عندما تسمعون هذه الأمور، أيها الأحبَّاء، لا تأخذوها حرفياً، بل اقبلوها بحسب التدبير. ولم يَغب عن عنصر المياه ما فعله ابن الله سراً في محبة تواضُعه للإنسان. لأن "المياه أبصرتك ففزعت" (مز16:77). ارتجَّت المياه في أماكنها، وتفجرت خارجاً عن تخومها. فالنبي نظرها بالرؤية النبوية قبل كونها بأجيال كثيرة، فتساءل: "ما لك أيها البحر قد هربت؟ ما لك أيها الأردن قد رجعت إلي الخلف؟" (مز5:114). فأجابته: إننا ننظر خالق الكل في "شكل عبد" (في7:2)، ولأننا نجهل أسرار التدبير لذلك فزعنا خوفاً.