" ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب البتة، لأن المرتاب يشبه موجا من البحر تخبطه الريح وتدفعه" (يعقوب 1، 6) كنت أنام في غرفة واحدة مع بعض شبان عديمي النزاهة، فكثيرا ما تفقد جواربنا أو غيرها من المقتنيات، لذلك ساد الغرفة و الزملاء، جو من عدم الثقة و سوء التفاهم، وواضح أن جوا كهذا يخلق الشك والقلق، فتفقد الحياة صفوها. هذا ما يحدث لنا تماما إذا لم يكن إيماننا وطيدا وقويا بالله، لن تكون علاقتنا معه صحيحة وقد يسودها سوء التفاهم كذلك الصلاة، كيف نطلب من الله ما لم تكن لنا ثقة تامة بصدقه و كرامته و قدرته على الإجابة؟ انهزأ به؟ الإيمان يعني التسليم الكلي ليد الله القوية الأمينة. لن يعسر على الله أن يعمل دون إيماننا، و لكنه هكذا فرض علينا. أنه يطلب من المسيحي أن يجعل حياته كلها معتمدة على الإيمان.
كيف نقوي إيماننا؟ لا يتوقف تقوية إيماننا على تلاوة ترنيمة مثلا أو عمل نعمله الإيمان من الله كما جاء في أفسس 2، 8 و هو وحده يقويه بعد أن نطلب منه. بعد الطلب علينا أن نقرأ الكلمة ونركز عليها لأن " الإيمان بالخبر و الخبر بالكلمة " (رومية 10، 17) فكلما قرأنا الكلمة و ركزنا أفكارنا على الله من خلال كلمته، نرى قوته ومجده، ويزداد إيماننا وتقوى ثقتنا فبه، لأن الإيمان يشبه عضلات الجسد التي تتشدد وتقوى بكثرة الاستعمال و التمرين، و لضعف إيماننا لا يستجيب لنا الله" لأن كل ما ليس من الإيمان فهو خطية "(رومية 14، 23) فما علينا إلا أن نعترف بضعف إيماننا ونطلب من الله أن يقويه.