يبدأ هذا الأصحاح بصرخات مرة، ونظرة تشاؤمية من نحو الإنسان، بكونها مثقلة دوما بالمتاعب والضيقات التي لا تنقطع، كما يكشف أيوب عن حقيقتها كعشب حقل سرعان ما يذبل بحرارة شمس التجارب، وكظل سرعان ما يتبدد. يبدو أيوب كمن يصرخ إلى الله ليرفع يده عنه فيستريح من عناد التجارب، كما يبدو كمن لا رجاء له في الحياة من جديد بعد موته. لكن من يدقق في كلماته يجدها مملوءة رجاء في الرب، كمخلص للبشرية، وحده قادر أن يحولها عن الخطية إلى البر الحقيقي، ويهبها القيامة والحياة الجديدة بعد زوال السماء والأرض. إنه يتطلع إلى الموت كاضطجاع مؤقت أو رقاد يلحق استيقاظ.