منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 11 - 2016, 07:32 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,437

وقف الملك والألم يمزق قلبه ، والدم يقطر من أصابعه ، دم برئ طاهر ، ليست دمائه وليتها كانت !
و طفل رضيع مريض على شفا الموت يذكره بفعلته المريضة المشوهة و إمرأة يقتلها الحزن و العار !
هل من شئ يمكن أن يعيد النقاوة إلى يديه !
وقف ينظر إلى الخلف ، كيف كان يهبط دون أن يدري ، ينحدر دون أن يشعر !
سلماً زلقاً كان يهبط درجاته حتى الى قاع الرزيلة !
----
درجات .. الهبوط .
الخطوة الاولى ..
إستقر الحال أخيراً في المملكة ، الأعداء يهابونها و الحدود مصانة ، الملك محبوب مرضي عنه من الله و الجيش قوي و القادة جبابرة ،
وعندما إستراح الملك بعد عناء سنين و سنين ، و بعد أن قضى السنوات هارباً و تعرض لإهانات و خيانات ، ثم تعويضات روحية و صداقات ،
أخيراً إستقر في مملكته و إستراح في بيت عظيم و في عاصمة قوية غنية إسمها أورشليم ، لم يعد هناك ما يشغل باله أو يقلق قلبه ،
لم يعد الملك يخرج للمعارك بنفسه ، بل بعض الجيوش منتشرون في الجوار ، يحافظون علي الحدود و ينشرون الهيبة .
و تفرغ الملك و إستراح ، فقام متكاسلاً عن سريره ، و تمشى بلا "هدف" على سطح بيته .. فرأى من على السطح ....!!!!
--
إنه الفراغ ، أولى درجات الهبوط !
ليس الفراغ فراغ اليد عن العمل بل فراغ الروح عن الجهاد و السهر !
ظن الملك أن المملكة قد تخلصت من أعداءها ، كما نظن قلوبنا قد تتطهرت من الإثم .. فنتراخى .. نترك قلوبنا نظيفة مكنوسة .. و لكنها فارغة !

“مَتَى خَرَجَ ٱلرُّوحُ ٱلنَّجِسُ مِنَ ٱلْإِنْسَانِ، يَجْتَازُ فِي أَمَاكِنَ لَيْسَ فِيهَا مَاءٌ يَطْلُبُ رَاحَةً،
وَإِذْ لَا يَجِدُ يَقُولُ: أَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي ٱلَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ.
فَيَأْتِي وَيَجِدُهُ مَكْنُوسًا مُزَيَّنًا.
ثُمَّ يَذْهَبُ وَيَأْخُذُ سَبْعَةَ أَرْوَاحٍ أُخَرَ أَشَرَّ مِنْهُ، فَتَدْخُلُ وَتَسْكُنُ هُنَاكَ، فَتَصِيرُ أَوَاخِرُ ذَلِكَ ٱلْإِنْسَانِ أَشَرَّ مِنْ أَوَائِلِهِ!».”
**لُوقَا‬ *11:24-26‬ *

----
الخطوة الثانية ..
وبينما يمثل الفراغ "حالة " يختارها الملك لنفسه و عذراً مريحاً لضميره بعد فترة من العمل و الاجتهاد ، يمثل الشيطان " ظروفاً " متشابكة ، فخاً مخفياً ، إستغلالاً مناسباً لهذه الحالة ..
يكمن كأسد ، أو كحية !
تمشى الملك على سطح بيته ، فرأى .. إمرأة تستحم !
إهرب اذاً أيها الملك ، حاول ضميره أن يصرخ ،
حول نظرك أنظر الى السماء ،
حول عقلك ، إفتح أذنك و إسمعني ،
إنه فخ و شباك تلتف حول أقدامك !
إرفع عينك عنها الآن !
و لكن الملك لم يرفع عيناه و لم يفتح أذناه لضميره ، بل همس إبليس في أذنه " المرأة جميلة المنظر جداً" ، كما كانت الثمرة على الشجرة شهية للنظر جداً ..
فإستسلمت عيناه في تكاسل .. نعم .. إنها جميلة المنظر جداً.
إنه إبليس ،
خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ.”
**بُطْرُسَ ٱلْأُولَى‬ *5:8‬ *
----
الخطوة الثالثة ..
و تقصى الملك و سأل معارفه ، من تلك المرأة التي تسكن بالجوار ؟ أليست "بثشبع " زوجة " أوريا" ؟
فأجابوه .. نعم ،
وعندها إنتفض الضمير مؤكداً، متزوجة هي ، هلم بنا نبتعد ،
هيا أيها الملك العظيم ، تذكر مكانتك و هيبتك ، سمعتك و صيتك ،
أذكر الله في قلبك يا مولاي ، إنه يرى أفكارك و قلبك ، يرى الخطية الرابضة عند أعتاب بيتك ، يسمع فحيحها ، أنت قوي أيها الملك ، أنت تسود على أفكارك و شهوتك !
و لكن الملك تذكر ، تذكر سلطته وسلطانه ، و أمر فأطاعه خدامه ..
فأرسل و أحضر المرأة من بيتها ، فدخل إليها و إضطجع معها !
إنها السلطة ، الإمكانيات .

