|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نبؤات تتعلق بميلاد الرب يسوع المسيح من العهد القديم وتم تحققها في العهد الجديد 1-مولده من عذراء: النبؤة ( و لكن يعطيكم السيد نفسه اية ها العذراء تحبل و تلد ابنا و تدعو اسمه عمانوئيل)اشعياء14:7 التحقق(اما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا لما كانت مريم امه مخطوبة ليوسف قبل ان يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس...)متى18:1-24-25 انظر لوقا26:1-35 2-يولد في بيت لحم: النبؤة( اما انت يا بيت لحم افراتة و انت صغيرة ان تكوني بين الوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على اسرائيل و مخارجه منذ القديم منذ ايام الازل)ميخا2:5 التحقق(و لما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية...... فجمع كل رؤساء الكهنة و كتبة الشعب و سالهم اين يولد المسيح فقالوا له في بيت لحم اليهودية...)متى1:2 -متى4:2 – لوقا4:2-7 -يوحنا42:7 3-ظهور النجم: النبؤة(اراه و لكن ليس الان ابصره و لكن ليس قريبا يبرز كوكب من يعقوب و يقوم قضيب من اسرائيل)العدد17:24 التحقق( قائلين اين هو المولود ملك اليهود فاننا راينا نجمه في المشرق و اتينا لنسجد له..... حينئذ دعا هيرودس المجوس سرا و تحقق منهم زمان النجم الذي ظهر) متى 2:2-7 4-المجوس يزورون المسيح ويقدمون له الهدايا: النبؤة( فتسير الامم في نورك و الملوك في ضياء اشراقك..... تغطيك كثرة الجمال بكران مديان و عيفة كلها تاتي من شبا تحمل ذهبا و لبانا و تبشر بتسابيح الرب)اشعياء3:60 -6 * (و يكون هذا سلاما اذا دخل اشور في ارضنا و اذا داس في قصورنا نقيم عليه سبعة رعاة و ثمانية من امراء الناس)ميخا5:5 التحقق(و اتوا الى البيت و راوا الصبي مع مريم امه فخروا و سجدوا له ثم فتحوا كنوزهم و قدموا له هدايا ذهبا و لبانا و مرا)متى 11:2 5-هيرودس يقتل اطفال بيت لحم: النبؤة(هكذا قال الرب صوت سمع في الرامة نوح بكاء مر راحيل تبكي على اولادها و تابى ان تتعزى عن اولادها لانهم ليسوا بموجودين) إرميا15:31 التحقق(حينئذ لما راى هيرودس ان المجوس سخروا به غضب جدا فارسل و قتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم و في كل تخومها من ابن سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس حينئذ تم ما قيل بارميا النبي القائل صوت سمع في الرامة نوح و بكاء و عويل كثير راحيل تبكي على اولادها و لا تريد ان تتعزى لانهم ليسوا بموجودين) متى16:2-17-18 6-الهروب الى مصر: النبؤة(وحي من جهة مصر هوذا الرب راكب على سحابة سريعة و قادم الى مصر فترتجف اوثان مصر من وجهه و يذوب قلب مصر داخلها)اشعياء1:19 التحقق( و بعدما انصرفوا اذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا قم و خذ الصبي و امه و اهرب الى مصر و كن هناك حتى اقول لك لان هيرودس مزمع ان يطلب الصبي ليهلكه* فقام و اخذ الصبي و امه ليلا و انصرف الى مصر) متى 13:2-14 |
21 - 12 - 2013, 07:51 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح
