مقدمة في علم اللاهوت الطقسي
القمص إشعياء عبد السيد فرج
تقديم
بسم الثالوث القدوس
أن مجد كنيستنا القبطية وجلالها وجمالها أعظم مما يستطيع المؤمن الساذج أن يجتليه أو يحسه أو يحيط به..
أن كنيستنا لا زالت في حاضرها كخيمة الاجتماع في العهد القديم مغطاة بجلود كباش مصبوغة بالحمرة وجلود تخس، وأما مجدها الحقيقي فهو من داخل " مزمور 44: 13 " كل شيء في داخلها من ذهب، ولا يراه من ينظر إليها من الخارج ولكن من يدخل إليها وينظرها في باطن.
وكنيستنا القبطية الأرثوذكسية هي في حقيقتها صورة صادقة للروحانية المسيحية لا يعرفها ولا يفهمها من ينظر إليها نظرة سطحية أفقية بل فقط من ينظر إليها من باطن أو من داخل، نظرة من تحت إلى أعلى ويتدرج في النظر في سلم صاعد حينئذ يرى كل درجة يعلوها ما لم يراه في الدرجة التي فوقها.
ومن خلال هذا البحث البسيط نقدم مدخلًا للدراسة والتعمق ومعايشة الكنيسة عاملين بقول السيد الرب تمسكوا بما هو عندكم إلى أن آجيء " سفر الرؤيا 2: 25".
وأعلم أيها الأخ الحبيب أن ما تدرسه بالإكليريكية هي مفاتيح البحث والدراسة والتنقيب في فروع العلم المختلفة أي ليست هي كل المعلومات ولكنها مفاتيح العلم والدراسة فقط عليك أن تدخل المكتبة وتدرس المراجع الموجودة بآخر كل مذكرة تدرسها ولكن بروح التلمذة عارفًا أن تلاميذ السيد المسيح والذين علمونا وكرزونا وكتبوا لنا مازلنا نذكرهم تلاميذ السيد المسيح برغم أنهم علموا المسكونة كلها وتلمذوا كثيرين ولم ينسوا أنهم تلاميذ.
أروم أن تكون هذه المذكرة سبب بركة لمن يدرسها ببركة أم النور سيدة البشرية العذراء أم الله القديسة مريم، بصلوات صاحب الغبطة والقداسة ومعلمنا البابا المعظم البابا شنودة الثالث وشريكه في الخدمة الرسولية أسقفنا المحبوب الأنبا مرقس أسقف المدينة المحبة للمسيح شبرا الخيمة وكل توابعها والذي اعتنى كثيرًا بتأسيس هذه الكلية إلى أن صارت منارة تضئ لخدمات كثيرة ولكثيرين أيضًا، آدام الله لنا حياته آمين؛
القمص إشعياء عبد السيد فرج