رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كلمة قداسة البابا شنودة الثالث في يوم نياحة نيافة الأنبا اغاثون المطران صاحب الفؤاد القوى الشجاع كلمة قداسة البابا شنودة الثالث مثلث الرحمات في يوم نياحة ابينا مثلث الرحمات نيافة الأنبا أغاثون الاحد 30/5/1999م الأنبا أغاثون’ له في قلبي مكانة خاصة كان صديقاً’ ومحباً’ وكان ابناً أيضاً. هو أول شخص تقبلت اعترافاته من الرهبان’ وأنا ما كنت أريد في يوم من الأيام أن أكون كاهناً’ وقد اعتذرت من هذة الدعوة مرات عديدة ولكن أخيراً لما لم يوجد أباء اعتراف في الدير’ طلبوا مني أن أُرسم كاهناً لأخد اعترافات الرهبان الجدد’ وكان أول راهب أخذت اعترافاته هو الأنبا أغاثون.رُسم راهب في24 أغسطس سنة 58’ وأنا رُسمت قساً بعده بأسبوع واحد لكي أخذ اعترافاته في 31 أغسطس سنة 58 ’وبقي معي في الاعتراف من 58 الي 99 ’41 عاماً قلبه مفتوحاً أمامي وكل أعماله واضحةً أمامي . وهو راهب في الدير إهتم ببيت الخلوة’ والشباب الذي يحضر فيه’ وكان يعطيهم أنظمة قوية تثبتهم في الحياة الروحية. ثم خرج من الدير وأشرف علي دير طموه في الجيزة’ وكان في ذلك الحين الدير خرباً’ وتوجد فيه بقايا الهدم’ والثعابين الكثيرة الموجودة فيه. وكنت أري قوة قلب هذا الرجل. وفي وقت من الأوقات سمع حركة في الغرفة التي كان يبيت فيها’ فعرف إن ثعبانٌ موجوداً’ فقام وطارده ونزل الثعبان علي السلالم’ فنزل وراءه وطارده’ إلي أن أستطاع أن يقتله ويعلقه في حجرته. كان قوياً.... هو أول أسقف عام رسمته في الكنيسة’ وأول أسقف رُسم في يوم عيد العنصرة الذي هو هذا اليوم. رُسم أسقفاً سنة 72’ أي إِنه في هذا اليوم له 27 سنة في الأسقفية. رُسم أسقفاً عاماً وكنت أعهد إليه بالأمور الصعبة جداً’ فمثلاً: أعياد القديسين التي كانت تسمي قديماً بالموالد. أول ما تسلمت مهمتي البعض قال لي’ الغي الموالد لأن فيها أمورغيرروحية تحدث’ والبعض قال لي’ أن هذه الموالد عبارة عن تجمع شعبي ممكن أن نعطيه دروس روحية متعددة. فانتدبت نيافة الأنبا أغاثون ليقوم بهذه المهمة. وكان الناس الذين يعبثون في الموالد يقومون بالرقص’ والغناء’ وما إلي ذلك يتكسبون من مهمتهم هذه. ولما بدأ في إصلاح الموالد وإلغاء كل هذه الأمور’ تعقبوه وأرادوا قتله’ لأن رزقهم هو من هذا العمل. ومع ذلك كانت له الشخصية القوية في هذه الأعياد’ أعياد القديسين’ التي ألغيت من الموالد وأصبحت أعياد قديسين. دخل في دير المحرق وأصلح ما كان فيه من موالد.ودخل في دير جبل الطير وأصلح نفس الأمر. وفي مسطرد. وتتبع الأمر في أمورعديدة إلي أن أصلح جو الموالد’ وحولها إلي أعياد للقديسين’ وفيها الصلاة’ وفيها التسبحة وفيها التراتيل’ وفيها العظات الروحية. ولقد عمل خلال 4 سنوات الأولي له في الأسقفية في مجالات عديدة’ فيما هو يشتغل في القاهرة في منطقة مثل مسطرد’ يشتغل في وجه قبلي في منطقة مثل جبل الطير’ ومثل دير المحرق’ وكان نائباً بابوياً لمنطقة إسنا والأقصر وأصلحها قبل أن تسلمها أخيراً نيافة الأنبا امونيوس’ وكان كذلك في نجع حمادي وأبو تشت والسلمانية وهو يعمل في كل تلك المناطق إلي أن تسلم هذه المنطقة نيافة الأنبا كيرلس أسقفها’ وفي نجع حمادي إشتغل في كل هذا الجو’ وإشتغل أيضاً في دير الرزيقات في الصعيد وحوله من مكان خرب إلي مكان عامر’ وهو أول من تعب في هذه الاديرة. أخيراً بعد سنوات طويلة في هذا الجهاد في مناطق متعددة’ تولي إيبارشية الإسماعيلية. وإشتغل في الإسماعيلية علي قدر طاقته’ وهذه الكنيسة التي ترونها والتي نصلي علي جثمانه فيها’ هي من صنع يديه ومن نعمة الله ومن تعاون رجال الإدراة معه. نشكر ربنا علي الأعمال التي قام بها نيافة الأنبا أغاثون. وكان أيضاً رئيساً لدير الأنبا بولا. تولي رئاسة دير الأنبا بولا ورسم عدداً كبيراً من الرهبان’ وأصلح في الدير إصلاحات عديدة. هوإنسان له طاقة كبيرة جداً’ وله قلب قوي لا يعرف الخوف علي الإطلاق’ ومع ذلك في حياته أحياناً ألوان من البساطة. كيف تتفق قوة الشخصية الجبارة مع البساطة أحياناً ؟!. دة نوع من النفسية فيها البساطة و فيها القوة. أنبا أغاثون رُسم أسقفاً ورقيَّ إلي رتبة المطران’ولكن للأسف الشديد لاحقته أمراض عديدة جداً منها: مرض الحساسية التي عجز كثير من الأطباء في وصف علاجه’ والضغط’ والسكر’ وأيضا أمراض المرئ’ وأمراض في عينه’ وكان صابراً يتحمل هذه الأمراض كلها.وفي الآخر دخل السرطان في جسمه وتشعب في جهات عديدة’ بحيث أصبح لايمكن العلاج’كل مايمكن للأطباء أن يعملوه في أيامه الأخيرة أن يعطوه حقن مسكنة’ أو مخدرة لكي يتحمل الألم. مات وهو لا يعرف أنه مريض بالسرطان’ وكنا نعرف ذلك’ ولا نريد أن نتعب نفسيته بهذا الأمر إلي أن لقي ربه أخيراً في نفس يوم عيد العنصرة. وفي هذه المناسبة أحب أن أشكر أبونا مكاري الأنبا بولا الذي كان يخدمه أثناء مرضه’ والذي كان يتابعه في كل صحته’ وفي كل متاعبه الصحية’ يسنده وينيمه علي سريره ويقيمه ويعمل معه كل ما يمكن أن يعمله ممرضاً نادر في ذلك’ لأنه كان يعمل ذلك بروح المحبة التي فيه. نحن حينما نودع الأنبا أغاثون إنما نودع قطعة منا’ أخ’ وصديق’ وابن’ وحبيب’ وإنسان مجاهد’ وقوي’ من النادر أن توجد هذه العينة كثيراً. ونشكركل الأحباء الذين حضروا هذا الجناز وكل رجال الإدراة علي رأسهم محافظ الإسماعيلية’ ونشكر رجال الشرطة علي تعبهم في حفظ النظام في هذا اليوم. وأخيراً نطلب له النياح ونطلب العزاء لكم جميعاً |
|