هناك ميلاد أزلي للمسيح من الآب وميلاد جسدي للمسيح في ملء الزمان. وبنوة المسيح الأزلية هي من الناحية الأقنومية. ولكن له بنوة أخرى من ناحية ناسوته وتجسده "ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع، هذا يكون عظيماً وابن العلي يدعي" وبنوة المسيح الأقنومية قائمة بدون إنفصال. هي أزلية أبدية. أما بنوة المسيح الثانية فهي حادثة في الزمان عندما جاء ملء الزمان وأرسل الله ملاكه إلى مريم العذراء مبشراً بالتجسد. |
||||
21 - 12 - 2013, 07:52 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح
الولادة الأزلية للمسيح يقول بعض الناس أن الله لا يمكن أن يتزوج لينجب ونحن نقول معهم حاشا أن يتزوج الله وينجب. فحينما نقول أن الابن مولود من الآب لا نقصد أبداً أي مفهوم جسدي، بل هي بنوة وولادة روحية. يمكن تشبيهها بولادة شعاع النور من الشمس، أو ولادة الماء من نبع أو ولادة الفكر من العقل وهذا ما تقوله اللغة العربية.. فيقال أن هذا "من بنات أفكار فلان" أو أن فلان لم ينطق "ببنت شفة" فهل يتزوج العقل أو الشفة لينجبوا بنات؟! هذا ما يسمى ولادة إنتسابية، وكما نقول أن فلان ابن مصر فهل تزوجت مصر لتنجبه. هنا لا مجال للعلاقات الجسدية. ونلاحظ في هذه الولادة من الآب فروق عن الولادة بالجسد: 1- الابن في البشرية متأخر في الزمان عن أبيه الذي أنجبه. ولكن هذا ليس للمسيح فنور الشمس موجود طالما كانت الشمس موجودة. وهكذا بالنسبة لابن الله. 2- الولادة بالجسد تعني إنفصال الابن المولود عن كلا الأب والام وطالما هناك انفصال فهناك تعدد أما المسيح الابن فهو لا ينفصل أبداً عن أبيه كما أن نور الشمس لا ينفصل عنها. هنا الآب والابن واحد لذلك قال المسيح أنا في الآب والآب فيَّ (يو10:14) وقال "أنا والآب واحد" (يو30:10) |
||||
21 - 12 - 2013, 07:53 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح
لماذا يستخدم الكتاب لقب الابن للمسيح 1- المسيح هو قوة الله وحكمة الله (1كو24:1) وهذه القوة والحكمة نابعة، خارجة كأنها مولودة من الله باستمرار منذ الأزل وإلى الأبد. ولقب كلمة الله يشير لأنه لا إنفصال بين الآب والابن فهو كلمة خارجة بدون إنفصال، وليس كالبنوة الجسدية إذ حينما يولد الابن الجسدي ينفصل عن أبويه. أما ابن الله فهو كلمة الله، هو في الآب، وخارج من الآب من دون إنفصال، وكيف ينفصل الله عن قوته أو عن حكمته. 2- تعبير الابن هو أقرب التعابير في اللغة لبيان العلاقة الوثيقة بين الله غير المنظور وبين المسيح الذي هو صورة الله غير المنظور (كو15:1). والمسيح يقول من رآني فقد رأى الآب (يو9:14). تعبير الابن هو أقرب تصوير بشري لعلاقة لا يُعَبَّر عنها بالكلام البشري لشرح أن الآب والابن واحد في الجوهر وأن الابن له كل ما للآب. وأن الابن هو حكمة الله الخارجة من الله الآب لتخلق الكون وهو قوة الله الخارجة من الله الآب لتحفظ وتدير الكون. |
||||
21 - 12 - 2013, 07:54 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح
