مثقفو مصر وذكرى وفاة "الزعيم".. "الأستاذ" يتقدم القوى الناعمة أمام الضريح.. السناوى: زيارة "السيسي" لقبر ناصر تعطى ذكراه معنىً مختلفًا.. والشوباشي: هذا الشبل من ذاك الأسد
لم تكن ذكرى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الثالثة والأربعين هذا العام شبيهة بالاحتفاء بها في الأعوام السابقة، خاصة أنها لم تأتِ هذا العام ليست كاحتفالية اعتيادية لتأبين قائدة ثورة يوليو 1952، وإنما جاءت اعترافًا بالجميل لرجل أثبتت الأيام الماضية أنه كان على حق، حينما كان أول المحاربين لتنظيم الإخوان المسلمين، وسعى لوأد تلك الفكرة المتطرفة.
وجاءت ثورة الثلاثين من يونيو لتكون نسخة شبيهة لثورة 23 يوليو خاصة بعد أن نجح قائدا الثورتين في الحفاظ على حرية واستقلالية مصر من أيدي من يحاولون طمس هويتها، فكان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر هو ملهم ثورة الضباط الأحرار، وجاء الفريق أول عبد الفتاح السيسي ليسير على نفس المنوال ويصبح هو حامي ثورة 30 يونيو.
تلك الرؤية ووجه التشابه كان محور اهتمام نخبة المثقفين المصريين في الفترة الأخيرة، والذين حرص عدد كبير منهم على التواجد في احتفالية ذكرى عبد الناصر، وقراءة الفاتحة أمام ضريحه الكائن بشارع الخليفة المأمون بمنطقة منشية البكري، حيث تقدم الحضور الكاتب الصحفي القدير محمد حسنين هيكل، ذلك الرجل الذي عاصر عبد الناصر وكان الصحفي الأقرب للرئاسة في ذلك التوقيت، كما عاصر مصر "الجمهورية" منذ محمد نجيب وحتى عدلي منصور الرئيس الحالي المؤقت.
ولم يكن هيكل وحده ممثلا عن القوى الناعمة في مصر في ذكرى عبد الناصر، بل حرص عدد كبير من المثقفين على الحضور أبرزهم الكاتب الصحفي عبدالله السناوي والكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي والمنتج السينمائي محمد العدل والأديب والروائي يوسف القعيد.
من جانبه أكد عبدالله السناوي أن زيارة الفريق عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع لضريح الزعيم جمال عبد الناصر هو تقليد للقوات المسلحة على مدى 43 سنة، إلا أن وجود "السيسى" أعطى معنىً مختلفًا هذه المرة، خاصة فيما يتعلق بموقف السيسي من تنظيم الإخوان المشابه لموقف عبد الناصر.
وأشار الأديب والروائي يوسف القعيد أن حرصه الحضور دومًا لضريح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر يؤكد أنه حي في قلوب المصريين بما قدمه لهذا الوطن.
وأضاف أنه يشعر أن الاحتفاء بذكرى ناصر الثالثة والأربعين اليوم وكأنها الاحتفال الأول بسبب ذلك الشعور المختلف الذي ينتاب جميع المصريين بعد رحيل الإخوان وانقشاع الغمامة عن مصر، مما يعطى للاحتفال هذه المرة شكلا مختلفا ودلالة جميلة، خاصة أن عبد الناصر كان من أول المحاربين لظهور تلك الجماعة.
أما الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي فترى أن الاحتفال بالذكرى الثالثة والأربعين لجمال عبدالناصر هذه المرة هو الأجمل منذ أكثر من 20 عامًا، خاصة بعد رحيل أكثر السنوات ظلامًا في عهد مصر تحت مظلة حكم الإخوان، والتي بدأها الرئيس المعزول مرسي في عهده بالحرب على عبدالناصر من خلال تصريحاته الأولى في ميدان التحرير.
وشددت الشوباشي على أن شباب مصر نجح في التصدي لمشروع الإخوان الصهيو أمريكي والذي باء بالفشل في ظل تجمع المصريين على الفريق أول عبد الفتاح السيسي كحامي لثورتهم كما تجمعوا من قبل خلف عبد الناصر.
ومن جانبه قال المنتج السينمائي محمد العدل إن الذكرى الثالثة والأربعين لرحيل الزعيم جمال عبد الناصر تأتي بمذاق مختلف في ظل عودة الشعب إلى طريق الثورة الصحيح بعد أن اختطفتها جماعة الإخوان.
وأوضح العدل أن الوقت حان لاستكمال مشروع عبد الناصر من أجل أمة حرة مستقلة لا تحتاج لأي معونات من الخارج، وهو المشروع الذي سعى الإخوان لوأده تمامًا طيلة فترة حكمهم، في حين يسعى السيسي الآن للعمل على إنجاحه من خلال إعادة هيبة مصر أمام القوى الخارجية العظمي.
فيتو