الروح القدس حياة النفس!
القدِّيس مار فيلوكسينوس
"ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى برٍّ وعلى دينونة" (يو 16: 8).
الروح القدس الذي نلناه من الله هو حياة نفوسنا، لهذا أُعطي للرسل علي شكل المسحة ومن خلالهم لجميعنا. لأنه بدلاً من نفوسنا الأصلية نلنا الروح بهدف أن يصير نفسًا لنفوسنا كما أن نفوسنا هي نَفَس لجسدنا. فالروح الأصلي الذي ناله آدم بنفخة الله كما هو مكتوب: "ونفخ في أنفه نسمة حياة، وصار آدم نفسًا حية" (تك 2: 7). وفي العهد الجديد: "ولما قال هذا نفخ وقال لهم: "اقبلوا الروح القدس، من غفرتم خطاياه، تُغفر له، ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو 20: 22-23).
فالروح الذي يغفر الخطية كيف يهرب من الخاطي؟ لذلك ليس صحيحًا أن نتكلم عن الروح أنه يفارقه أمام وجه الخطية، بل بالحري تهرب الخطية من وجه الروح. لأن الظلمة لا تطفئ النور، بل النور هو الذي يبدد الظلمة. وهكذا لا يهرب الروح من الخطية، بل الخطية تهرب من أمام تواجد الروح.
صلاة
اسندني يا روح الله القدوس، ولتقدس أعماقي!
كيف أستطيع أن أواجه الخطية وأقاومها بدونك؟
أنت الذي تبكت أعماقي، وتهبني التوبة الصادقة!
أنت تجدد على الدوام أفكاري، وتهبني الحياة!
أنت تحملني إلى حضن الآب!