كيف ندرس الكتاب المقدس (3)

[Mary Naeem]

كيف ندرس الكتاب المقدس (3)



"فَكُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِاللهِ كَأَوْلاَدٍ أَحِبَّاءَ، وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضًا وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَانًا وَذَبِيحَةً للهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً." في1:5،2!


تكلمنا في الأعداد السابقة إن السبب الأساسي لقراءة الكتاب المقدس هو معرفة الله الذي سنقضي معه الأبدية كلها بل أن هذه المعرفة هي شرط للحياة الأبدية! لكن في معرفة الله هناك جانب أخر يجب أن نُغطيه و هو القدوة و المثل!

عند كلٍ منا مثلاً أعلى و أرى أننا نهتم بأن نتابع كل حركة من حركاته! فمثلاً الشباب كثيراً ما يرون في لاعبي كرة القدم مثلاً أعلى! فتجد الشاب يُعيد مشاهدة أي ’جون‘ (هدف) يحرزه مَثله الأعلى عدة مرات و يحاول أن يُقلده و يتعلم منه! إن ما يُحزنني هو أنني قلما أجد شخصاً يرى الرب يسوع مثلاً أعلى له! لا اجد شخصاً يُتابع ما فعله الرب يسوع في الكتاب المقدس و يُعيد قراءته ليستمتع بالـ’جون‘ الذي أحرزه الرب يسوع! بل المحزن أكثر أننا نتخيل أنه من الخطأ أن يكون الرب يسوع مثلنا الأعلى!


في الحقيقة هذه كذبة كبيرة من عدو الخير إبليس لأن الكتاب المقدس نفسه يُوصينا أن نتمثل بالرب يسوع الذي هو الله المتجسد! إن المقطع المذكور هنا يُؤكد هذه الحقيقة: يجب أن نتمثل بالله الذي أحبنا! لكن الشرط هنا هو أن نكون محبوبين في الأصل لأنه إن كنا لا نشعر بأن الرب يُحبنا فكيف سنتمثل به و بمحبته لنا! إن موضوع الكتاب المقدس هو محبة الله لنا و لذلك فإذا أردنا أن نتمثل بالله في محبته لنا يجب أن نقرأ الكتاب المقدس! يجب أن نبحث عن ’الأجوان‘ أو الأهداف التي أحرزها الله بمحبته لنا و نعيد مشاهدتها مرة و مرات! الجون الذي أحرزه مع لعازر و مع الخمسة آلاف جائع و مع المفلوج و السامرية و ...إلخ!


إن كلمة "متمثلين" التي يستخدمها الكتاب هنا تعني حرفيا أن "نقلد" الله! مثلما يفعل الإبن مع أبيه كما تقول الآيات أعلاه! لكن التقليد يجب أن يبدأ بالمُشاهدة و لهذا يجب أن نقرأ الكتاب لكي نُشاهد الله! بل إن الكتاب يُوصينا أن نفعل هذا إذا أردنا أن ننتصر على الخطية فيقول "لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ" عب1:12،2! إن كلمة ناظرين هنا تأتي في اللغة الأصلية بمعنى أن نحول نظرنا عن كل شئ و "نُحدق" أي ’نُحملق‘ في الرب يسوع! يجب أن لا ترى عيوننا إلا هو!

إن الرب يسوع قال "وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا" يو34:13 لكن وصية المحبة وصية قديمة (لا18:19)
إذاً لماذا سماها الرب وصية جديدة؟ إن الجزء الجديد في هذه الوصية الذي لم يكن مذكوراً قبلاً هو "كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا"! إن الجزء الجديد هو أن نتمثل بالرب يسوع و محبته لنا! في العهد الجديد لنا هذه الميزة أننا نعرف الله أكثر وضوحاً من أي وقت مضى و بالتالي نقدر أن ’نُحملق‘ فيه في الكتاب المقدس و نُقلده!




سَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. في 7:4

[Magdy Monir]

شكراً على مشاركتك المثمرة
ربنا يبارك خدمتك

[Mary Naeem]

شكرا على المرور