لِرَائِحَةِ أَدْهَانِكَ الطَّيِّبَةِ. اسْمُكَ دُهْنٌ مُهْرَاقٌ، لِذَلِكَ أَحَبَّتْكَ الْعَذَارَى
( نشيد 1: 3 )
عندما نتأمل في كفارته وقيامته ومجده السَّماوي، ومجيئه الثاني ومجده الملكي كالمسيا، فإن شخصه المجيد كابن الله، والبارع الجمال كابن الإنسان، هو الذي يُضفي جمالاً لا يُقدَّر على كل أعماله وأمجاده وصلاحه ومحبته ونعمته. فيا ليتنا نخصص له أفضل أطيابنا لنسكبها على قدميه، ونرفع له أحلى أناشيدنا.
إننا دائمًا سنسبحه إلى الأبد على عمله لأجلنا، وسيكون حُبه وعطاياه لنا المحرِّك لتقديم السجود والتعبد لشخصه الكريم، ولكن هناك سبب آخر أقل اتصالاً بذواتنا، بل نابع من عظمته الفائقة، وهو أننا نحبه لأنه حلو ويستحق المحبة «حلقُهُ حلاوةٌ وكُله مُشتهيات». لا شك أننا إذا أحببناه لأجل ما حصلنا عليه من يده فقط، فما هذا إلا ثمر غير ناضج. لكن هناك ثمر حلو لا يتأتى إلا عن طريق الشركة معه، وهو أن نحبه لصلاحه الإلهي الذاتي وحلاوته الشخصية.
يا ليتنا نحب سيدنا لذاته؛ نحبه لأنه «أبرع جمالاً من بني البشر». إن شخصه أثمن من كل عطاياه لأنه هو نفسه عطية الله لنا، وكل البركات تنساب منه.