|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هذه القوى كلَّها لا تكفي لتجديد الإنسان داخلياً، وغالباً ما يتبين أنها غير وافية، ولو لضبط الإثم ضمن حدود. وليس علينا هنا أن نفكر فقط، في هذا الإطار، في عالم الجريمة الذي يوجد في كل مجتمع والذي يحيا حياته الخاصة. إذ أن ذلك واضح أحياناً في الفتوحات وحركات الاستعمار، والحروب الدينية والعِرقية، والثورات الشعبية والقومية، وما إلى ذلك، حيث يتبدى للعيان ما في القلب البشري من إثمٍ رهيب لا يسبر غوره. أما تهذيب الحضارة فلا يستأصل الشر المتأصل في القلب، بل بالأحرى يُنشئ صفاقةً في تنفيذ الإثم. حتى أنبلُ الأعمال ظاهرياً، إذا ما فُحصت عن كثب، لا يندر أن يكون قد دفع إليها أنواعٌ شتى من الاعتبارات الآثمة من أنانية وطموح قتال. وأيُّ من يفهم شيئاً من أمر شرِّ القلب البشري وخداعه، لا يُدهش البتة إزاء وجود شرٍّ في العالم كثير بهذا المقدار. بل إنه بالأحرى ليتعجب من كون خيرٍ كثيرٍ بهذا المقدار ما زال موجوداً في العالم، ويسجد لحكمة الله الذي يعرف دائماً كيف يُنجز هذا المقدار العظيم بمثل هذا الجنس البشري. إنه من إحسانات الرب أننا لم نَفْنَ، لأن مراحمه لا تزول (مراثي إرميا 3: 22). أجل، إن الصراع المتواصل بين خطية البشر التي تحاول أن تتفجر ونعمة الله التي تقمعها وتُحيل فكر البشر وفعلهم إلى خدمة مشورته وقصده تعالى. |
|