إعلان الأناجيل عن ولادة المسيح نظر الإنجيلي يوحنا الحبيب اللاهوتي إلى المسيح في أزليته وقبل تجسده. بينما أن متى ولوقا تحدثا عن ولادته بالجسد، بينما أن مرقس بدأ بيوحنا المعمدان كسابق للمسيح. ويوحنا بدأ بأزلية السيد المسيح لأن هدف إنجيله أن نؤمن بأن المسيح هو ابن الله (يو31:20). بدأ يوحنا إنجيله وهو يرى المسيح ليس في طبيعة البشر بل في طبيعة الله، وليس منفرداً عن الله بل قائماً مع الله في صلة ذاتية كلية وأزلية. ليس إلهاً ثانياً بل واحداً مع الله الآب. رأى المسيح وهو اللوغوس أي عقل الله الناطق ونطق الله العاقل. فهو الألف والياء، أليس هو كلمة الله أي كل الحروف وكل تشكيلات الأسماء والكلمات والمعاني والأفعال والتعبيرات التي خرجت وتخرج عن الله لتعبر عن الله وعن مشيئته وتعلنه لنا نحن البشر. هنا يوحنا رأى الابن الكلمة قبل الزمن، وقبل كل خليقة، فالزمن والخليقة هما من أفعاله، فهو الذي صنع كل شئ، الخليقة المنظورة وغير المنظورة. والكنيسة تقرأ الآيات (يو1:1-18) كل صباح في إنجيل باكر لتقدس اليوم كله بهذا البدء الأزلي وبنفس المفهوم تصلي الكنيسة هذه الآيات في صلاة مرور أسبوع على ميلاد طفل لتقدس حياته. هي إعلان أن الله هو بدايتي وحياتي فأحذر أن يكون لي حياة أخرى سواه فتكون نهايتي حزينة. وهذه الآيات (يو1:1-18) لخصها بولس الرسول بقوله "الله ظهر في الجسد" (1تي16:3). فبينما كان متى ولوقا مهتمين بإظهار تجسد المسيح وأنه ابن آدم وإبراهيم بالجسد . ويوحنا اراد أن يظهر أن المسيح كان موجوداً قبل أن يتجسد من العذراء مريم، وأنه كان كائناً قبل أن يتجسد، كان كائناً مع الآب، مولوداً منه منذ الأزل. ويوحنا اللاهوتي عبَّر عن طبيعة المسيح الإلهية على قدر ما يمكن للغة الإنسانية أن تُعبِّر عن تلك الطبيعة التي هي فوق إدراك البشر. وسنبدأ بولادة المسيح الأزلية (يو1:1-18) ثم يلي ذلك ولادة المسيح بالجسد من العذراء مريم (مت1:1-23:2+ لو1:1-38:3). |
||||
21 - 12 - 2013, 07:55 AM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح
ميلاد السيد المسيح: 1- ولادة المسيح الأزلية من الله المسيح الأزلي صار جسداً آية (1): "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله." هذه الآية تحمل طابع الإملاء الإلهي وليست من وضع بشر (ذهبي الفم/ أغسطينوس) وهذه الآية من 3 مقاطع يتكرر فيها اسم الكلمة وفعل كان الدال على الكينونة وليس على الزمن. والثلاث مقاطع في هذه الآية تحدثنا عن الابن الكلمة في أزليته وبمقارنتها بالآية (14) والكلمة صار جسداً وحل بيننا نجد مقابل لكل مقطع من المقاطع الثلاث ولكنها تشير لتجسده. * في البدء كان الكلمة - والكلمة كان عند الله # وكان الكلمة الله = كينونة أزلية دائمة البدء يشير للأزل كان = تشير للكينونة = الكلمة حالُُ في الله لكن في تمايز. كل له عمله وشخصيته لكنهم واحد = جوهر واحد مع الله أي في طبيعة الله. * صار - حل بيننا # صار جسداً = أي دخل الزمن في ملء الزمان = حل وسط الناس = صار في طبيعة الإنسان دون أن يترك طبيعته الإلهية. |
||||
21 - 12 - 2013, 08:03 AM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح
