|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
برزت سيرة القديسة أولمبياس كشماسة في تاريخ الكنيسة بفضل توجيهات أبيها الروحي الأسقف يوحنا، الذي التقي بها بعد رسامته أسقفًا، فرأى فيها مثالًا طيبًا لمحبة الفقراء والصلاة مع النسك، دعاها القديس غريغوريوس النزينزي "مجد الأرامل في الكنيسة الشرقية". تنتمي أولمبياس إلى عائلة غنية، فقد استطاع جدها أبلافيوس Ablavius أن يصير مقربًا للملك ثيؤدوسيوس، لا بسبب غناه أو شرف عائلته، إنما بجهاده الشخصي(17)، فصار واليًا على القسطنطينية، أما والدها سيليكوس Seleucus فلا نعرف عنه شيئًا سوى أنه كان أحد الولاة. ولدت أولمبياس حوالي عام 368 م.، وتيتمت وهى بعد صبية صغيرة، فتكفل برعايتها عمها بروكوبيوس Procopius، إنسان مسيحي تقي، صديق القديس غريغوريوس النزينزي(18). نشأت أولمبياس في جوٍ من الترف والتدليل، لذا مدحها القديس يوحنا في إحدى رسائله لها(19)، قائلًا لها: إنه لم يكن سهلًا أن يخرج من هو مثلها تمارس منذ شبابها المبكر حياة التجرد والإماتة مع ما تملكه من غنى وجاه وارتباط عائلتها بالبلاط. أما عن تعليمها، فقد كانت بحق سعيدة أن توضع بين يديّ ثيؤدوسيا Theodosia أخت القديس أمفلوكوس Amphilocus أسقف Iconium، سيدة تقية مثقفة شهد لها القديس غريغوريوس النزينزي في رسالة كتبها إلى أولمبياس يقول فيها: [لتكن مثلًا حيًا لك في كل قول وفي كل فعل(20).] ولا يستبعد أن يكون القديس غريغوريوس نفسه قد ساهم في تربيتها الدينية أثناء أسقفيته على القسطنطينية. فهو يعلن سروره بدعوتها له "أباها"... ويكتب إليها قائلًا "ابنتي"، بل يدعوها "أولمبياستي My own Olympias". لقد تشربت أولمبياس بالكتاب المقدس، إذ جاء في حياتها [كنت خاضعة لتعاليم الكتب الإلهية في كل شيء(21).] ونستطيع أن ندرك مدى تعرفها على الكتاب المقدس من رسائل الأسقف لها، فقد جاءت تحمل الكثير من النصوص الكتابية يفهم منها أنها على دراية بالكتاب. كما أهداها القديس غريغوريوس النيسي كتابه في تفسير نشيد الأناشيد بكونها قادرة على تقدير قيمته. ذكر أيضًا المؤرخ بالاديوس تأثرها بالأم ميلانية الكبرى Milania the Elder، التي يكتب عنها ممتدحًا إياها بصورة فائقة في كتابه التاريخ اللوزياكي (22) The Lausaic History. لقد كانت مُحبة للبتولية والرهبنة في نسكٍ عجيبٍ مع قدرة فائقة على الاطلاع، إذ يقول عنها(23): [حولت الليل نهارًا، تفتش كتابات المفسرين القدامى، قرأت ثلاثة ملايين سطرًا لأوريجينوس، ومليونين ونصف لإغريغوريوس وإستفانوس وبيروس وباسيليوس وغيرهم -من العظماء- لم تكن تقرأ هذه مرة واحدة فقط ولا في عجالة، إنما تدرس كل عمل في دقة سبع أو ثمان مرات. وهكذا استطاعت بفضل هذه الكتب، أن تتحول في رجاء صالح إلى طائر روحي منطلق نحو المسيح(24).] |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديسة الشماسة أولمبياس Olympias |
القديسة أولمبياس والقديس يوحنا |
الشماسة القديسة أولمبياس |
12مسرا_19_مديح القديسة أولمبياس |
القديسة أولمبياس الشماسة |