ربما تأمل يعبيص حال إخوته وعشيرته في جيله، فوجدهم في فقر وإفلاس وهُزال روحي، وصار الضعف هو السمة الغالبة وصارت أمور الله بالنسبة للأغلبية ليست إلا روتينًا جافًا ومُضجرًا اعتادوا عليه وفقدت الحياة طعمها ودفئها ولم يبقَ سوى الشكل بمظهره الجامد وبرودة الموت. رفض حالة السطحية الكئيبة والعلاقة الشكلية الرتيبة، فتضرع للرب وخرجت من أعماقه تلك الصرخة التي هزت جدران قلبه “ليتك تباركني”.