رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جرائم الأبناء.. برعاية الأباء والأمهات! الأسرة هى نواة المجتمع، أى أنها أساسه، وقلبه الذى "إذا صلُح، صلُح المجتمع كله، وإذا فسد، فسد المجتمع كله".. والأسرة تتمثل فى أب، وأم وأبناء، وعلى عاتق الأب والأم، يقع عبء تربية وتعليم الأطفال، لهذا فالأب والأم هما المتحكم الأول فى صلاح الأبناء من فسادهم. الأب المدخن يقتل ابنه قبل نفسه.. و«المرتشى الصغير» ثمرة خطأ الوالدين كذب الأب سبَّب «خبث» الأبناء.. والعنف أصبح لغة الكبار والصغار الأب «الدنجوان» سبب انحراف الأسرة.. و«الحماة» تزيد الطين بلَّة وهنا قررنا رصد بعض الأخطاء، التى يرتكبها الأب والأم عن قصد، أو دون قصد، ولكنها فى النهاية تخلق أبناءً مشوَّهين يضرون المجتمع أكثر مما ينفعونه.. وتلك الأخطاء هى: الكذب عندما تجد أن الأب يؤكد على ابنه أنه عندما يأتى أحد ليسأل عنه، وخصوصًا الشخص "الفلانى"، إن يقول له إن والده ليس هنا، فى حين أن الأب عندما يكذب عليه ابنه، يعاقبه ويلقنه درسًا قاسيًا بأن الكذب حرام، وأنه يجب ألا يكذب أبدًا مهما كانت الظروف!!.. عندها ينظر الطفل لوالده، وهو يريد أن يقول له "إنتَ من علمنى الكذب، فكيف تطلب منى عكس ذلك، وأنت أول شخص كذّاب من وجهة نظرى؟!"، ومن هنا نرى نموذجًا لشخص كاذب يضاف للمجتمع. التدخين يبدأ الأمر بطلب الطفل سيجارة من والده "المدخِّن"، أو والدته المدخنة، فهو يريد أن يجرب ما يفعله والده ووالدته، فتجد الرد الحاسم من الأب "أو الأم"، وهو يمسك بالسيجارة فى يده: "عيب لا تتكلم فى هذا الأمر أبدًا، فالتدخين مضر بالصحة، والتدخين عادة سيئة، لا يجب أبدًا أن تحاول تجربتها، وإن رأيتك تمسك بالعلبة سأضربك"!!.. ولأن الممنوع مرغوب دائمًا، فلذلك يحاول الطفل مرارًا وتكرارًا أن يجرب السجائر، ليصبح "المدخِّن الصغير"، وهو ما انتشر فى مجتمعنا، اليوم، من رؤية أطفال لم يتجاوزوا الـ10 سنوات من أعمارهم، وفى أيديهم السيجارة التى تجرهم إلى ما بعد ذلك من تناول الحشيش، والبانجو، وما "خفِى كان أعظم". الرشوة الأب يطلب من ابنه أن يحضر له شيئا، فيتكاسل الابن فى تلبية طلب الأب، فيحاول الأب تحفيزه، قائلاً: إن أحضرت لى هذا الشىء سأعطيك جنيهًا، وها هى الأم تقول لابنها أعطيك جنيهًا على أن تفعل لى هذا الشىء!.. ومن هنا أصبح لدينا شخص لا يعرف أن يقوم بأية خدمة دون مقابل، إنه "المرتشى الصغير"، الذى سيكبر يومًا، ليصبح موظفًا بإحدى المصالح الحكومية، ليفتح درج مكتبه لتلقى الرشاوى، أو ما يعرف بـ"الشاى"، و"الدخان" فى مجتمعنا!. العنف يأتى الطفل لوالده أو لوالدته من المدرسة، وهو فى حالة مذرية، وبسؤاله عن سبب ما هو فيه، يخبرهما أنه تعرض للضرب من أحد أقرانه فى المدرسة، وأنه لم يستطع الدفاع عن نفسه، وبدلًا من أن يطلب منه الأب أو الأم أن يلجآ للمعلم، أو المعلمة للتصدى للأمر، نجد الأب يقول له "من ضربك اضربه، ولو جئت مرة أخرى دون أن تخبرنى أنك أبرحت من ضربك أرضا، سوف أضربك أنا"، فيتعلم الطفل من هنا أنه لا يوجد شىء اسمه قانون سوى قانون الغاب، وهو أن يأخذ الإنسان حقه بيده، لتنتشر سياسة العنف فى المجتمع، والعنف بالطبع يقابله عنف مقابل. الدنجوان كبر الطفل وأصبح شابًا، ويغرم بعض الآباء بالتباهى بشبابهم، أمام أبنائهم، وخصوصًا الجزء الخاص بالفتيات، والإيقاع بهن، فنجده يتباهى بأنه كان "مقطَّع السمكة وديلها"!