رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
غَيرَ أَنَّهم لم يُصَدِّقوا مِنَ الفَرَحِ وظَلُّوا يَتَعَجَّبون، فقالَ لَهم: أَعِندَكُم ههُنا ما يُؤكَل؟ "أعندكم ههُنا ما يُؤكل؟" فتشير إلى سؤال شبيه بما طرحه يسوع على تلاميذه على شاطئ بحيرة طبريَّة بعد قيامته " فقالَ لَهم" أَمعَكُم شَيءٌ مِنَ السَّمَك؟ " (يوحنا 21: 5). يسعى يسوع وراء التَّلاميذ، ويحاورهم ويُقنعهم، فهو ليس بحاجة إلى الطَّعام، لانَّ سر جَسَد قيامته بعيدٌ عن إدراكنا وخبرتنا. ويُعلّق القدّيس ايرونيموس، أحد أباء الكنيسة الأولى: "كما أراهم يدين حقيقيّتين وجنبًا حقيقيًّا، فقد تناول الطَّعام معهم حقيقة؛ ومشى حقيقة مع سمعان وقَلاوبا (تلميذيّ عماوس)؛ وتحدّث مع النَّاس بلسان حقيقيّ؛ واتّكأ على مائدة العَشاء حقيقة؛ وبيدين حقيقيّتين أخذ الخبز وباركه وكسره وقدّمه لهم. فلا تضع قوّة الرَّبّ على نفس مستوى حيل السّحرة، كي يظهر بأنّه كان بما لم يكن في الواقع، وأنّ يظنّ الآخرون بأنّه قد تناول الطَّعام من غير أسنان، ومشى من غير أقدام، وكسر الخبز من غير يدين، وتكلّم من غير لسان، وعرض جنبًا ليس له ضلوع". لقد بدَّد يسوع المسيح خوف التَّلاميذ ووهمهم بأن جعلهم يلمسونه حتى يتأكَّدوا من جَسَده الحقيقي بينهم، وطلب منهم الطَّعام الذي عندهم في البيت ليأكل قدَّامهم. كما ساد تعجّب التَّلاميذ أمام هذا ظهور المسيح كذلك لنندهش مؤمنين بالمسيح القائم. |
|