رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التعاون فى ميدان التعليم اللاهوتى : أ - مقدمة إننا نعترف جميعاً بأن التعليم اللاهوتى من أهم مسئوليات الكنيسة , ونحتاج الكنيسة إلى رجال مستعدين لتلبية نداء الروح القدس للعمل فى الكنيسة , ومن ناحية أخرى يستطيعون أن يواجهوات إحتياجات الإنسان فى العصر الذى نعيش فيه . والتعليم اللاهوتى هو الطريقة المثلى التى تحتاجها الكنيسة لإعداد مثل هؤلاء الرجال , ورغم أن الهدف الأصلى للتعليم اللاهوتى هو تدريب الإكليروس وغيرهم من خدام الكنيسة , ولكن الكنيسة عليها أيضاً أن تقدم التربية اللازمة للعلمانيين ليصيروا أكفاء فى الشهادة للإيمان المسيحى كل فى ميدانه الخاص ب - محتويات التعليم اللاهوتى 2- وبالدراسات اللاهوتية تحاول الكنيسة أن تعلم أولادها وبالذات أكليروسها فى الإيمان بأسلوب يلائم حقائق الحياة فى كل عصر , وأن إيمان الكنيسة الذى يدور حول أقنومية وعمل يسوع المسيح الإله المتجسد المصلوب والمقام وإستمرار إرشاد الروح القدس يؤكد فى كل عصر حقيقة الرب يسوع المسيح وعمله الفدائى , هذا الإيمان مشهود له فى الكتاب المقدس وشكل بذلك التقليد الكنسى . ولهذا ففى مجال الدراسات اللاهوتية لابد أن يخصص وقت كاف لدراسة الكتاب المقدس الذى قدم إلهاماً حياً إلى الأجيال - صار قوة فعالة فى تاريخ المسيحية بإيماننا المشترك ورسالة الرب الحية , ولذا فإن الدراسات اللاهوتية ينبغى أن تؤدى فى إطار من العبادة والإخلاص الدينى بحيث تتناس مع الإتجاهات العقلية فى عصرنا الحاضر , وعن طريق الدراسات اللاهوتية تدرب الكنيسة إناساً مؤسسين " فى الإيمان المسلم مرة إلأى القديسين " يؤهلون للشهادة له فى أجيالهم . 3- وكما نأخذ فى إعتبارنا النواحى الروحية والعقلية , فإننا يجب ألا نهمل الأمور الرعوية فإن برنامجاً للتدريب العملى فى ميدان الخدمة المسيحية يجب أن يكون كجزء من التعليم اللاهوتى , وينبغى أن تتاح للطلاب فى المدارس اللاهوتية فرص للتعرف على العالم فى واقعة بإعتباره الميدان الذى سيخدمون فيه , وبالإضافة إلى هذا ينبغى أن يزود بالتسهيلات التى تساعدهم على الإشتراك فى نشاط وحياة الكنيسة المحلية مباشرة لكى يمكنهم الوقوف على مختلف أوجه خدمات ومشاكل الكنيسة . جـ - منهاج عام 4- ومع مراعاة كل هذه الأمور , فإننا نشعر بضرورة وتخطيط منهاج عام وشامل للدراسات اللاهوتية فى كنائسنا يمكن أن يطبق فى كل كنيسة مع إجراء التعديلات المناسبة التى تلائم هذه الكنيسة وإحتياجاتها المحلية . د - الوسائل العملية للتعاون 5 - بالرجوع إلى السؤال الخاص بكيفية التعاون فى التعليم اللاهوتى , فإن ثمة مشكلتين علينا مواجهتهما : ففى المقام الأول تأتى الحقيقة الأولى وهى أن إختلاف اللغات التى نستخدمها فى التعليم فى معاهدنا الخاصة قد تجعل التعاون صعباً , أما المشكلة الثانية فهى أن كنائسنا لا تستخدم نفس القداسات ولا نفس النظم الطقسية , وحينئذ فإننا نقرر إمكان إستخدام الوسائل التالية للتعاون . أ - لابد وأن نشجع تبادل بعض الطلاب وخصوصاً الدراسات العليا لتعليم اللغات اللازمة , وهؤلاء تمنحهم المعاهد كافة التسهيلات الضرورية لتنفيذ البرنامج الدراسى المختار . ولعل تبادل الأساتذة أسهل بكثير من تبادل الطلاب , وتعظم الفائدة إذا كان هؤلاء من العلماء أو زوى التخصص فى بعض ميادين الدراسة . ب - لابد أو نتعاون فى أنشاء مركز عام للدراسات والبحوث اللاهوتية العليا , كمكان لدراسة متقدمة تخدم كنائسنا , وهذا ينبغى أن يكون معهداً يمنح الدرجات العلمية كما يقدم التسهيلات لدرساه خاصة عالية فى التاريخ والاهوت والمواد الأخرى المتصلة بكنائسنا الأرثوذكسية . ويلحق بهذا المركز طلاب الدراسات العليا الذين ترشحهم إحدى كنائسنا , كما يدعى إلى هذا المركز كبار الأساتذة وغيرهم من ذوى التخصص فى الميادين المشار إليها آنفاً . ولكى نحتفظ لهذا المركز بكفايته العلمية العالية , يجوز أن يعمل تعاوناً مع المعاهد الممائلة فى أنحاء العالم الأخرى . هـ - البعثات الخارجية ونظراً لأن هناك تسهيلات ومنحاً من الجامعات اللاهوتية وغيرها من المعاهد بالخارج تشجيعاً لدراسات أكثر تقدماً , يمكن الإستفادة بها , نرى أن تختار كنائسنا أشخاصاً مؤهلين لترشيحهم للآماكن التى نختارها نحن . وبهذا فإن هؤلاء الذين يبعثون إلى الخارج لابد أن يكونوا مؤهلين فى بلادهم وناجحين بدرجة كافية لمواصلة دراساتهم فى وطن من العالم غير أوطانهم الأصلية , كما يجب أن يكونوا متعمقين فى تقاليدهم وفى نفس الوقت لهم بصيرة فى تقاليد ألاخرين . و - الكتب اللاهوتية 7 - إن إصدار الكتب اللاهوتية والمراجع تعتبر من أهم الميادين التى يجب أن تتعاون فيها كنائسنا , وعندما يتكامل مركز الدراسات والبحوث اللاهوتية المقترح إنشاؤه , فإنه يمكن أن يلحق به هذا العمل كما يمكن أن تترجم الكتب التى ينشرها إلى اللغات التى تستخدم فى كنائسنا حتى لا تقف اللغة عائقاً أمام مجال التعاون الذى نحن بصدده . |
|