-----
الخطوة الرابعة ..
سقط الملك سقطته العظمى ، و هدأ صراخ الشهوة التي كانت تئن في جوانب عقله .
وظن الأمر زلة و إنتهت ، أو كبوة .. و لكل فرس كبوة !
ولكن ذلك الفخ الذي كان يبدو حفرة صغيرة ، إذ هو بئر عميق القاع !
و الإنسان وإن ظن نفسه متسلطاً متمكناً لا يحسب أبداً حساب كل شئ !
معركة خاسرة بين ذكاء الانسان و دهاء الشيطان !
الملك الذي ظن أن الامر عابر ، إذ المرأة تحبل ، و ترسل و تخبره !
نعم ، فزوجها في الحرب ، رجل شريف ، يحارب بإسم الملك و المملكة !
أما عن ضمير الملك ، فكان جريحاً متهاوياً !
ويرفع الشيطان يده عندئذ ، بعد إمضاءه الاخير و ختمه الخبيث !
لا تنتهي الخطية ببساطة ..
دائماً إمضاء الشيطان " ما لم يكن محسوباً حسابه "
----------
الخطوة الخامسة
هدأ الملك نفسه بعد صدمته الشديدة ، جلس يخطط للخروج من مشكلته .
قديماً كان الله يفتح أمامة الطرق و يحل العقد و يزيح الصعاب ، كانت الخطط بيد الله الذي يدبر الأمور و يهزم الأعداء ،
قديماً ، حين لم يكن هناك ما يفصله عن الله ، كانت الفخاخ تنكسر من تلقاءها بينما كان هو مطمئناً مستسلماً ينجو من شباك الصيادين بنعمة الله !
أما الآن .. عليه أن يهرب من وجه الله، عليه في هذه المرة أن يخرج من الفخ بذكاءه !
فكر ..
يمكنه بسهولة أن يستدعى زوجها من جبهة القتال ، فيعود مشتاقاً لزوجته ، مرتاحاً في أحضانها ، ثم يرجع الى القتال.
وتحل المشكلة، وتقول المرأة أن الحمل من زوجها ، ويفتخر الشيطان بذكاء الانسان !!
و لكن الشيطان لا يحب الانسان و لا يفخر بذكاءه و لا يسعده إن نجا من فخ دون كسر !
الشيطان ينتظر ليشتكي و ليشمت ، ويسيل لعابه ليفترس !
وعاد الزوج الشريف من الجبهة بأمر الملك ، ووقف أمامه يطلعه أخبار الجيوش و مسار الحرب ، فيسمعه الملك بتملل ، و يصرفه من أمامه بتعجل " إذهب الى بيتك أطعم و إغتسل و أرتاح الى قلب زوجتك " ! وأمضى الملك ليلته متوتراً قلقاً.
بينما الرجل الشريف يأبى أن يرتاح في بيته !
يستعف أن يدفأ في أحضان زوجته بينما الجيش في قتال و الجنود في خيام !
و يَهمس الخدم أذن الملك .. هوذا الرجل أمام البيت ينام حتى موعد العودة لجبهة القتال !
و يملأ الغيظ الملك ،
لماذا يبدو الرجل شريفاً بهذا الشكل ؟!
وفوجئ الملك إنه لم يعد يسر بالحق !
لم يعد سعيداً بولاء قائد بجيشه ، بل حانقاً من هذا الشرف و التعفف!
أصبح الملك ( لا يسر بالشرفاء ) .
-----------
الخطوة السادسة
و بعدما أظهر الجندي الأمين الولاء الشديد لملكه و للجيش و للشعب ، و لم يستسيغ الراحة و التنعم ، أصبح أمام الملك خياران كلاهما مُرٌ ، طريقان كلاهما كرب !
أيندم و يتوب .. و يفتضح
أم يداري فعلته بأي وسيلة .
أي وسيلة ؟!
