رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ شَيْئًا فَتَحَنَّنْ عَلَيْنَا وَأَعِنَّا إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ شَيْئًا فَتَحَنَّنْ عَلَيْنَا وَأَعِنَّا ( مرقس 9: 22 ) يا له من منظر مؤلم نقرأ عنه في هذا الفصل، يُمثِّل لنا سلطان الشيطان على الإنسان بصورة مرعبة ومخيفة! منظر صبي به روح نجس يُقدِّمونه لربنا يسوع «فلمَّا رآه للوقت صَرَعهُ الروح، فوقعَ على الأرض يتمرَّغ ويُزبِد». منظر أب كسير القلب يتوسَّل إلى الرب يسوع لأجل ابنه قائلاً: «إن كنت تستطيع شيئًا فتحنَّن علينا وأَعِنَّا». يسأل الأب لا عن محبة المسيح بل عن قدرته، قائلاً: «إن كنتَ تستطيع». لاحظوا أيضًا جواب الرب يسوع له قائلاً: «إن كنتَ تستطيع (أنتَ) أن تؤمن. كلُّ شيء مُستطاع للمؤمن». كأنه يقول له: المسألة ليست مُتعلِّقة بإمكانية الشفاء لديَّ، بل متعلقًة بالإيمان لديك. «فللوقت صرخَ أبو الولد بدموع وقال: أُومِن يا سيد، فأَعِن عدم إيماني». قد تبدَّد كل شك من قلب الأب، وآمن بمقدرة المسيح، فصرخ من أعماق قلبه قائلاً: «أُومِن يا سيد». وكفى أن المُخلِّص العظيم قال كلمة: «أيُّها الروح الأخرس الأصم، أنا آمُرُكَ: اخرُج منه ولا تدخلهُ أيضًا!»، فالروح النجس ترك فريسته، والرب يسوع أمسَك الصبي بيدهِ وأقامه. إن كنت قد شككت أيها القارئ العزيز في مقدرة الرب يسوع على إنقاذك من ملكوت إبليس وسلطانه، فاتخذ لنفسك درسًا من هذه القصة، وثق بأن خلاصك يتوقف على إيمانك بالرب يسوع القادر أن يُخلِّصك إلى التمام. السبب الوحيد لخضوعك إلى الآن لعبودية إبليس هو عدم مجيئك ليسوع المسيح كخاطئ مسكين وبائس، مؤمنًا به لخلاصك. واعلم أن قوة الله التي لا حدَّ لها هي الفعَّالة لخلاص الخطاة من عبودية الخطية والشيطان. ولا تنسَ أن دم ابن الله هو أساس خلاص الخطاة البائسين. ومَن ذا الذي يقدر أن يَحِّد قيمة هذا الدم الكريم؟! أ لم تلاحظ أن الرب لم يكتفِ بأن يأمر الروح النجس أن يُفارق الصبي فقط، بل ونهاه عن أن يدخله أيضًا! وبذلك صار الصبي في مأمَن من أن يدخله العدو مرة أخرى. فالرب يسوع لا يُخلِّص الخاطئ ثم يتركه لتوالي عبودية الشيطان، بل ويُخلِّص جميع الذين يؤمنون به خلاصًا أبديًا. فتعال إليه حالاً كما أنت؛ عريانًا وبائسًا وخاطئًا، مؤمنًا فقط في كفاية دمه ومحبة قلبه وقوة يمينه، فتنتقل في لحظة من عبودية الشيطان إلى حرية ابن الله الذي قد غلب الشيطان، وبقدرته الفائقة يحفظ كل خرافه فلا يهلك منها أحد |
|