، ويبدأ فى سرد حكايات غرام الفتيات به فى الجامعة، وكيف أنه كان محور اهتمامهن، ما يجعل الشاب يشعر أن إيقاع الفتيات فى حبه، والضحك عليهن بالكلمات المعسولة، هو واجب قومى يتحتم عليه القيام به، فـ"هذا الشبل من ذاك الأسد"، وعليه أن يتفوق على والده فى هذا الأمر!. العنوسة الأم عندما تصل ابنتها للمرحلة الجامعية، وعند دخولها الجامعة تبدأ فى تحذير ابنتها من الشباب والتقرب إليهم، وتخبرها أن الشباب هم "ذئاب بشرية"، يريدون أن ينهشوا عظامها قبل لحمها، وأن عليها الابتعاد عنهم، لكى لا ينظر إليها المجتمع على أنها فاسدة، وأنها فتاة "شمال"، وبنت سيئة الخلق، ما يجعل الفتاة تهاب الشاب، وتتعامل معه كأنه كائن فضائى، وقبل انتهاء المرحلة الجامعية بقليل، وعندما لا يتقدم لخطبة ابنتها أحد، تتغير 360 درجة، لنجدها تتحدث مع ابنتها، قائلة: "إنت أصلك خايبة مش عارفة توقعى حد فى حبك، ده بنت خالتك اللى أصغر منك اتخطبت وانتى لسه".. وتنتهى المرحلة الجامعية، وتبدأ العمل، وكل صباح تسأل ابنتها ما الجديد؟، "ها.. مفيش حد طلب إيدك.. محدش قال عاوز يقابل أبوكِ؟!"، وإذا تحدثت عن أحد زملائها فى العمل، تجد والدتها تبتسم وأول سؤال تسأله: "ها.. زميلك ده متجوز ولا لأ؟، ولو مش متجوز طيب شدى حيلك، حاولى توقعيه فى شباكك، ولا ناوية تعنسى جنبى؟!". وكل يوم يمر وابنتها لم تتزوج بعد، يصبح وكأن القيامة أوشكت أن تقوم، ما يشعر الفتاة أنها أصبحت عانسًابالفعل، وأن حياتها تنتهى كلما مر يوم دون أن تتزوج، وهذا ينتج عنه فتيات معقدات نفسيًا، وتبدأ الفتاة بالتصرف برعونة لكى تحصل على زوج مهما كلفها الأمر من تنازل عن كرامتها وكبريائها، وقد تقبل فى بعض الأحيان الفتاة أن تتزوج برجل سبق له الزواج، أو متزوج بالفعل، لتهرب من شبح العنوسة الذى يلاحقها، أو تتزوج من شخص دون تفكير، لتجنى ثمار تسرعها بطلاق سريع، بعد أشهر قليلة من زفافها، ولعلنا نرى زيادة كبيرة فى حالات الطلاق، اليوم، لأسباب تتعلق بالتفكير الخاطئ، والتسرع فى الارتباط دون دراسة لهذا الزواج وتداعياته، وقد ينتج عن هذا الزواج أطفال يدفعون ثمن هذا الزواج "الفاشل"، ويكونون ضحية لعادات سلبية فى التربية. الزواج والدة الابن أو الزوج: لا بد أن تكون أسدًا، "اذبح لها القطة"، لا تسمح لها أن تسيطر عليك، عليك أن "تشكمها" من البداية، "صبَّحها بعلقة ومسيها بعلقة"، "متعرفهاش" حاجة عن فلوسك!!. والدة البنت أو الزوجة: "لا بد أن تعرفى كل صغيرة وكبيرة عنه، قصقصى ريشه أولًا بأول، أغلبيه بالعيال يغلبك بالمال، متبقيش عبيطة زى أمك"!.. يبدأ الزوج فى تطبيق نصائح والدته، ليحظى برضاها، وتبدأ الزوجة بتطبيق نصائح والدتها، لتحظى هى الأخرى برضاها، وينتهى الأمر بانهيار الأسرة، ويكون الطلاق هو النتيجة الحتمية لهذه الزيجة الفاشلة منذ بدايتها!!. |
|