|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"الرب صنع الكل لغرضه، والشرير أيضًا ليوم الشر" [ع 4] إن كانت كل الخليقة السماوية والأرضية تمجد الله الخالق المعتني بخليقته، إلا أنه لم يخلقها عن احتياج إلى من يمجده، بل خلقها من أجل صلاحه وحبه وعطائه للغير. يُعلن بالأكثر حبه ورعايته في يوم الرب العظيم حيث يتمتع المؤمنون الروحيون بالميراث الأبدي، أما الأشرار فيحكم شرهم عليهم بالدمار الأبدي. بقوله: "صنع الكل لغرضه" يشعر المؤمن بقيمته، أن الله خلقه لأجله، لا لينتفع منه، ولا لاحتياج إليه، وإنما لأنه يحبه، يود أن يدخل به إلى أحضانه، وينسب نفسه إليه، فيقول: "أنا إله إبراهيم..." يشعر المؤمن أنه ليس شخصًا بين زحام من البشر يبلغ عددهم البلايين، لكنه إنسان الله، العزيز جدًا عليه، والمهتم به شخصيًا. كثيرًا ما يظن الإنسان أن قانون العالم هو الفوضى واللاقانون، وأن شريعة الغاب والعنف لها الغلبة. لكن وسط كل ما يبدو كأن عينيّ الله لا ترقبان الناس، وكأن الله لا يبالي بتصرفاتهم، توجد خطة إلهية تتحقق حتمًا، وبنجاحٍ أكيدٍ في الوقت المعين. * هذه الأمور... ولو أن ظاهرها يشير إلى هدف واحد ونهاية واحدة (لأنها تحثنا على الابتعاد عن الأمور غير اللائقة) إلا أنها تختلف فيما بينها في السمو. لأن الإيمان والرجاء يليقان بالأكثر للذين لم يكتسبوا بعد محبة الفضيلة أثناء هدفهم نحو الصلاح. أما المحبة فتتعلق بالله، وبالذين نالوا في داخلهم أن يكونوا على صورة الله ومثاله. لأن الله وحده هو الذي لا يصنع الصلاح خوفًا ولا ابتغاء كلمة شكر أو نوال جزاء، إنما يصنع الصلاح ببساطة من أجل محبة الصلاح. وذلك كقول سليمان: "الرب صنع الكل لغرضه" (أم 16: 4). فبصلاحه يغدق بالخير على المستحقين وغير المستحقين، لأنه لا ينفعل غضبًا بسبب الأخطاء، ولا يتأثر بانفعالات خطايا البشر، إذ هو على الدوام كلي الصلاح غير متغير. الأب شيريمون الأب يوحنا من كرونستادت |
|