مِن حول الطفل يسوع في المذود شاءت الحكمة الالهية ان يدخل الخالق الى كوكب الارض الذي خلقة، بهذه الصورة العجيبة التي لا تخطر على بال.. ووجدت المسرة ان يأتي القدير كطفل وليس كملاك، وكفقير وليس كغني، وفي ابسط الاشكال، ومن عائلة هامشية غير معتبرة وفي بلدة مجهولة ومحتقرة.. فقد اجتمعت كل العوامل غير المتوقعة، وكل الظروف الاكثر بساطة واحتقار من البشر.. وبينما يستلقي الخالق الذي لا تسعه السموات، في معلف بقر، ومن حوله امه مريم و"ابوه" يوسف، كانوا ينظرون اليه وهم لا يفهمون شيئا من الخطة الالهة.. وغريب حقا ان نكتشف ما كان يجول في خلد امه مريم، وفي عقل يوسف، وماذا فكرت الملائكة من فوقه.. وماذا فكر الملك هيرودس والكهنة والفريسيون واهل اورشليم.. وفوق الكل، ماذا فكر الخالق العلي القدير وهو ينفذ خطة تاريخية وهو ينظر الى الطفل يسوع... يا لها ما افكار سامية وعجيبة؟؟.. ان الكتاب المقدس يعلن ان لله افكار ومشاعر وعواطف، ومن الاهمية بمكان، التفكير ولو للحظات ماذا كان يفكر الرب في العلاء، عندما نفذ اول خطوة في الخطة الالهية، وهي ببساطة، الله يأتي في هيئة بشر، الخالق يتأنس ويتجسد ويتخفى. ويقول بولس ان الله اخلى نفسه اي فرغ ذاته من كل مجد واتى في ابسط صورة واكثر الاشكال احتقارا من خليقة يديه... وها هو يسوع الطفل مستلقيا في المذود، والله ينظر من العلاء... لا شك ان القدير اعترته نشوة وسرور وشعور من اللذة والمسرة والافتخار اذ يتأمل نفسه في هذه الصورة الجديدة... نتكلم بلغة انسانية وبتعابير بشرية.. واذ اخترق الرب عقول البشر السخيفة وكيف سيفكرون بخصوص هذا الطفل العجيب المولود ملكا..ابتسم الخالق اذ علم ان افكاره سامية، لا يقدر البشر المحدودون ان يدركوا سر التجسد.. الساكن في السموات يضحك، لان الخالق متجسد في وسط البشر وبين الناس، وهو لا يعلمون.. وقد اختار الله الطريقة الاكثر شرود عن اكتشاف حقيقة هذا الطفل.. كنا نتوقع ان يأتي الخالق بصورة اعجب واسمى واعقد واكثر ابهة وبهاء وعظمة وفخامة.. وماذا كانت تفكر الملائكة وهي تسبح الفضاء، جاهزة لخدمة وحراسة هذا الطفل العجيب، وهم يتسائلوا، أ لعل هذا كان الخالق والقدير بذاته، الذي من وجهه ارتعبوا واخفوا وجوههم، والان يظهر بكل بساطة وبهيئة لا تثير الرعب والذعر والهيبة؟. شعروا لاول مرة بشعور خاص نحو خالقهم، وهو مضجع في مغارة لا يعتبرها احد... لا شك ان الملائكة استغربوا وتعجبوا واندهشوا من اختيار خالقهم لهذه الصورة بالتحديد، ليظهر ذاته في واحد من ملايين الكواكب.. لم يخطر على بالهم ابدا، ان الله الذي كانوا قد تعهدوه كل الوقت، يمكن ان يظهر بهذا الشكل.. من اللامحدود الى المحدود، من الاكثر عظمة، الى الابسط، من الاكثر مجدا وكرامة الى الاكثر احتقارا والاقل اعتبارا... لا شك ان الملائكة تضاعف تعجبهم واكرامهم لخالقهم وسيدهم.. وماذا فكرت مريم ام يسوع في هذه اللحظات.؟؟ لا شك ان افكارا مزدوجة غزت قلبها، واعترتها مشاعر مختلطة .. من جهة علمت علم اليقين، ان امرا تاريخيا خاصا يحدث، وان هذا الطفل هو ليس كباقي الاطفال، بل طفل مميز بل هو المخلّص والقدوس.. ولا شك ان شعورا من الافتخار والفرح والابتهاج طاف وفاض في ارجاء جوارحها.. وشعرت بامتياز عظيم ميّزها الخالق باختيارها لتكون القناة والاناء الذي من خلالهما، دخل الخالق الى هذا العالم الصغير... كانت تراقب الطفل وهو نائم او باك او جائع، وهي مبتسمة من افكار الهية عجيبة.. ولكن في نفس الوقت شعرت بحزن وخوف وقليلا من الغضب، عندما انتبهت الى ان البشر لم يقدروا ان يعلموا مّن كان هذا الطفل.. بل اكثر من ذلك.. كانت مريم فتاة مراهقة غير متزوجة، ما زالت مخطوبة وها هي حبلت وولد طفلا في ابسط مكان.. ماذا كان سيفكر الناس من حولها؟ لا شك ان البشر الفنانون في القيل والقال واطلاق الاشاعت، لا شك انهم فكروا ان امرا غير طاهر كان يحدث، وبدأوا يفكرون عن عقاب التوراة وهو الرجم لفتاة غير شريفة.. وهي مخطوبة وُجدت حامل، وقد ولدت مختبئة في مغارة في بيت لحم المدينة المجهولة والمحتقرة.. وهنا وقفت مريم حائرة، ماذا كان ممكنا ان تجيب البشر من حولها؟ وكيف تتمكن من الدفاع عن نفسها؟ وكيف تقنعهم انها شريفة وطاهرة؟ وهل سيصدقون الادعاء المضحك، ان هذا الطفل هو الخالق القدير الذي كلّم موسى؟ وانها اي مريم قد حبلت بالروح القدس دون زرع رجل؟؟! مَن سيصدق هذا الكلام الهراء الذي لا معنى له؟؟ ..من المؤكد ان مريم بعد منتصف الليل، اعتادت ان تنفجر في البكاء، ويوسف كان يحاول جاهدا ان يهدئ من روعها... كان مريم قد استغربت من افكار القدير.. لماذا اختارها هي بالذات؟ وكيف ميّزها بهذا الامتياز العظيم؟، وفي نفس الوقت، كانت قد استغربت، لماذا اختار الله الحكيم هذه الطريقة المذلة لها، المثيرة للشكوك والاشاعات؟.. ان اختيار الرب لفتاة غير متزوجة ان تحمل وتلد طفلا ،كانت طريقة خصبة لتشجيع الناس على الاشاعات والتأكد من امور غير صحيحة... لا نقدر ان ندعي ان مريم لم تهتم ولم تأبه لكلام الناس.. من المؤكد انها علمت ان لله حكمة وقد خضعت لارادته مهما كان الثمن، وكان مستعدة ان تدفعه.. ولو كانت من عائلة غنية ميسورة ذات شأن اجتماعي، لتردد الناس في اتهامها بعلاقة غير شريفة.. ولكن كونها من عائلة فقيرة جدا، سرّع اطلاق الاشاعات واثباتها، والحكم على مريم، ولم يبق غير التنفيذ.. وغريب حقا ماذا كانت افكار ومشاعر مريم، خاصة عندما التقت عيناها باعين الناس من حولها، وباعين اهل الدين و"الحق والشريعة" الذي ادّعوا ان لهم ناموس، ويجب ان يطبّقوا قوانين الشريعة.. مع انهم، كما قال يسوع كالقبور الجميلة من خارج، واما من داخل فعظام نتنة... وماذا فكر اهل اورشليم عندما سمعوا ان طفل بيت لحم هو مخلّصهم ومسيحهم؟.. ان اختيار الرب لهذه الطريقة ليأتي الى العالم، كانت ضربة وصفعة في صميم كبرياء الكهنة واهل الدين آنذاك... واما هم بكبرياءهم تساءلوا قائلين:" لو كان هذا هو المسيح الموعود، لولد في اورشليم المدينة العظيمة المقدسة، ولولد في الهيكل الفخم، وليس في مذود، ولولد من احدى بنات الكهنة او الفريسيين اصحاب الشأن والثروة.. حتى ولو كان حقا هو المسيح، لم يريدوه ولم يستطيعوا قبوله، مجرد لمجيئة بهذه الصورة، التي اعتبروها استفزازا لهم ومسّا في كبرياءهم... عثروا، لان الطريقة الالهية تنفس بالون تعجرفهم... وهكذا رفضوا المخلّص منذ المهد وهو ما زال طفلا، احتقروه.. نسوا ان نبيهم موسى العظيم، ولد ايضا في سفط على وجه النهر، وليس في قصر، وعندما وصل القصر، تنازل عنه وفضّل الصحراء.. والان ماذا نحن نفكر اليوم ازاء طفل المذود.؟ ربما نحب الاعياد والتزيين والحلويات والاحتفالات وباب نويل ، وفي نفس الوقت نخجل من طفل المذود.. وما هي العلامات التي تثبت ان الناس حتى المسيحيين، لا يقبلون الطريقة الالهية، ويحتقرون ولادة يسوع مخلّصهم وربهم في مذود بقر، ومن فتاة غير متزوجة ونهايته كانت الصليب... بشكل عام في الاماكن العامة والمجالس الاجتماعية، عندما يتحدث احد عن الانجيل، نريده ان يبقى صامتا ساكتا واخرسا.. يمكن للناس في مناسبات الافراح والاتراح، ان يتحدثوا عن اي موضوع سواء عن الاكل والتجارة والسفر والسياسة والعلوم والتقليد، ما عدا عن الخلاص بيسوع.. واذا لا بد ان نتحدث عن الدين، نحب ان نتحدث عن امور جميلة اخترعها البشر، من تقاليد ومباني دينية فخمة.. نريد ان نجمّل ونمكيج العقيدة المسيحية... لكن لا نفضّل ان نتحدث عن الانجيل كما هو بدون اضافة او نقصان.. ان الله لا يريد اية اضافة او حكمة بشرية.. كل افكاره كاملة ومتناسقة ولا حاجة الى تجميل او تزيين للايمان المسيحي... ولو تمسّك المسيحيون بالانجيل كما هو واثقين من الحكمة الربانية الكاملة ، وجاهروا به بكل جرأة وافتخار، لكانت اوضاع المسيحيين في العالم مختلفة تماما ولكانوا ليسوا ذنبا بل رأسا، كما وعد الرب لشعبه في سفر التثنية ص 28... اعلن الرسول بولس ان حكمة العالم جهالة عند الله، وما نحسبه "جهالة" في افكار الله، هو الحكمة في اسمى صورة ممكنة... لا يمكن لاحد ان يتناسى او يتجاهل ان الطفل يسوع غيّر التاريخ، بمجيئه في ابسط صورة، استطاع بمحبته واتضاعه، ان يهزم الامبراطورية الرومانية، وان يحطم الحكمة والفلسفة اليونانية، وان يلغي الدين السائد... ومنذ ان حاولت الكنيسة في التاريخ ان تجمّل وتزيّن المسيحية من خلال اضافات لها حكاية حكمة وتبدو جذابة، منذئذ، ضعفت المسيحية وهزلت مما زاد معاناة العالم المسيحي... ليتنا نعود الى المذود والى بيت لحم والى المسيحية الاصلية، عالمين ان ضعف الله اقوى من الناس، وجهالة الانجيل تقدر ان تغزو العالم من جديد... لا تحتاج المسيحية الى حكمة يونانية معقدة، ولا الى قوة وسلطة رومانية، ولا الى مظاهر دينية يهودية... ليت الكنيسة في هذا الايام تنفض الحكمة العالمية والقوة البشرية والتدين الاجتماعي، وتكتفي بالمذود والصليب وبكلمة الله الحية الفعّالة.. بقلم القس ميلاد يعقوب |
||||
21 - 12 - 2013, 05:12 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح
موضوع رائع جدا شكرا أخى رامز ربنا يبارك حياتك وخدمتك |
||||
21 - 12 - 2013, 05:19 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح
مشاركة جميلة جدا جدا موضوع مميز
ربنا يبارك تعب محبتك |
|||
26 - 12 - 2013, 03:58 AM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
سوبر ستار | الفرح المسيحى
|
رد: موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
موضوع متكامل عن يسوع المسيح |
" ميلاد الرب يسوع" موضوع متكامل |
موضوع متكامل عن دخول المسيح ارض مصر |
موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح |
موضوع متكامل عن قيامة يسوع المسيح والخماسين |