشعبها الواعي الحر الأمين ونثق أنها سوف تنتصر على كل التحديات وتختفي معظم إعراض الجهل والتخلف الفكري والحضاري ويتمتع كل المصريين، المسلمين والمسيحيين بالأمن والآمان والرخاء وستظل مصر كما كانت رائدة في المنطقة والعالم بفضل حكمة وأصالة ووحدة شعبها العظيم. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تأتي من الإرادة التي لا تقهر 👌 |
ولكن تأتى من الارادة التى لا تقهر |
لا تقهر احد |
الضحية التي لا تقهر |
أهم الأسلحة التى يمتلكها الأقباط |