"أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ" فتشير إلى طلب يُوحنَّا المَعمَدان من الناس أن يتوبوا، أي مَن ارتفع قلبه بالكبرياء، أو مَن التهب قلبه بالطمع أو الشهوة فليغيِّر طريقه. والعكس فمن كان يشعر بيأس أو صغر نفس فليكن له رجاء منذ الآن كما تنبأ أشعيا "كُلُّ وادٍ يَرتَفعِ وكُلُّ جَبَلٍ وتَلٍّ يَنخَفِض والمُنعَرِجُ يُقَوَّم ووَعرُ الطَّريقِ يَصيرُ سَهلاَّ" (أشعيا 40: 4). وتصبح طريقنا قويمة للرب عندما نستقبل بتواضعٍ كلماته، وتكون قويمة إن مارسنا حياتنا في توافق مع وصاياه.
يعلق القدّيس مَكسيمُس الطورينيّ "عندما كان يوحنّا يتكلّم في أيّامه مُبشِّرًا بالربّ، لم يكن يتوجّه بكلامه إلى الفرّيسيّين فقط بقوله: "أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ واجعَلوا سُبُلَه قويمة. فهو لا يزال اليوم يصرخ فينا، يهزّ دويّ صوته صحراء خطايانا"(العظة 88).
ويُوصينا القديس أمبروسيوس "فليُعد طريق الرب في قلوبكم خلال حياة لائقة وبأعمال صالحة وكاملة، فيحفظ هذا الطريق حياتكم باستقامة، وتدخل كلمات الرب إليكم بلا عائق". فالمسيح وحده يستطيع أن يعطي حياتنا معنى.