رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أنطونيوس يكتب لأولاده الأحباء بالرب، ويهديهم السلام. أيها الأحباء في الرب، لقد افتقد الله خليقته ليس مرةً واحدةً فحسب؛ بل في كل وقت منذ بداية العالم إلي نهايته. فكل مَنْ يطلب الرب باجتهاد ومحبة ويسمع تعاليمه يكون معه ويعطيه نعمة الروح القدس. وحيث إنّ الطبائع الناطقة المشتركة مع الأجساد قد ضعفت وتغيرت بسبب حركات النفس وماتت، ولم تستطع أن تدرك خلقتها الأولي، بل "صارت كالبهيمة" (يه10)، "وخدمت (أي عبدت) المخلوقات دون الخالق" (رو25:1)؛ فقد افتقد خالق الكل، بقوة صلاحه، خليقته بنواميسه المحيية. والذين استحقوا هذه النعمة، وساروا بحسب النواميس المغروسة فيهم بكل قوَّتهم ونَّيتهم وقبلوا روح النبوّة وتعلّموا من الروح القدس؛ استطاعوا أن يسجدوا للخالق كما يجب. كقول الرسول بولس: "هؤلاء كلهم المشهود لهم بالإيمان لم ينالوا الموعد، إذ سبق الله فنظر لنا نحن شيئاً أفضل لكي لا يُكلمَوا بدوننا" (عب11: 39و40). |
|