ربما يموت زوجها قضاء و قدراً و ليستره الله ويتزوج المرأة ؟
ربما يموت الجنين دون أن يعلم أحد ؟
ولكن لا الزوج الشريف يموت و لا الجنين !
لابد للزوج أن يموت ،لابد للفضيحة أن تموت !
لابد أن يداري فعلته بأي ثمن !
و أصدر الملك أمراً لرئيس الجيش أن يكلف أوريا بأن يتصدر القتال ، ثم ، ليتراجعوا الى الخلف تاركينه في المواجهة .
.. ماهذه القسوة الجامحة؟!
ما هذه السلسلة المتشابكة الحلقات من الخطايا ؟
ما هذه الشهوة التي تلد خطية فتنشئ موتاً ؟!
وكأنما الملك يغزل بنفسه شباكاً تلتف حول قدميه ، ويختار حكم الموت لنفسه !
وجاء رسول بالخبر !
و فرح الملك بالشر جداً، فرح بموت رجل تقي برئ !
عند الهبوط، درجات لا تنتهي ، حتى القاع .
الخطية سلسلة .. تتنقل هبوطاً بين حلقاتها .. تفاجأ بها في القاع .
الخطوة السادسة " الوسائل "
------
الخطوة السابعة
وأمر رئيس الجيش أن يُخبر الملك بالهزيمة المؤقتة للجيش ،
وفي هذه المرة ، لم يهاب الملك ،
فقد إهتزت صورة الملك !
أصبح مكشوفاً أمامه و خطيته يعرفها جيداً.
الملك العظيم أصبح مكسوراً أمام قائد الجند .
أوصى القائد رسوله أن يخبر الملك بالهزيمة ، فإن غضب يسرع فيخبره أن " أوريا الحثي " قد مات !
للهبوط " سمعة " رديئة و " صيتاً " ملوثاً .
فتتزعزع المكانة و تهتز الثقة !
---------
الخطوة الثامنة
الخطوة الاخيرة في الهبوط..
ذلك التغير السافر في الشخصية .
بعدما كان الملك يغار على نصرة الشعب ، بعدما كانت الارواح مهمة ، فجأة تبدلت آراءه لتناسب موقفه الجديد.
أصبح يرى أنه لا ضرر من خسائر الحرب ، و لا يتألم لهذه الهزيمة و لا لمن مات من الابرياء لينعم هو بحياة بلا ندم أو فضيحة .
برر لنفسه أن " السيف يقتل هذا و ذاك "
و أعاد الرسول الى قائد الجيش يطمئنه أنه راض ، و يؤمد أمامه كم هو مستسلم للشر .
و كم أعمت الشهوة و الخطية عيناه عن الندم .
إنه القاع ،
( حين تصبح الخطية هينة و الإثم كالماء . )
-------
الغريب ، إنه في نهاية السلم الزلق للخطية يقف أب حنان !
يعد خطة أخرى للتوبة و تأديباً خاصة للإستفاقة ، و مساراً معداً للعودة !
مهما كان الإنحدار و مهما زل و سقط و كسر ..
يقوده الرب نحو التوبة ! مهما تعددت وسائل الاغراء تتعدد أبواب التوبة ..
هذا القلب الذي أحبه الرب يمكن إصلاحه و استعادته
ليعود لداود مكانته .. مرنم إسرائيل " الحلو ".
-----------
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
شخصيات كتابية تتحدث عن نفسها ( مرنم اسرائل الحلو داود النبي )
سمات داود مرنم اسرائيل الحلو
اول البوم ترانيم خليجيه .مرنم خليجي اسمه داوود الخليج
مرنم إسرائيل الحلو
صفات داود مرنم اسرائيل


الساعة الآن 05:59 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024