رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَخْرَجَهُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ وَظِلاَلِ الْمَوْتِ، وَقَطَّعَ قُيُودَهُمْ [14]. فَلْيَحْمَدُوا الرَّبَّ عَلَى رَحْمَتِهِ، وَعَجَائِبِهِ لِبَنِي آدَمَ [15]. لأَنَّهُ كَسَّرَ مَصَارِيعَ نُحَاسٍ، وَقَطَّعَ عَوَارِضَ حَدِيدٍ [16]. إن كانت الخطية والعصيان يدخلان بالإنسان أو بالجماعة كما إلى حبسٍ مغلقٍ بمتاريس نحاسية وعوارض حديدية، فإن الله المحب للبشر يحسب نفسه كمن صار معهم سجينًا، ويود أن يرد لهم الحرية، برجوعهم إليه. عبَّر ميخا النبي عن ذلك بقوله: "يقتحمون ويعبرون الباب، ويخرجون منه، ويجتاز ملكهم أمامهم، والرب في رأسهم" (مي 2: 13). كما قيل بإشعياء النبي: "أنا الرب قد دعوتك بالبرّ، فأمسك بيدك... لتُخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة" (إش 42: 6-7). وقيل في زكريا: "ارجعوا إلى الحصن يا أسرى الرجاء" (زك 9: 12). * كيف كُسرتْ مصاريع النحاس وقُطعتْ العوارض الحديدية؟ بجسمه، فقد ظهر لأول مرة جسد يخلد ويحطم طغيان الموت. * إن كان هؤلاء الذين جاءوا تحت التدبير القديم، ولم يكن بعد قد قُتِلَ الموت، ولا انكسرت المصاريع النحاسية، ولا قُطعتْ العوارض الحديدية، واجه الجسم نهايتهم، فأي عوز لنا إن كنا نحن بعد أن نلنا نعمة عظيمة هكذا، ولم نأخذ فقط إلى ذات المقياس للفضيلة كما نالوا هم، إنما صار الموت اسمًا مجردًا، لم يعد له حقيقة. فإن الموت لا يزيد عن أن يكون نومًا ورحلة وهجرة وراحة وميناءً هادئًا، وهروب من التعب، وتحرُّر من ارتباكات هذه الحياة الحاضرة. القديس يوحنا الذهبي الفم * يقول النبي أبواب النحاس وعوارض الحديد عن مداخل الموت العسر الخروج منها، وقد وصفها بالنحاس والحديد لمناعتها وعدم الفرار منها. فهذه قد كسرها ربنا ورضضها عندما انحدر إلى الجحيم، وخلَّص المأسورين. الأب أنسيمُس الأورشليمي |
|