رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا يوجد تناقض واحد في سلسلة نسب المسيح ولا يوجد تناقض واحد في سلسلة نسب المسيح. وهناك سلسلتان للنسب تظهران للقارئ السطحي متناقضتين. على أن السلسلة التي أوردها متى هي ليوسف، والتي أوردها لوقا هي سلسة نسب مريم. ولما كان يوسف من نسل يكنيا. فليس له الحق في العرش (إنظر إرميا 22: 30 ، 2 ملوك 2: 24 ومتى 1: 11). ولكن مريم ليست من نسل يكنيا. ولما لم يكن يوسف أباً ليسوع، فإن ليسوع الحق في العرش باعتبار أنه نسل المرأة مريم (لوقا 3: 23). ويعارض البعض قصة ميلاد يسوع العذراوي بحجة أن مرقس (أقدم البشيرين، والذي سجل ما سمعه من الرسول بطرس) لم يذكر القصة، كما أن يوحنا لم يوردها في إنجيله. ويقدم كلمنت روجرز الرد التالي: كتب مرقس إنجيله في وقت مبكر، كانت مريم أم يسوع حيَّة وقتها، وكانت معروفة لدى الكثيرين، ولم تكن القصة تحتاج لرواية، فوضع مرقس التركيز كله على تعاليم المسيح ومعجزاته، وبشكل خاص على قصة الصليب. أما يوحنا فقد كتب في وقت متأخر، كانت فيه قصة الميلاد العذراوي قد عُرفت وذاعت من قصة إنجيلي متى ولوقا. ويهتم يوحنا بتوضيح موعد وليمة الفصح، ويفترض أن قرَّاءه يعرفون مريم ومرثا. وهو يكتب للمسيحيين، أو على الأقل للمهتمّين بالمسيحية. ولو أن قصة الميلاد العذراوي كانت موضع جدل أو إنكار لكتبها يوحنا ليؤكد صحتها، ولكنه عندما يقول: والكلمة صار جسداً وحلَّ بيننا يضمّن الفكرة. ولم يذكر يوحنا أيضاً موضوعي المعمودية والعشاء الرباني لأنهما كانا قد أصبحا جزءاً لا يتجزأ من الحياة المسيحية، ولكنه يلمّح إليهما في روايته لقصة نيقوديموس، وفي الحديث عن إشباع الخمسة آلاف (13). ومن الممكن أن يوحنا يشير إلى الميلاد العذراوي في قوله ابنه الوحيد (يوحنا 3: 16) ويقول جون رايس: أشار يسوع إلى نفسه مراراً بأنه ابن اللّه الوحيد . فهو لم يُولد من يوسف بل من اللّه، فهو ابن اللّه الوحيد وقد جاء هذا التعبير في الإنجيل ست مرات، منها مرتان تحدَّث فيهما يسوع عن نفسه. ولا يقول يسوع إنه أحد أبناء اللّه، لكن ابن اللّه الوحيد . ولم يولد أحد غيره من عذراء. ويمكن أن نقول (بمعنى روحي) إن كل مؤمن وُلد ثانية لرجاء حي (1 بطرس 1: 3) ولكن أحداً لم يولد كما وُلد يسوع بالروح القدس، من مريم العذراء بدون أب بشري (14). على أن يوحنا يقدم سلسلة نسب يسوع عندما يقول: فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَة,.. وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً (يوحنا 1: 1 و14)، إنه يرجع إلى الأزل متجاوزاً الميلاد العذراوي. أما بولس فقد آمن بقصة الميلاد العذراوي، لأن لوقا كان رفيق بولس في السفر والخدمة، وهو الذي روى لنا قصة الميلاد. ولا شك أن بولس كان يعلم القصة وأشار إليها عندما قال: أَرْسَلَ اللّهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ (غلاطية 4: 4). |
|