من الطبيعي أن يمتدَّ هذا الحِرْص والالتزام بعد التناول، فلا تَحلُّل من الوقار، ولا تسيُّب في الكلام، ولا عودة من جديد لأخطاء الماضي أو للخصام والمقاطعة. ولا شكَّ أنَّ النعمة الغامرة التي نأخذها في التناول، تظل حافظة لسلوك المؤمن إنْ ظلَّ على خضوعه لها. ومع هذا، فـالرب مستعدٌّ أن يغفر لكل مَـن أخطأ فرجع إليه تائباً.
والذين يتهيَّبون التناول، لأنهم يَرَوْنَ أنفسهم خطاة، ويمتنعون عن التناول لأنه في نظرهم ”نور ونار“، وينتظرون أن يصيروا أفضل لكي يتقدَّموا إلى المائدة؛ هم مُخطئون في حقِّ أنفسهم، لأنهم بذلك يحرمونها من المسيح، وربما يفقدون فرصة الحياة. والمسيح لم يأتِ ليدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة (مت 9: 13؛ مر 2: 17؛ لو 5: 32). فالخطاة هم المقصودون أولاً بالكرازة، وتصرُّفهم الإيجابي كبنين، على مثال الابن الضال، بالتوبة والرجاء في محبة المسيح، والتقدُّم الخاشع للتناول؛ هو ما ينبغي أن يفعلوه. وشركتهم الدائمة بالمسيح، فيما بعد، هي التي ستضمن مسيرتهم في طريق الحياة الأبدية.