لقد حمل يسوع ناسوتنا، وصار مثلنا بالرغم من عدم انفصاله قط عن لاهوته. ويُعلق القديس كيرلس الكبير: "يشير القول "يتقدُّم الصبي في الحكمة والقامة والنعمة" إلى طبيعته البشريّة الإنسانية، ...فقد تحمَّل الله الكلمة أن يولد إنسانًا، مع أنه بطبيعته الإلهيّة لا بداية له ولا يحدّه زمان، فهو الإله الكامل الذي قبل أن يخضع لقانون النمو الجسماني، ويتقدَّم في الحكمة كما وصفه لوقا الانجيلي "كانَ الطِّفْلُ يَتَرَعَرعُ ويَشتَدُّ مُمْتَلِئاً حِكمَة "(لوقا 2: 45). وقد أصبح المسيح الآن مثلنا. ولذلك سار الصبي بموجب قوانين الطبيعة البشريّة فكان يتقدَّم في الحكمة والقامة والنعمة". نما جسمه في القامة، وتقدَّمت نفسه في الحكمة، أمَّا في طبيعته الإلهيّة فهو كامل، لأنه مصدر الحكمة والكمال.