رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“فُرجت” والمشاعر والحقيقة إن من يلقي نظرة على مشاعر الله وقت الضيق؛ والتي يحاول أن يخفيها إبليس عن البشر، سيدرك بما لا يدع مجالاً للشك، أنها أبعد ما تكون عن مشاعر التجاهل أو الشماتة أو التشفي أو السلبية، حتى لو كان هذا الضيق بسبب خطإ الإنسان نفسه، والدليل في كلام إشعياء النبي الذي يصف هذه المشاعر قائلاً: «فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ، وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ» (إشعياء63: 9)، وأيضًا في كلام الرب نفسه الذي جاهر بمشاعره شارحًا: «سَمْعًا سَمِعْتُ أَفْرَايِمَ يَنْتَحِبُ: أَدَّبْتَنِي فَتَأَدَّبْتُ... مِنْ أَجْلِ ذلِكَ حَنَّتْ أَحْشَائِي إِلَيْهِ. رَحْمَةً أَرْحَمُهُ، يَقُولُ الرَّبُّ» (إرميا31: 18، 20). وهذا أمر يثير الاستغراب، فالله لا يهتم فقط بأن ينظر إلى الضيق (العلم بالشيء)، ولا أن يخلِّص من الضيق (النتيجة النهائية)، ولكنه يتضايق ويحن ويتألم وقت الضيق، رغم أنه يعرف تمامًا طريقة وحتمية نهايته، وبالتالي فمشاعر الله معنا وقت الآلام والأزمات، ليست كما يصورها إبليس، ولكنها تكون ممزوجة بحبِّه وصلاحه الذي لا يُقدَّر، وعلى حَلِّه وفرجه الذي سيأتي ولن يتأخر. ولهذا لا نتعجب كثيرًا، عندما نجد الرب يسوع المسيح - الله الظاهر في الجسد - وهو يتألم مع الأختين، ويبكي مع المُعزّين : (يوحنا11: 35)، ويتأثر بشدة نتيجة مرض ووفاة لعازر حبيبه، رغم أنه كان يدرك تمامًا أنه بعد دقائق سوف يقيمه!! فمشاعر الله وقت ضيقنا، هي الضمان لنا على أننا كما عانينا وتوجَّعنا لأنها ضاقت، فسيأتي الوقت (هنا أو في الأبدية) أن نستمتع بروعة أنها “فُرجت”. * |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الموسيقي والمشاعر |
“فُرجت” والخطر |
“فُرجت” والإخفاء |
العذراء والمشاعر |
الله هُو القَادر عَلى أن يُحول كُل دَمعة مِن عينيك إلى فَرحة ! |