رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الاتحاد الأقنومي إن اتحاد الطبيعتين، الإلهية والبشرية (غير المخلوقة والمخلوقة) صار في شخص الله الكلمة المتجسد، ولأجل هذا يقال اتحاد أقنومي، أي أن يسوع المسيح لديه فقط أقنوم هو أقنوم الله الكلمة في حالته المتجسدة، أي أقنوم مركب، وهذا يعني: أولًا: أن التجسد كان يخص حصريا أقنوم ابن الله، وليس الأقنومين الآخرين للثالوث القدوس. ثانيا: التجسد كان نتيجة اتحاد اللاهوت والناسوت في شخص المسيح الواحد. وتوجد توجد ثلاث طرق تتحد بها الأقانيم الإلهية:
بحسب الجوهر: الطريقة التي تتحد بها الأقانيم الإلهية فيما بينهما حيث لها جوهر إلهي واحد وطبيعة إلهية واحدة. بحسب الأقنوم: (الاتحاد الأقنومي) به اتحد أقنوم الله الكلمة بالطبيعة المتفردة البشرية الكاملة ليست في حالتها المجردة بل بكيان محدد واقعي حتى أننا نستطيع أن نقول بأنه بعد التجسد صار أقنوم مركب (إله وإنسان في آن واحد) في شخص واحد. بحسب الطاقة أو بحسب النعمة غير المخلوقة: الطريقة التي يتحد بها الله بالبشر المؤمنين. – إذن حين نقول إننا نتحد بالله لا بد أن نضع في إدراكنا أننا نتحد بحسب النعمة، وحتى لو قلنا إن اتحادنا بالله أقنوميًا، فنحن نعني هنا بكلمة «أقنوميًا» أن الاتحاد حقيقي وفعلي، لكن يظل الاتحاد الأقنومي الذي صار في التجسد أي اتحاد اللاهوت والناسوت في شخص الله الكلمة فريدا ومميزا، وهو مصدر اتحادنا بحن بالله في المسيح بحسب النعمة. فنحن كما رأينا نؤمن بطبيعة واحدة، بمسيح واحد قبل وبعد التجسد. يؤكد القديس كيرلس على هذه الحقيقة، قائلًا: «نحن لا تعزل العنصر البشري عن العنصر الإلهي، ولا نجرد الكلمة من البشري بعد اتحادهما الذي لا يوصف، لكن نعترف بابن واحد، الذي من طبيعتين بطريقة سرية – ظهر في شخص واحد باتحادٍ سامٍ بدون تحول لطبيعته» … إن الطبيعة التي أخذها الكلمة هي طبيعة بشرية كامله وليس لها “بروسوبون” واتحد بها. بهذه الطريقة المعجزية والفريدة تحقق ما هو مستحيل وهو أن الله اتحد بالبشرية. لقد رأينا كما زعم بعض الهراطقة أن تكون هناك علاقة بين يسوع الإنسان بعد ولادته من مريم والله الكلمة. لكن هذه العلاقة كانت ستكون مجرد تواصل، علاقة وليس اتحادًا، أي كانت ستكون لهذه العلاقة ملمح أخلاقي وليس وجودي (الأنطولوجي)، وهكذا يكونوا قد ألغوا الدور الخلاصي في الاتحاد الأقنومي. حيث إن الفعل الخلاصي الله الكلمة، من جهة سيكون له ملمح خارجي فقط (أخلاقي). ومن جهة أخرى، سوف ينحصر فقط في شخص واحد وفريد، يسوع في هذه الحالة سيكون شخص بشري مستقل، كما حدث في التاريخ مثل الأنبياء. لكن هدف التجسد لم يكن تحسين أخلاقي لواحد أو أكثر من البشر (حيث تم بالفعل هذا الأمر في العهد القديم)، بل خلاص كل الجنس البشري. وهذا الهدف يتحقق بالاتحاد الأقنومي للطبيعتين، الطبيعة البشرية في حالتها الواقعية الكاملة والطبيعة الإلهية في شخص المسيح الواحد. وبهذه شفيت الطبيعة البشرية كلها…. يقول القديس يوحنا ذهبي الفم في شرحه لنص (يو ١١: ٢):”الله الكلمة والجسد هما واحد بالاتحاد والارتباط، ليس بأية حال في اختلاط، ولا بطمس الجواهر، بل باتحاد خاص يفوق الوصف والفهم، وما من إمكانية لرفع طبيعتنا الساقطة مرة أخرى إن لم يكن للذي صاغها وشكلها منذ البدء أن يمد يده إليها ويعيد تشكيلها من جديد، من خلال الميلاد الثاني بالماء الروح”….. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ما هو هذا الاتحاد الأقنومي، ومع من يتم |
أثر الاتحاد الأقنومي على طبيعة الناسوت |
نتائج الاتحاد الأقنومي |
معنى الاتحاد الأقنومي |
الاتحاد الأقنومي |